مذكرة مفتوحة الى القيادة السعودية

صلاح بدرالدين

 ليس
بخاف عليكم اشتداد معاناة شعبنا السوري بمختلف مكوناته وأطيافه منذ مايقارب الخمسة
أعوام من جانب نظام الاستبداد والقتل والتدمير والذي كان يحكم السوريين قبل ذلك
وخلال مايقارب سبعة عقود بالقمع والإرهاب والاضطهاد وبسبب اختلال موازين القوى
لمصلحة النظام الذي يستخدم كل إمكانيات الدولة العسكرية والأمنية والبشرية بدعم
واسناد لاحدود لهما من جانب نظامي ايران وروسيا والحكومات العراقية المتعاقبة
والميليشيات ذات الطابع المذهبي في لبنان والعراق وبلدان أخرى فان شعبنا لم يحظ
بالمساعدة الحاسمة المرجوة لتحقيق النصر من الأشقاء والأصدقاء بالرغم من أن
معركتنا في مواجهة هذه الأطراف المعادية جزء لايتجزأ من الحرب الشاملة ضد الإرهاب
على المستوين الإقليمي والدولي ووقوفنا 
سوية في الخندق الواحد أمام نزعات الشر والفتنة العنصرية والمذهبية التي
تقف من ورائها نظاما الأسد وملالي طهران وكل الجماعات الإرهابية الميليشياوية في
بلدان المنطقة .
 السادة أصحاب القرار 
 لاشك أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين وشركائه من قادة
بلدان الخليج في التصدي للانقلابيين في اليمن والمدعومين من نظام طهران قد استحوزت
على مباركة الثوار السوريين وكل أحرار المنطقة والعالم فأي تراجع لنفوذ ايران وأية
ضربة لخططها التوسعية سيكون له أثر إيجابي بالغ على الساحة السورية وعلى كل قوى
التحرر في المنطقة وستتحقق الآمال بقرب الانتصار عند وقف نظام ايران في تصدير الفتن
ووسائل التقاتل والاحتراب بين شعوب المنطقة وتكتمل الفرحة نهائيا عندما يتم استئصال
جذور نظام الأسد ويقرر السورييون مصيرهم بأنفسهم في أجواء الحرية واستعادة الكرامة
.
  لقد ازدادت معاناة السوريين وتضاعفت في الأعوام الأخيرة بسبب ضعف العامل
الذاتي وعجز فصائل – المعارضات – عن تمثيل الثورة والحاق الأذى بتشكيلات الجيش الحر
كعمود فقري للثورة ومصدر توحيد لكل السوريين ومحاولة أدلجة الثورة وخاصة من جانب –
الاخوان المسلمين – وذلك بتشجيع ودعم بعض الأطراف الإقليمية مما ألحق الضرر البالغ
بالثوار وافسح المجال لتنفيذ مخططات النظام في اغراق الثورة بارهابيين باسم الإسلام
ونشر ثقافة القتل والدمار بأبشع الصور .
 بين الحين والآخر تنشر معلومات عبر
وسائل الاعلام مفادها أن دولا عربية وإقليمية من بينها المملكة العربية السعودية
بصدد تنظيم لقاءات أو مؤتمرات – للمعارضة – السورية من دون معرفة من هي تلك –
المعارضة – وماهي مواصفاتها علما أن الدول ذاتها رعت العشرات من المؤتمرات وصرفت
عليها الأموال الطائلة من دون تحقيق أي تقدم باتجاه وحدة الثوار ودعمهم أو الحاق
الهزيمة بقوى النظام وبسبب حرصنا اللامتناهي على إنجاح أية خطوة قادمة باتجاه لم
شمل الثوار نقترح عليكم الملاحظات والمقترحات التالية :
 1 – المسافة تتوسع كل
يوم بين الثورة من جهة والمعارضات من الجهة الأخرى بمافيها وفي مقدمتها (المجلس
الوطني السوري والائتلاف) ولانقول – هيئة التنسيق – لأنها بالأساس امتداد لأجندة
نظام الأسد لذلك نتمنى عليكم وكل من يعتبر نفسه صديقا لشعبنا الفصل بين الثورة
والمعارضة في القضية السورية وفي أي تمثيل قادم للثوار .
 2 – السبب الآخر لفشل
واخفاق كل المحاولات الماضية هو انطلاق المؤتمرات الماضية في الجانب السياسي من
مفهوم مخالف لأهداف الثورة التي قامت من أجلها وهو السعي لتغيير وجوه ورموز من دون
تفكيك سلطة النظام الحزبية والاجتماعية والفئوية والأمنية بل الاستعداد للانخراط
بماهو قائم بدمشق تحت ظل الخطاب السائد وقد قام معتمدوا الأمين العام للأمم المتحدة
حول سوريا بدور سلبي بالغ الى جانب المحاولات الروسية المعادية  الى درجة عدم افساح
المجال للاستفادة من بعض البنود والجوانب في جنيف 1 و 2 .
 3 – السبب الآخر هو
خلط المؤتمرين ورعاتهم المتعمد بين اسقاط النظام واسقاط الدولة فهدف الثورة منذ
قيامها هو اسقاط النظام من نظرة أن تعريف الدولة هو : الشعب والأرض والسلطة والمعني
بالسقوط في هذه الحالة ليس الشعب والأرض بل السلطة .
 مسألة التمثيل في أي مؤتمر
قادم بالغ الأهمية والشرط الأساسي من أجل انجاحه هو قيام لجنة تحضيرية لاختيار
مايناسب تحمل المسؤولية على مبدأ ايمان وقناعة أي مشارك جماعات وأفرادا بمبدأ اسقاط
النظام وبسوريا ديموقراطية تعددية موحدة جديدة ونقترح عليكم بهذا الخصوص مايلي
:
 1 – أن تكون تشكيلات الجيش الحر وخبرائه ممثلة بنسبة لاتقل عن 35% يليها
ممثلو الحراك الشبابي الثوري العام بالداخل والخارج بنسبة 25% والجماعات الثائرة
الأخرى التي تتخذ المسميات الإسلامية ماعدا كل من (داعش والنصرة) 10% والباقي من
ممثلي المكونات القومية والدينية والمذهبية الذين وقفوا الى جانب الثورة وأهدافها
منذ البداية وممثلي منظمات المجتمع المدني واعلام الثورة وكذلك الوطنييون المستقلون
.
 2 – أن يتم استبعاد كل من شارك في اجتماعات موسكو أو تعاون مع نظام الأسد
وتشارك معه في توزيع المهام والإدارات أو تواصل وتعامل مع نظام طهران وحكومات بغداد
وتلقى الأموال منها لأن مشاركة هؤلاء بمثابة نسف لكل سعي خير لصالح الشعب السوري
وثورته .
 نتمنى لكم الموفقية والنجاح لمافيه خير شعبنا السوري وكل شعوب المنطقة 
 أربيل – كردستان العراق
  13 – 5 – 2015 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اعتبر الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، يوم الجمعة، أن الارضية باتت مهيأة لإجراء عملية سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط للقضية الكوردية. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق أعمال منتدى (السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2024) في الجامعة الأمريكية في دهوك. وقال بارزاني، في كلمته إنه “في اقليم كوردستان، جرت الانتخابات رغم التوقعات التي…

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…