فدوى كيلاني
منذ أن انتسبت إلى رابطة الكتاب والصحفيين-أي الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في سوريا- فإنني أحسست أن هذه المؤسسة التي انتسبت إليها، وعلى خلاف الانتساب إلى حزب ما، تمثل وجداني وضميري، وكانت انطلاقتي الأقوى فيها بعد نقلتها الأخيرة التي ترافقت مع عشية الثورة السورية، وتشكيل أسرة إدارتها التي ظلت مستمرة حتى الآن، وقدمت منجزات كثيرة، وكان لها حضورها في حياة شعبنا وبلدنا ووطننا.
طالما حلمت أن يكون لرابطتنا مؤتمرها ضمن الوطن، وقد سعينا في هذا المجال، ولكن الصعوبات كانت تعترضنا في كل حين، وكان للمفارقة أننا بعد أن أصبحت إقامة مؤتمر محفوفة بالمصاعب اقترحنا أن نقيم مؤتمراً لنا في إقليم كردستان، وتفاجأنا أن هناك من تحرك ضد هذا المؤتمر-شخصياً- من خلال محاولة عرقلتنا، ومن هنا بدأت شرارة محاولة شق صف الكتاب من خلال محاولات فردية من قبل البعض، فشلوا في مسعاهم، لكن هناك من التف عليهم، وراح يعمل لبناء مجد شخصي له باسم هذه المؤسسة أو تلك.
استطاعت الرابطة خلال مسيرتها في أن تنجح كي تكون صوت ضميرشعبنا، من خلال خطابها الثقافي، فقد حاولنا العمل بشكل مستقل نقف إلى جانب ماهوصحيح، وننقد ماهو خاطئ، كما هومطلوب من المثقف وضمن حدود الرسالة المطلوبة منه، وما بيانات الرابطة-شبه الوحيدة- التي صدرت كردياً لرصد الانتهاكات التي تمت بحقوق الكتاب والصحفيين، إلا دليل على صحة عملنا، وقد كان ذلك وراء الاشتغال ضدنا من قبل البعض، لاسيما عندما عرفوا أننا صوت مستقل لا نتبع أحداً إلا رسالتنا، ولا نتنازل عن مواقفنا التي نتخذها.
ومن يقرأ مئات بيانات الرابطة يجد كيف أننا لم نترك شاردة ولا واردة تهم شعبنا إلا ووقفنا عندها في كل المحطات، وكان ثمن ذلك غالياً إذ أن أكثرمن طرف حاول تمزيق جسد الرابطة، ونهشها، وإعلان موتها، بل الإعلان الرسمي بتهديد أي زميل لنا يعمل في الداخل عبرموقع إنترنيتي رسمي، وعندما طالبنا ممن نسب التهديد الاستقوائي إليهم أن يعلنوا براءتهم من التهديد لم يفعلوا ذلك.
الآن الرابطة استعادت قوتها، وفيها بعض أبرز وجوه الكتابة في حقلي الصحافة والأدب من الكاتبات والكتاب والإعلاميات والإعلاميين، وها هي الرابطة يوماً بعد يوم تستعيد عافيتها، ويزداد الإقبال عليها، من قبل عشاق الكلمة المبدئية، داخل الوطن وخارجه، وإن استعراض قائمة بيانات أسماء الأعضاء التي وصلتني وأنا أكتب زاويتي هذه تبين مدى حضورالرابطة/الاتحاد في الحياة الثقافية.
عندما دخلت قاعة المؤتمرالاستثنائي لرابطتنا التي عاد اسمها بموجبه إلى-الاتحاد- الاسم الأول الذي انطلقت منه كما سماها بناتها، هالني المشهد: العشرات من الحضور يتابعون وقائع المؤتمرواقفين بسبب ضيق المكان به والذي اعتقدنا أنه لن يزيد عن العشرات، وراح الكثيرون يعاتبوننا لأنهم لم يحضروا هذه المحطة، مع أن مؤتمرنا العام سنعلن عن توقيته في وقت لاحق، بعد إجراء محاولات مع الأطراف المعنية التي يعمل ضمنها زميلات وزملاء لنا أعزاء، لأننا نفتح أبواب اتحادنا للجميع، كي نعمل معاً في إطارواحد، مع الاحتفاظ بحق الجميع في حضورهم ضمن البطاقة التعريفية بالاتحاد العام المزمع تشكيله.
أشهد أنني ضمن هذه المؤسسة استطعت تشكيل خصوصية صوتي، واستطعت أن أجعلها من أهم ملامح هويتي الشخصية التي أنطلق بها إلى أبناء شعبي وبلدي، لأن مسيرتي في هذه المؤسسة شكلت ملامح صوتي وهو ما يجعلني أحس وأنافي هذه المؤسسة بأنني مع أخواتي وأخوتي الذين تربوا في بيت أبي وأمي، إن كان لي بيت ثان فهو-الرابطة/ الاتحاد” وأتعهد أن أظل وفية له، وفية لعهدي لهذه الرابطة التي أنتسب إليها، كما أنتسب لأبوي، كما أن لي علاقتي بأخوتي.
أخيراً، أناشد جميع الكاتبات والكتاب والإعلاميين والإعلاميات الكرد أن نعمل معاً من أجل إنجاح أي جهد من أجل لم شملنا، لأن لاعذرلنا في أن نكون مشتتين، وعلينا أن نشكل قوة ضاغطة على الحزبي لوضع حد لحالة الفرقة التي نعاني منها، طالما أننا بحاجة إلى جهد كل منا، صغيراً كان أم كبيراً.