إبراهيم برو: تجهيل الكرد يطبّق بأيد كردية

قال ابراهيم برو رئيس المجلس الوطني الكردي إن الإدارة
الذاتية بعيدة عن الكوردية في كل المجالات اعتباراً من اسم حزب ب  ي د، واسم الإدارة، وحتى اسم قواتها الأمنية، هل
بقيت اللغة الكردية المشكلة الوحيدة، السياسات التي كان محمد طلب هلال يدعو إلى تجهيل
الكورد، الآن تطبق بأيد كوردية.

حول هذا الموضوع، ومواضيع متعددة كان هذا الحوار:


حاوره: عمر كوجري

بعد المؤتمر الثالث للمجلس
الكوردي وإلى الآن ماذا قدمتم لشعبنا في كوردستان سوريا؟

خلال الفترة
الأخيرة حدثت بعض العطالة في أداء المجلس الكوردي، ربما كان السبب بعض الخلافات بين
أحزاب المجلس حول آلية عمل المؤتمر، وبعد المؤتمر للآن استطعنا وضع برنامج عمل،
وافتتاح مكاتب جددة للمجلس وتفعيل المكاتب القديمة، وإحياء ندوات في معظم المدن
والبلدات الكوردية، استطعنا ايصال سياسة المجلس الى الناس حول مجمل الأحداث، وفي
الفترة الاخيرة قمنا ببعض النشاطات الميدانية وهي للآن مستمرة.
هذه النشاطات إلى أي مدى تستطيع تحقيق شيء على أرض الواقع؟
هذه
النشاطات لم يكن لها ضرورة بالأصل، كان يجب علينا نحن الكورد أن نفعل شيئاً أهم
لشعبنا، والعديد من الاتفاقات التي تمت مع حزب ب ي د او مجلس تف دم لم ينجزوا شيئاً
منها، لهذا أفشلوا الشراكة، وقاموا بأعمال فردية، وتضرر الشعب جراء قراراتهم، شعبنا
عانى لسنوات من جور النظام السوري، ودخل داعش على الخط، وتعرض الشعب للتهجير، لكن
الأصعب الآن أن البنية الديمغرافية للسكان الآن تتغير لغير صالح الشعب الكوردي،
السبب الرئيسي ممارسات الإدارة التي أعلنت من طرف ب ي د، وهي التي ساهمت في إفراغ
المنطقة الكوردية، الشباب الكوردي من ال 18-30سةغير موجودين، إما أن يكونوا ضمن
إدارتهم، أو في الحرب أو غائبون، وإجراءات أبعدت الأولاد عن المدارس، اضطرينا الى
استمرار الوقفات الاحتجاجات بشكل سلمي، ونحن مستمرون فيها، وشعبنا لم يعد يقبل هذه
السياسات.


أنتم متّهمون بأنكم فقط ضد اللغة
الكوردية.

تظاهراتنا ضد أشياء عديدة: التجنيد الاجباري، المناهج، فرض
الضرائب الباهظة على المواطنين،  الاستيلاء على أملاك الناس، وبخصوص اللغة الكوردية
فكلنا يعلم أن الحركة الكوردية كان لها دور كبير في نشرها، لم يكن هناك ب  ي د ولا
هذه الادارة، كان إجادة الكوردية أحد شروط الانتساب للأحزاب، وتعرض الشباب للاعتقال
والسجن جراء ذلك، نحن نريد أن تكون اللغة الكردية رسمية في سوريا، لكن مأخذنا على
هذا المنهاج، ليس الموضوع الايديولوجي فقط، بل الجانب الاخطر أن الكادر الذي يدرّس
ليس كادراً مؤهلاً، و بل كادر حزبي مؤدلج، وهو ذاته بحاجة لتربية وتأهيل، مؤسسات
النظام موجودة، تعليم الأطفال شيء مهم، الكثير من الدول بعد أن تخلصت من الاستعمار
بسنوات حتى بدأت بتغيير المناهج. 
هذه الإدارة بعيدة عن الكوردية في كل المجالات
اعتباراً من اسم حزب ب  ي د، واسم الإدارة، وحتى اسم قواتها الأمنية، هل بقيت اللغة
الكردية المشكلة الوحيدة، السياسات التي كان محمد طلب هلال يدعو إلى تجهيل الكورد،
الآن تطبق بأيد كوردية. 


