ملف استقلال كوردستان.. وموقف حزب العمال الكردستاني – القسم (4)

– عدنان بدرالدين: يجب عدم الالتفات إلى الأصوات التي تحاول وقف التقدم الكردي نحو الحرية
–  عبدالله كدو: حزب العمال الكردستاني  هو حزب كردي ميدانه كردستان تركيا و عليه لا يحق له التدخل في إقليم كردستان العراق
– وليد حاج عبدالقادر: قلوب الملايين من الكورد تهفو وتنتظر شهقة ولادة دولة كوردستان
– صالح احمد: ليس بغريب المواقف الصادرة عن قادة حزب العمال الكردستاني ما داموا يسبحون في فلك المحور “الإيراني” المعادي لطموحات الشعب الكوردي
– نذير عجو: حق تقرير المصير وحماية الأمن القومي كوردياً

 

عدنان بدرالدين: يجب عدم الالتفات إلى الأصوات التي تحاول وقف التقدم الكردي نحو الحرية
موقف حزب العمال الكردستاني السلبي من مسألة الإستفتاء على إستقلال كردستان عن العراق لا يدعو إلى الإستغراب. فالحزب بعد أن إعتنق فكر (موراي بوكتشين) إثر إضطلاع عبدالله أوجلان عليه في السجن في بداية قرننا الحالي، وهو، مافتئ ينظر إلى فكرة الإستقلال الكردي بعدائية سافرة ومستفزة. طبعا، من حق أنصار أوجلان أن يتبنوا ما يشاؤون من نظريات سياسية ومدارس عقائدية، حتى لو كانت من قبيل “البوكتشينية” التي أعلن مؤسسها بنفسه في عام 1999 على الملأ  فشل نظريته المدوي بعد أن عجز تماما، بعد عقود من العمل النظري المكثف، عن إقناع اليسار الأمريكي والأوربي بتبنيها، لكن هذا لم يمنع السيد أوجلان من أن يراسل، بعد ذلك التاريخ بأعوام، عن طريق محامييه، الفيلسوف الأمريكي العجوز داعيا إياه لزيارته في سجنه، وأن يعتبر نفسه “تلميذا” في مدرسته الإشكالية. والجدير بالذكر أن حزب العمال الكردستاني نعى “بوكتشين” بعد وفاته في عام 2006 ووصفه ب (أحد أكبر المفكرين الإجتماعيين في القرن العشرين). من حقهم كل ذلك، ولكن ليس من حقهم، تحت أي طائل، أن يفرضوا “آرائهم” و “عقائدهم” على الآخرين، ناهيك عن أن يسمحوا لأنفسهم منفردين بتحويل كردستان إلى حقل تجارب لفرضيات طوباوية أثبتت التجارب إستحالة تطبيقها في بيئاتها السياسية والإجتماعية الحاضنة، ناهيك عن كردستان التي تبعد عنها مسافات شاسعة جغرافيا، وللأسف، حضاريا أيضا.
ممارسة الشعب الكردي لحقه الطبيعي في تقرير مصير بنفسه هو حلم ظل يراود مخيلة أجيال عديدة من الكرد الذين تعرضوا للتقسيم، والإذلال، والإفقار، والتجهيل، والإضطهاد الوحشي بشكل يندر مثيله في كل التاريخ البشري. هناك الآن فرصة نادرة لكي يقولوا كلمتهم في تحديد مستقبلهم، ولو لمرة واحدة، ولو على جزء من أرض كردستان المقسمة قسرا.
 عدم إستغلال هذه الفرصه النادرة لن يكون مجرد خطأ، بل خطيئة. نعم، يجب عدم الإلتفات إلى الأصوات التي تحاول وقف التقدم الكردي نحو الحرية، بإعذار شتى، فهذا، في المحصلة النهائية قرارهم، وخيارهم، الذي سيتحملون مسؤوليته أمام التاريخ. المفرح في الأمر هو أنهم، رغم أصواتهم العالية، أقلية صغيرة.
