لعل ما يمكن قوله في الذكرى الثامنة بعد المائة لتأسيس اللبنة الأولى للصحافة الكردية بل اصدر أولى صحيفة كردية – كردستان في القاهرة – هو أنَّ المثقف الكردي استطاع منذئذٍ , وضع يده على الجرح , بغرض العمل على برئه بعد ما أدرك تماماً مدى الحيف الذي وقع على إنسانه الكردي حيث أمحت ملامح خريطته , كما كادت ملامح تراثه تغيب , وتذهب لصالح الآخرين, فجاءت الصرخة الأولى لرصد اللحظة و استشراف المستقبل في تلك المرحلة الأشد إحراجاً
و إذا كان جيل الرادة , قد عملوا على هذا النحو واضعين اللبنة الأولى لصحافة شقت طريقها, رغم كل المثبطات و المنغصات إلا أن هذا اليوم 22 نيسان 1898 ينبغي ألا نعده مجرد ذكرى نحييها , بل أن نعدها مدرسة , نتعلم منها الكثير , و نستلهم منها الدروس , و العبر , لا سيما أن اللحظة الكردية المعيشة قد تبدو أكثر إحراجاً, نحن إزاء هذا المنعطف الخطير , و هو ما يرتب على مثقفنا وإعلامينا , أن يكرس تلك التقاليد التي أرسى دعائمها مثقفنا قبل قرن و نيف لا سيما وأننا ندرك ما للإعلام , الآن تحديداً , و في ظل الثورة المعلوماتية والثقافية , من دور بارز في إيصال الصوت إلى الآخر لا سيما وأن القضية الكردية تحتاج إلى سفراء بمستوى اللحظة وهناك الآن الآلاف , أن لم أقل أكثر من الكوادر القادرة على صنع إعلامها اللائق , والناجح , ليس على نحو ترفي , بل كأداة ٍ مهمة , للذود عن الحق الكردي الذي يتناهبه , الأغيار
ودعني أقل لك :
انه وبعد ثلاثين عاماً من كتابتي في مجال الصحافة , أستطيع أن أؤكد , أنني بتُ مطمئناً جداً الآن أن لا خوف على هذه الرسالة , وأن هناك من هو قادر تماما أن يعمل في هذا المجال و بوتائر أعلى بكثير , و هو ما يرتب علينا جميعاً البحث عن خلق آليات مناسبة لاحتضان , هذه الكتابات, في زمن صار من الممكن فيه أن يكون الصحفي كاتبا ومحررا و رئيس تحرير ومدير مؤسسة إعلامية ينشر رؤاه بعد كبسة رز على كيبورده مكسّراً بذلك هيبة الرقابة اللعينة التي عانينا منها طويلا ……طويلا …….
مع الشكر لكم
إبراهيم اليوسف
21 نيسان 2006 قرية علي بدران
كروب ديرك للثقافة الكردية