مدينة كوباني تقع بين دهوك وهولير !

د . محمد رشيد
ولمرة ثالثة ورابعة وعاشرة تعاد تكرار السبحة لمناورات لن تنتهي في التوافق / والخلاف  على حل لزيادة او نقصان لشروط ومطالب اتفق عليه مسبقا ورزق الزواج الغير شرعي بمولود منغولي في وقته بتسمية  ” الهيئة لكردية العليا ” والان يطرح  المرحوم – المجلس الوطني الكردي- في ورقته التفاوضية القديمة / الجديدة المكونة من ستة نقاط + كان قد تم التوقيع والاتفاق على خمسة منها مسبقا ومن دون العمل بها, ويتقاتل الان في المطالبة بإضافة / تعديل الفقرة السادسة المضافة منها ( النقطة الرابعة ) المعمولة بها وهي حيز التنفيذ من قبل ” تف دم ” , اذ انها هي التي اقترحت وقررت *  وطبقتها بحكم – سلطة الامر الواقع , شاء من شاء وابى من ابى –  .
 الخلافات التي تنتهي بانتهاء عقد اللقاء / الفراق في تثبيت نقاط  لا يمكن حلها بتفاهمات ومجاملات من دون ضمانات ومواثيق غير ملزمة بين طرفين – المجلسين الكرديين السوريين – , احدهما ممثلا بــ  ” تف دم ” ( سيتساءل مراقب , ومن هي ايضا هذه الــ” تف دم “!؟): انها البديل عن مجلس شعب غرب كردستان المنحل تفاوضيا ” ** مجموعة منظمات / مؤسسات كردية سورية تابعة لحزب العمال الكردستاني التركي (مجلس شعب غرب كردستان – ب ي د حزب الاتحاد الديموقراطي– ي ب د وحدات حماية الشعب – اسايش ( الامن ) – ي ب ز وحدات حماية المرأة – اتحاد المرأة ستار – بالإضافة الى نقابات وجمعيات واتحادات  …. الخ هذا بالإضافة ادارة ذاتية بمشاركة حويزيبات ( كردية سريانية عربية ) وحاكمين مشتركين ( رجل وامرأة ) لكل ادارة من ادارات ما تعرف بكانتونات الامة الديموقراطية الايكولوجية في روج آفا / سورية ( عفرين , كوباني , الجزيرة ) , و ” تف دم “هذه اختصارا احرف لبداية كلمات كردية بمسمى حركة المجتمع الديمقراطي, ( تم تسجيلها في موسوعة ويكبيديا بتصرف) , والطرف الاخر المفاوض ما يسمى بالمجلس الوطني الكردي وهي مجموعة احزاب كردية 16 حزبا انشقت / اندمج البعض من تلك الاحزاب على نفسها واصبح عددها 12 حزبا , وبتخلي اربعة احزاب من المكون بعدما انشقت على نفسها تم طردها من المجلس الكردي فهرولت الى ” تف دم “متسولة ( عدد اعضاء كل حزب لا يتجاوز على عشرين شخصا على الرغم من ان ادارة الكانتون اصدرت مرسوما حاكميا بترخيص تشكيل الاحزاب على ان يكون عدد اعضاء الحزب لا يقل عن مائة عضو ) .***
وبين شد وجذب ونداءات ومناشدات ( كل طرف يطالب بوحدة الصف الكردي ) ووساطات ( من قبل رئاسة اقليم كردستان وبرلمانيين كرد / ترك  ) ومضايقات وانهزامات ( انهزام تف دم زجت نفسها في معارك جانبية تلبية لمرام اجهزة النظام الامنية في تل حميس وتل براك وعلى اطراف كوباني  ) وقتال ومقاومة ( الاستمالة في الدفاع عن كوباني المدينة الرمز وخاصة بعد احتلال داعش لوسط  المدينة واكثر من 50% منها ) _  والدعوة الى النفير من قبل ” تف دم ” في يوم توجه وفدها الى اقليم كردستان للتفاوض حيث تم القاء القبض على الشباب الكرد (اكثر من 4000 شاب لاجل ورقة ضغط تفاوضية ) دون المكونات المتواجدة الاخرى ( عرب , سريان , اشور , تركمان ) في المناطق الكردية بغرض تسويقهم الى الخدمة الاجبارية لجعلهم وقودا لحربهم العبثية بهدف تأسيس جمهورية  الامة الديموقراطية (استغلال بدايات الهزيمة في كوباني بعدم وضوح أي خطة عسكرية لاختراق مواقع داعش للوصول الى كوباني ), فكان انتهاء اللقاء بتصاريح بان ” اللقاء كان ايجابيا ” , وقد تنفس ابناء الشعب السوري والكردي منه على وجه الخصوص  الصعداء وفي ان النصر على داعش واخواتها وجنجويدها المرابطون في قامشلو ومحيطها وباقي المناطق الاخرى قاب قوسين او اكثر  .
