هو يقع حيث يبدا هجوم امثالك عليه

ديار سليمان

 كم نحتـاج و نحن نقرأ القصة الجديدة للسيد السعيد آلوجي و المعنونة ب(أين بات يكمن خط الدفاع عن البارتي) الى

طيبة الذكـر أجاثا كريستي لتحل لنا طلاسمها، و تفك ألغاز الشخصيات التي أخذ كل منها رقمآ(1-5)، لكي ترتاح أعصـاب كل من ألقى السلام في يوم ما على سماحته و يطمئن (و لو مؤقتآ)الى أنه ليس واحدآ من هؤلاء اللذين جرى ترقيمهم و التشهير بهم ،دون استبعاد فرضية أن يكون لكل من اتصـل بالرجل بشكل ما ملفـآ يتضمن حتى عـدد أنفاسه، خاصة و أن أخـباره تقول أن زنة أرشيفه تورمـت حتى أنها تجـاوزت المائة و الخمــسين كغ!!!
 اذا لم تخني الذاكرة فقد كان السيد موضوع مقالنا قد أعلن توقفه عن نشر سلسلة حلقاته بداعي التفرغ للتضامن و الدفاع عن أقليم كوردستان في وجه الهجمة الطورانية التركية، و حسب علمـي فأن هذه الهجمة لم تتوقـف بل ازدادت شـراسة لا بل أنضمـت دول أخرى مثل ايران الفارسية في عـدوانها المباشـر على كوردستان،أم ان صاحبنا لا يقـرأ الأخبــار، حتى يلجـأ الى أسلوبه المعهـود في الضـرب تحت الحـزام دون مراعـاة لأصـول و قواعـد التعامـل الأنساني و احترام ذاكرة القراء.
 أسئلة مباشرة أجد نفسي مضطرآ هنا لطرحها:
 هل كانت رسالتك المنوه عنها و التي قلت بأن مندوبك قد قال بأنه قطع ما مجموعـه 9000 كم لنقلها تستحق كل هذا العناء؟
 و الى أي مـدى كان يمكن لهذه الرسالة الخارقة أن تغـير الأوضاع في الشـرق الأوسـط؟
 ألم يكن الأجـدر بك أن تشفق على الرجل من حمـل عـبء كـبير مثل هذا تنـوء من حملـه حتى الجبـال؟
 ثم مـا دامت هنـاك شكـوكآ لديك في تمكنـه من ابلاغ رسـالتك العتيدة، ألم يكـن الأفضـل ارسالهـا الى السيد (بان كي مون) لاستحصـال قـرار من مجلـس الأمـن تحـت الفصـل السابع، يجـيز استخـدام القـوة ضد المؤتمـرين لالزامهم بسماع رسالتك و يوفر على مندوبك الصـياح(كما ذكرت)عليهم و دعوتهم لازالة كلمة الديمقراطي من اسم الحزب الذي يعمـل منذ خمـسين عامـآ تحت هذا الأسـم، و لم يكتشـف عـدم ديمقراطيته الى اللحظـة التي جـاء فيهـا هذا العبقـري ليضع الجميع في حجمهـم.
 لا أريـد الأنتقـال الى فقرة أخـرى دون التساؤل عن مهمة مندوبك هـذا و التي تذكـرني بمغامرة رأس المملـوك جابر في مسرحية سعدالله ونـوس الشـهيرة، تساؤلي هو فيمـا اذا كان الرجـل يمثـلك أنت و أنت المـستقيل من الحـزب أم يمثل رفاقه الحزبيين في المانيـا؟  لأني كما علمت فهـو قد نقـل أو حاول أن ينقـل وجهـة نظرك و رأيك فيهـم دون رأيهم فيك، مع أن المنطق يقتضي التعامـل معك بأعتبارك شـخصآ غريبآ عن الحـزب منذ اللحظـة التي أرتضيت لنفسك فيها الأنتقـال الى الخنـدق المعـادي للبارتي و التهجم عليه، في حين أن الحكمـة كانت تتطلب منك أن لا ترمي حجــرآ في البــئر الذي شـربت منه.
 صـورتان أعرف السيد آلوجي من خلالهما ينشرهما في مقدمة مقالاته: يظهـر في أحداهما مبتسمآ، للدلالة على أن فحوى مقاله يبعث على السرور(تهنئة مثلآ)، و يظهر في الثانية متجهمـآ فيعرف المـرء أن في مقاله (مصيبة ما).

تحت الصـورة العابسة قرأت تحريضـه على د.

