ملف استقلال كوردستان.. وموقف حزب العمال الكردستاني – القسم (6)

– محمد قاسم ” ابن الجزيرة “: العودة الى الشعب لا يزال المعيار الأفضل، المتبع في الثقافة السياسية العالمية.
– حواس محمود: الظرف السياسي والتاريخي الان متاح لإقامة الدولة الكردية والضرورة قصوى لتوحيد او على الاقل تنسيق كردي كردي لإقامة الدولة الكردية.
– نارين عمر: مسألة الاستقلال تخصّ بالدّرجة الأولى شعب وحكومة الإقليم،  وما علينا في الأجزاء الأخرى إلا أن نقدّم إليهم العون والدّعم..
– محمد مندلاوي: الأمة الكوردية في إحدى أقاليهما الأربعة أو مجتمعة, لها الحق الشرعي والقانوني كسائر أمم الأرض أن تؤسس دولتها القومية المستقلة, أسوة بدول العالم المستقلة.
– د. خوشناف سليمان: تثبيت استقلال الاقليم الكردي في العراق ينطوي على أهمية استراتيجية قصوى للكُرد في كل مكان .

 

 محمد قاسم ” ابن الجزيرة “: العودة الى الشعب (الانتخاب-الاستفتاء) لا يزال المعيار الأفضل، المتبع في الثقافة السياسية العالمية
وردتني الأسئلة التالية من موقع ولاتي مه:
– هل تجدون طرح مسألة “الاستقلال” في اقليم كوردستان كحق تقرير المصير للشعب الكوردي في الإقليم؟ – كيف تقيمون موقف حزب العمال الكردستاني من موضوع استفتاء الشعب الكوردي، فهل لهذا الحزب الذي أعلن بأنه ” تخلى عن العمل من أجل الدولة القومية” الحق في التدخل في الشأن الكوردي العراقي؟ – هل الرد على هذا الموقف ضروري وجيد، أم يجب اعتبار مثل هذه التصريحات “جعجعة بلا طحن”؟ كيف تجدون الرد عليه من قبل مؤيدي الاستفتاء مناسبا، إعلاميا فقط أم إجرائيا؟ هذه الأسئلة المفتوحة حول مسألة استقلال كوردستان طرحها الكاتب والسياسي الكردي المعروف “جان كورد” على المثقفين الكورد.
الذين سيتناولون الموضوع بلغه خطاب سياسية مباشرة، كثيرون.
لذا سأتقدم بمداخلتي كالتالي، وان كانت لي رؤيتي الخاصة، وتقويمي الخاص، وتفاعلي الخاص… وفقا لمعيار اومن به وهو (القومية/الوطنية/الإنسانية) كمفهوم متكامل.
هذا المعيار الذي يشمل ثلاثة مفاهيم، كل منها كتبت بشأنه المجلدات وتناولته الفلسفة وعلم الاجتماع السياسي، وعلم النفس الاجتماعي وعلم السياسة …الخ. لكنني اختصر النتائج هنا في مفهوم واحد.
ليس ابداعا ، وانما استند فيه الى رموز تاريخية لها وزنها في عالم السياسة النظرية والميدانية كالمهاتما غاندي الذي يعتبر أحد قمم الفلسفة السياسية وتطبيقاتها، اذ اتخذ اللاعنف ركيزة ومذهبا قدّرها العالم بأسره، بل وحقق –استنادا اليها – استقلال الهند التي كانت تضم أكثر من ثلاثمئة مليون من السكان حينها، وساعد على تجنيب المسلمين والهندوس حروبا ربما كانت لتدوم عقودا، أو أكثر.
فمنهجه النظري وسلوكه الميداني المتوافقين (مصداقية النضال السياسي) المتضمن مواقف إنسانية نبيلة وشجاعة، وقدرة إدارية انبثقت من تفاعل مع الشعب بعمق وصدق. فأصبح جزءا منه، وأصبح الشعب أيضا جزءا من شخصيته، يقول: الوطنية والانسانية عندي سواء.
والوطنية تُبنى على معنى القومية أساسا، في تبلور نشوئها تاريخيا.
فكرة القومية بنيت عليها الدولة الحديثة في أوروبا، وامتدت الى المناطق الأخرى من العالم. وبحسب التطور الثقافي للعالم. وانعكاساته على حياة الشعوب والأوطان. كنشوء الشركات العابرة للحدود، بل القارات. وتأثيراتها السياسية والعسكرية من خلال دورها وتأثيرها على أنظمتها.
 وإن التطور العلمي أثّر على مسار الثقافة العالمية، التي بدأت اساطير، ثم فلسفة لها اتجاهاتها التي برز فيها اتجاهان رئيسيان هما “المثالية” و “المادية”. وقد تعززت الأخيرة بكشف منهج العلم الذي يبدا بالمشاهدات، ويمر بالفرضيات، وينتهي بنتائج التجارب التي ثبتت يقينيا. فكانت “القوانين العلمية” التي ساهمت في دراسات؛ انحازت الى ما عرف بالواقعية، كنهج تفسير بدا كأنه يتقدم على الدراسات المنطقية النظرية(الفلسفية). لاسيما بعد ازدهار “التكنولوجيا” ونتائجها المبهرة على الحياة.