لو افترضنا أن مجلس تف دم غداً يستجيب لرغبتكم،
ما هو البديل لديكم؟ 

نحن مع وجود اللغة الكوردية في كوردستان سوريا،
ولكن الأهم أن يتم اعتراف دستوري بالكورد كشعب، موضوع اللغة اليوم أو غدا هو تحصيل
حاصل، لا نريد أن تذهب سدى تضحيات الآباء والأمهات بخصوص مستقبل أولادهم، إذا تم
الاعتراف بالكورد في سوريا المستقبل، هذا سيشمل اللغة أيضاً.


تحدثت قبل
قليل إن إجراءات أحادية افرغت المنطقة الكوردية من سكانها، أنتم ماذا قدمتم البديل
لهؤلاء الناس؟

للأسف لم نستطع تحقيق بديل لأننا لسنا سلطة، هناك سلطة
بالوكالة، فالنظام سلم مؤسسات الدولة لحزب ب ي د، والقائمون على الإدارة الذاتية هم
وحدهم يتحملون مسؤولية تهجير وتجويع المواطنين. الأمر صار فوق مقدرتنا، المشاكل
عويصة وكبيرة وبحاجة لجهود دولية حتى تحل. 


بخصوص بيشمركة روجافا، هم
يقولون وجود قوتين عسكريتين فيه خطورة، ماذا تقول؟ 

كانوا يسوّقون لهذه
الحجة قبل الآن كثيراً، وكنا نقدم الحلول أنه يمكن توحيد هذه القوات تحت إدارة
مشتركة، هذه الحجة الآن سقطت، الآن هناك قوات “سوريا الديمقراطية” وقوات ال ي ب غ
جزء منها، هناك قوات كانت في الأمس بعثية وداعشية، الآن هي مع ي ب غ تحت اسم جديد،
تقول هذه معارضة عسكرية سورية، لهذا لا مبرر بعدم وجود البيشمركة،
وباسمهم.


أسئلة  كثيرة تثار حول البيشمركة، إلى أي مدى لكم تأثير عليهم
كمجلس وطني كوردي، ومتى سيعودون لوطنهم؟

بيشمركة كوردستان سوريا، مزيج
من العسكر الذي انشق عن جيش النظام السوري، وحينما اتجه الوضع السوري نحو العسكرة،
درب اقليم كوردستان هؤلاء الشباب، وفتحت المجال لبعض الشباب المتواجدين في المخيمات
للانخراط في هذا السلك، هؤلاء البيشمركة صرفت عليهم حكومة الاقليم، والرئيس بارزاني
اهتم بأمرهم، والآن صاروا قوة كبيرة، وأثبتت كفاءة كبيرة في مواجهة داعش في كل
الجبهات.
نحن في المجلس الكوردي قرارنا لم يكن موضوع تبني هؤلاء البيشمركة،
المجلس كان يريد أن تكون له قوة عسكرية وهذا كان صعباً في داخل الوطن، هؤلاء
البيشمركة هم ناسنا وأولادنا، ومستقبلهم على أرض كوردستان سوريا، ولكن متى سيعودون؟
الأمر متعلق بتفاهمات مع ب ي د وحكومة الاقليم وإشراف دولي.
 تحدثت عن
إشراف دولي، هل أنتم دبلوماسياً نشطون لإقناع مراكز القرار الدولية بدخول البيشمركة
إلى وطنهم؟ 
دبلوماسياً لدينا نشاط كبير مع الكثير من الدول الأوروبية،
للأسف القوى الدولية تحاول أن تستخدم الكورد ليس من جانب مصلحتهم القومية، بل من
جانب كم يملكون من القوة العسكرية لمحاربة داعش.
هم يريدون جيشاً على
الأرض.


في الشأن السوري، ما تقييمك للوضع بعد كل هذا الحراك الدبلوماسي
العالمي؟ هل ستتم دعوتكم في مؤتمر جنيف 3 مثلاً؟ ربما تفدم يحضر
المؤتمر.

الروس قدموا أسماء، هذه التجربة مرت علينا في بداية 2014 وحين
التحضير لمؤتمر جنيف2 أشيع ان ب ي د سيحضر المؤتمر، نحن لم تكن لدينا مشكلة، قلنا
إذا أمكن حضور الكورد كمكون مستقل في مؤتمر عالمي فهذا شيء جيد، حصل تفاهم في
كوردستان في اواخر العام 2013 بحضور ممثل الرئيس بارزاني، وليلى زانا وعثمان
بايدامير، أنه إذا كان ب ي د وحده في وفد المعارضة فهو يمثل المجلس الكوردي أيضاً،
والعكس صحيح. وسافر وفد من المجلس الكوردي قبل مؤتمر جنيف ب 5 أيام لموسكو وطلبنا
من بغدانوف، أنهم وعدوا ب ي د بحضور وفد كردي مستقل، قال لم نعط وعوداً لأحد. الروس
كانوا يطلبون أن نكون ضمن وفد النظام، والأمريكان طلبوا أن نكون ضمن وفد
المعارضة.