أي إستفتاء على إستقلال كردستان معروفة نتائجه سلفا. إنها نعم كبيرة وساحقة. قد لا يؤدي الإستفتاء بالضرورة إلى قيام كيان كردي مستقل تماما، ربما قد ينتهي إلى قيام كونفدرالية عربية-كردية مثلا، لما لا؟!، ولكنه سيكشف للعالم كله، ولبعض من كردنا أيضا، وجهة المسيرة الكردية نحو المستقبل كتجلي للضرورة التاريخية، بما قد يدفعهم، ربما، إلى مراجعة “ثوابتهم” و”يقينياتهم”. أقول ربما؟!.لكن الإستفتاء المنشود، في كل الأحوال، سيشكل خطوة عملاقة بإتجاه صياغة تاريخ هذا الشعب الحي نحو آفاق من الحرية وإثبات الوجود على طريق المشاركة الفعالة في بناء الحضارة البشرية.

 عبدالله كدو: حزب العمال الكردستاني  هو حزب كردي ميدانه كردستان تركيا و عليه لا يحق له التدخل في إقليم كردستان العراق 
الكرد في كردستان العراق تدرجوا في مطالبهم السياسية بناء على تجاوب الطرف اﻵخر المتمثل بالحكومات المتعاقبة على دفة الحكم في العراق ، فقد رفعوا شعار  الديمقراطية للعراق و الحكم الذاتي لكردستان بعد انطلاقة ثورتهم في ايلول 1961 . و في تسعينيات القرن الماضي رفعوا شعار الفدرالية و اﻵن يطرحون إعلان الدولة الكردية على أرضهم التاريخية ، أما  pkk  حزب العمال الكردستاني  فهو حزب كردي ميدانه كردستان تركيا ، بدأ برفع شعار توحيد وتحرير كردستان الكبرى ، ثم تنازل الى الحقوق القومية في الدولة التركية و عليه لا يحق ل  pkk البتة التدخل في إقليم كردستان العراق و لا في أي جزء من كردستان باستثناء كردستان تركيا ، و خلاف ذلك يصب في خانة  أعداء الكرد و الكردايتي.

 وليد حاج عبدالقادر: قلوب الملايين من الكورد تهفو وتنتظر شهقة ولادة دولة كوردستان  
بداية كل الشكر لموقعكم الأغر ومن خلالكم للصديق العزيز جان كورد على هذا الملف الحيوي وفي هذه الظروف المفصلية والتي ستتحدد ملامحها بعد مئوية سايكس / بيكو المشؤومة . هذه المرحلة والتي حددت ملامحها وخرائطها بالدم كما قال الرئيس مسعود البرزاني ، وهنا ، ومن دون الإرتكاز على التأريخية واختصارا لارهاصاتها وكنتاج حتمي للحلول المجتزأة وابقاء بذرة تجددها في بنيتها واستمرارا لبقاء المسألة الشرقية عامة وكحالة تيفونية تنتج زوابعها لأكثر من قرنين تخللتها حروب بينية كبرى وحربين عالميتين الا انها مأسست لجغرافياتها الدولانية المجحفة وبدا التقصد واضحا في عدم ايجاد صياغات لحلول جذرية ، نعم ، لقد كان لظهور الحميدية كنهج رافق وصول السلطان عبدالحميد لزعامة الدولة العثمانية وبالتالي بسطه للمركزية والغاءه لكافة عهود ومواثيق اجاده ان لبت كوردستان ثورات عديد منذ ثورة البدرخانيين الاولى عام ١٨٤٠ والتي لاتزال مستمرة الى الآن باشكال متعددة والهدف كان دائما الاستقلال ، وبالعودة الى صيغة السؤال وبالإستناد على كل الشرائع وقوانين حقوق الشعوب في تقرير مصائرها خاصة وان شعبا مثل الشعب الكوردي قد بذلت دماءا كثيرة وتعرضت لحملات