احموا كردستان من ثقافة الحجارة والاحذية

عبدالغني علي يحيى

 

    تراجع صلاح
الدين الايوبى عن اقتحام الموصل.لان مدافعاً عنها بدلاً من ان يواجه مبارزاَ فى
جيشه بالسيف كما كانت العادة تقضي. فقد ضرب رأس المبارز في ذلك الجيش بحذاء وجرحه.
ولما تناهى الخبر الى الايوبى ترفع عن قتال المدافعين عن الموصل وقال جملته
المشهورة :(ان قوماً يحاربون بالاحذية لا يستحقون المنازلة).
الصحفي العراقي
منتظر الزيدي الذي قذف بوش بالحذاء ارتكب عملاً مشيناً لايليق بالصحفي النبيل.
فاستحق الاحتقار حين فصل من مؤسسته الصحفية وواجه ضرباً بالاحذية من قبل مواطنين
عراقيين فيما بعد. ومن بعده رمى مواطن عراقي اخر يدعى ياسر السا مرائي (بول بريمر)
بالحذاء داخل مكان فى البرلمان البريطانى، واكتفى بريمر بالضحك عليه. وقبلهما كان
مواطن عراقي يدعى ابوتحسين قد ضرب صورة للدكتاتور صدام حسين بحذائه مرات ومرات،
وادرج سلوكه ضمن الصغائر من الامور. 
وفي حينه اعلن رجل الدين الموصلي المعروف الشيخ بدر الهلالي مدير اوقاف الموصل
سابقا عن اسفه لتصرف الزيدي وذلك في مقابلة اجرتها معه فضائية الموصلية وشبه التصرف
ذاك بمنتهى التخلف وقال عنها انها ثقافة متخلفة وورائية… التخلي عن اللسان
واللجوء االى الحذاء… ومما قاله الهلالي 🙁 ان الذي يفرق بين الانسان والحيوان 
هوالعقل واللسان فأذا تخلى عنهما عاد الى الحيوانية والبهيمية)
   ان الذي يؤسف
له، ان المجتمعات العربية والاسلامية تحولت الى ثقافة القنادر حسب تسمية المعلق
محمد العراقى والتى عدها (افلاساَ ثقافياَ ووطنياَ) فبالاضافة الى الامثلة العراقية
تلك، فقد جرت فى مصر قبل نحو عامين أو يزيد اشتباكات بالاحذية بين أنصار احمد شفيق
المرشح يومذاك لرئاسة الجمهورية المصرية ومنافسين له اثناء مؤتمر صحفي. 
  ومن
باب التهكم والسخرية بهذه الثقافة الرديئة إقتراح أحدهم، ان ينزع العرب والمسلمون
أحذيتهم قبل دخولهم المؤتمرات والقاعات أو مطالبة أخر للعرب بعد ان اخطأ حذاءا
الزيدي والسامرائي الهدف(بصنع أحذية ذكية للتصويب بالليزر)! ولقد  انتقلت ثقافة
القنادر والنعال والحجارة الى بلدان اسلامية مثل إيران وكردستان، فقبل سنوات اضطر
علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الايراني (الى قطع خطاب له بعد أن رشقه محتجون
باحذيتهم في  مدينة قم الايرانية المقدسة). وفي كردستان هاجم غوغاء منفلتون من
عقالهم مقار الحزب الديمقراطي الكردستاني في السليمانية بالحجارة والاحذية والشتائم
البذيئة وبالرصاص والحرائق ايضاً في مسعى معيب لموجهيهم لتشبيه رماة الحجارة
والاحذية في السليمانية بالفلسطينيين الذين عرفوا برمي الاسرائيليين بالحجارة
والحزب الديمقراطي الكردستاني بالاسرائيليين وتشبيه كردستان الامان والاستقرار
والازدهار ببقية انحاء العراق المضطرب لتشويه سمعتها وصورتها، وذلك ارضاء لأسيادهم
المتاجرين بالقضية الفلسطينية. وفعل حزب البارزاني حسناً عندما امتنع عن الرد على
مهاجمى مقاره. وكأنى بلسان حاله قول للمهاتما غاندي حين سألوه لماذا لا تنتقم من
الذين يسيؤن اليك فأجاب 🙁 لا احب الانتقام لاني لا استطيع ان اقضي عمري في الجري
وراء كلب لأعضه كما عضني).لذا كان من الطبيعي ان يترفع حزب البارزانى عن مواجهة
الذين عضوه بالعض، فلهذا الحزب قيمه الرفيعه وملا حمه العظيمة في هندرين وخواكورك
وكوري ..الخ من الملاحم ومكاسب عظيمة حققها للشعب الكردي ناهيكم عن شهرته ومكانته
عالميا.عهدي بالبارزانى و حزبه  ترفعهما عن الاتيان بصغائر الامور وامتناعهما عن
منازلة زمر سلاحها الحصو والنعال والمداس والأحذية والكلمات البذيئة.
  لقد عاقب
الاتحاد السوفيتي السابق خروشوف لانه وفي تصرف صبياني لايليق برئيس دولة عظمى ضرب
بحذائه منضدة في الامم المتحدة فجرده من كل مناصبه. وفي حكاية حذاء ابو القاسم
الطنبوري الشعبية تقع حوادث مؤلمة بطلها ذلك الحذاء وكان ابو القاسم يدفع ضريبة تلك
الحوادث التي لم تكن له يد فيها ولما تفاقمت الاضرار التي لحقت به اضطر الى اعلان
براءته من الحذاء امام القضاء. عليه على العالمين العربي والاسلامي حذو الاتحاد
السوفيتي وابو القاسم مع الفارق طبعا في معاقبة ثقافة الاحذية والحجارة واستئصال
شأفة ممارسيها ومخططيها.   
صونوا كردستان وتقاليدها المجيدة من ثقافة الحجارة
والا حذية والحرائق والشتائم كونها ثقافة وافدة تستهدف النيل من سمعة ومكانة الشعب
الكردي وكردستان و بطولات بيشمركتهما.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين   في السنوات الأخيرة، يتصاعد خطاب في أوساط بعض المثقفين والنشطاء الكرد في سوريا يدعو إلى تجاوز الأحزاب الكردية التقليدية، بل والمطالبة بإنهاء دورها نهائياً، وفسح المجال لمنظمات المجتمع المدني لإدارة المجتمع وتمثيله. قد تبدو هذه الدعوات جذابة في ظاهرها، خاصة في ظل التراجع الواضح في أداء معظم الأحزاب، والانقسامات التي أنهكت الحركة الكردية، لكنها في عمقها…

