الكرد والنظام الاسدي والفيدرالية المرفوضة

* صفية عمر 
عندما ينزف الوطن
 إذا لم تخدم وطنك على الأقل لا تخنه .
الفيدرالية المنتظرة ..؟
سُئل رئيس النظام السوري بشار الأسد عن مطالبة الكرد بالفدرالية فكان جوابه لا لبس فيه  :
ان الكرد لا يملكون هذا الحق لأن أغلبية الكرد لايطالبون بالفدرالية ، وكيف يطالبون بها في منطقة أكثرية سكانها من العرب ..؟
ان رئيس النظام السوري وهو يسبح في بحر من دماء الشعب السوري ولا يزال مصراً على امتلاك الشرعية ولا يعترف بالشعب الكردي كقومية رئيسية في سوريا ولا يعترف بحقوق هذا الشعب ولا يعترف بان سوريا مقسمة فعلاً وأصبحت ساحتها مفتوحة لكل الدول ، وان السيادة السورية منتهكة بكل المقاييس ومن قبل الجميع  والكل يبحث عن مصالحه ماعدا مصلحة  الشعب السوري الذي أشعل ثورة ضد نظام يقتل شعبه،  وتحولت سوريا نتيجة المصالح الدولية والإقليمية الى بؤرة توتر في المنطقة أربكت العالم اجمع  .
ولا يمكن ان يكون هناك اي حل للوضع السوري العام او للازمة السورية دون إسقاط هذا النظام الذي لا يهمه شعبه او سيادة دولته المقسمة. لذا من الضروري ان يكون  هناك قراراً أممياً يدعو الى إنهاء الازمة السورية  من خلال إسقاط النظام والدعوة الى عقد  مؤتمر دولي يحضره كل مكونات الشعب السوري والتوصل الى صيغة نظام سياسي جديد يعبر فعلاً عن مصالح هذه المكونات ويحقق طموحاتها في العيش المشترك بعيداً عن كل السياسات المجحفة بحق هذه المكونات والتفرد برسم سياسات الدولة الديكتاتورية التي تخدم فئة معينة من الشعب السوري وعلى حساب بقية مكونات الشعب السوري، وان الصيغة الانسب لنظام الحكم في سوريا وفق كل المعطيات الجديدة للحفاظ على الدولة السورية موحدة وان تراعى مصالح كل الشعب السوري هو النظام الفدرالي والذي يمكن تعريفه على الشكل التالي :
الفيدرالية نظام الحكم تكون السلطات فيه مقسمة دستوريا بين حكومة مركزية و وحدات حكومية أصغر (الأقاليم، الولايات)، ويكون كلا المستويين المذكورين من الحكومة معتمد أحدهما على الآخر وتتقاسمان السيادة في الدولة. أما ما يخص الأقاليم والولايات فهي تعتبر وحدات دستورية لكل منها نظامها الأساسي الذي يحدد سلطاتها التشريعية والتنفيذيه والقضائية ويكون وضع الحكم الذاتي للأقاليم، أو الجهات أو الولايات منصوصا عليه في دستور الدولة بحيث لا يمكن تغييره بقرار أحادي من الحكومة المركزية.
 أن الفدراية تساعد على تأمين الديمقراطية وحقوق الإنسان لكل أفراد المجتمع .
اذ بهذا الشكل يمكن الحفاظ على الدولة السورية موحدة وبشكل اختياري اي طوعي تكون فيه كل المكونات مشاركة في رسم صيغة الحكم في دولتهم المستقبلية والتي يجب ان تكون لكل السوريين بمعزل عن القومية او الدين .
اما بخصوص ما طرحه رئيس النظام السوري بشار الاسد في مقابلته الصحفية يعبر فعلا عن الاجندات والمصالح التي رسمتها اجهزته الأمنية وخطط لها في كردستان سوريا من خلال ذراعها الأمني الذي نصبه وكيلاً لها على الشعب الكردي  وباشرت سلطة الوكالة وتحت شعارات رنانة أعلنت الإدارة الذاتية و فدرالية الشمال والبدء بتنفيذ سياسات قمعية  مرعبة ساهمت بشكل فعلي الى تحويل المناطق الكردية الى معسكرات مغلقة انهى فيها الحياة السياسية والاجتماعية و رحبت بمشروع  إبادة العناصر الوطنية وتحقيق مشروع سياسة الأسد الستيني بافراغ المنطقة الكردية من سكانها الأصليين ،
حيث بدأت ميليشيات سلطة الوكالة بتنفيذ قرارات وأوامر قيادتهم العليا المتمثلة بنظام الأسد، فعملوا على القتل والخطف لقيادات كانت ستغير الحراك الثوري 
