اللجنة المركزية للبارتي: المؤتمر الذي تم عقده من قبل السيد نصر الدين إبراهيم و عضوين من اللجنة المركزية التفاف على الشرعية التنطيمية.. وتكريس لإنقسام البارتي لصالح أجندة بعيدة عن قيم و مبادئ ونهج البارتي.

بيان
يا جماهير شعبنا الكردي .. 
ايتها القوى السياسية … 
الرفاق
والرفيقات … 
لقد دعا السيد نصر الدين إبراهيم بشكل شخصي لعقد مؤتمر بإسم
حزبنا الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) في 17/4/2015 متجاوزاً نداءات قيادة
الحزب بالتريث لحين حل الأزمة السياسية والتنظيمية التي عصفت بالحزب خلال الأشهر
الأخيرة نتيجة تعنته وتفرده بمصير وقرارات الحزب . 
وهذه الخطوة المنفردة من قبله فضلا عن كونها بالضد من القيم الديمقراطية, فهي باطلة
سياسياً وتنظيمياً لتجاهله رأي الأكثرية المطلقة في القيادة والهيئات التنظيمية،
وغياب المندوبين المنتخبين عن المؤتمر, وتعد تكريساً لإنقسام الحزب في ظروف سياسية
دقيقة تلقي بظلالها الثقيلة على واقع شعبنا الكردي في كردستان سوريا. 
إن
التفاعلات السياسية والتنظيمية داخل الحزب أفرزت أزمة حقيقية لا يمكن تجاوزها
بالتأجيل أو اللجوء لمؤتمر فاقد للشرعية السياسية والتنظيمية. فبدلاً من التراجع
والإعتراف بالخطأ أراد السكرتير السابق تجاوز إرادة الرفاق وترحيل كافة قضايا
الخلاف للمؤتمر العام الذي تأخر ثمانية سنوات عن موعد انعقاده. ولأننا على قناعة
تامة بأننا إذ لم نستطع حل الأزمة داخل اللجنة المركزية فإن المؤتمر لن يكون سوى
حصان “طروادة” لإضفاء نوع من المشروعية على خطة مبيتة لتقسيم الحزب خاصة و تجربة
البارتي في هذا المجال برهنت بأن آلية وأسلوب عقد و إدارة المؤتمرات خلقت ازمات –
نذكر على سبيل المثال “مؤتمرات الحزب الثامن والتاسع والعاشر” حيث كانت النتائج
انتكاسات على اكثر من صعيد، وما الأزمة الاخيرة إلا ناتج طبيعي لما تراكم من اخطاء
سابقة. ولكي لا تتكرر التجربة في معالجة قضايا سياسية وتنظيمية ارتأى أغلبية الرفاق
في القيادة والهيئات التنظيمية بضرورة التوصل للحلول السياسية والتنظيمية قبل
المؤتمر، وتصحيح مسار العلاقة مع المجلس الوطني الكردي لكي يكون المؤتمر مصادقاً
لنتائج الجهود التي بذلت وتطويراً لها عبر توصيات وقرارات ملزمة للقيادة الجديدة. 
إننا في الوقت الذي نأسف لجماهير شعبنا الكردي لما وصلت إليه الامور في البارتي
جراء خطوة السكرتير السابق و عضوين من اللجنة المركزية ، والذي لا يليق بالبارتي
وتاريخه ونضاله المديد المبني على ترسيخ أسس الحوار العقلاني ضمن الحزب ومع الاحزاب
الكردية الأخرى العاملة في الساحة الكردية في سوريا، ومع القوى الكردستانية حيث
للبارتي بصمات مهمة وتاريخاً يفتخر به.  نعاهد الرفاق وجماهير شعبنا الكردي إلى
مراجعة الذات، وتدارك الأخطاء التي عصفت بحزبنا نتيجة لسياسة التفرد والتمسك بالرأي
و تصحيح المسار و المضي قدما على النهج التاريخي للبارتي منذ إنطلاقته في 14 حزيران
1957. 
إن تراث البارتي النضالي غير مرهون بإرادة فرد أو أفراد ، بل هو نابع من
الأصالة السياسية الوطنية و القومية إننا على ثقة تامة بأننا في البارتي قيادة
وقواعد سنتجاوز الازمة الحالية بالتكافل والتضامن السياسي والتنظيمي ؛ لأننا نستمد
شرعيتنا وديمومتنا من نهج الأصالة القومية، نهج البارزاني الخالد؛ نهج الكردايتي،
وإرادة الرفاق الذين وضعوا نصب أعينهم تحقيق الحرية وتأمين الحقوق القومية المشروعة
لشعبنا الكردي. و عليه فإننا نصرح للرفاق و جماهير شعبنا الكردي بأن ما سمي
بالمؤتمر الحادي عشر والذي تم عقده من قبل السيد نصر الدين إبراهيم و عضوين من
اللجنة المركزية ما هو إلا التفاف على الشرعية التنطيمية و هروب إلى الأمام و
تكريسا لإنقسام البارتي لصالح أجندة بعيدة عن قيم و مبادئ ونهج البارتي. أن قيادة
الحزب تدعو كل الرفاق والرفيقات الوقوف أمام مسؤولياتهم التاريخية، إتجاه الحزب
بإدانة وتعرية الخطوة الانفرادية والالتفاف حول الحزب لاسترجاع قوته ودوره الرئيسي
على الساحة النضالية . 

