بيان من المجلس الوطني الكردي في سوريا حول اعلان وثيقة الاطار التنفيذي في مؤتمر لندن

إن مشاركة الشعب الكردي في سوريا بثورة الحرية والكرامة السلمية منذ انطلاقتها الاولى في آذار 2011كانت نابعة من قناعة الكرد بالوقوف مع السوريين الذين خرجوا في تظاهرات سلمية رافضين القمع والاستبداد والعمل من اجل سوريا للكل السوريين , وتجلت هذه المشاركة بانضمام المجلس الوطني الكردي الى الائتلاف الوطني لقوى الثورة و المعارضة السورية عام 2013 ,بموجب وثيقة مشتركة تمثل الحد الادنى للمطالب الكردية في سوريا المستقبل , وبقي الكرد حريصون على العمل في صفوف المعارضة السورية بعد مؤتمر الرياض وكذلك في الهيئة العليا للمفاوضات والوفد المفاوض في جنيف بالرغم من بعض التصريحات الاستفزازية تجاه الكرد التي كانت تصدر من بعض شخصيات المعارضة امثال الزعبي و غيره .
وليس بخاف على احد بان المجلس الوطني الكردي عمل مع الائتلاف الوطني على تذليل العقبات للوصول الى رؤى مشتركة حول مستقبل سوريا , وكما عمل المجلس مع الهيئة العليا للمفاوضات , وقدم العديد من الرؤى لتخرج هذه الوثائق ملبية لطموحات كل السوريين على اختلاف انتماءاتهم القومية والدينية والاثنية .
ومن الجدير ذكره بان المجلس الوطني الكردي قدم مقترحات عدة حول تعديل مسودة (الاطار التنفيذي ) الا انه وبكل اسف لم تؤخذ بعين الاعتبار وجاء اعلان وثيقة (الاطار التنفيذي ) في مؤتمر لندن مخيبة لآمال كل السوريين ولا تنسجم مع ما قدمه السوريون بكل مكوناتهم من تضحيات ,وما يتطلعون اليه ويطمئنهم على مستقبلهم , لا بل تذهب الى ابعد من ذلك ,تكاد تلغي حقيقة التعدد القومي والديني في البلاد التي عمل نظام الاستبداد على طمثها ويشتم منها رائحة اعادة انتاج الدولة السورية بمرتكزاتها الفكرية ونظامها الشمولي الذي اوصل البلاد الى ما نحن عليه اليوم واقصاء المختلف معهم وانكار خصوصية المكونات و حقوقهم .
وفور اطلاع المجلس الوطني الكردي على النسخة النهائية من الوثيقة بادر المجلس بإرسال رسالة الى المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السيد رياض حجاب بتاريخ 6/9/2016 قبل الاعلان في مؤتمر لندن وابدى اعتراضه على العديد من النقاط الواردة في الوثيقة وابرزها :
1- ان الوثيقة تلغي حقيقة التعدد القومي لاعتبارها ان سوريا جزء من الوطن العربي .
2- ان الوثيقة تلغي مساهمة المكونات الاخرى في بناء سوريا عندما تقول (اعتماد الثقافة العربية الاسلامية معينا خصبا للإنتاج الفكري والعلاقات الاجتماعية …. ) ويعتبر ذلك الغاء لثقافات المكونات السورية التي تفاعلت ايجابيا في الحضارة السورية على مدى الاف السنين .
3- اعتماد الوثيقة اللغة العربية لغة رسمية وحيدة في البلاد يعتبر ذلك الغاء و تجاهلا للغة الكردية ولغات المكونات الاخرى .
4- ان الوثيقة تتجاهل الاعتراف وضمان حقوق الشعب الكردي القومية واللغوية والثقافية والسياسية دستوريا وفق العهود والمواثيق الدولية , وكذلك حقوق المكونات السورية الاخرى من سريان أشوريين وتركمان وسائر المكونات القومية الاخرى .
5- ان الوثيقة تحاول من خلال طرح اللامركزية الادارية لشكل الدولة واستنساخ المجالس المحلية التي اعتمدها النظام سابقا وتعيد انتاجه من جديد .
6- الوثيقة تخضع القرارات التي تؤثر على مكون بعينه الى مبدأ الاغلبية بدل من التوافق , والى ما هنالك من ثغرات في الوثيقة المعلنة .
لذلك فان المجلس الوطني الكردي غير ملزم بهذه الوثيقة , وبناء عليه رفض المجلس المشاركة في مؤتمر لندن وتم ابلاغ الدول التي ستحضر المؤتمر بموقف المجلس الرافض للمشاركة في المؤتمر للأسباب الانفة الذكر .
وعليه فان المجلس الوطني الكردي يدعو الهيئة العليا للمفاوضات الى اعادة النظر في وثيقة الاطار التنفيذي وان المجلس في الوقت الذي يحرص فيه على الاستمرار والعمل في صفوف الهيئة العليا للمفاوضات يؤكد بان أي تجاهل لمطالب الشعب الكردي يضع المجلس امام مسؤولية كبيرة تجاه شعبه ويضعنا امام خيارات اخرى .
كما اننا في المجلس الوطني الكردي نبدي دعمنا وتأييدنا لأي جهد دولي يفضي الى حل سياسي للازمة السورية وفق مقررات جنيف1 والقرارات الدولية ذات الشأن ونؤكد بان أي حل لا ينسجم مع تطلعات السوريين في بناء سورية اتحادية برلمانية ديمقراطية يضمن دستورها الحقوق القومية للشعب الكردي لن يجلب الامن والاستقرار لسوريا والمنطقة .
قامشلو 9/9/2016
الامانة العامة للمجلس الوطني الكردي في سوريا

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…