وقد تعززت أكثر، إثر تأليف داروين لكتابه “أصل الأنواع” وظهور مدرسة “التحليل النفسي ” على يد سيجمند فرويد، فكانت منطلقا للأيديولوجيا الماركسية وقاعدة لها، فادعت امتلاك فلسفة تفسيرية شاملة للكون، وانطلقت منه في محاولة فرضها تحت مسمى “الاشتراكية العلمية “. وانطلقت من ذلك لتبني فرضيات (ونظريات) باعتبارها قوانين، كمفهوم “الحتمية التاريخية ” و”الديالكتيك” واجتماعيا/سياسيا، مفهوم “دكتاتورية البروليتاريا” الذي ركبت موجه؛ واتخذته سيلة لممارسة العنف باسم طبقة الكادحين (التي معظمها في ظروف عجز ثقافي(وعي) وحاجة مادية (فقر) مما وفر فيها مادة خام نموذجية لتمرير اجنداتها السياسية).
فهيمنت على الأمور، وانتشرت افكارها في مناطق من العالم، سهل مهمته، واقع رأسمالي انتجه تقدم العلم “التكنولوجيا” فنشأت طبقة رأسمالية الّهت المال، واستعبدت الفقراء والمحتاجين… لكن المنهج الخاطئ –لا بد ستظهر نتائجه الخاطئة في مرحلة ما. لاسيما إذا كان الذين يديرونه -0يتبعونه-يفرضون رؤاهم الذاتية باسم الموضوعية.
 وهذا ما حدث للمنظومة الاشتراكية “الماركسية” التي انهارت سريعا امام الواقع وحقائقه، وبمساهمة من قوى رأس المال العالمي التي تعيش نظما تمارس الديموقراطية النسبية التي توفر لقوى الشعب قرصة التأثير من خلال الانتخابات، فتحسن ظروف الأداء الرأسمالي نسبيا، وأصبح أقرب لقبول الشعب من نظام شيوعي صارم تضخمت فيه أجهزة مخابراتية على حساب الشعب وحريته وكرامته، وتعملق السياسيون المتنفذون فيه، فأصبح كل “امين عام” حزب كأنه إله في شعبه. وعلى كل مواطن ان يحمل كراساته في حقائبه ويحفظ ما فيها.
 وتقمص البعث هذه التجربة لأنها تتيح له الهيمنة على الشعب. وها هم الجميع يدفعون ضريبة ذلك، وفي العراق وسوريا خاصة…!
حتى اللحظة لم يكتشف الانسان أفضل من نظام العودة الى الشعوب لتقرير ما تراه؛ على الرغم من ان واقع بعض الشعوب –والكورد منها – لا يزال قاصرا او ناقصا لاستيعاب أهمية ودور الفرد فيها، في تقرير شؤونها وقضاياها المصيرية (أي ضعف الوعي السياسي وسوء إدارة المسار فيها). لكنه يبقى المنهج الأصلح، باعتباره يتضمن إمكانية التغيير نحو الأفضل كلما تقدم وعي الشعب، فمادامت حرية الاستفتاء متوفرة بحسب المعايير الدولية، فهذا يبشر بان أساسا سيوضع، ويمكن البناء عليه.
ويبدو ان كل المناهج التي تبنت تضليل الشعوب ومصادرة حقوقها افي اختياراتها انتهت الى ظروف كارثية خلال عقود، لا قرون، وخير مثال لذلك، الاتحاد السوفييتي الذي عاش إمبراطورية قوية ومتقدمة تكنولوجيا بنسبة ملحوظة. لكن البنية التي تأسست عليها جعلت الحكام في واد والشعوب في واد، ولم تنفع قوة الاستخبارات الضخمة ان تفعل شيئا مذكورا لهؤلاء الحكام. او انها نفسها انحازت الى الشعب اذ لاحظت الكارثة التي ينزلق اليها وطنهم نتيجة نهج سياسي متخلخل في بنيانه فالظاهر فيه القوة، والباطن فيه منخور. وهي الأكثر اطلاعا على الواقع والحقيقة فيه. وبالتالي فهم أبناء الأمة والوطن. ولا بد ان روح الوطنية ستحركهم في لحظة الخطر.
 فكانت خطوات البيريسترويكا والغلاسنوست (الغلاصنوصت) رصاصة الرحمة الأخيرة. ومن حسن الحظ ان ظروف التجربة السابقة قد وفرت عوامل ساهمت في عدم الانجرار الى حروب داخلية.
