ممتهنوا الصحافة

الصحفي دلخاز بهلوي

تطورت وسائل الإعلام في العقدين الأخيرين تطورا مذهلاً ، نتيجة التطور التكنولوجي الهائل وثورة المعلومات التي جعلت المعلومة والخبر في متناول الجميع ، وذادت معها التشديد على التنشئة المهنية للصحافي وبالتالي الاهتمام من قبل المسؤولين ، بالمعاهد والجامعات الإعلامية في جميع دول العالم
ذلك أن معظم هذه البلاد رأت بما لا يقبل الشك، أن العاملين في الحقل الإعلامي ، ليسوا في مستوى فكري وثقافي وحتى مهني ، يؤهلهم لمثل هذا العمل البالغ الأهمية والخطورة.

ولهذا بدأت هذه الدول تشجع مدارس الصحافة ، ومعاهد الأعلام بغية تخريج كوادر مؤهلة قادرة على تسلم مهامها على المدى الطويل ففي فرنسا وانكلترا وألمانيا والولايات المتحدة يوجد إحصاءات وأبحاث حول أوضاع المحررين بصورة خاصة والعاملين في الأعلام بصورة عامة إحصائيات نفتقد لها للأسف الشديد فمهنة الصحافة دقيقة من حيث أهدافها وشروط مزاولتها بحيث تستوجب من الصحفي أن يتمتع بثقافة كبيرة وبعد النظر .
حيث أظهرت دراسة قامت بها لجنة البطاقة الصحفية 1967 حول أوضاع الصحفيين العلمية والاجتماعية واختصاصاتهم المهنية في فرنسا لوحظ أن الأكثرية الساحقة من فرنسا مستواهم التعليمي لا تتعدى المرحلة الثانوية وأن 36% يحملون على الأقل إجازة جامعية ، إما بالنسبة لأختصاصاتم فقد تبين أن النسبة الأكبر هم خريجي كليات الآداب وكلية الحقوق وتدل دراسة (( لجنة البطاقة الصحافية )) على أن نسبة العاملات في الحقل الإعلامي متدنية جداً وأن القسم الأكبر يعمل في مجال التحقيق الصحفي.
والصحفي بتعريفه ((هو كل من أتخذ الصحافة له مهنة ومورد رزق وتفرغ للعمل الصحفي تفرغاً كاملاً ولم يمتهن عملاً أخر)) ويشمل العمل الصحفي الكتابة في الجرائد والمجلات ومدها بالأخبار والتحقيقات والمقابلات بيد أن الدخول في الحقل الإعلامي في فرنسا غير مرتبط بأي شرط غير حيازة البطاقة الصحفية والتي تعطي
كنتيجة لممارسته العمل الصحفي هذه البطاقة التي تعلن عن وضعه ولا تنشئه فهي عبارة عن بطاقة مرور لا أكثر تعريفية هذه الحرية في الدخول إلى الحقل الإعلامي أنما هي نتيجة طبيعة لحرية التعبير عن الرأي في البلدان الأوربية .هنا نجد تشابه إلى حد ما بين الصحافة الكردية والصحافة الفرنسية إذ جاز لنا التقريب والتشبيه .

فمعظم المشتغلون في الصحافة الكردية يحملون الشهادة الثانوية وهناك قسم كبير دراستهم جامعية ، أما بالنسبة لاختصاصاتهم فنجد قسم كبير منهم درسوا في كليات الآداب .
لكن هنا أود أن أوضح نقطة مهمة جداً وهو إن العمل في الحقل الإعلامي الكردي عشوائي ولا توجد أسس منظمة وضابطة للصحفي الكردي .بينما في فرنسا المهنة هي التي تنظم نفسها ، وتسير شؤون العاملين فيها ، وهي التي تقوم بمسؤولية الإعداد الأكاديمي للمهنة .فنلاحظ مدرستين تابعتين لنقابة الصحفيين الأولى لتنشئة
الصحفيين وإعدادهم ، يدخلها من يريد ممارسة العمل الصحفي وتجمع بين الأسلوب النظري والعملي.

والمدرسة الثانية لإتقان العمل الصحفي يقصدها الصحفي ليتلقى تدريب على رئاسة التحرير مثلاً .
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة ، هل من الأفضل تدريس الصحافة مهنة وفن في المعاهد كما يدرس القانون والعلوم  ومد الاعلاميين بخريجين اكادميين .أم ترك المهنة حرة لمن يريد مزاولتها فعلا ، وإخضاع الذين يزاولونها إلى دورات تدريبية وتوجيهية في مراكز معدة لهذا الغرض لتعليم المهنة وفنونها مثل أجراء التحقيقات , استقصاء الأخبار  وإجراء المقابلات وفن كتابة المقالة فنحن في وقت أصبحت فيه المعارف
والخبرات الإعلامية ضرورية جداً من اجل تقديم مادة إعلامية قادرة على المنافسة هذه المادة يجب أن تكون قادرة على جذب انتباه الجمهور والاستحواذ على تفكيره وتوجيهه بما يخدم المجتمع مما تقدم نجد أن ، هذا الطبيب ( الصحفي ) الجديد من الواجب عليه توسيع مدى معارفه النظرية وتعميقها وربطها بما توصل إليه العلوم الإعلامية من نظريات ومبادئ ومنهاج عمل  .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خالد بهلوي تحت شعار “وقف العنف والتهجير – العيش المشترك بسلام”، وبمبادرة من مجموعة نشطاء من الشابات والشباب الغيورين، شهدت مدينة إيسين الألمانية يوم 21 ديسمبر 2024 وقفة احتجاجية بارزة للتعبير عن رفض الاحتلال التركي والتهديدات والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الكردي المسالم. الحضور والمشاركة: حضر الفعالية أكثر من مائه شخصً من الأخوات والإخوة الكرد والألمان، إلى…

د. محمود عباس ستكثّف الولايات المتحدة وجودها العسكري في سوريا وستواصل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية. تدرك تركيا هذه المعادلة جيدًا، وتعلم أن أي إدارة أمريكية قادمة، حتى وإن كانت بقيادة دونالد ترامب، لن تتخلى عن الكورد، لذلك، جاء تصريح أردوغان بعد عودته من مصر، ووزير خارجيته من دمشق اليوم كجزء من مناورة سياسية تهدف إلى تضليل الرأي…

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…