ابادات ممنهجة رافقتها اجتثاث ودمار هائل للبنى التحتية والمجتمعي كما وحملات تهجير منظمة ومن هنا فمن البديهي ان يكون هذا المبدأ من المقدسات مع التركيز على ان هذا المبدأ لا يستند فقط على رغائبية خاصة بقدر استنادها على إرث حقيقي وتاريخي تم تثبيته أمميا بعيد الحرب الكونية الأولى واعني بها اتفاق سيفر عام ١٩٢٠ وان اجهضت بمعاهدة اخرى الا ان سيفر وضعت الارضية الثابتة والتي ايضا ارتكزت على جهود مسبقة وحثيثة ومن خلال كل الممهدات التي ادت الى الثورة العربية الكبرى عام ١٩١٦ والحراك الكوردستاني المرافق وماتم تثبيته وثائقيا من خلال مفاوضات فيصل / كليمنصو ، أو مراسلات الشريف حسين ومكماهون ، أن حق تقرير المصير كمبدأ وممارسة لإقليم كوردستان هو مبدأ دستوري وقانوني من صلب دستور الدولة العراقية والاستفتاء ايضا من صميمه كخيار حر لشعب الإقليم ، هذا الحق الذي اوقد من اجله ثورات عديدة وبذلت دماءا كثيرة وتعرضت لحملات ابادة وتهجير وفظائع كثيرة ما وهنت او توقفت عزائم شعبها ، إلا أن ما يحز في النفس هي بعض من التوجهات وبزعم كوردستاني وكتحصيل حاصل في بقائها ضمن شرنقة محاور ترتكز بالأساس على منهجية إجهاض أية إقرارية بوجود قضية قومية ووطن اسمه كوردستان ، إن الإنصهار في بوتقة أيديولوجيات عابرة للبعد القومي كورديا والسباحة في رغائبية قوميات اخرى كما الإرتهان على قداسوية خرائط قوميات أخرى وبطابعها الإستعماري والإحتلالي ومن ثم وبدماء الآلاف من شباب الكورد فتطوب وتصبح المسبها من المحرمات ؟! هي انتكاسة حقيقية وتراجع خطير واستهانة بآمال وطموحات الآلاف ممن صعدوا الجبال ينشدون / سرخوه بونا كوردستان / .. أن ما تمارسه منظومة حزب العمال الكوردستاني وبذرائعية ايديولوجية وفي اجزاء كوردستان الأربعة تنكشف آفاقها / بكل أسف / فتتمحور في نطاقية / يالثارات الحسين / كاصطفاف / ممض في الحقيقة / مع راهنية انظمة ايران والعراق وسوريا ، وهذه السياسة هي ليست من نتاجات هذه السنين ، بل رافقتها منذ انطلاقتها ولتستهدف الأجزاء الأربعة من كوردستان ، وهنا ومع الإقرار بحق اية مجموعة من الناس ان تقتنع وتمارس قناعاتها بحرية ! ولكن مع احترام قناعات الآخرين ، والمصيبة هنا ، أن أخوة الشعوب ، والأمة الديمقراطية !! تستخدمان كغطاء لتذويب القضية الكوردي وكوردستان لحساب القوميات والشعوب الأخرى وبات الفكر القومي الكوردستاني تهمة مستدامة فبدونا وكأننا / / .. يا زيد ما غزيت / .. إن تدخل هذه المنظومة وبشكل سافر وبمركزية مطلقة تبدو مصدرها وكأنها من قنديل فتسعى لفرض ايديولوجيتها العابرة للقومية الكوردية وبتوافق شبه صريح مع انظمة ايران / العراق / سوريا وبمحورية نحاول جادين ألا نصدقها / اعني بها الحاضنة المذهبية / وبغطاء مؤدلج هش / الامة الديمقراطية .. أخوة الشعوب / و .. نتاجها هو الصهر القوموي كورديا وبخارطتها الكوردستانية !! والتي باتت