30/5/2016
حواس محمود: الظرف السياسي والتاريخي الان متاح لإقامة الدولة الكردية والضرورة قصوى لتوحيد او على الاقل تنسيق كردي كردي لإقامة الدولة الكردية
ان طرح مسألة الاستقلال في اقليم كردستان العراق له اهمية فائقة في الظروف التاريخية الراهنة ، وهو يطرح كحق تقرير المصير للشعب الكردي في الإقليم ، لكن في الآن نفسه هناك من يعمل ضده في الداخل والاقليم والخارج ، منها اثارة الخلافات ضمن الاقليم بين القوى الكردستانية، وحزب العمال الكردستاني الذي اعلن مرارا وتكرارا انه ليس مع الدولة القومية الكردية وإنما هو مع الموقف الانساني وتآلف الشعوب في منطقة تعج بالتناقضات القومية والدينية والمذهبية، هذا الحزب يرفض فكرة استقلال كردستان العراق ، وهذا امر طبيعي بالنسبة لأيديولوجيا مطعمة بالخيال والسوريالية واللاواقعية السياسية مع بقايا مرض اليسارية الطفولي وملحقات الستالينية في عبادة الفرد الزعيم ، وهو يدعي ان مشروعه اكبر من الدولة القومية ، كنا سنتفهم ادعاءه لو ان الديموقراطية كانت المبدأ السياسي الاساسي في الشرق الاوسط وليست الدكتاتورية هي الاساس في التعامل ومن ثم تحول الدكتاتورية  الى حروب أهلية وتناقضات دينية وقومية وطائفية ، وما يثير الغرابة هو هذه التبعية الأعموية لقطاع كردي واسع مع هذا التنظيم وملحقاته وانخفاض مستوى التفكير القومي والتأثر بدعايات الحزب دون وجود اي استراتيجية للحزب في انهاء حالة الاضطهاد القومي للكرد في الشرق الاوسط والوصول الى استقلال كردستان ورفع العلم في كردستان وسائر ممثلياته بالعالم ، لا التستر بشعارات انسانوية مخادعة ومنافقة وبعيدة عن الواقع علما انه هو نفس الحزب الذي كان يرفع شعار تحرير كردستان بالقوة .
لا ننسى ان الظرف السياسي والتاريخي الان متاح لإقامة الدولة الكردية والضرورة قصوى لتوحيد او على الاقل تنسيق كردي كردي لإقامة الدولة الكردية لأن الحروب الراهنة وانكسار الحدود المصطنعة بالدم له اثار ايجابية محتملة لإعادة صياغة جغرافية المنطقة على أسس جديدة ، مع توفر عامل دولي كبير هام وحساس جدا
ان الرد على هذا الموقف يجب ان يكون اعلاميا وقويا لشرح فكرة استقلال كردستان لكل الجماهير الكردية بما فيهم جماهير هذا الحزب من أجل التحشيد الايجابي المثمر للسير باستقلال كردستان الى شواطئ الامان .
نارين عمر: مسألة الاستقلال تخصّ بالدّرجة الأولى شعب وحكومة الإقليم،  وما علينا في الأجزاء الأخرى إلا أن نقدّم إليهم العون والدّعم..
– هل تجدون طرح مسألة “الاستقلال” في أقليم كوردستان كحق تقرير المصير للشعب الكوردي في الإقليم؟
أرى أنّ مسألة الاستقلال تخصّ بالدّرجة الأولى شعب وحكومة الإقليم، وتعود إلى تطلّعاتهم لها وتقديراتهم في وجوب تحقيقها أو غير ذلك-مع الإشارة إلى أنّنا كشعب جزء لا يتجزّأ- ولكنّنا الآن نقيّم ونقوّم وفقاً لمقتضى الحال، فوطننا مقسّم ومجزّأ، وبات لكلّ جزء خصوصيّة لا بدّ من القبول بها شئنا أم أبينا، ووفقاً لذلك أرى أنّ شعبنا في الإقليم وحكومة الإقليم واعون لما يقدمون عليه من من تطلّعات وقرارات، وقد درسوها ودرسوا المسألة من جوانبها المختلفة، ووجدوا أنّ الوقت قد حان لإعلان استقلالهم، وما علينا في الأجزاء الأخرى إلا أن نقدّم إليهم العون والدّعم المعونييّن على أقلّ تقدير.
 – كيف تقيمون موقف حزب العمال الكردستاني من موضوع استفتاء الشعب الكوردي، فهل لهذا الحزب الذي أعلن بأنه ” تخلى عن العمل من أجل الدولة القومية” الحق في التدخل في الشأن الكوردي العراقي؟
الشّعب الكرديّ في الأجزاء الأخرى دعم وما يزال يدعم توجّهات وتطلّعات إخوتنا وأخواتنا في كردستان تركيا، ودعموا بكلّ الوسائل والسّبل حزب العمّال الكردستاني وتطلّعاته وتوجّهاته وآرائه وما يزالون، واحترموا قراراته، ويرون نضاله جزءاً لا يتجزّأ من نضال الشّعب الكرديّ عامّة، لذلك أرى مسألة احترام حزب العمّال لقرار شعبنا في إقليم كردستان واجباً قوميّاً ووطنيّاً، وله الحقّ فقط في الجلوس مع شعب الإقليم وحكومته ومناقشتهم بشكل أخويّ وودّي في هذه المسألة، ويقترح عليهم آراءه ومخاوفه وطبقاً لنتائجها يحدّد موقفه إمّا بدعمهم في مشروعهم أو بتركهم يخوضون تجربتهم كما يرونهم مناسباً وموائماً لوضعهم.
