جان كورد
بناء ما يلزم من أسباب القوة التي تمهد لإقامة الكيان الكوردي السياسي الذي يصون هذا الحق ويحميه
القوة العسكرية – الاقتصادية – العلاقات الدولية – التضامن الداخلي من خلال العدل والمساواة – الحريات السياسية والدينية والفكرية – الإعلام الناقد – دعم الإبداع الشبابي – فتح المجال للاستثمار المبرمج وتوظيف رؤوس الأموال الكوردية – اجتذاب المهاجرين الكورد وذوي الخبرات والعلماء خاصة– عودة الكورد المهجرين تاريخيا إلى بلاد أخرى (مثل جمهوريات الاتحاد السوفييتي المنحل مثلا) – تقليم أظافر المتطرفين من كل الأشكال باستمرار- وضع الخطط المستقبلية بمساهمات واسعة من مختلف ذوي الخبرات – دعم البناء الصحيح للعائلة – دعم الفعاليات الشبابية وتربية الأجيال تربية قومية بعيدة عن العنصرية والروح العدوانية،
وقبل كل شيء بناء المؤسسات اللازمة التي من شأنها إعادة برمجة العقل الكوردستاني برمجة صحيحة، بحماية وتطوير اللغة الكوردية أولاً، وتقريب لهجاتها بشكل حازم، لا إلغاء لهجة مقابل دعم الأخرى وجعلها اللغة الوطنية، كما جرى ويجري في جنوب كوردستان مع الأسف، وبدحر الفكر التقسيمي التجزيئي للقضية الكوردية سياسياً، كما هو الحال منذ انهيار ثورة آغري في عام 1930…
هذه كلها من ضرورات ما يلزم كتمهيدٍ لا بد منه لإقامة الكيان الكوردي السياسي، فهذا العمل الشاق هو الأساس وليس مجرّد وضع برامج كبيرة تنفجر عن هواء فاسد لمجرد اصطدامها بجسم ساخن، ثم يخرج أصحاب تلك البرامج التي تشبه الأحلام الوردية على شعبنا ليقولوا: “نحن من وضعنا أساس إقامة الدولة الكوردية، وهم في الحقيقة كانوا يطمحون لإقامة عروشٍ شخصية على أكتاف التابعين الحمقى.
فكيف يمكن العمل والكورد ليس لهم من معين وإمكانات وسلطات قادرة على تحويل النظري إلى عملي؟
لا بد من البدء عند نقاط ارتكاز أساسية، ومنها وجود ما لدى الكورد من رأسمال سياسي ومالي وعسكري ودبلوماسي واعتراف دولي، وهذا يتوافر اليوم فقط في جنوب كوردستان، وقد يتوافر في غرب كوردستان في السنوات القليلة القادمة، إن لم يقع الكورد في أخطاء فاحشة، منها اعتقاد البعض بأنهم صاروا دولة لمجرد أنهم يحظون ببعض السلاح وتلتفت إليهم أنظار الرأي العام العالمي بسبب وجود تنظيمات إرهابية يقاتلونها الآن.
ما يمكن أن يقدمه جنوب كوردستان من أجل بناء الأرضية الثابثة لإقامة الدولة الكوردية كثير وكبير، ولقد رأينا كيف تأثرت الأوضاع في غرب كوردستان بمبادرة الرئيس البارزاني لإجراء حوار بين فصائل حركتنا السياسية هناك، حيث بدأت مبادرته كضربة قاصمة لنفوذ وسياسة الذين يرفضون إقامة دولة كوردية، مما أرغمهم على التكتل والتضامن والتداعي لمحاربة السيد البارزاني محاربة لا هوادة فيها، لأنهم يعلمون جيداً أنه سيقوم بمبادرات مماثلة بالنسبة لشرق وشمال وشرق كوردستان، بمعنى أنه لم يعد يعترف بالحدود السياسية التي تقتسم وطن الكورد وأنه لا يجد مبادرته الكوردستانية تدخلاً في شؤون الغير وإنما بمثابة القيام بواجب كوردستاني، وهذا يخدم القضية القومية ويشد من عزم العاملين في سبيل توحيد قوى الأمة الكوردية. فمن هم الذين هاجموا مبادرة إرسال البيشمركة من جنوب كوردستان إلى غربها سوى عملاء المحتلين وخونة الشعب الكوردي؟
هذا يعني أن حجرة الدومينو الأولى التي ستسقط بحركةٍ منها سائر الأحجار التالية تكمن فيما يقوم به إقليم جنوب كوردستان من جهود كوردستانية، وليس أي قوة سياسية خارج الإقليم، فهناك أرضية قانونية – سياسية – عسكرية – وعلاقات دولية قائمة، ومنطقة واسعة لإيواء معارضي الأنظمة التي تقمع مناضلي شعبنا الكوردي في بلدانها… بل هناك قيادة مؤمنة بحث هذا الشعب في الحرية والاستقلال، رغم تكالب الأعداء وقدرتهم على تجنيد مرتزقة وجحوش وعملاء كثيرين من بين الكورد بهدف احباط ونسف المشروع الكوردستاني جملة وتفصيلا.
وعليه، فالذين يعملون من أجل بناء الأرضية الضرورية لإقامة الدولة الكوردية ليس لهم سوى الوقوف مع قيادة إقليم جنوب كوردستان، لا ضدها، والدفاع عنها لا محاربتها، وتقديم يد العون لها لا نسف جهودها سياسيا واعلاميا…
وبقدر ما تتضافر جهود الكورد المخلصين يزدادون قوة، وقد صدق العلامة الكوردي الكبير سعيد النورسي الذي نادى:
الاتحاد… الاتحاد… ثم الاتحاد يا شعبي الكوردي.
08 حزيران، 2016