حواس محمود: الواقع السياسي الكردي في سوريا محزن ومؤلم والتفاؤل قليل ان لم يكن معدوما.

ما بين مواجع الوطن وفواجعه وتداول الملف السوري دولياً، ومن ثم الحديث عن ظروف اللاجئين السوريين في المغتربات والتطرق إلى إشكاليات عمل كل من السياسي والمثقف، تم اللقاء التالي مع الكاتب الكردي المقيم في النروج حواس محمود. 
حاوره: ماجد ع محمد
* قدمت المعارضة السورية منذ يومين في لندن رؤيتها للحل السياسي في سوريا، فهل ترى بأن الدول المعنية بالملف السوري ستأخذ بالرؤية الذي قدمها رياض حجاب؟ 
– لا زال الملف السوري يخضع للتأجيل والتسويف والميوعة السياسية المقيتة لا اعتقد ان تحل الازمة السورية في وقت قريب من الدول المعنية او غيرها من الدول ، ولن يأخذوا بالرؤية التي قدمها رياض حجاب على تنازلاتها الواضحة، وكما قلت الموضوع كله على نار هادية مستمتعين بحفلات الدم السوري على مرآى ومسمع احرار العالم في صمت لا اخلاقي مطبق غريب وعجيب . 
* حسب الرؤية التي قدمتها هيئة التفاوض فعملية الانتقال السياسي تنقسم إلى ٣ مراحل رئيسية وفق بيان جنيف (٢٠١٢) على أن لا يكون هناك أي دور لـ: بشار الأسد في المرحلة الانتقالية للبلاد، فهل ترى بأن النظام السوري العنجهي سيقبل بذلك ويقدم تنازلات سياسية ملحوظة ؟ 
– لن يقبل بشار وسيرفض ومعها روسيا والفيتو العاروي المخجل ضد كرامة السوريين والعالم، والدكتاتوريات لا تستفيد من تجاربها، سيناريوهاتها معروفة نمو فصعود فسقوط الى الهاوية والحضيض. 
* لمملكة النروج أهمية دولية من ناحية دورها في السلم العالمي، وهنالك مجال للعمل السياسي أمام المعارضة السورية فيها، برأيك لماذا لا تستفيد المعارضة السورية من ذلك بالشكل الأمثل؟
– اعتقد المعارضة السورية تستفيد إلى حدٍ ما ولكن ليس بالشكل المطلوب وهناك ممثلين عن المعارضة موجودين هنا باوسلو ويمارسون نشاطاتهم بكل حرية .
* في العام الماضي التقى مجموعة من السوريين في النرويج، وعقدوا مؤتمراً تأسيسياً انتخب فيه مجلساً وهيئة إدارية تهدف إلى توطيد العلاقات الاجتماعية بين اللاجئين السوريين الجدد والسوريين المقيمين والتنسيق مع المؤسسات النرويجية، فهل استطاعت تلك الجمعية تلبية احتياجات الوافدين الجدد من اللاجئين وهل قدمت شيئاً ملفتاً يتعلق بالثقافة النروجية والسورية على حدٍ سواء منذ تأسيسها؟ 
– انا سمعت بالمؤتمر التأسيسي الذي انتخب فيه مجلس وهيئة ادارية لكن باعتباري اقيم بعيدا عن اوسلو ليست لدي معلومات عن الهيئة ونشاطاتها. 
* في المغتربات هنالك جاليات لكل شعوب العالم ولكُل جالية جمعياتها ومُنظَّماتها الخاصَّة بها، فهل الكرد لهم مثل الآخرين جمعيات ومنظمات ؟
– الخلافات الكردية/الكردية ذات الطابع الحزبي انتقلت الى كل دول اوربا فبات الكرد اشتاتا مشتتة لا يستطيعون انشاء مؤسسات موحدة الجسم والبرامج والرؤية والهدف .

* برأيك هل الجمهور هو مجرد حلبة صراع يتعارك فيها المثقف والسياسي؟
– الجمهور متفرج وليس حلبة صراع وحسب، الجمهور يتاجر باسمه الكل، ولهذا انا انتقد الكل احزاب مثقفين ونشطاء والقضية بين المثقف والسياسي اكثر من معقدة، في حالتنا الكردية لا زال السياسي سيد الموقف والتابع له هو المثقف لانه يبحث عن الشهرة والمال وعند السياسي يجد بضاعته المنشودة، متجاهلا مهمته الاساسية بتنوير الشعب ونقد السياسي .  

