الحل الأمثل بالعودة الى الثوار والشعب.. قضية للنقاش ( 138 )

صلاح بدر الدين

    في لقائه مع موقع ( سراج برس – 31 – 1 – 2015 ) وفي معرض اجابته عن الوضع السياسي قال السيد اللواء سليم ادريس وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة :
”  أن الائتلاف هو الممثل الشرعي للثورة واعترفت به 113 دولة في العالم، والعسكر المحترف لا يتدخل في السياسة، مهمته الحفاظ على الوطن، والأمن الداخلي وفق القوانين والأنظمة، ودور وزارة الدفاع في تشكيل الجيش أن تهيئ الظروف للمقاتلين ليحققوا انتصارات، ويغيروا الواقع على الأرض، وبهذا الشكل ندعم السياسي الذي يجلس على طاولة التفاوض، ولا يجب على المقاتل أن يتحدث بالسياسة نيابة عن السياسيين وأنا شخصياً كوزير للدفاع لن أتحدث.
موضوع السياسية يتولاه السياسيون الذين هم الآن الائتلاف، ويجب أن نثق بالائتلاف ثقة مطلقة كي ننجح، وإذا نجحنا في تشكيل هذا الجيش ستكون هناك قوانين وضوابط دقيقة جداً لكل سلوك وتصرف، لأن في الجيوش لا يحق لأحد من العسكريين أن يصرح، يوجد ناطق عسكري يقدم تقريراً يومياً عن العمليات، أما السياسة فهي للسياسيين الذين يمثلون الجيش”. كما أرى ماطرحه الصديق الوزير بخصوص الالتزام بالمرجعية السياسية مناسب لوزير دفاع في دولة ديموقراطية مستقرة تستند على قاعدة صلبة من المؤسسات التشريعية والقضائية وهذا ما يتناقض مع الحالة السورية الراهنة حيث هناك نظام استبدادي متورط في قتل السوريين وتدمير البلاد وثورة مندلعة منذ أربعة أعوام بهدف اسقاطه ولم نفهم جيدا هل الوزير يمثل الثورة أم الحكومة المؤقتة ؟ وهل الائتلاف الذي يقود الحكومة منتخب من الثوار ولايعاني أية أزمة أو إشكاليات الشرعيتين الثورية والوطنية خاصة وأنه جزء من المعارضات المختلفة فيما بينها وليس في أحسن أحواله ؟ وهل الاعتراف الشكلي والهزيل من تلك الدول يستند حقيقة الى أساس واقعي ودبلوماسي والتزامات رسمية مثلا هل لدى حكومتنا المؤقة الموقرة سفراء بدائل أو حتى موازين لسفراء النظام ؟ وبايجاز هل لدينا الآن حكومة الثورة ودولتها ونظامها  ؟ وحتى لو كان كذلك هل يسري الأمر على الثوار وغالبية الشعب السوري الذين لم يؤخذ آراءهم ولم يستفتوا في مسألة تشكيل الحكومة المؤقتة وقبل ذلك الائتلاف ؟ أعتقد أن الحل الأمثل بالعودة الى الثوار والشعب ( وهذا لا يزيل صفة الثوار عن الصديق د سليم وزملائه ) وذلك عبر الدعوة لمؤتمر وطني شامل تنبثق عنه قيادة سياسية – عسكرية شرعية مشتركة تمثل غالبية المكونات والأطياف الوطنية لادارة أمور الثورة وقضايا البلاد والقضية أحوج ماتكون للنقاش .
 – عن موقع الكاتب على الفيسبوك .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…

إبراهيم اليوسف إنَّ إشكالية العقل الأحادي تكمن في تجزئته للحقائق، وتعامله بانتقائية تخدم مصالحه الضيقة، متجاهلاً التعقيدات التي تصوغ واقع الشعوب. هذه الإشكالية تطفو على السطح بجلاء في الموقف من الكرد، حيث يُطلب من الكرد السوريين إدانة حزب العمال الكردستاني (ب ك ك) وكأنهم هم من جاؤوا به، أو أنهم هم من تبنوه بإجماع مطلق. الحقيقة أن “ب ك ك”…

شيروان شاهين سوريا، الدولة ذات ال 104 أعوام البلد الذي كان يومًا حلمًا للفكر العلماني والليبرالي، أصبح اليوم ملعبًا للمحتلين من كل حدب وصوب، من إيران إلى تركيا، مرورًا بكل تنظيم إرهابي يمكن أن يخطر على البال. فبشار الأسد، الذي صدع رؤوسنا بعروبته الزائفة، لم يكتفِ بتحويل بلاده إلى جسر عبور للنفوذ الإيراني، بل سلمها بكل طيبة خاطر…