أحمــــد قاســـــم
لماذا ترتجف أنصار ( ب ي د ) من اسم المجلس الوطني الكوردي؟
وكلما أكتب فكرة عن هذا المجلس تنهال على المجلس و أحزابه المسبات و اتهامات لا حصر لها, علماً بأن المجلس و أحزابه لم يقفوا موقفاً عدائياً من ( ب ي د – حزب الإتحاد الديمقراطي ), بل العكس أنهم يطالبون ليل نهار مشاركة ب ي د في الإدارة والدفاع عن شعبهم.. ولو افترضنا جدلاً أن عناصر هذه الأحزاب لا تتجاوز المئات, فهل من المعقول أن نلفذهم بدون ذنب؟ أم أن في ذلك أمور أخرى قد يجهلها البعض, لكن غالبية الشعب الكوردي يدركون الحقيقة, ويقول المثل الكوردي(..yên dil nexwazin qulpan bi hêkan dixînin ) يعني : الذي لا يريد التفاهم يعلق حلقة بالبيضة..
أعتقد أن الإصرار على التفرد بالحكم و إلغاء الآخر لدى ب ي د أصبحت ثقافة لا يمكن تجاوزها بقرارات, حيث أن هذا الحزب أصبح من الأوراق المهمة لدى أطراف إقليمية لا يمكن التخلي عنها كما نرى الموقف الإيراني والروسي من النظام في دمشق ومساندتهما له حتى ولو تؤدي إلى إزالة سوريا على هذا الكوكب.. وأن فلسفة المقاومة و إلغاء الآخر تحت هذه اليافطة التي أبدعها الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد أصبحت مدرسة يهتدي بها كل المتطرفون . فالمقاومة الفعلية التي كانت الثورة الفيتنامية رائدها كانت تستند على أرضية توحيد قدرات الشعب الفيتنامي بكل فئاته الإجتماعية والسياسية التي كانت تؤمن بالمقاومة ضد الوجود الأمريكي.. لكن إحتكار المقاومة من قبل طرف واحد و إلغاء الآخر عن طرق استعمال العنف ضده, فهذا يعني أن الطرف “المقاوم” يخدم أجندة بعيدة كل البعد عن قضية الشعب الحقيقية, بل إنها عملية إجهاض من الداخل, وفصل إرادة الشعب عن القرار الذي يجب إتخاذه من أجل إنتصار القضية لصالح الشعب.
ومنذ تأسيس حزب العمال الكوردستاني كان فلسفة هذا الحزب يعتمد على الأحادية في العمل السياسي والعسكري. أذكر جيداً كيف كان أنصار الحزب يلاحق كوادر وناشطين من الأحزاب الأخرى الكوردية في عامي 1979 و 1980 إلى أن استلم العسكر الحكم في تركيا. وبالتالي اتجهت غالبية كوادر الأحزاب بما فيهم كوادر حزب العمال الكوردستاني إلى سوريا وعلى رأسهم السيد عبدالله أوجلان, وكيف تم التفاهم مع أعلى سلطة أمنية في سوريا عام 1983 والبدء بمحاربة الأحزاب الكوردية في سوريا وملاحقتهم بالإتفاق مع النظام في دمشق. ومنذ ذلك التاريخ انتهج حزب العمال الكوردستاني سياسة إلغاء الغير بدعم الأنظمة في كل منطقة وفقاً لظروفها الأمنية. ومنذ ذلك التاريخ وقع العشرات من الإتفاقيات مع الأحزاب الأخرى كان التملص والهروب من الإلتزام سيد موقفه. لذلك أعتقد أن ب ي د اليوم يتبع نفس النهج والسياسة والفلسفة, حتى و إن تغير التكتيك شكلاً وفقاً للظروف الموضوعية التي تختلف عن الماضي, إلا أن في الجوهر لم يطرأ عليه أي تغيير.. أما السؤال المطروح اليوم: بأي فلسفة سيتعامل أحزاب المجلس الوطني الكوردي مع فلسفة ب ي د أعتقد أن من العسير التفاهم من هكذا مفهوم, حيث أثبت التاريخ أن الأحزاب ذات الفكر الشمولي لا يمكن قبول الغير حتى ولو كان هذا الغير يحقق مصلحته لكن باسمه ولونه وفكره.
17112014