– هل الرد على هذا الموقف ضروري وجيد، أم يجب اعتبار مثل هذه التصريحات “جعجعة بلا طحن”؟ كيف تجدون الرد عليه من قبل مؤيدي الاستفتاء مناسبا، إعلاميا فقط أم إجرائيا؟
 بصراحة مسألة الرّد أو عدم الرّد تخصّ بالدّرجة الأولى حكومة وشعب الإقليم، ولكن إن تمّ فيجب أوّلاً وقبل كلّ شيء أن يكون ردّاً هادئاً، عقلانيّاً، بعيداً عن منطق التّشنّج والعصبيّة والانفعال، ومتجنّباً لمبدأ الفعل وردّ الفعل، وثانياً أن يكون الرّد من قبل وسائل إعلام الإقليم الرّسميّة ومن قادة ومسؤولين مخوّلين بالرّد لئلا تؤدّي الرّدود الأخرى غير المسؤولة إلى زيادة حدّة التّنشج وتعقيد المسألة وتحميلها فوق طاقتها، فيزيد الضّغط وكثرة الضّغط عادة تولّد الانفجار، فنحن الكرد وفي هذه الظّروف الحسّاسة والخطيرة بحاجة إلى لغة المنطق السّليم ولغة العقل والهدوء في التّخاطب والتّحاور بين بعضنا البعض، والبعد كلّ البعد عن استخدام العبارات والمفردات النّابية وغير اللائقة والبعيدة عن أخلاقنا ككرد، وكلّ مَنْ يتكفّل بالرّد من واجبه أن يلتزم بكلّ هذه، وعلى أساسها نستطيع تحقيق المعجزات، وإنجاز ما لم نستطيع إنجازه خلال قرون.
 
الاستفتاء الشعبي المزمع إجراؤه في جنوبي كوردستان والجدل الدائر حوله بين الأحزاب الكوردستانية.
 
محمد مندلاوي
 
في رسالة الكترونية من موقع (ولاتى مه) الأغر, استطلعنا فيها عن الاستفتاء المقرر إجراؤه في إقليم كوردستان قبل نهاية العالم الجاري. وها نحن كالعادة, نريد أن نكون صادقين مع الموقع المتميز و القراء الأعزاء والمتابعين الكرام, ونعبر لهم عن ما يجيش في داخلنا حول هذا الموضوع المصيري الهام بكل صدق وشفافية. لكن, قبل أن نناقش الاستفتاء المشار إليه كخطوة سياسية موفقة, طرحها الرئيس (مسعود البارزاني), والتي ستسجل له في صفحات التاريخ الكوردي بكلمات من نور لا تمحى أبد الدهر, أن هناك عدة عوائق ذاتية وموضوعية تقف أمام تنفيذ هذه العملية السياسية المباركة, لذا يتطلب الأمر تدخل  الرئيس (مسعود البارزاني) مباشرة ومعالجتها بحكمته المعهودة وقلبه الكبير, كي يسحب البساط من تحت أقدام المتربصين أعداء الكورد وكوردستان.
مما لا شك فيه, أن الأمة الكوردية في إحدى أقاليهما الأربعة أو مجتمعة, لها الحق الشرعي والقانوني كسائر أمم الأرض أن تؤسس دولتها القومية المستقلة, أسوة بدول العالم المستقلة. ألا أن جشع وأطماع الدول الاستعمارية الكبرى, وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا, منعتها من تحقيق حلمها التاريخي المنشود, عندما أقدمتا على تجزئة وطنها الأم كوردستان بين عدة كيانات عنصرية بغيضة استحدثتها وفق معاهدات واتفاقيات تآمرية خبيثة خدمة لمصالحها الاقتصادية, وتعزيزاً لوجودها العسكري في تلك الحقبة المصيرية, التي كان الصراع دائراً على أشدها بين الدول الكبرى على مناطق النفوذ في الشرق الأوسط حيث منابع النفط, وطرق التجارة القديمة والحديثة الممتدة بين الشرق والغرب.
وفيما يتعلق بالسؤال الأول, المطروح علينا من الموقع المذكور أعلاه, عن رؤيتنا حول مسألة استقلال إقليم كوردستان,أي: استكمال الإقليم سيادته كاملة, بعد أن يتحول من الاستقلالية؟, التي نزعها انتزاعاً من مخالب السياسيين العرب في العراق وثبتها في الدستور الاتحادي, إلى الاستقلال التام, الذي سينفرد بعده بإدارة شئونه الداخلية والخارجية بمعزل عن حكومة بغداد. بمعنى, أنه لا يخضع بعد إعلان الاستقلال التام لرقابة دولة أخرى, ويتحرر نهائياً من أية سلطة أجنبية مفروضة عليه جبراً وقسراً باسم الدستور الاتحادي, الذي لم تحترم ولم تطبق بنوده حكام بغداد الشيعة في يوم من الأيام خلال الأعوام الثلاثة عشر المنصرمة, رغم أنهم أقسموا على القرآن أمام الشعب العراقي, بأنهم سيكونون أمناء على تطبيق بنوده لكنهم كالعادة حنثوا به.
