تركيا …… وأوهام القوة

شادي حاجي  *

عندما يصل غرور وهم القوة بأقطاب الحكم في تركيا الطورانية الشوفينيين والعنصريين منهم الى القمة يتولد لديهم شيئ من طموح السيادة أو التسيد ليتحول هذا الطموح بعد ذلك الى غاية يسخر من أجل الوصول اليها الكثير من الامكانيات المتاحة ومن بينها جانب من المغامرة غير المحسوبة طبعآ ! هذا ما يشعر به أقطاب الحكم في تركيا السياسيون منهم والعسكريون على حد سواء .

ويعملون من أجل تحقيقه …..

لأنهم يشعرون أنهم مهددون طوال الوقت من التجربة الديمقراطية الكردستانية قي اقليم كردستان الجنوبية (العراق) التي تزدهر وتتقدم وبخطوات متسارعة يومآ بعد يوم وكل خوفهم من انتقال هذه التجربة الى كردستان الشمالية بملايينها الثلاثين وعبرها الى عموم تركيا مما سيهدد عروش الطغمة العسكرية الحكام الفعليين في تركيا وما الديمقراطية التي يتبجحون بها إلا ديمقراطية مزيفة.

وبالتالي فهم يحاولون من وراء تحشداتهم واستعداداتهم العسكرية على الحدود العراقية التركية وفي كافة المدن والقصبات والقرى في كردستان الشمالية وتهديداتهم المتكررة والمستمرة أن يعطوا لأنفسهم مساحة من التحرك شرقآ (كردستان الشمالية) وجنوبآ (كردستان الجنوبية) لإملاء شروطهم وأجندتهم الخاصة بهم وبأحلامهم المزيفة والتي تتعارض كليآ مع تطلعات وطموحات الشعب الكردي في الأجزاء الأربعة من كردستان  وبالأخص في كردستان الشمالية والجنوبية (تركيا – العراق) .

ونعتقد بأن هذا محض وهم ولن يحصل والعالم المتحضر لن تقبل به .

والحقيقة لم أر مسئولآ في دولة يستعدي الأخرين عليه كما يفعل رئيس وزراء تركيا ووزير خارجيته وبالتحريض من الطغمة العسكرية التركية الحاكمة وكأنهم يدعون الشعب الكردي في كردستان الشمالية خاصة وفي بقية أجزاء كردستان عامة  القيام بما لايحمد عقباه على الأتراك والمنطقة بشكل عام ومما سيشكل تهديدآ للإستقرار والأمن الدوليين وتعريضهما للخطر .

وكما يبدوا أيضآ وكأنهم في تصعيدهم للموقف يعجلون في اندحارهم وجرفهم من كافة مناطق كردستان الشمالية ولله في خلقه شؤون .

أو وكأنهم يحاولون على خلق حجج وذرائع للقضاء على التجربة الديمقراطية الوليدة في كردستان الجنوبية وبسط سيطرتهم وبشكل محكم على كافة مناطق كردستان الشمالية بعد شعورهم بأن زمام الأمور في المنطقة باتت تفلت من اياديهم وهذا هو المرجح .

ولكن هيهات فبوجود النسر الكردي الشامخ العين الساهرة الرجل الشجاع رجل المواقف الصعبة الذي إذا قال فعل وإذا فعل يكون فعله مؤثرآ السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان الجنوبية (العراق) ابن البارزاني الخالد مصطفى الذي يعي ما يقول وبكل صراحة وجرأة وصدق ووضوح وبمسؤولية عالية الذي وضع وبلهجة القائد الواثق من نفسه حدآ للتدخلات التركية بشأن اقليم كردستان الجنوبية وبخصوص قضية مدينة كركوك (قلب كردستان) منطلقآ من إيمانه بالله عز وجل وبعدالة قضيته وبإرادة وقوة شعبه الكردي الأبي الذي آمن به وبقضيته المستعد والمتأهب دائمآ وأبدآ وفي كل الأوقات وعند كل نداء لدحر وجرف كل القلاع والحصون العسكرية التركية من مواقعها المتواجدة والمتمركزة فيها الى ما وراء حدود كردستان .

وكل من تسول له نفسه اللعب بالنار.

لذلك لايسعنا وفي مثل هذه الأجواء المتشنجة إلا أن ننصح القادة الأتراك أن يعودوا الى رشدهم وعدم إثارة غضب الشعب الكردي بتهديداتهم الغير مبررة وأن يدركوا حجمهم الحقيقي وأن لايكرروا ثانية مثل هذا الكلام وهذه التهديدات فهو كبير جدآ عليهم وأن يتوقفوا عند حدودهم الحقيقية فقد يسحقون جراء هذه المواقف الغير مدروسة وأن يتخلوا عن التفكير بعقلية عشرينات القرن الماضي وأن يدركوا بأنهم يعيشون في القرن الحادي والعشرين وبأن في القرن الذي نحن فيه الآن قضايا الشعوب لاتحل بالحروب والقتل المتبادل وإنما بالحوار والتفاهم والتوافق وفق مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان والقوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية وإلا سيكون الوضع كارثيآ وهذا ما لانتمناه لأحد في المنطقة والعالم .

———-
* حقوقي كردي
سوري     

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

فواز عبدي في مشهد الصراع السوري، تُستدعى رموز التاريخ الإسلامي بشكل متكرر من قبل الفصائل المختلفة، كلٌّ بحسب توجهه وهويته. ومن بين تلك الرموز، يبرز اسم الدولة الأموية / بني أمية / الأمويين بقوة في خطاب بعض الجماعات والفصائل ذات الطابع السنّي، خصوصاً تلك التي ترى نفسها امتداداً لـ”أمجاد الماضي”. لكن استحضار بني أمية اليوم، في سياق شبه حرب أهلية…

د. محمود عباس   بعد مجريات الأحداث المتسارعة في سوريا، وتحوّل ما يُسمّى بالحكومة الانتقالية إلى واجهة مفرغة من الوطنية، خاضعة بالكامل لهيمنة هيئة تحرير الشام، ومُلتحقة بالإملاءات التركية، لم يعد أمام الحراك الكوردي خيار سوى الإعلان، وبشكل صريح وحاسم، أن المنطقة الكوردية ستدار بشكل مستقل عن المركز، إلى أن تتضح ملامح سلطة سورية بديلة، مدنية، لا مركزية، تؤمن بالنظام…

ابوبکر کاروانی. من خلال عقد مؤتمر للوحدة والموقف الكردي الموحّد في روج آفا، دخلت القضية الكوردية في ذلك الجزء من كوردستان مرحلة جديدة ومهمة. وتتمثل في توحيد القوى الكوردستانية في روج آفا على أساس تمثيل الذات كناطق باسم شعب كوردستان في هذا الجزء من كردستان، ولحلّ قضية عادلة لم تُحل بعد. هذه الخطوة هي ثمرة جهود للقادة، وضغوط ومساندة الأصدقاء،…

نظام مير محمدي* لطالما كان الملف النووي الإيراني أحد التحديات الأساسية على الساحة الدولية. فمنذ الأيام الأولى لنشاط مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران، سعى النظام الحاكم جاهداً، عبر خلق العقبات وتقديم معلومات منقوصة، إلى إخفاء الطبيعة الحقيقية لبرنامجه النووي. هذا النهج المخادع، الذي أكدت عليه مراراً وتكراراً السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، مطالبةً برقابة…