لابد لكورد سوريا أن يصنعوا شيئاً لأنفسهم؟

د.م.درويش

بنظرة سريعة على فعاليات ومظاهرات اليوم بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع كوباني (الكوردية السورية) يستطيع أي مُتابع أو مراقب للشأن السوري عامةً  والكوردي خاصةً، يستطيع أن يستنتج: أن هذه المظاهرات هي استغلال اعلامي حزبوي بامتياز، فبدلاً أن تملأ صور كوباني وصور الكوبانيين وعلم الكور، علم كل الكورد والكوردستانيين، بدلاً عن كل ذلك، جاءت صور زعيم الآبوجيين مع راياتهم وشعاراتهم الحزبوية، جاءت بالمقدّمة لتحل محل اسم كوباني ومحل العلم الكوردي الذين غابا أو حُجّبا أو هُمّشا؟؟؟؟
فساحات المظاهرات وميادينها، بحسب ما رآه وماشهده بعض مّن شارك في هذه المظاهرات، تلك السّاحات امتلأت بكورد تركياً كغالبية كاسحة وندر وجود الكورد من الأجزاء الأخرى وخاصة كورد سوريا وأهل كوباني؟؟؟؟
أعتقد أن الكورد السوريين يستطيعون أن يديرون أمورهم ويستطيعون أن يصنعوا مستقبلهم، وخاصة إذا علمنا حجم ونوع ما قدّموه من خدمات وتضحيات لكورد الأجزاء الأخرى من كوردستان، لا نريد أن نكون ضحية لسياسات الأحزاب الكوردية القادمة من خارج كوردستان سوريا، كما أنّ كورد سوريا هم أحقّ بتقرير مصيرهم في كوردستان سوريا ، وهذا لايعني أنّ العون والتعاون غير مطلوبين، لا؟ فكورد سوريا يستحقون كل العون من الكورد الآخرين، تماماً كما كانوا يوماً ومازالوا عوناً لهؤلاء الكورد الآخرين.
لابد لكورد سوريا أن يصنعوا مستقبلهم بيدهم وعلى طريقتهم، فكل العناصر والظّروف متوفّرة، وهذا المطلب لم يكن مُلحاً يوما ما؟ كما هو عليه في أيامنا هذه،
وكفى الكورد السوريين اصطفافاً خلف الأحزاب الأخرى الدّخيلة والتي تتمادى وتفرض نفسها وتفرض سلطتها فرضاً وتُعيّن قياداتها ومسؤوليها القادمين من بعيد، تُعيّنهم كآمرين وناهين في المناطق الكوردية في سوريا، مُستفيدين من حسن ظن البسطاء والمُتحمّسين من الكورد السوريين.
لذا لابد للكورد السوريين أن يصنعوا صناعة لهم تخصّهم يتدارسونها ويجتمعون حولها ويتداركون بها أخطائهم ويُجهّزون من خلالها مايُمكّنهم من رد الأخطار عن أهلهم وعن مناطقهم، فما فعلوه هنا وهناك ومنذ عقود من الزمن وإلى اليوم، لكاف أن يجعل من كوردستان سوريا منطقة قادرة أن تدير أمورها وبنوع مميّز من الإستقلالية وبتوافقية كافية مع المكونات السورية الأخرى، وبتناغم وتآخي بنّاء مع الأجزاء الأخرى من كوردستان.
 باحث وكاتب كوردي، 01/11/2014

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين   في السنوات الأخيرة، يتصاعد خطاب في أوساط بعض المثقفين والنشطاء الكرد في سوريا يدعو إلى تجاوز الأحزاب الكردية التقليدية، بل والمطالبة بإنهاء دورها نهائياً، وفسح المجال لمنظمات المجتمع المدني لإدارة المجتمع وتمثيله. قد تبدو هذه الدعوات جذابة في ظاهرها، خاصة في ظل التراجع الواضح في أداء معظم الأحزاب، والانقسامات التي أنهكت الحركة الكردية، لكنها في عمقها…

عدنان بدرالدين   بينما تتجه الأنظار اليوم نحو أنطاليا لمتابعة مجريات المنتدى الدبلوماسي السنوي الذي تنظمه تركيا، حيث يجتمع قادة دول ووزراء خارجية وخبراء وأكاديميون تحت شعار ” التمسك بالدبلوماسية في عالم منقسم”، يتبادر إلى الذهن تساؤل أساسي: ما الذي تسعى إليه أنقرة من تنظيم هذا اللقاء، وهي ذاتها طرف فاعل في العديد من التوترات الإقليمية والصراعات الجيوسياسية، خصوصًا…

جليل إبراهيم المندلاوي   في عالمنا المليء بالتحديات الجيوسياسية والأزمات التي تتسارع كالأمواج، هناك قضية كبرى قد تكون أكثر إلهاما من مسرحية هزلية، وهي “ضياع السيادة”، حيث يمكن تلخيص الأخبار اليومية لهذا العالم بجملة واحدة “حدث ما لم نتوقعه، ولكنه تكرّر”، ليقف مفهوم السيادة كضحية مدهوشة في مسرح جريمة لا أحد يريد التحقيق فيه، فهل نحن أمام قضية سياسية؟ أم…

أمجد عثمان   التقيت بالعديد من أبناء الطائفة العلوية خلال عملي السياسي، فعرفتهم عن قرب، اتفقت معهم كما اختلفت، وكان ما يجمع بينهم قناعة راسخة بوحدة سوريا، وحدة لا تقبل الفدرلة، في خيالهم السياسي، فكانت الفدرالية تبدو لبعضهم فكرة دخيلة، واللامركزية خيانة خفية، كان إيمانهم العميق بمركزية الدولة وتماهيها مع السيادة، وفاءً لما نتصوره وطنًا متماسكًا، مكتمل السيادة، لا يقبل…