عباءة مهترية وموقف رجعي فيتنصل هذا الحزب منها جهارا وبكل قوة !! .. وهنا ، وبرأيي أن التصدي لهكذا منهج وممارسة من المفترض ان تستند على منطق الصراع الآيدولوجي والحذر الشديد في الوقوع بأفخاخهم والتعامل معهم كإسفنجة تمتص فائض القوة التي يتباهون بها اولا وهشاشة البعد الآيدلوجي الذي يستندون عليها وقابلية هذه الآيدولوجية في الصمود امام الخطوات العملية في اجراء الاستفتاء المصيري وبالتالي وضع نتائجها قيد الإنجاز العملي، كلها ستؤثر وبقوة في الإنحيازات الذاتية داخل بنى ومفاصل هذه المنظومة بذاتها، وبالتأكيد فقد قالها السيد الرئيس مسعود البرزاني وبكل قناعة كما وببساطة شديدة / دم الكوردي محرم على الكوردي .. / وقد ولى الزمن الذي سيوجه فيه الكوردي بندقيته الى الكوردي … نعم للسير قدما نحو الاستفتاء ..نعم لحق تقرير المصير واعلان دولة كوردستان المستقلة فقلوب الملايين من الكورد تهفو وتنتظر شهقة ولادتها دولة كوردستان وطهرها دموع وبسمة ملايينها … وليكن شعارنا / نعم للاستقلال / ….
وليد حاج عبدالقادر
كاتب وناشط سياسي كوردي
دبي

 صالح احمد: ليس بغريب المواقف الصادرة عن قادة حزب العمال الكردستاني ما داموا يسبحون في فلك المحور “الإيراني” المعادي لطموحات الشعب الكوردي
بعد مرور مائة عام على اتفاقية سايكس بيكو التي قُسمَت بموجبها كوردستان بين دول تشكلت على أنقاض الإرث العثماني، أصبح من الطبيعي المطالبة بقيام كيان قومي للكورد الذين تعدوا الخمسون مليون نسمة يعيشون على جغرافيا تتعدى الـ 500 ألف كم متر مربع مجردين من أبسط الحقوق القومية المشروعة.
إضافة للمتغيرات الحاصلة في المنطقة منذ سنوات أثبتت عدم تعارض الطموح الكوردي مع مصالح القوى العظمة المتحكمة بالسياسة الدولية لا بل أثبت الكورد عكس ذلك على مر سنوات مع كيانهم الشبه المستقل في كوردستان العراق لا بل وصل إلى أبعد من ذلك عندما أصبح للكورد الدور الأهم في مقاتلة تنظيم داعش الإرهابي وأصبح البيشمركة الأبطال القوة القاهرة للإرهاب في المنطقة.
دعوة الرئيس البارزاني رئيس كوردستان لإجراء الاستفتاء على مصير إقليم “جنوب كوردستان” لم يأتي من الفراغ فقد تم تهيئة الشروط الموضوعية لذلك بالإضافة إلى أن الفلسفة البارزانية مبنية على قيام دولة كوردستان الكبرى وهنا يبرز أوجه الخلاف بين الفلسفة “البارزانية” أو الكوردايتي وفلسفة “الآبوجية” فالأخيرة ممثلة بحزب العمال وتوابعه بعيد كل البعد عن الطموح الكوردي في قيام كيان خاص به متزرعاً التمسك بفلسفة الأمة الديمقراطية.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن فلسفة حزب العمال ليست مبنية على ثوابت لا بل أن كل شيء لديهم قابل للمقايضة والمتاجرة السياسية ومع الأسف الشعب الكوردي هو من يدفع ثمن سياساتهم الرعناء وخير دليل على ذلك ما يحصل الآن في مناطق ومدن “شمال كوردستان” وكذلك فيما يحصل في “غرب كوردستان”.
