ملاحظات في رسائل البارزاني… حين يحفر الكردي قبره!!

علي نمر

تنوعت خطب والرسائل، أو
البيانات الصادرة عن المكتب الرئاسي، في رئاسة إقليم كردستان العراق، والموقعة
جميعها باسم رئيسها «مسعود البارزاني» من الوضع القائم في الإقليم والعلاقة مع
الحكومة المركزية، إلى التدخل الإيجابي في العلاقات الكرديّة – الكرديّة في أجزاء
كردستان الأربعة، وخاصة توتر العلاقات في الآونة الأخيرة بين الحكومة التركية، وحزب
الشعوب الديمقراطي، الذي كان من المفترض أن يكون بداية الطريق لوضع أسس الحل
سياسياً للقضية الكردية وأهدافها في هذا الجزء، وصولاً لتصاعد المشاكل الشبه
اليومية بين المجلس الوطني الكردي في سورية، والعلاقة النديّة بينه؛ وحركة المجتمع
الديمقراطي (تف دم) وليس انتهاءً بإثارة تمديد الفترة الرئاسية للبارزاني، والتي
كانت واضحة المعالم في ترتيباتها واتهاماتها في الوصول لهدف رئيس في الإساءة
لشخصه!!.
ولكي لا يستغل أحد حديثي هذا في اتهامي بالدفاع عن البارزاني، أو شرعنة التمديد له
لفترة رئاسية جديدة، و«يدخّل الحابل بالنابل» أقولها بالفم الملآن الشخصية الجامعة
للأجزاء الكردستانية الأربعة، والتي لا يمكن لأحد إنكارها هي «البارزاني» لذلك من
غير المقبول أن يخرج علينا من يستغل قضية التمديد للنيل منه أو من تاريخه، وإطلاق
المزايدات واستغلالها في تحقيق مآرب سياسية، من هنا يجب على الأجزاء الثلاثة الأخرى
إما الاعتراف بأهمية وتدخل الإقليم في حل مشاكلها، وعدم اللجوء عند أيّ منعطف
للإقليم، أو عدم الإساءة لشخصه، لأن ليس من المنطقي أن يحل مشاكل 50 مليون كردي،
وألف تيار وحزب سياسيّ، وفي الأخير يتلقى انتقادات «يلي بيسوا ويلي ما يسوا».
إن
الوضع العام للإقليم، والقائمون على أمرها قادرون- على أقل تقدير- إدارة أمورهم
والاستفادة من تجاربهم السابقة مع الحكومة المركزية، بخلاف علاقات بقية الأجزاء مع
حكوماتهم، هذه الأحكام غير المطلقة على الإقليم ورئاسته، بحاجة إلى من يطبقها
ويستثمرها على أرض الواقع عبر الترجمة الدقيقة والصياغة اللغوية الصحيحة لتلك
الرسائل والبيانات الصادرة باسم رئيسها البارزاني، لكن الحقيقة عكس ذلك تماماً،
وسأشرح بعض الجوانب بشكل مختصر جداً، رغم أني أرسلت أكثر من تنبيه ورسالة للمكتب
الصحفي والإعلامي، والديوان الرئاسي على تجاوز أخطاء الترجمة والصياغة، إلا أن
الرسالة الأخيرة من البارزاني بمناسبة العيد دفعتني للكتابة هذه المرّة عبر المنابر
الإعلامية لا عبر «توسلات» لمكتبه بتدارك هذه المعضلة.
في الرسالة الأخيرة
الموجهة بمناسبة عيد الأضحى المبارك في 23/9/2015 ودون الدخول في جزئيات الصياغة
لأن المكان هنا لا يسع، فيها 151 خطأ إملائي…!! فليتصور معشر الكُرد الذين يرون
في شخص البارزاني قائداً كرديّاً ورئيساً للإقليم أن تترجم رسالته للغة العربية
التي يعتمد عليها بنقل الخبر والمعلومة من مختلف وكبرى وكالات الأنباء، وشاشات
الفضائيات كيف ستفسر ما يقصده البارزاني ويعنيه في خطاباته دون تأويلات؟!!.
