نظرا لتسارع الاحداث السياسية والعسكرية في كل من سوريا والعراق, وفي ظل تشبث النظام السوري بالحل العسكري في التعامل مع الثورة ومطالبة الشعب بالحرية والكرامة وبناء سورية جديدة خالية من العسف والاستبداد وبعد استيلاء تنظيم الدولة الاسلامية على محافظتي الرقة ودير الزور السوريتين , والموصل والانبار العراقيتين, واعلان ابو بكر البغدادي نفسه خليفة على المسلمين وبعد اعلان داعش الدولة الاسلامية في العراق والشام , وما تبعه من تطورات سياسية باستهداف الدولة الاسلامية اقليم كوردستان , ومدينة كوباني الكوردية في كوردستان سوريا وما افرزه من تطورات في تشكيل تحالف دولي لمواجهة خطر هذه الدولة الارهابية , التي باتت تستهدف الوجود الكوردي والاستقرار الاقليمي والدولي ,
وقد شكل استهداف داعش منطقة كوباني ومقاومة اهلها البطولية بامكانياتهم المتواضعة في مواجهة ترسانته العسكرية وممارساته الوحشية بحق سكان القرى التي اجتاحها , وتدمير المنازل واحراقها وسلب ونهب ممتلكات الاهالي , شكل هذا الاستهداف الوحشي , والمقاومة التي ابداها الكوبانيون انعطافة كبيرة في تعاطف الرأي العام العالمي مع كوباني , ومع القضية الكوردية برمتها , وكان هذا الاستهداف ايضا جرس انذار للقوى الكوردية التي كانت الهوة تتسع بين مكوناتها السياسية , وتبين للجميع ان الحركة الكوردية بحاجة الى رص صفوفها وتأطير عملها والتوافق فيما بين قواها دون استئثار من جانب اي طرف منها .
.في هذه الاجواء عقدت منظمة اوروبا لحزبنا حزب الوحدة الديموقراطي الكوردي في سوريا اجتماعا عاما لكوادرها بتاريخ 1/2-11-2014 للوقوف على هذه الاحداث والتغيرات السياسية والعسكرية التي تشهدها المنطقة وانعكاسها على اداء والية العمل السياسي والتنظيمي , ومجمل مواقف الحزب مما جرى في سوريا بعد ثورة الخامس عشر من اذار عام 2011 , وما طرأ من مستجدات على عموم الساحة االسورية , والكوردية منها بشكل خاص , وقد توقف الاجتماع مطولا على الوضعين السياسي والتنظيمي.
بدأ الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت على ارواح الشهداء الكورد في عموم اجزاء كوردستان , وشهداء ثورة الحرية والكرامة في سوريا وعلى روح رئيس حزبنا الراحل اسماعيل عمر , ثم القى الرفيق احمد جتو عضو اللجنة السياسية كلمة مطولة توقف فيها على الوضع السياسي العام ومواقف حزبنا فيما يخص جميع قضايا الساعة, بدءا بمواقف الحزب فيما يتعلق بعسكرة الثورة السورية وما رافقها من تطييف وأسلمة, والتي نبه اليها الحزب في كثير من ادبياته وتقاريره السياسية, واكد على صوابية موقف الحزب فيما يتعلق بنبذ سياسة المحاور وطرحه لفكرة استقلالية القرار الكوردي السوري, ونقده المستمر لمحاولات احد اطراف الحركة الكوردية الاستفراد بالساحة السياسية وما رافق ذلك من سلبيات ادت الى اتساع الهوة والشرخ السياسي الذي كان ينذر بعواقب كثيرة , اخرها وليس اخيرها ما تتعرض له المناطق الكوردية من اخطار يشكلها اعداء شعبنا ومحاولاتهم المستمرة في استغلال هذه الشروخات للنفاذ منها الى استعداء مكونات الشعب الكوردي وقواه السياسية ضد بعضها , كما اكد الرفيق على اعتدال طروحات حزبنا ومبادراته المستمرة في بناء المرجعية الكوردية ولعب قيادته الدور الريادي والمميز في رأب الصدع السياسي بين المجلس الوطني الكوردي , وحركة المجتمع الديموقراطي , هذه السياسة التي اثمرت عنها اتفاقية دهوك برعاية رئيس اقليم كوردستان السيد مسعود البرزاني , والتي كان الشعب الكوردي بأمس الحاجة اليها .
ناقش الرفاق الكوادر مجمل الوضع السياسي والتنظيمي بروح عالية من المسؤولية , وقد قيموا ايجابيا المواقف والسياسات التي اتبعها حزبهم في الفترة الماضية كما انتقدوا بعض الاراء والتصاريح التي ظهرت بين الفينة والاخرى, و توقفوا على اهم المعوقات التي تعترض سبل العمل التنظيمي, وفي هذا المجال عرض ممثلو الفروع اوضاعهم التنظيمية بكل شفافية وهنا وجه المجتمعون وبكل روح رفاقية دعوة للرفاق الذين غادروا الاطار التنظيمي لهذا السبب او ذاك وبغض النظر عن مشروعية تلك الاسباب لمراجعة قراراتهم, ودعوتهم للعودة الى صفوف التنظيم لأخذ دورهم والقيام بمسؤولياتهم في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ شعبنا
في الختام توجه المجتمعون بالتحية الى الرفاق الحزبيين في الوطن, والى القيادة طالبين منهم بذل المزيد من الجهد التنطيمي والسياسي لمواكبة الاحداث, والتأثير عليها ايجابيا, وبما يخدم حقوق شعبنا الكوردي.
عاش صمود شعبنا ومقاومته في كوباني.
عاشت الوحدة الوطنية الكوردية.
الهيئة القيادية
لمنظمة اوربا لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا - يكيتي -
المانيا
02-11- 2014