اللجنة المركزية

 للحزب
الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي

19/4/2015

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف يبدو التدوين، في زمن باتت الضوضاء تتكاثر فيه، وتتراكم الأقنعة فوق الوجوه- لا كحرفة أو هواية- بل كحالة أخلاقية، كصرخة كائن حرّ قرّر أن يكون شاهداً لا شريكاً في المذبحة. التدوين هنا ليس مجرد حبرٍ يسيل، بل ضمير يوجّه نفسه ضد القبح، حتى وإن كان القبح قريباً، حميماً، أو نابعاً من ذات يُفترض أنها شقيقة. لقد كنتُ- وما…

عبد الجابر حبيب ـ ذاكرة التهميش ومسار التغيير بعد عقدين من اندلاع الأزمة السورية، وتحوّلها من انتفاضة مطلبية إلى صراع إقليمي ودولي، ما زال السوريون يتأرجحون بين الحلم بوطن حر تعددي عادل، وبين واقع تمزقه الانقسامات، وتثقله التدخلات الأجنبية والمصالح المتضاربة. سوريا اليوم لم تعد كما كانت، لكن السؤال يبقى: إلى أين تسير؟ وهل ثمة أمل في التحول نحو…

حوران حم في زوايا الحديث السوري اليومي، في المنشورات السريعة على مواقع التواصل، في تصريحات بعض “القيادات” ومواقف فصائل تدّعي تمثيل الثورة أو الدولة، يتسلل الخطاب الطائفي كسمّ بطيء، يتغلغل في الروح قبل أن يظهر في العلن. لم تعد العبارات الجارحة التي تطال الطوائف والأقليات، والمناطق، والمذاهب، تُقال همساً أو تُلقى في لحظة غضب، بل باتت تُصرّح جهاراً، وتُرفع على…

إبراهيم اليوسف لم يكن، في لحظة وطنية بلغت ذروة الانسداد، وتحت وطأة أفق سياسي وأخلاقي مغلق، أمام الشيخ حكمت الهجري، شيخ عقل الطائفة الدرزية في السويداء، كما يبدو الأمر، سوى أن يطلق مكرهاً صرخة تهديد أو يدق طبول حرب، حين ألمح- بمسؤوليته التاريخية والدينية- إلى احتمال طلب الحماية الدولية. بل كان يعبّر عن واحدة من أكثر المعضلات إلحاحاً في واقعنا…