أنتم الآن ضمن الائتلاف، وعليه ملاحظات كثيرة حول تعاطيه مع
الملف الكوردي.

المعارضة السورية بشكل عام في أصلها، إما شيوعيون
سابقون أو بعثيون سابقون أو اخوان مسلمين، تاريخيا المعارضة مكونة من هؤلاء، نحن
جزء من الائتلاف وال ب ي د جزء من هيئة التنسيق، وهناك فرق واضح بين الائتلاف وهيئة
التنسيق بخصوص الموضوع الكوردي، التنسيق يقول سوريا جزء من الوطن العربي، الجمهورية
العربية السورية، ولا يعترف بالمطلق بحقوق الشعب الكوردي، بينما وثائق الائتلاف،
فأكثر تطوراً، هناك الجمهورية السورية، سوريا متعددة القوميات، حماية حقوق الكورد،
ويجب تعويض المتضررين الكورد جراء سياسات البعث.


بعد انتهاء أعمال
مؤتمركم، أبدى حزب الديمقراطي التقدمي عدم رضاه عن نتائج المؤتمر، وجمدوا عملهم في
مكاتب المجلس، ما الجديد هنا؟

بعد انتهاء المؤتمر، عقد التقدمي مؤتمرا
صحفياً، وأجرينا محاولات عديدة، ولم يكونوا سلبيين، هم لم يقاطعوا المجلس،
موجودونفي الائتلاف، في المجالس المحلية، قرروا وقف العمل في مكتب العلاقات
الخارجية، هم على ابواب مؤتمرهم القريب، ونتمنى لهم النجاح، ونرى أن وجود التقدمي
في المجلس الكوردي ضرورة.


 أين تذهب سوريا بعد حراك دولي كبير في الفترة
الأخيرة، وبعد التدخل الروسي العسكري؟

التدخل الروسي عقد الوضع من جهة،
ومن جهة أخرى، سيساهم في إيجاد حل سياسي للوضع السوري. الروس مشروعهم واضح بحماية
مصالحهم في سوريا، وحماية النظام، على القوى الدولية التي تدعي صداقتها للشعب
السوري أن تكون بمستوى جدية الروس.
نريد دولة اتحادية ديمقراطية، الحل يتوجه إلى
هذا الجانب، هذا ما تبين في فيينا مؤخراً.


أنت في كوردستان، والرئيس
بارزاني صرح لوسائل الإعلام أن تحرير شنكال بات قريباً جداً، هناك تحشيد كبير،
وبيشمركة غربي كوردستان مشاركون في هذه المعركة بقوة، ماذا تقول؟

من
خلال متابعتنا، هناك قوة ضخمة جداً من أجل تحرير شنكال، وربما حتى الموصل، والتحالف
الدولي متجاوب بشكل كبير. وأتوقع أن النصر بات وشيكاً.
وبيشمركة روجافا، مشاركون
بفعالية كبيرة في كل المعارك ضد داعش، وهم فازوا بتقدير الرئيس مسعود بارزاني الذي
قال أن أكبر المواجهات مع داعش كان لبيشمركة كوردستان سوريا الدور الكبير فيها، هذه
شهادة كبيرة مثار اعتزاز عال، وقد روى هؤلاء البيشمركة أرض كوردستان
بدمائهم.


هل تريدون إعادة إحياء اتفاقية دهوك، والشراكة مع تف دم؟ 

المشكلة ليس في شكل الاتفاقيات، المشكلة في تنفيذها، هناك طرف لا يريد
تنفيذ الاتفاق، مؤتمر المجلس أعطى أولوية للجانب العسكري.
الاتفاق العسكري سيخلق
تناغماً سياسياً أيضاً، الإدارة الحالية لا تؤسس لأجواء تفاهم، وأنتم رأيتم كيف أن
الاسايش قامت في تظاهراتنا بإعمال العنف والضرب والاعتقال بحق الشباب المنتفضين. 


هل أنتم مستمرون في تظاهراتكم الحالية؟

نحن نقوم بعمل
سلمي، ولدينا قناعة بالنضال السياسي، والإدارة الحالية تتعامل مع نشاطاتنا بنفس
عقلية النظام السوري، يقومون بتظاهرات مضادة، في نفس التوقيت ونفس المكان، وهذه
رسائل غير مطمئنة، لكننا ماضون في تظاهرتنا السلمية، ولن نحيد عنها.

المصدر:
صحيفة كوردستان: العدد 524

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…