بلاغ صادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني -سوريا

عقدت اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، اجتماعها أواخر كانون الأول 2014, وبعد دقيقة صمت على أرواح شهداء الحركة التحررية الكوردية وشهداء الثورة السورية, تم استعراض الأوضاع السياسية والإعلامية والتنظيمية والآليات الكفيلة بتقوية الحزب وتعزيز دوره في الداخل والخارج انسجاماً مع ما يجري من تطورات متسارعة تمّس المشهدين السياسي والميداني في المنطقة والعالم وما قد يترتب عليها من استحقاقات قومية ووطنية مصيرية.
لقد وقفت اللجنة المركزية على آخر تطورات الثورة السورية ومستجدات المعارضة الوطنية والأوضاع العامة في الوطن ومنها زيادة وتيرة العنف والدمار بسبب ممارسات النظام الهمجية واعتماده اسلوب القتل الممنهج مناصفة مع القوى الظلامية الارهابية وفي مقدمتها تنظيم (داعش) دون أن يبدو في الافق أيّ بارقة أمل بأن النظام الدموي سيغير من سلوكه القمعي وطريقة تعاطيه مع الثورة السورية

 

 ورأت اللجنة المركزية لولا المساعدات السخية من القوى الإقليمية والدولية, إيران وروسيا – نموذجاً – لما تمادى النظام الحاكم في دمشق في غيّه وعدوانه ضد الشعب السوري وثورته المباركة, لقد جددت اللجنة المركزية التذكير بضرورة قيام المجتمع الدولي وكل من يعز عليه قيم العدالة الاجتماعية القيام بواجباته الأخلاقية والإنسانية, تجاه الشعب السوري وبكافة مكوناته القومية والدينية والمذهبية, ومناصرتهم للخلاص من محنتهم, ورأى المجتمعون بأن الحل الوحيد لإخراج سوريا من أزمتها الراهنة، يكمن في إسقاط النظام الدكتاتوري وإنهاء مرتكزاته الامنية والعسكرية والفكرية, وبناء دولة اتحادية ذات نظام برلماني ديمقراطي تعددي, تعترف بحقوق جميع المكونات, وتقر دستورياً بواقع الشعب الكردي, وتثبيت حقوقه القومية والديمقراطية وفق العهود والمواثيق الدولية في دستور البلاد.
كما استعرض الرفاق واقع المعارضة السورية وفي مقدمتها الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، مؤكدين أنها لا تزال تعاني الخلل والإرباك في مواقفها السياسية والميدانية وتعيش حالة تخبط إزاء توحيد الجهود والرؤى والمواقف تجاه الشأن السوري العام وثورته المباركة, لذا دعت اللجنة المركزية جميع الأطراف إلى ضرورة توخي الحيطة والحذر في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ بلدنا داعياً إلى التماسك وتوحيد الجهد ورص الصفوف وتغليب المصالح الوطنية العامة على المصالح الذاتية والجهوية الضيقة, وصولاً إلى وحدة الموقف والرؤية والخطاب إزاء القضايا المصيرية ومستقبل سوريا ومنها قضية شعبنا الكوردي وحقوقه القومية والديمقراطية المشروعة.
ووقفت اللجنة المركزية مطولاً أمام الأحداث والتطورات الجارية في المناطق الكوردية وخاصة منطقتي كوباني وشنكال وعبرت عن شكرها وامتنانها للمواقف الشجاعة والحكيمة للسيد الرئيس مسعود البارزاني قائد الحركة التحررية الكوردية والتي تم على أثرها تحرير شنكال بهمة واقتدار البيشمركة الأبطال من رجس الظلاميين والإرهابيين وكذلك لإرساله قوة (النخبة) من البشمركة إلى كوباني لدحر الجهات المعادية للبشرية ولتطلعات شعبنا الكوردي, راجين تحريرها قريباً, وجددت اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا, عن دعمها ومساندتها للسيد مسعود البارزاني رئيس إقليم كوردستان, في مواجهته لقوى الشرّ والعدوان على شعبنا الكوردي وشعوب المنطقة, وتعهدت بتقديم الغالي والنفيس من أجل حرية كوردستان وأمنه وسلامة أراضيه وقد حث المجتمعون الأسرة الدولية والتحالف الدولي لمكافحة للإرهاب أن تكون أكثر سخاء في تقديم يد العون والمساعدة لقيادة اقليم كوردستان برئاسة السيد الرئيس مسعود البارزاني وبيشمركته الأبطال في حربهم ضد الارهاب والمنظمات الارهابية.