مع الأسف تأتي تصريحات قادة حزب العمال وتهديداتهم في ظل المتغيرات والأحداث المتسارعة في كل من سوريا والعراق بالأخص وفي المنطقة عموماً في زمن الكورد أحوج ما يكونوا إلى تهيئة العامل الذاتي وتوحيد طاقاتهم لكيلا يخرجوا خاسرين “بخفي حنين” مما يحصل في المنطقة بعد مرور مائة عام على اتفاقية “سايكس-بيكو”.
وكما أشرت سابقاً ليس بغريب المواقف الصادرة عن قادة حزب العمال ومنهم دوران كالكان الآزري الأصل ما داموا يسبحون في فلك المحور “الإيراني” المعادي لطموحات الشعب الكوردي، وقد تعود الكورد على مواقفهم هذه وبالتأكيد سيكون لمواقفهم هذه الأثَر على المسار الكوردي ضمن المتغير العام في المنطقة ومع ذلك أرى أن التأثير سيكون محدوداً ولن يتعدى أكثر من “الزوبعة في الفنجان” وبالمقابل فأن القيادة السياسية في جنوب كوردستان مصرة على المضي في إجراء الاستفتاء نحو اعلان استقلال كوردستان.
أفضل الرد على تهديدات حزب العمال هي في دعم دعوة الرئيس البارزاني والقيادة السياسية الكوردستانية لإجراء الاستفتاء في جنوب كوردستان ليقر الشعب الكوردي حقه في تقرير مصيره، وليكن الاستفتاء الخطوة الأولى نحو قيام دولة كوردستان الكبرى.

نذير عجو: حق تقرير المصير وحماية الأمن القومي كوردياً 

 

بداية لا بد من شكر / نافذة ولاتى ما / الإلكترونية لإهتمامها بهكذا مواضيع تهم وتغني وتزيد الإلمام بقضية الشعب الكوردي بجوانبها المختلفة .
وبالنسبة لما هو مطروح من أسئلة تتعلق بمصير الشعب الكوردي من قبل الإستاذ جان كورد وعبر نافذة / ولاتى ما / الإلكترونية لابد من الإقرار والإعتراف أولاً بإمتلاك الكورد كل مقومات تعريفه كشعب يعيش على أرضه ( جغرافيته ) التاريخية المقسمة ( شرقاً في إيران , غرباً في سوريا, شمالاً في تركيا , جنوباً في العراق ) , ويتكلم لغته الخاصة وبلهجاته المختلفة ( كورمانجي , صوراني , ظاظاي ,…..) , وله عاداته وتقاليده ( الموسيقا , الزي , الأعياد , …. ) التي تميزه عن الشعوب الأخرى , وله أحاسيسه وإرتباطاته الإنتمائية , وله تطلعاته المستقبلية بالتعبير عن ذاته, ووو……
ومما سبق ومن منطلق حقيقة أن الكورد شعب , فلا بد من وجود إختلاف في الآراء والإنتماءات والرغبات السياسية والثقافية والإجتماعية والعقائدية ضمن ذلك الشعب وهو ما يُغني شروط التعريف به كشعب .
بعد هذه المقدمة وقبل الدخول في بعض الأساسيات التي تدخل في سياق الموضوع وتفيد الإجابة على الأسئلة المطروحة , لابد من الوقوف وبشكل حيادي عند كلا الموقفين المتعلقين بالإستفتاء حول الإستقلال وفي إيطاره الكوردي البحت , وبعيداً عن البدائل المافوق قومية ( أمة ديمقراطية , أمة إسلامية , أممية شيوعية , كانتونات بلا هوية , …. ) :
*** موقف المؤيدين للإستقلال وبعيداً عن العواطف التي لاتُحييد أي كوردي عن قبوله , لابد منهم ان يعطوا الشعب الكوردي مبرراتهم لإختيار هذا المسار من حيث الزمان والظروف والشروط والإستعدادات الآنية والمستقبلية وإمكانيات الحفاظ والدفاع والإستمرارية في ممارسة ذلك الحق المشروع حقوقياً والمرفوض غصباً وتعنصراً .