عدنان بدرالدين   بينما تتجه الأنظار اليوم نحو أنطاليا لمتابعة مجريات المنتدى الدبلوماسي السنوي الذي تنظمه تركيا، حيث يجتمع قادة دول ووزراء خارجية وخبراء وأكاديميون تحت شعار ” التمسك بالدبلوماسية في عالم منقسم”، يتبادر إلى الذهن تساؤل أساسي: ما الذي تسعى إليه أنقرة من تنظيم هذا اللقاء، وهي ذاتها طرف فاعل في العديد من التوترات الإقليمية والصراعات الجيوسياسية، خصوصًا…

جليل إبراهيم المندلاوي   في عالمنا المليء بالتحديات الجيوسياسية والأزمات التي تتسارع كالأمواج، هناك قضية كبرى قد تكون أكثر إلهاما من مسرحية هزلية، وهي “ضياع السيادة”، حيث يمكن تلخيص الأخبار اليومية لهذا العالم بجملة واحدة “حدث ما لم نتوقعه، ولكنه تكرّر”، ليقف مفهوم السيادة كضحية مدهوشة في مسرح جريمة لا أحد يريد التحقيق فيه، فهل نحن أمام قضية سياسية؟ أم…

أمجد عثمان   التقيت بالعديد من أبناء الطائفة العلوية خلال عملي السياسي، فعرفتهم عن قرب، اتفقت معهم كما اختلفت، وكان ما يجمع بينهم قناعة راسخة بوحدة سوريا، وحدة لا تقبل الفدرلة، في خيالهم السياسي، فكانت الفدرالية تبدو لبعضهم فكرة دخيلة، واللامركزية خيانة خفية، كان إيمانهم العميق بمركزية الدولة وتماهيها مع السيادة، وفاءً لما نتصوره وطنًا متماسكًا، مكتمل السيادة، لا يقبل…