 وفي جزئية أخرى من الرسالة المذكورة, يطلب الموقع المشار إليه تقييمنا, عن موقف حزب العمال الكوردستاني من الاستفتاء الذي يريد الحزب الديمقراطي الكوردستاني إجراؤه في إقليم كوردستان, وفي سياق السؤال يقول السائل:”إن حزب العمال الكوردستاني تخلى عن العمل من أجل الدولة القومية. ويضيف, هل له الحق في التدخل في الشأن الكوردي العراقي؟”. عجبي, بالأمس عرضت القنوات الفضائية الكوردستانية التابعة للحزب الديمقراطي الكوردستاني, مشاركة (500) من قوات بيشمركة غرب كوردستان بجانب بيشمركة جنوب كوردستان في الهجوم التلاحمي المبارك على مواقع داعش الإرهابي. رغم أن تلك القوات المشاركة تابعة لأحزاب كوردية توسم نفسها وغربي كوردستان كجزء من الكيان السوري الغاصب!!. هنا نتساءل, لماذا (تدخل) أولئك الكورد الذين لا يسموا أنفسهم كوردستانيون ويلحقوا أنفسهم بالكيان السوري مرحب بهم في الإقليم, بينما (تدخل) حزب العمال الكوردستاني, وهو حزب كوردستاني قلباً وقالباً غير مرحب به!!. أولاً وقبل أن أخوض في الجواب, أود أن أوضح لكم هذه النقطة بجلاء, ليعلم كائن من كان, أنه لا يوجد أحد على وجه الأرض يسمى الكوردي العراقي, أو الكوردي الإيراني أو الكوردي السوري أو الكوردي التركي, لو أن الكورد عراقيون كما يقول السائل المحترم, لماذا إذاً يجروا استفتاءاً في جنوب بلادهم حتى يستقلوا عن الكيان العراقي!!. أعزائي الكرام, لا الشعب الكوردي ولا وطنه كوردستان في أي جزء منه يعتبر جزءاً من أي كيان محتل غاصب ألحق به رغماً عن إرادة شعبه الكوردي المناضل, فلذا يجب على المواطن الكوردستاني؟ أن يعي جيداً  كيف يختار كلماته, وعلى الأخص السياسيون الكوردستانيون, الذين لا يهتموا كثيراً باختيار مفردات لغتهم الكوردية, أو أية لغة أخرى من اللغات الغريبة, التي فرضها احتلال العربي التركي الفارسي عليهم؟؟.
الآن دعونا نذهب إلى البيت القصيد في الموضوع المثار حوله هذه الأيام جدل عقيم, ألا وهو الاستفتاء الشعبي, الذي سنتناوله في هذا التقييم, وكذلك نتناول تدخل الحزب العمال الكوردستاني في شؤون الإقليم كما قال الموقع المذكور. عزيزي المتتبع, باستثناء الأحزاب الكوردستانية في غربي كوردستان, أن جميع الأحزاب الكوردستانية الأخرى في شمال وشرق وجنوبي كوردستان لم تذييل أسمائها باسم إحدى الكيانات الغاصبة لوطنها سوى حزبان, الأول الحزب الديمقراطي الكوردستاني- العراق, ألا أن هذا الحزب رفع قبل أعوام اسم العراق من تسميته ولم يعد موجوداً, وهذا عمل وطني جيد يثنى عليه الحزب المذكور, لأن رفعه كلاحقة تذييل اسم الحزب أنهى تبعيته كجزء تابع للكيان الغاصب. ثانياً, الحزب الآخر, الذي لا زال ملحق بذيله اسم البلد المحتل, هو الحزب الديمقراطي الكوردستاني- إيران. فأي تنظيم سياسي يقر ويعترف ولو اسماً بالتبعية للمحتل لا يجوز له التدخل في شؤون أي جزء آخر من أجزاء كوردستان سوى الجزء الذي وسم نفسه به؟, لأنه هو الذي اختار لنفسه اسماً يلزمه بالتحرك ضمن جغرافية محددة, فعندما يشير اسمه بأنه حزب متقوقع ضمن رقعة جغرافية حددها وخطها الاحتلال العنصري فلا يجوز له تجاوز تلك الحدود التي اختارتها لنفسه؟, مع أن الشعب الكوردي في عموم كوردستان لا يقبل بهذه الحدود المصطنعة, التي خطها حراب المحتلون الأوباش. وعندنا في كوردستان بين هذا وذاك, حزب سياسي ازدواجي الشخصية مثل سكرتيره العام, يلعب على الحبلين, أي: ذو وجهين, ومعتاد على الظهور بمظهرين, ومتقوقع في عاصمة كوردستان الثقافية, في ظاهره لا يلحق اسم العراق باسمه على اليافطة, ألا أنه في منهاجه و نظامه الداخلي نسب (14) مرة إقليم كوردستان إلى العراق!!, قائلاً: كوردستان العراق. مع أن الدستور العراقي لم يقل ولا مرة واحد “كوردستان العراق”!! ألا أن ذلك الحزب وصف جنوب كوردستان كجزء من العراق, مع أن إقليم كوردستان جزء من عموم كوردستان؟. فحزب العمال الكوردستاني, منذ تأسيسه وإلى الآن لم يلوث اسمه بتذييله باسم الكيان التركي اللقيط. حتى أن سياسته القومية وتوجهاته الفكرية وتحركاته العسكرية جميعها تصب في إطار المصلحة الوطنية, وهي