البيان الختامي للمؤتمر الحادي عشر للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ( البارتي )

تحت شعار :

 عاش نهج الكردايتي ” نهج
البرزاني الخالد ” .
– من أجل إنهاء الاستبداد والدكتاتورية, وإقامة نظام وطني
ديمقراطي برلماني لامركزي, يقر دستورياً بوجود الشعب الكردي وحقوقه القومية وفق
العهود والمواثيق الدولية في إطار وحدة البلاد .
انعقد المؤتمر الحادي عشر للحزب
بحضور مندوبي الجزيرة وعفرين وأوربا وتركيا وإقليم كردستان العراق , وتغيب مندوبي
كوباني لظروفهم الموضوعية الخاصة, أما بالنسبة لباقي مندوبي الإقليم الذين تعذر
حضورهم في قاعة المؤتمر فقد أثبتوا للجميع أنّ إرادتهم الفولاذبية أقوى من أن تلين,
فقد شاركوا في جلسات المؤتمر عبر السكايب , وكذلك بعض مندوبي أوربا, وكوباني , وعبر
الاتصال الهاتفي .
بدأ المؤتمر بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الكرد وكردستان وشهداء سوريا , وعلى
روح المناضل الراحل أكرم كنعو عضو اللجنة المركزية للحزب , بالتزامن مع النشيد
القومي ” أي رقيب ” . بعدها تم انتخاب رئيس للمؤتمر ومقررين اثنين لإدارة أعماله ,
و تم قراءة التقرير السياسي المقدّم للمؤتمر من قبل سكرتير الحزب, الذي تم تسليط
الضوء فيه على الظرف الاستثنائي والتاريخي الذي يمر به شعبنا الكردي والبلاد
عموماً, وذلك إبّان الثورة الشعبية السلمية في سوريا, وكذلك بيان موقف حزبنا من
مجريات الأحداث في ظلّ الصراع الدامي في سوريا , ودور البارتي في توحيد الصف
والكلمة الكرديين , والوقوف في التقرير السياسي على المراحل التي مرّ بها البارتي
بين المؤتمر العاشر والحادي عشر على صعيد الحركة السياسية الكردية والمعارضة
الوطنية الديمقراطية في سوريا, و المحاولات الوحدوية التي سعى البارتي جاهداً
لتحقيقها, وكذلك ما تعرض له حزبنا من مؤامرات و ضغوطات , والتي كانت تستهدف النيل
من البارتي وثوابته , وخطه السياسي المعتدل , وإضعاف الروح المعنوية لرفاقه , تلى
ذلك اعتماد التقرير السياسي من قبل المندوبين بعد مناقشات مستفيضة وملاحظات قيّمة
.
كما تم قراءة تقرير النشاطات وأعمال اللجنة المركزية من قبل أحد رفاق مكتب
التنظيم , وكذلك تقرير الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش من قبل أحد أعضائها ,
اللذان تم مناقشة مضمونهما من قبل الرفاق المندوبين بإسهاب وموضوعية , وتم مناقشة
مسودة المنهاج و النظام الداخلي للحزب وإقرارهما بعد إجراء التعديلات الضرورية
عليهما , وقد أقر المؤتمر مشروع البرنامج السياسي المرحلي المقدم من قبل اللجنة
المركزية , الذي تضمن رؤية الحزب لحل القضية الكردية في سوريا , وكذلك أسس الحل
السياسي للأزمة السورية .
وتم انتخاب الرفيق نصرالدين إبراهيم سكرتيراً للحزب في
المؤتمر بإجماع أصوات المندوبين, ثم تم الانتقال إلى بند إنتخابات اللجنة المركزية
, بعد أن تم تثبيت عددهم , والتصديق على نتائج تصويت مندوبي المؤتمر في إقليم
كردستان العراق لاختيار ممثليهم في اللجنة المركزية والهيئة المركزية للرقابة
والتفتيش , كما تم تثبيت عضوية ممثلي أوربا وعفرين في اللجنة المركزية , لينتهي هذا
البند بانتخاب أعضاء اللجنة المركزية الجديدة , ليتم بعدها إنتخاب أعضاء الهيئة
المركزية للرقابة والتفتيش الجديدة , كما وافق المؤتمر بإجماع أصوات مندوبيه
بانتخاب الرفيق المناضل زكريا مصطفى عضواً فخرياً في قيادة الحزب تكريماً لنضاله
الطويل وخدماته الجسام في صفوف البارتي والجماهير طيلة عقودٍ من الزمن  .
هذا ,
وقد تخلل جلسات المؤتمر ورود اتصالات وبرقيات من لدن رفاقنا في منظمات الحزب في
كوباني والرقة وتركيا وألمانيا وأوكرانيا والسويد وموسكو وإقليم كردستان العراق ,
عبّروا من خلالها عن تأييدهم لكل ما يتوصل إليه من مقررات في المؤتمر , مؤكدين على
ثبات مواقفهم تجاه البارتي .
بالرغم من صعوبة الظروف التي انعقد فيها المؤتمر
الحادي عشر للبارتي إلّا أنه يعتبر نقطة انعطاف واضحة في مسيرة الحزب من حيث إقراره
تحويل الحزب إلى حزب مؤسساتي من خلال إتخاذ قرار بإنشاء مكاتب تخصصية عديدة
للإرتقاء بالحزب إلى الحالة المؤسساتية المأمولة , حيث تقرر إحداث المكاتب التالية
: ( السياسي – الاعلام – التثقيف والاعداد الحزبي – التنظيم – الاجتماعي – شؤون
المرأة – الطلبة والشباب والرياضة – اللغة الكردية – الفلكلور والتراث الكردي –
الشؤون القانونية وحقوق الإنسان) , وكذلك تعزيز صلاحيات الهيئة المركزية للرقابة
والتفتيش لتكون بمثابة الهيئة القضائية في الحزب كهيئة تتمع بالاستقلالية .
كما
أن المؤتمر استطاع أن يقر برنامجاً ليكون بمثابة البوصلة للقيادة والحزب في المرحلة
المقبلة , حيث تم تحديد خطة عمل الحزب على الصعيد الجماهيري والتنظيمي والوطني
والكردستاني والدولي ,وعلى صعيد اللاجئين والجالية الكردية .
واستطاع المؤتمر أن
يحدد رؤية دقيقة وموضوعية مبنية على الاعتدال والاتزان السياسي وواقعية الطرح لحل
القضية الكردية في سوريا وفق أساليب سياسية وسلمية , والأمر نفسه بالنسبة للأزمة
السورية , فحرصاً من البارتي على انهاء الأزمة السورية , أقر المؤتمر رؤية الحزب
السياسية لحلها وفق بنود واضحة المعالم , مبنية على أساس بيان جنيف1  .
ومع تكلل
أعمال المؤتمر الحادي عشر بالنجاح , يكون رفاق البارتي قد أكدوا أنهم مازالوا على
العهد باقين , وأنهم الصخرة التي تتحطم عليها المؤامرات والمخططات , وبذلك يبقى
البارتي الجبل الذي لا تهزه العواصف .