وستلعب دورا هاما في الحركة الكردية .
مما دفع النظام إلى تصفيتهم على يد ميليشيات الإدارة الذاتية وكانت هذه الإدارة منحة من بشار الاسد تقديرا لخدماتهم  ولم يكتفوا بل عمدوا على تعطيل المشروع القومي الكردستاني والذي يمثله المجلس الوطني الكردي وذلك بخطف قيادات وأعضاء المجلس وزجهم بالسجون. 
ان كردستان سوريا تغتصب اليوم مرة أخرى على يد سلطة الوكالة بتحقيق أهداف نظام بشار الاسد بان تكون نسبة العرب في المناطق الكردية هي الأغلبية .
ماذا حقق حزب الاتحاد الديمقراطي للشعب الكردي بعد هذه السياسات والتي كانت نتيجتها الالاف من الشهداء من ابناء شعبنا الكردي في حروبهم العبثية لمصلحة النظام والتهجير القسري والتغيير الديموغرافي . وبعد كل هذا لا يعترف رئيس النظام بالشعب الكردي وبحقوقه القومية .
ان الشعب الكردي في سوريا يعيش على ارضه التاريخية ويعتبر قومية رئيسية ولا يمكن بعد الان وبعد كل هذه التضحيات القبول من أية جهة كانت ان تتجاهل حقوق شعبنا القومية وان شعبنا الكردي  ومن خلال مجلسه الوطني الكردي قد صاغ مشروع سياسي متكامل لطبيعة نظام حكم في سوريا المستقبل ويعتمد بشكل رئيسي على تشارك كل المكونات وخاصة المكونين الرئيسين الكرد والعرب في بناء دولتهم الفدرالية والتي تعبر عن مصلحة الشعب السوري وحقهم في الحياة والعيش الكريم وهذا الموضوع لا يتعلق مطلقاً بالتعداد السكاني وانما مرتبط بحق شعب  بتقرير مصيره وفق المواثيق والمعاهدات الدولية ذات الصِّلة، هذا المشروع الذي يعتبر بمثابة دستور للشعب الكردي وآلية ممارسة حقوقه في سوريا المستقبل والذي سيعرض على المؤتمر الرابع للمجلس الوطني الكردي والذي سينعقد قريباً ، لهذا مهما كانت سياسات النظام السوري او سلطته في الوكالة لن تؤثر مطلقاً على حقوق الشعب الكردي المتمثلة بالفدرالية ، وهذا الحق سيكون العنوان الابرز في المرحلة المقبلة .
بالنسبة للمعارضة السورية والتي تعتبر المجلس الوطني الكردي الجزء الرئيسي منها وسيعمل كل ما يترتب عليه في إسقاط النظام ولكن رغم ذلك لا يمكن مطلقا المساومة على حقوق الشعب الكردي القومية .وان شعبنا الكردي رغم كل الظروف الخطيرة التي يمر بها وكل المؤامرات التي تحاك ضده  ستبقى ارادته اقوى من كل الانطمة الديكتاتورية ومن هذه المؤامرات وستثبت الايام ان بشار الاسد لا يهمه سوى نظامه الديكتاتوري ولا يهمه ما يقدم له من خدمات مجانية .
ان هذا النظام زائل و سيزول معه كل من يخدم مصالحه .
* عضو ممثلية اوربا للمجلس الوطني الكردي

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خالد بهلوي تحت شعار “وقف العنف والتهجير – العيش المشترك بسلام”، وبمبادرة من مجموعة نشطاء من الشابات والشباب الغيورين، شهدت مدينة إيسين الألمانية يوم 21 ديسمبر 2024 وقفة احتجاجية بارزة للتعبير عن رفض الاحتلال التركي والتهديدات والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الكردي المسالم. الحضور والمشاركة: حضر الفعالية أكثر من مائه شخصً من الأخوات والإخوة الكرد والألمان، إلى…

د. محمود عباس ستكثّف الولايات المتحدة وجودها العسكري في سوريا وستواصل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية. تدرك تركيا هذه المعادلة جيدًا، وتعلم أن أي إدارة أمريكية قادمة، حتى وإن كانت بقيادة دونالد ترامب، لن تتخلى عن الكورد، لذلك، جاء تصريح أردوغان بعد عودته من مصر، ووزير خارجيته من دمشق اليوم كجزء من مناورة سياسية تهدف إلى تضليل الرأي…

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…