كوردستان واحدة موحدة. أما الكلام التخويني, الذي جاء ضمن السؤال, عن حزب العمال الكوردستاني بأنه تخلى عن الدولة القومية, أرى أنه كلام بعيد عن واقع الحزب وسياساته الجارية على الأرض, ربما مبادرة سياسية كان الحزب غير موفق في طرحها في هذا الظرف, ألا أن نتائجها السلبية والإيجابية ستظهر في قادم الأيام. ثم, أن الحزب كيف يتخلى عن الدولة القومية واسمه يدل على انتمائه لوطن قومي, حزب العمال الكوردستاني؟. إذا هو تغيير 360 درجة كما قال السائل, لماذا وسائل إعلامه المتعددة تعرض باستمرار خارطة كوردستان الموحدة وهذه لا تعني ألا شيئاً واحداً, وهو إيمان الحزب المذكور بهذه الخارطة؟ وكذلك قنواته الفضائية تختم برامجها بنشيد ” ئەی رەقیب ” الذي يقول: كوردستان هي ديننا وإيماننا؟؟. لا أدري كيف بحزب يتخلى عن الدولة القومية وتبقى كوردستان دينه وإيمانه؟؟!!. إن كان صادقاً في أقواله بأنه تخلى عن مطالبته بوطن قومي للشعب الكوردي وجب عليه تغيير اسمه أولاً حتى يناسب سياسته الجديدة؟؟. ألا يعلم السائل, إن تركيا الطورانية تعرف جيداً إنها لعبة سياسية, لو أنها تعلم أن حزب العمال الكوردستاني صادق في أقواله, بأنه لا يريد تأسيس دولة قومية للشعب الكوردي, ستهلل له و سرعان ما تدعوه إلى العمل السياسي داخل ما تسمى بتركيا, لأن الكورد في شمالي كوردستان أقلية عددية نسبة إلى نفوس الأتراك في تركيا, وهي في أعلى التقديرات تشكل 20% من نفوس جمهورية تركيا, ولذا وحسب توجهات الأتراك العنصرية لا يشكلوا أية خطورة على الحكم السائد لا في المدى القريب ولا البعيد؟. أما رأينا عن عمل الحزب المذكور على الساحة الكوردستانية, فلا شك أنه كأي حزب سياسي معرض في الوقوع في شبك الأخطاء والهفوات السياسية والإعلامية وحتى العسكرية ؟, ألم يقل المثل: من لا يعمل لا يخطأ؟.
وفيما يخص الاستفتاء, الذي استطلعنا الموقع المذكور حوله, لاشك أننا كقوميين كورد ننظر إليه بعيون ثاقبة من جميع الزوايا. أولاً, أن كوردستان وطن واحد للشعب الكوردي, لقد جزئه الاحتلال الإسلامي قديماً و الاستعمار الغربي حديثاً بين عدة كيانات عميلة له انتقاماً من مواقف الشعب الكوردي الشجاعة ضد الاستعمار في حقب تاريخية متباينة, ومن ثم لتحقيق مصالحه الإستراتيجية العليا. أما اليوم, بعد مرور عقود من السنين العجاف على هذه التجزئة القسرية الجائرة, التي خطت حدوداً بالدم بين أبناء الشعب الواحد و الوطن الواحد, حيث رسخت هذه الحدود المصطنعة في ذهنية الكثير من أبناء الشعب الكوردي الانتماء القطري بدل الانتماء القومي, بل حتى بين الجزء المجزأ من الوطن الكبير أصبحت الأولوية للانتماء القبلي على الانتماء القومي, حيث صار أهمية الانتماء للإقليم القبلي لدى السوراني مقدماً على الانتماء للوطن الكوردستاني في إقليمه الجنوبي, وكذلك الحال للبهديناني والفيلي والإيزيدي والهورامي الخ. حتى أن بعض الأحزاب الكوردستانية في مناطق السوران وگرميان حيث نفوذها, باتت تهدد علناً بمنع إجراء الاستفتاء في تلك المناطق!!.العائق الآخر أمام إجراء الاستفتاء, تلك المناطق الكوردستانية المستقطعة, التي لا زالت ترزح تحت نير حكم بغداد, يا ترى كيف يستطيع الإقليم إجراء الاستفتاء فيها وهي خاضعة لحكم عبد الزهرة؟؟. وعلى مستوى الداخلي, أن برلمان الإقليم مغلق أبوابه منذ ثمانية أشهر, ورئيسه مبعد من العاصمة (هولير). وكذلك حكومة الإقليم مشلولة, ليس باستطاعتها دفع رواتب منتسبيها. والسلم الاجتماعي, نقصد به السلم الأهلي والوئام والوشائج الأخوية بين الأبناء والفئات والأحزاب الكوردستانية في الإقليم في أسوأ حالاته, حيث وصلت الخصومة والعداء بينهم إلى مستوى ينذر بالخطر المواجهة…؟, فلذا يتطلب تدخلاً واهتماماً بالغاً من الشخصيات الوطنية الكوردستانية والقوى الخيرة لإصلاح ذات البين, خاصة بعد أن اتخذ الصراع الخفي بين الحزبين الرئيسيين منحاً خطيراً وعلنياً, بعد أن شكل الاتحاد الوطني الكوردستاني حلفاً… مع حركة التغيير الخصم اللدود للحزب الديمقراطي الكوردستاني,الذي يرتبط مع الاتحاد الوطني الكوردستاني بحلف مشابه!!.