حكيم بشار و تهجمـه على البارتي و تشكيكه في مؤتمره الأخير الذي كان قد انتخب السيد الدكتور رئيسـآ له بشبه اجمـاع و انسحب ذلك (التشكيك وكذلك نصاب الأنتخاب)على انتخابه سكرتيرآ للجنة المركزية.
 سمعت صوته عاليآ شاتمآ تحت الصورة الثانية فعرفت أن ذلك ليس سوى دليلآ على الأهتزاز و انعـدام الحجـة، خاصة عندما يعتبرني مرة خيالآ و أخرى حقيقة، و يحط من كرامة الآخرين عندما يعتبرهم مسلوبي الأرادة بسبب قيامهم بانتخاب قيادة شابة اذ يعتبر نفسه وصيآ عليهم بأعتباره رئيسـآ لمصلحة تشخيص النظـام، و ازدادت معرفتـي به من موقع الانترنت الذي يديره و الذي يتخـصص بنشر كل ما يسئ الى احد اطراف الحركة الكوردية لخلق المزيد من الفتن بينها، و كذلك من تهديداته لبعض مواقع الأنترنت بعدم نشر كل ما يتعارض مع نهجه، أما ما نشره أخيرآ فهو أبان الخيط الأبيض من الأسود بشكل نهائي.
 و لأعـد ثانية الى لغـة الأرقام التي تستهويني، 60 عضوآ بلغ عـدد رفاق السيد آلوجي في احدى كونفرانساته كما يقول، نعم ستون عضوآ، لن أقوم بالتشكيك بهذا الرقم العجيب، لكني أسأله فقط و هو الذي تنطح للمسؤولية طوال تلك السنين، كيف دار الزمن دورته حتى أصبح الرقم كما يعرفه هو (حيث لم يبق في الميدان الا…)؟
 ما الذي فعله للحفاظ على رفاقه و كسب آخرين جدد؟ أم أنه كان مشغولآ طوال الوقت في تصيـد هفواتهـم لغاية في نفس يعقـوب و هم اللذين اعتبروه موضع ثقة فأسروا أليه بأوجاعهم في لحظات ضعف انساني في هذه الغربة القاسية (تكاد الظنون تأخذني الى أن ما نشر قد تجاوز المؤتمر الى جهات أخرى) .
 ثم هل من المعقـول أن يكون كل هؤلاء الستون و بضمنهم و كل من أخذ و لم يأخذ رقمـآ و كل من يعمل مع البارتي على خطـأ و سماحة السيد على صـواب؟ سلسلة طويلة من الأسئلة لا تنتهي، لعل أحـدها هو: ما الذي أضافتـه مقالة السيد آلوجي الأخـيرة الى رصيد القضيـة الكوردية؟ فبصرف النظر عن قيامه بازالة ورقة التوت الأخيرة من على ستره و الذي يعتبر انجـازآ له، فأني لا أجـد الا محاولة فاشلة للتعكز على أوهـام من أجل تجنب تقديم كشف للحساب.

أخـيرآ، ألم يكن أسلوب العلاج بالصـدمة الذي اتبعه معك السيد الطبيب مجديـآ في ازالة القناع من على وجهك، بحيث يمكـن اعـتباره انجازآ ضخمـآ له، و أنت من أنت، تفوقت على صاحب مقولة: أكذب أكذب حتى يصدق الآخرين.
10-06-2007

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

د. محمود عباس في عالم يتأرجح بين الفوضى والنظام، يبرز المشهد السياسي للولايات المتحدة في ولاية دونالد ترامب الثانية (2025) كمحطة حاسمة لإعادة تعريف التوازنات العالمية. إن صعود ما يُمكن تسميته بـ “الدولة العميقة العصرية”، التي تجمع بين النخب الاقتصادية الجديدة والتكنولوجية والقوى السياسية القومية، يكشف عن تنافس ضمني مع “الدولة العميقة الكلاسيكية”، المتمثلة في المؤسسات الأمنية والعسكرية التقليدية. هذا…

تعرب شبكة الصحفيين الكُرد السوريين، عن قلقها البالغ إزاء اختفاء الزميلين أكرم صالح، مراسل قناة CH8، والمصور جودي حج علي، وذلك منذ الساعة السابعة من أمس الأربعاء، أثناء تغطيتهما الميدانية للاشتباكات الجارية في منطقة صحنايا بريف دمشق. وإزاء الغموض الذي يلف مصيرهما، فإننا نطالب وزارتيّ الإعلام والداخلية في الحكومة السورية، والجهات الأمنية والعسكرية المعنية، بالتحرّك الفوري للكشف عن مكان وجودهما،…

اكرم حسين في عالم السياسة، كما في الحياة اليومية عندما نقود آلية ونسير في الشوارع والطرقات ، ويصادفنا منعطف اونسعى إلى العودة لاي سبب ، هناك من يلتزم المسار بهدوء ، وهناك من “يكوّع” فجأة عند أول منعطف دون سابق إنذار. فالتكويع مصطلح شعبي مشتق من سلوك السائق الذي ينحرف بشكل مفاجئ دون إعطاء إشارة، لكنه في السياسة يكتسب…

إبراهيم اليوسف توطئة واستعادة: لا تظهر الحقائق كما هي، في الأزمنة والمراحل العصيبةٍ، بل تُدارُ-عادة- وعلى ضوء التجربة، بمنطق المؤامرة والتضليل، إذ أنه بعد زيارتنا لأوروبا عام 2004، أخذ التهديد ضدنا: الشهيد مشعل التمو وأنا طابعًا أكثر خبثًا، وأكثر استهدافًا وإجراماً إرهابياً. لم أكن ممن يعلن عن ذلك سريعاً، بل كنت أتحين التوقيت المناسب، حين يزول الخطر وتنجلي…