* بخصوص فاجعة النمسا هل استطاعت الجاليات الكردية في اوروبا التأثير على الرأي العام الغربي، أم أن جل هم المواطن الكردي هو الوصول الى مكانٍ ما من خارطة أوروبا ومن ثم لا يعنيه أي شيء من قضايا شعبه سوى نفسه وحاجيات بدنه؟
– لا اعتقد ان الجالية الكردية لعبت دورها في هذا الموضوع، بسبب ما ذكرتم من اسباب ذاتية لكل مهاجر كردي وايضا بسبب حالة التشتت السياسية القائمة الآن والتي تؤثر على كل الحراكات المطلوب القيام بها 

* في مقال لك أشرت بأن الكرد السوريين يفتقدون إلى خارطة طريق، فهل المشكلة كامنة في قلة نسبة حضورهم في الكتل والهياكل التنظيمية؟ أم أنهم بالأصل غير فاعلين سواءً خارج الكتل ام داخلها؟
– انا قصدت ان المثقف الكردي عموما ينحاز لأحد الاطراف السياسية ويدافع عنها بشراسة، والكرد عموما يفتقدون لخارطة الطريق وبخاصة ال ب ي د هو يعمل بموجب تفكير تكتيكي يغيب عنه البعد الاستراتيجي لذلك الخطورة محتملة في اي وقت كان . 

* في مقال اخر اشرت إلى العيوب التي يعاني منها سكرتارية الأحزاب ورهطهم وابتعادهم عن العمل النضالي الكردي الجدي.
– الامين العام ورجال الصف الاول والثاني والثالث كانوا ولا يزالون يبحثون عن لقمة سائغة ومحصول مالي ووجاهة من خلال الاحزاب والادعاءات الفارغة بالدفاع عن الشعب الكردي المضطهد . طبعا مع استثناءات قليلة . 

* قلت بأن أوروبا لم تنجح في ثوراتها السياسية إلا بعد الثورات العلمية والثورات الفلسفية، فهل مشكلتنا في طبيعة الثورة ومنحاها أم هي في بنية من يقومون بتلك الثورة؟
– المشكلة في بنية الثورة السورية وايضا في حجم التدخلات الخارجية وتدخلات النظام فيها، هذا اثر كثيرا وشوه من سمعتها وتم سرقتها من الثوار الحقيقيين. 

* في أحد نصوصك ركزت على الأنظمة الاستبدادية، ولكن أليست العقلية الاستبدادية والثقافة الاستبدادية الموروثة لدى الناس هي من رسخت دعائم الطغاة وهؤلاء الأنظمة؟
– نعم الاستبداد ثقافة شعبية، البنى الفكرية المنتشرة الراهنة هي لبنة اساسية في معمار الاستبداد وصناعة الطغاة صناعة محلية بأدوات محلية ودعم خارجي. 

* قلت في نص اخر انه لن يستقيم العمل الوطني والقومي الكردي إلا باقتراب السياسي من الثقافة كبعد استراتيجي واقتراب المثقف من السياسة كبعد تكتيكي. هل هذا قابل للتحقق في المدى المنظور؟
– الآن تعقدت اللوحة ولم يعد للمثقف اي قيمة تذكر بخاصة في ظل الانقسامات بين اتحادات الكتاب الملحقة بالاحزاب السياسية وبقي المثقف الصامد الوطني يناضل بمفرده بعد ان خفت وبهت صوته كثيرا في زمن الحرب، كما السياسي ايضا لم يعد له قيمة كبيرة بخاصة المبعد من الوطن او الذي خرج بمحض ارادته. 

* يا ترى هل الكلام الذي أرسله إليك الأديب السوري الراحل ممدوح عدوان بقوله “اتمنى لك مستقبلا اقل سوادا” هو فعلاً أقل سواداً مما تمناه عدوان لكَ أم غدا أكثر سوداوية مع رداءة الواقع السياسي للكرد السوريين؟
– اعتقد ان ممدوح عدوان كان ذا فراسة قوية جدا هو تنبأ باحد الحروب العربية الاسرائلية برواية الابتر، وجسد الحرب العراقية الكويتية في مسلسل الزير سالم، واعتقد ان توصيفه لي بمستقبل اقل سواد كان دقيقا تماما كان هناك سواد ولا يزال في حياتي لكنه ليس بنسبة كبيرة، وايضا قال لي وعسى ان نلتقي في ميدان الكتابة صديقين وقد التقينا فعلا بدمشق عام 2001 وكان هذا الكلام مشجعا لي جدا، اما على الصعيد العام الكردي فالواقع محزن ومؤلم والتفاؤل قليل ان لم يكن معدوما.  
شكرا لكم على اجراء هذا الحوار معي .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…