عزيزي المواطن الكوردستاني, أن ما عرضناه أعلاه, يكشف بكل وضوح الواقع المر, الذي يقض مضاجع الكتاب والمثقفين الكورد ليل نهار. فنحن الذين لا حول ولا قوة لنا سوى القلم, فمن خلاله نرجو من القادة والقوى الكوردستانية الخيرة, أن تقفز فوق الحواجز النفسية, وترتفع فوق هواجسها السياسية والأمنية ويمد كل منهم يد الأخوة نحو الآخر ويعانقه عناقاً أخوياً صادقاً, وتتوجه بعقد المؤتمر الوطني الكوردي, الذي ينتظره الشعب الكوردي في عموم كوردستان بفارغ الصبر. وعنده يقول الشعب الكوردي للعالم أجمع وبالفم الملآن, نحن شعب واحد ووطن واحد, ومهما وضع أعدائنا من حواجز خرسانية وأسوار صينية طولاً وعرضاً لتفتيت وحدتنا الوطنية والقومية, أو عن طرق بث الوشاية الكاذبة لدق الإسفين بيننا لإبعادنا عن بعضنا البعض وعرقلة مسيرتنا التحررية, فلا تستطيع لا هي بجيوشها الجرارة, ولا تلك الحواجز المانعة التي تنصبها لفصل الأرض الواحدة عن بعضها, ولا زرع الفتنة والتفرقة نجحت أن تفصلنا عن بعضنا, لأننا أمة واحدة يجمعنا وطن واحد موحد اسمه كوردستان. بناءاً عليه, إذا خلصت النية, عندها, علينا انتظار النتائج المرجوة منها, وهي إجراء الاستفتاء الشعبي في الإقليم, في جو هادئ يعمه السلام الداخلي والوئام الوطني بين جميع فصائل الشعب الكوردي, وسيثمر نجاح الاستفتاء, باستقلال الإقليم عن بغداد, وتأسيس الدولة القومية, التي ستنطلق منها طلائع الشعب الكوردي لتحرير أجزاء كوردستان الأخرى, التي لا زالت ترزح تحت نير الاحتلال البغيض, ومن ثم اتحادها أو توحدها في دولة كبيرة مترامية الأطراف تمتلك قدرات هائلة, وخلال فترة زمنية وجيزة سيكون لها ثقلها السياسي والاقتصادي والزراعي والجغرافي في المنطقة والعالم.
01 06 2016
د. خوشناف سليمان: تثبيت استقلال الاقليم الكردي في العراق ينطوي على أهمية استراتيجية قصوى للكُرد في كل مكان 
أولا: أثر تفكك الإمبراطورية العثمانية، بدأ الكُرد المطالبة بحقهم في الحرية وتقرير المصير، والذي تم قبل ذلك وبموجب بنود اتفاقية سايكس بيكو، تقسيم كردستان وتوزيعها على ايران والعراق وتركيا وسوريا. وبعد تنكر القوى الاستعمارية لبنود معاهدة سيفر، اندلعت ثورات كُردية عديدة تطالب بالاستقلال، ابتداءا بثورة الشيخ سعيد بيران وثورة الشيخ محمود في السليمانية ضد الانكليز وثورة الشيخ أحمد البارزاني في ديسمبر 1930.
بعد تشكيل منظمة الأمم المتحدة في مؤتمر سان فرنسيسكو عام 1945 جاء في ميثاقها بند حق الشعوب في تقرير مصيرها، فكانت خير مشجع للكُرد بالنهوض لإستعادة حريتهم. وهو حق يتضمن إجراء الإستفتاء لتقرير المصير بالاستقلال ويتخذ غالبا شكل الانفصال، ذلك وفق المادة 55 من الميثاق. الجدير بالذكر هنا، ان جميع الدول الأعضاء في هيئة الأمم، التي تقتسم كردستان، لا تلتزم بميثاقها ومبادئها، بينما هم ملزمين بإحترام حق الكُرد في تقرير مصيرهم. حيث ان الشعب الكردي القاطن في أجزاء كردستان الاربعة تتوفر فيه شروط الأمة الواحدة، فلهم ارض مشتركة رغم تجزأتها، وتاريخ ولغة وعادات وتقاليد مشتركة وهم يملكون الحق في الانفصال و بناء الدولة الكردية المستقلة.