لن
أظلم المترجم، لكن من حقي كمتابع أن أضع النقاط على الحروف، إما أن يتنازل ويعترف
بعدم تمكنه من نقل الصورة الحقيقية لمّا يقصده الرئيس البارزاني خلال الترجمة؛ وإما
وعلى الرغم من «أنّ بعضُ الظن إثمٌ» أنه يقصد الإساءة للرئيس، ومن باب التأكيد لن
أتناول الرسالة الأخيرة، وإنما سأعيد ما أرسلته من ملاحظات لديوان الرئاسة قبل شهر
من الآن، وذكرت فيها بعض الملاحظات مع إرسال نسخة مترجمة من مكتبه الصحفيّ، ونسخة
معدلة بعجالة من خلالي؛ وفيما يلي بعضٌ من تلك الملاحظات بالمختصر: 
«هذه المرّة
العاشرة، التي أحاول فيها أن أرسل لكم ملاحظاتي حول البيانات؛ والرسائل الصادرة عن
الرئيس، لكن مع الأسف لم أتمكن من ذلك، في الكرَّة أتمنى أن تصل رسالتي؛ وأرجو أن
يكون صدركم رحباً في تقبّل ملاحظاتي حتى لو كانت جارحة في بعض نقاطها؛ أو كلماتها،
لأني في النهاية أقصد أن تصل صورة الرئيس مسعود، والإقليم إلى الإعلام، والرأي
العام العربي؛ والأجنبي؛ بدقة وموضوعيّة.
أعزائي في المكتب الصحفي، سأترك كل ما
سبق وقيل ونشر على لسان السيد الرئيس، وسأكتفي بالرسالة الأخيرة، حول الوضع الناشئ
بين الحكومة التركية، وحزب الشعوب الديمقراطي، ممثلاً بـ«حزب العمال
الكردستاني».
هل من المنطقي أن تترجم رسالة لسيد الرئيس مسعود من اللغة
الكرديّة، إلى اللغة العربية التي نحن في وسط البلاد العربية، وتنشر عبر الأقسام
العربيّة في جميع التلفزيونات العربية بشكلٍ عام، وشاشات الإقليم على وجه الخصوص
التي تعتبر مصدر نشر الرسالة وفيها 87 خطأ إملائي، أليس من العيب أن نقرأ أشياء
باسم رئيس الإقليم وفيه تحريف وأخطاء إملائية ونحوية بعد الترجمة؟!.
إن لدى جميع
رؤساء العالم، وأولهم الدولتين العظمتين (أمريكا، وروسيا) مترجمون واختصاصيون في
اللغة العربية، من أجل نقل أدق التفاصيل في كل كلمة ينطقون بها للعالم، لماذا لا
يكون للرئيس على أقل تقدير أناس مختصون في هذا المجال؟ هل إلى هذا الدرجة نستخف
بالقارئ العربي الذي نحن في الأصل جزء منه سواءً سوريّاً؛ أو عراقيّاً!!.
ثم هل
تدرون أن جميع؛ أو معظم وكالات الأنباء العالمية؛ وتلفزيوناته يترجمون كلمات ورسائل
السيد الرئيس من العربية للغة الدولة المعنية وخاصة (رويترز، فرانس برس،
أشيوتيدبرس…إلخ). مما يعني أن الأساس في اللغة العربية، وليست اللغة الكردية
الموجهة للشعب الكوردي أولاً؟!. 
في البرتوكول الرسميّ، ليس من الضروري أن يخرج
السيد الرئيس مسعود عند كل منعطف أو مشكلة إلى التلفزيون ويشرح موقف رئاسة الإقليم
من المشكلة المطروحة، هذه مهمة المستشار الإعلاميّ والمسؤول عن أيّ شيء يصدر عنه،
حتى وإن تطلب عقد مؤتمر صحفي، فليعقده المستشار ويتلو البيان الصادر باسم الرئيس؛
ويرد على أسئلة الصحفيين. هل من المنطقي أن نفتقد لمستشار من هذا القبيل بين الكورد
يمثل شخص الرئيس؟!!.
وأخيراً، وعلى الرغم من أن الأعمال بالنيّات، فإن الكردي
يجلد نفسه مرتين، واحدة لمعرفته الحقيقة، وأخرى حين يحفر قبره بيده!!.
 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…