القامشلي في 19 / 4 /
2015م 

  اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي في
سوريا (البارتي)

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف يبدو التدوين، في زمن باتت الضوضاء تتكاثر فيه، وتتراكم الأقنعة فوق الوجوه- لا كحرفة أو هواية- بل كحالة أخلاقية، كصرخة كائن حرّ قرّر أن يكون شاهداً لا شريكاً في المذبحة. التدوين هنا ليس مجرد حبرٍ يسيل، بل ضمير يوجّه نفسه ضد القبح، حتى وإن كان القبح قريباً، حميماً، أو نابعاً من ذات يُفترض أنها شقيقة. لقد كنتُ- وما…

عبد الجابر حبيب ـ ذاكرة التهميش ومسار التغيير بعد عقدين من اندلاع الأزمة السورية، وتحوّلها من انتفاضة مطلبية إلى صراع إقليمي ودولي، ما زال السوريون يتأرجحون بين الحلم بوطن حر تعددي عادل، وبين واقع تمزقه الانقسامات، وتثقله التدخلات الأجنبية والمصالح المتضاربة. سوريا اليوم لم تعد كما كانت، لكن السؤال يبقى: إلى أين تسير؟ وهل ثمة أمل في التحول نحو…

حوران حم في زوايا الحديث السوري اليومي، في المنشورات السريعة على مواقع التواصل، في تصريحات بعض “القيادات” ومواقف فصائل تدّعي تمثيل الثورة أو الدولة، يتسلل الخطاب الطائفي كسمّ بطيء، يتغلغل في الروح قبل أن يظهر في العلن. لم تعد العبارات الجارحة التي تطال الطوائف والأقليات، والمناطق، والمذاهب، تُقال همساً أو تُلقى في لحظة غضب، بل باتت تُصرّح جهاراً، وتُرفع على…

إبراهيم اليوسف لم يكن، في لحظة وطنية بلغت ذروة الانسداد، وتحت وطأة أفق سياسي وأخلاقي مغلق، أمام الشيخ حكمت الهجري، شيخ عقل الطائفة الدرزية في السويداء، كما يبدو الأمر، سوى أن يطلق مكرهاً صرخة تهديد أو يدق طبول حرب، حين ألمح- بمسؤوليته التاريخية والدينية- إلى احتمال طلب الحماية الدولية. بل كان يعبّر عن واحدة من أكثر المعضلات إلحاحاً في واقعنا…