بناء على ذلك، فان تثبيت استقلال الاقليم الكردي في العراق ينطوي على أهمية استراتيجية قصوى للكُرد في كل مكان وسيكون بكل تأكيد حافزا وخطوة هامة لتحقيق “حلمهم” الابدي-القديم والمتجدد في قيام دولة كردستان الكبرى، التي بدأها الزعيم التاريخي مصطفى البارزاني.
لقد ادت التغيرات الجارية في المنطقة الى نشوء خارطة جيوسياسية جديدة، تلاش فيها دور الدولة القومية المركزية، وتعززت فيها قوة الكرد كلاعبين اساسيين في الصراعات الإقليمية، خاصة بعد ان اتضحت أهميتهم في حرب التحالف الدولي ضد الارهاب. وهو امر يتناسب مع استراتيجية الولايات المتحدة البعيدة المدى، القائمة على دعم وتغذية قيام الدولة الكردية المستقلة، التي ستكون في مطلق الاحوال دولة حليفة وصديقة لها، وستكسب من خلال ذلك ود الملايين من الكرد، خاصة وان امريكا تواجه موجة متنامية من الكراهية من شعوب المنطقة. اضافة الى ذلك، فان قيام هذه الدولة سيؤدي الى خلق قوة عسكرية واقتصادية قادرة على ايجاد توازن اقليمي حقيقي مع ايران وتركيا والدول العربية، وكذلك الى اضعاف التيارات المتطرفة، التي قد تفرزها العملية الديمقراطية في تلك البلدان.
كما ان هناك عامل رئيسي آخر يشجع اقليم كردستان على اعلان استقلاله بحلول عام 2017، كما يتوقعه البعض، والذي يتمثل في توفر الموارد الأولية من نفط وغاز ومياه. اضافة الى ذلك، ونظرا لوجود استثمارات امريكية واوروبية وتركية كبيرة نسبيا في كُردستان، فانهم لن يمانعوا فى اعلان الدولة الكردية.
لقد هيأت كل هذه العوامل مجتمعة، مناخ ملائم لتفعيل آراء الجمهور والرأي العام الكردي من اجل قضية الاستقلال، وتعاظم دور مؤيدي الاستفتاء في صفوفه. إذ بات يشكل هذا البعد امراً اساسياً لمصداقية القيادة السياسية الكردية، وعاملا مهما في استقراء السلوك الانتخابي لهم. وقد ادت المستجدات الجارية في كردستان العراق الى تشكيل ما يمكن تسميته بمركز القرار السياسي، الذي يسعى الى توحيد الخطاب السياسي الكردي.
ثانيا: بلورتْ ديناميات التغيير في المنطقة نهجين كرديين اساسيين ومتناقضين:
الاول، يمثله حزب الديمقراطي الكردستاني-العراق وحلفائه ويمثل الاغلبية الساحقة من شعب كردستان في اجزائها الاربعة، الذي يدعم ويساند وحدة الصف الكردي.
الثاني، يمثله حزب العمال الكردستاني-التركي وحلفائه، والذي ظهر كنهج منافس للاول، يخدم مصالح المحور المناوئ لمبدأ حق تقرير المصير للكُرد والمعادي لفكرة إقامة الدولة الكردية المستقلة. وقد اعلن قادة الحزب مراراً وتكراراً، انهم ينبذون النزوع القومي الكردي ويسعون الى الحفاظ على وحدة الاراضي التركية! وفي هذا السياق يمكن الاشارة الى “التحالف السري”، الغير معلن بين الكردستاني والنظام في سوريا، والذي يمكن اعتباره جزءاً من استراتيجية ايران الكبرى، الهادفة الى تقوية حزب اوجلان واستخدامه كورقة ضغط على تركيا عند الضرورة.
ضمن هذين المسارين تتم عملية التناحر والصراع الكردي، وما يجري اليوم على الساحة في سوريا وفي مناطق اخرى من احداث دامية، إلا تجسيد حي لهذا الصراع؛ احداث تبرز تساؤلات محيرة تُلقي بظلال من الشك والريبة حول مصداقية ونوايا اصحاب المشروع الاوجلاني، السائرون بخطى واثقة على طريق الشقاق واختلاق اختلافات وهمية وسخيفة ليست لها اية قيمة ولا تمت بالواقع بصلة.
باعتقادي، دون قيام كتلة تاريخية تتبنى مشروع كردي نهضوي، قائم على أساس فكرة وحدة وصراع الأضداد كأساس للتطور، لن يكون هناك حل للمعضلة الكردية.
* * * * *

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…

نظام مير محمدي* عادةً ما تواجه الأنظمة الديكتاتورية في مراحلها الأخيرة سلسلةً من الأزمات المعقدة والمتنوعة. هذه الأزمات، الناجمة عن عقود من القمع والفساد المنهجي وسوء الإدارة الاقتصادية والعزلة الدولية، تؤدي إلى تفاقم المشكلات بدلاً من حلها. وكل قرارٍ يتخذ لحل مشكلة ما يؤدي إلى نشوء أزمات جديدة أو يزيد من حدة الأزمات القائمة. وهكذا يغرق النظام في دائرة…