كما وقف الرفاق أمام الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشه شعبنا الكوردي في كوردستان الغربية في ظل تدهور الاقتصاد السوري وتراجع قيمة العملة الوطنية إلى أدنى مستوياته مقابل العملة الصعبة مما زاد من وتيرة مأساة الناس, لذا تناشد اللجنة المركزية المجتمع الدولي ومؤسساته الرسمية والأهلية, وقوى المعارضة الوطنية أن تتحمل مسؤولياتها القانونية وواجباتها الإنسانية وتسعى سريعاً لوضع الحلول المناسبة لمأساة شعبنا خاصة في المجالات الخدمية والمعيشية وتقديم كافة أشكال الدعم والمساعدة وذلك منعاً من ظهور الأسوأ في قادم الايام .
وفي مجال آخر أكد الحضور على أهمية المجلس الوطني الكوردي والحفاظ عليه, باعتباره الحاضن الأوسع للحركة السياسية الكوردية وجماهيرها، لذا يستوجب تفعيله وتطويره والعمل للارتقاء به ليغدو ممثلاً فاعلاً وحقيقياً للشعب الكردي, وملبياً لطموحاته وتطلعاته القومية والديمقراطية, وقد أشاد المجتمعون بقرارات المجلس الوطني الكوردي التنظيمية الأخيرة بإبعاد الذين ارتكبوا مخالفات قانونية صريحة للقرارات والتوجهات ذات الصلة, وفي هذا الصدد عبرت اللجنة المركزية عن التزامها الصارم بتطبيق بنود اتفاقية دهوك في 22/10/2014 برعاية السيد الرئيس مسعود البارزاني مؤكدين على جهوزية الحزب ومن خلال المجلس الوطني الكوردي العمل فوراً مع الإخوة في حركة المجتمع الديمقراطي لتنفيذ بنود الاتفاقية دون مماطلة أو تسويف أو تأخير.
كما رفضت واستنكرت اللجنة المركزية الأعمال والممارسات الصادرة من أسايش حزب الاتحاد الديمقراطي ومسلحيه ومحاولاته المتكررة إنهاء الحياة السياسة في المناطق الكوردية وآخرها السطو المسلح على مكتب حزبنا في الحسكة – حي الصالحية, والعبث بمحتوياته وإنزال وتمزيق صور الرموز الكوردية ودعوتهم الكف عن اعتقال واختطاف القاصرين والقاصرات من أبناء وشعبنا وملاحقة نشطائه وممارسة صنوف الترغيب والترهيب ضدهم من خلال إصدار مراسيم زجرية المتعلقة بالتجنيد الإجباري التي تسيء إليهم قبل غيرهم مذكرين بأن هذه الممارسات والقرارات الكيدية الجائرة لا تخدم سوى النظام الدكتاتوري وتساهم في ديمومته, بل تزعزع وحدة الصف والموقف الكوردي, لذا نطلب أن يقدم الجناة والمسؤولين عن مرتكبي هذه الجرائم والمخالفات المسيئة لقيم الكوردايتي للمسائلة القانونية ويخضعوا لسيف العدالة كما يدعوهم لإطلاق سراح جميع المحتجزين من رفاق وكوادر حزبنا فوراً .
وفي الختام تناول الاجتماع وبروح المسؤولية الملقاة على عاتقه، معظم الجوانب المتعلقة بحياة الحزب الداخلية والتنظيمية والإعلامية وسبل تحسين وتفعيل مكاتبه ومؤسساته التخصصية, وقد اتخذ إزاء ذلك جملة من القرارات والتدابير والتوصيات الكفيلة بتقدم الحزب وتطويره في كافة النواحي وتفعيل دوره الريادي وتنقله من حال إلى حال أكثر عزماً وقوة في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ شعبنا ووطننا, وفي نهاية الاجتماع تقدمت اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا, بالتهاني القلبية الحارة للإخوة المسيحيين وبكافة طوائفهم في سوريا والعالم بمناسبة أعياد الميلاد وعيد رأس السنة الميلادية متمنية أن تعاد علينا وشعبنا يعيش أجواء الفرح والحرية والخلاص من النظام الدكتاتور في العام القادم .
قامشلو 31/12/2014
اللجنة المركزية
للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…