*** موقف الرافضين للإستقلال , لابد لهم من إعطاء الشعب الكوردي مبررات الرفض وبالتالي بدائلُهم الموازية ومشاريعهم الآنية والمستقبلية المتعلقة بحق الشعب الكوردي المشروع قانوناً في تقرير مصيره بنفسه .
وأمام كل ماذكر سالفاً يمكننا القول بأن الواقع السياسي الكوردي وما يرتبط به كشعب من حقوق وواجبات , يُدخلنا مباشرة في خانة التأكيد على الإيطار والبعد الإستراتيجي ( المركزي والجوهري ) المتعلق بحقيقة الشعب الكوردي وشرعية حقه في تقرير مصيره بنفسه وحماية أمنه القومي , إسوة بباقي شعوب العالم , وبالتالي الواجبات المتعلقة والواقعة على عاتق المنتمين والمعترفين لتلك الحقيقة , حيث العمل والنضال والتضحية خدمة وسبيلاً لتحقيق أهداف الشعب الكوردي والحفاظ وإستمرارية الدفاع عنها , وعليه يكون القياس والحكم على أي نشاط يدخل أو يخرج من هكذا إيطار , وضمن ذلك الإيطار الإستراتيجي ( تقرير المصير وحماية الأمن القومي ) تاتي نشاطات وتوجهات ومسارات وتكتيكات القوى والتنظيمات المختلفة والتي لها شرعيتها في إثبات ذاتها على الواقع الكوردي في إطار الصراعات السلمية نحو إقناع الشعب لتأييد الأنسب والأجدر في إدارة دفة السفينة الكوردية نحو شاطئ الامان مع وضوحية الخطى في الحفاظ والإستمرارية لبناء سلطة كوردية تبني لحضارة ترفد مع غيرها من الحضارات بحر الحضارة الإنسانية .
وهنا يسهل علينا الإجابة عن السؤال الأول بقول :
نعم من حق القوى والتنظيمات الكوردية ذات الأثر شعبياً , البحث عن الفرص المناسبة في إمكانية تحقيق رغبة شعبه في التعبير عن ذاته بالمشروع في تقرير مصيره بنفسه وذلك بأخذ رأيه عبر إستفتاء يعطي القول الفصل في الإستقلال أو البقاء تحت سلطة وإدارة ورحمة الآخرين , مع التأكيد بتوفر شروط ومبررات وعوامل نجاح وإستمرارية ذلك الإستقلال لدى القوى الطارحة لذلك المشروع , مع تحمُّل المسؤولية الكاملة عن النجاح والإستمرارية دون فشل , وهنا يمكن القول بإنه من الاولى بكل القوى والتنظيمات الكوردية الدعم والتشجيع والمشاركة  نحو قول نعم لذلك الإستفتاء والدفع لإعطاء شرعية الإستقلال شعبياً .
أما مسألة موقف حزب العمال الكوردستاني ( ب.ك.ك ) السلبي من هذا الإستفتاء , يعيدنا إلى ما ذكرناه سابقاً في تقييمنا وحُكمنا لأي قوى سياسية بمدى قربه من الإيطار الإستراتيجي ( تقرير المصير وحماية الأمن القومي ) , فهل موقف ( ب. ك.ك ) يدخل في هذا الإيطار , أي هل هو يرفضه من منطلق كوردي , بمعنى أن الظروف غير مواتية والتحضيرات غير كافية و الإستمرارية غير ممكنة , وهل هو يطرح ويوضح ماهي الظروف المواتية والتحضيرات المطلوبة بالدخول في هكذا تطورات , وهل ياترى خطابات ال ( ب.ك.ك ) الأخيرة تدخل في توضيح موقفه سلباً أو إيجاباً في تقيمنا كوردياً لموقف ال ( ب.ك.ك) من مسألة الإستقلال وتقرير المصير الذاتي للشعب الكوردي !!! .
