صورة و مقال … من قيادة قوات دجلة إلى الحشد الشعبي (الحرس الثوري العراقي)

  بقلم  كوهدرز تمر 
صورة الرئيس بارزاني مع نجله العميد منصور و قوات البيشمركة هذه، ليست من حرب داعش الإرهابي و مواجهة القوات الكوردية لها كما يعتقد كثيرون !!
الصورة و الحدث تحملان في طياتهما مدلولات كثيرة و تستحقان متابعة و دراسة كورديتين لأهمية الموقعة و ما يتبعها حتى الآن.
إنهما من 10-12-2012 في كركوك حيث التصدي لقوات رئيس وزراء العراق السابق نوري المالكي، القوات التي أطلق عليها قيادة عمليات دجلة و كانت تسعى لاحتلال كركوك و بسط نفوذها على المناطق الكوردستانية المستقطعة في محافظتي ديالى و صلاح الدين أيضاً.
حيث كان المالكي قد أنشأ في أيلول 2012 تلك القوات بقيادة عبد الأمير الزيدي من ثلاث فرق هي الرابعة و الخامسة و ال12 من الجيش العراقي أناط بها مسؤولية السيطرة على المناطق المتنازع عليها في ثلاث محافظات تضم مناطق كوردستانية هي كركوك و ديالي (خانقين) و صلاح الدين (دوزخورماتو)، و رفضها الرئيس بارزاني بشدة معتبراً إياها نية سوء من المالكي و خرقاً دستورياً. 
وتوجهت الامور بين الطرفين إلى مواجهات مقتل وجرح أشخاص عدة وكانت بداية فاشلة من المالكي ومشروعه العنصري الذي كشفه لوسائل إعلام عربية بادعاء عروبة تلك المناطق المذكورة.
لم يتوقف الحاقد عن ألاعيبه التي تدار من إيران فأدخل داعش إلى الموصل و سنجار و مناطق سنية قريبة منها بعد عام و نصف أي في حزيران 2014، و هو القائد العام للجيش العراقي، لغايتين أولهما تهديد إقليم كوردستان و رئيسه بارزاني و ثانيهما إظهار ضعف الجيش العراقي و أحقية البحث عن بديل وبالتالي تشكيل قوات الحشد الشعبي بعد سقوطه من رئاسة الحكومة بضغط كوردي، إلا أن أنه لا يزال و ثلته يديرون العراق بأوامر إيرانية .
الحشد الشعبي على غرار الحرس الثوري الإيراني تم تشكيله بعد عام من دخول داعش العراق و سيطرته على غالبية المناطق السنية المتاخمة لكوردستان ، و أُقِرّ رسميا قبل أيام في البرلمان العراقي ليحصنه مالياً و حقوقياً كقوة مرادفة للجيش تتبع رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة .
الحشد الشعبي أو الشيعي –الأصح – احتك مرات عدة مع قوات البيشمركة الكوردية في دوزخورماتو  و خانقين و جلولاء و السعدية ، نفس المناطق التي كان مقرراً أن تدخلها قوات دجلة ، و تسعى لدخول كركوك بشتى الطرق منها دعم حزب العمال الكوردستاني الذي أقرت وحدات حماية سنجار التابعة له بالتبعية للحشد و الجيش العراقيين !؟
و في سوريا قوات سوريا الديمقراطية تسير على نفس الخطى و التمدد الإيراني في كردستان يتعاظم خطره يوماً بعد آخر رغم المعرفة المبكرة بنوايا إيران العدوانية من قبل القيادة الكوردستانية التي باتت تواجه أدوات إيران داخلياً في حرب غير معلنة و مؤسسات الشيعة التي تدير الحرس الشيعي هذا تعمل بشكل علني في كركوك و السليمانية كمؤسسة رضوان في ظل تحالف قسم من الاتحاد الوطني الكوردستاني بقيادة هيرو إبراهيم أحمد و حركة التغيير بقيادة نوشيروان مصطفى مع عصبة إيران و على رأسها المالكي .
الرئيس بارزاني أفشل مشروع قيادة دجلة و مخطط تنظيم داعش الإرهابي صنيعة إيران و المالكي و نظام الأسد لضرب كوردستان ، و هو الآن في مواجهة الحشد (الحرس الثوري) من سنجار إلى جلولاء في مرحلة جديدة  من الصراع تستلزم سنداً كوردستانياً و مواقف حازمة في وجه طابور الداخل قبل أعداء الخارج الذين لن تنتهي أحقادهم حتى بعد استقلال كوردستان .


شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

د. محمود عباس الزيارة المفاجئة التي قام بها أحمد الشرع، رئيس الحكومة السورية الانتقالية، إلى إسطنبول، لم تكن مجرد جولة مجاملة أو لقاء بروتوكولي، بل بدت أقرب إلى استدعاءٍ عاجل لتسلُّم التعليمات. ففي مدينة لم تعد تمثّل مجرد ثقلٍ إقليمي، بل باتت ممرًا جيوسياسيًا للرسائل الأميركية، ومحورًا لتشكيل الخارطة السورية الجديدة، كان الحضور أشبه بجلوس على طاولة مغلقة،…

جليل إبراهيم المندلاوي   في عالمنا الإسلامي، لا شيء يُوحِّدنا كما تفعل الخلافات، فبينما تفشل جهود الوحدة السياسية والاقتصادية، نثبت مرارا وتكرارا أننا نستطيع الاختلاف حتى على المسائل التي يُفترض أن تكون بديهية، وآخر حلقات هذا المسلسل الممتد منذ قرون كان “لغز” عيد الفطر المبارك لهذا العام، أو كما يحلو للبعض تسميته: “حرب الأهلة الكبرى”. فبعد أن أعلن ديوان الوقف…

قدم الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، السبت، تشكيلة الحكومة الجديدة، والتي تكونت من 22 وزيراً. وقال الشرع في كلمته خلال مراسم الإعلان عن الحكومة في قصر الشعب: “نشهد ميلاد مرحلة جديدة في مسيرتنا الوطنية، وتشكيل حكومة جديدة اليوم هو إعلان لإرادتنا المشتركة في بناء دولة جديدة.” وجاءت التشكيلة الوزارية على الشكل التالي: وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني وزير…

نظام مير محمدي* في الغالب، فإن النظام الإيراني يبدو في حالة لا تمکنه من أن يصر على إن أوضاعه على ما يرام وإن ما حدث خلال العامين الماضيين الى جانب ما يحدث له حاليا على الاصعدة الداخلية والاقليمية والدولية، لم يٶثر عليه سلبا، ذلك إن الامر قد تعدى وتجاوز ذلك بکثير ولاسيما بعد أن تناقلت…