ومسألة الرد من عدمه , فهو من المفروض أن يكون في حدود الصراعات السياسية وبعيدة عن العسكرة والعراك الأخوي المسلح , والتي تفرض تقديم المبررات والتوضيحات والضرورات الكاملة لذلك التوجه ( الإستقلال ) للشعب , مع الإيمان المطلق بوعي الشعب لمصلحته , الشعب الذي  بدوره سيُفلس الطرف الآخر الرافض لتطلعاته في ذلك الإستقلال , وما سبق مشروط لحين وصول السكين للرقبة , أي التدخل المباشر من قبل حزب العمال الكوردستاني في الشأن الداخلي والمعبر عن نبض الشعب الكوردي , هنا أعتقد تكون الضربة القاضية لحزب العمال الكوردستاني كوردياً وسيحكم علية باللا كوردية , وأكثر من ذلك بمعاداته لتطلعات الشعب الكوردي لمستقبله .
وأمام هذا وذاك على المؤيدين والمؤمنين بالإستقلال بعيداً عن العواطف , الإبتعاد عن الردود التشنجية واللامنطقية في الدفاع عن مسيرتهم , والإنطلاق الدائم من بديهية أن هناك شعب سيحكم على هذا وذاك , وانه يعرف الصواب الخادم لأهدافه في بناء دولته المستقلة رغم كل الحاقدين المعادين للحق المشروع للشعب الكوردي , حيث أنه ليس أقل شأناً من شعب جنوب السودان في تقرير مصيره أو حق دول الخليج في رسم حدودهم أو صربيا , بوسنيا , جبل الأسود ……
بالنهاية لابد من القول أن مفهوم الدولة القومية إن كان قد ضعف أمام الرغب الطوعية بالتشاركية لمكونات تلك الدول القومية وفي ظل التطور الحضاري في الدول الغربية ونتيجة تسيد القوانين والمفاهيم الديمقراطية والحضارية , فإن مفهوم الدولة القومية للكورد حصراً يأتي كضرورة حتمية لحماية الذات والحفاظ على الوجود في واقع المفاهيم والتصورات العنصرية الإلغائية وصولاً للمفاهيم العدوانية المتطرفة والسلوكيات الإرهابية , في منطقة تواجد الشعب الكوردي , وهذا ما يعطي الشعب الكوردي الحق والمبرر كحالة إحترازية مما يحيط به عدوان , ومن ناحية أخرى فإن مفهوم الدولة القومية كوردياً , لايدخل في إطاره الإصطفائي أو الإنتقائي أو العنصري .
ختاماً أقول :
نعم من أجل أي خطوة تدخل على سكة الوصول إلى الهدف الكوردي في كوردستان حرة ومصانة , تعترف بالآخر المعترف بها ونحو تشاركات طوعية لبناء كيانات أكثر توسعاً وإنسانية , غايتها وهدفها من الإنسان ولأجل الإنسان , وذلك تيمناً بالتجارب الموجودة حالياً ( الإتحاد الاوربي , الولايات المتحدة , الإتحاد الروسي …… ) .
فهل وضحت الفكرة كوردياً ومن خلالها عربياً وتركياً وفارسياً , أم أننا أمام جولات وجولات من صراع بين محق لن يتنازل عن حقه  ومغتصب حق متعند ؟؟؟ .
* * * * *
القسم التالي يتضمن مشاركات كل من :
– قهرمان مرعان آغا
– أكرم حسين
– آزاد محمد عطا محمد
– فيصل سفوك
– مروان سليمان

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…

نظام مير محمدي* عادةً ما تواجه الأنظمة الديكتاتورية في مراحلها الأخيرة سلسلةً من الأزمات المعقدة والمتنوعة. هذه الأزمات، الناجمة عن عقود من القمع والفساد المنهجي وسوء الإدارة الاقتصادية والعزلة الدولية، تؤدي إلى تفاقم المشكلات بدلاً من حلها. وكل قرارٍ يتخذ لحل مشكلة ما يؤدي إلى نشوء أزمات جديدة أو يزيد من حدة الأزمات القائمة. وهكذا يغرق النظام في دائرة…