مطالب وشروط لن تنتهي لأطراف حزبوية كردية سورية ليس لها سوى افتعال مشاكل لبعضهم البعض  ابعدتهم عن الثورة السورية و جعلت من قضية شعبنا الكردي في مهب مساومات لأطراف عنصرية ووضع مصير ابناء شعبنا على مذبح غزاة للفتك به , وبين الاثنين في الاخذ ومن دون أي عطاء يمضي الوقت وتبقى كوباني وبسالة المقاومين وعلى مدى اكثر من شهر بسطر اروع آيات التضحية والفداء يستغلها الأفاكون لتكون قربانا لمدارات من المناورات بين من لا يملكون من ارادتهم بشيء.
وليبقى الامل في صمود المقاومون في كوباني وهم يستبسلون في ايقاف تقدم داعش بعد توجيه الضربات الامريكية لمواقعها وكل الامر والتفاؤل يبقى معقودا على امداد المقاتلين بالعدة والعتاد عوضا عن عقد جلسات واجراء لقاءات بين هولير ودهوك حيث تكون كوباني غائبة والمقاومون بحاجة الى شربة ماء .
* في ثمانينيات القرن الماضي كان يوجد مكتب لمنظمة حزب الاتحاد الشعبي الكردي في لبنان وبتواجد عناصر عسكرية , حيث كان المسؤول العسكري يجتمع بعناصره دوريا واثناء عقد الاجتماع كان يتوجه لرفاقه / عناصره  قائلا :  يا رفاق لقد اقترحت وقررت …*
** في تصريح للسيد الدبلوماسي المفاوض غريب حسو ممثل ب ي د «اليوم الأول من المؤتمر ناقش توحيد الصف الكردي في سوريا، ونحن نمثل الإدارة الذاتية في المناطق الكردية من سوريا، ولن نشارك باسم مجلس شعب غرب كردستان، لأنه لم يبق موجودا على الساحة»
*** الحزب اليساري الكردي في سوريا ( انشق على نفسه بثلاثة اسماء  لنفس الحزب , حزبين ممثلين بوزيرين في الكانتون  ) , الحزب الديموقراطي الكردستاني- وجود حزبين بنفس الاسم في ادارة الكانتون  , حزب الوفاق الكردي ( احد الحزبين المنشقين غير من اسمه , ممثل بوزير ونائب وزير في ادارة الكانتون  ) وفي المقابل صرح احد ممثلي المجلس الكردي إبراهيم برو، سكرتير حزب (يكيتي) ” …مجلس غرب كردستان يشارك باسم حركة المجتمع الديمقراطي وليس الإدارة الذاتية، لأن المجلس الوطني الكردي رفض الاجتماع بهم تحت اسم الإدارة الذاتية…”.
= الورقه التفاوضية لوفد المجلس الوطني الكوردي  : 
1-تأسيس مرجعية سياسية كوردية توافقية ، على شكل الهيئة العليا الكردية المنحلة و يبدو أن الطرفين متفقان لكن يبقى العدد و الصلاحيات .
2-تأسيس قيادة عسكرية مشتركة مرتبطة بالمرجعية السياسية .
3-قرار الحرب و السلم يكون بيد المرجعية السياسية .
4-إعادة تشكيل إدارة ذاتية على أسس مشتركة و منطقية.
5-إيقاف العمل بقانون الأحزاب و التجنيد الإجباري في غربي كوردستان الصادرين عن إدارة ب ي د.
6-إطلاق سراح سجناء الرأي و السياسيين المعتقلين لدى أسايش ب ي د .
هل ستضيع كوباني بين دهوك وهولير !!  بين حانة ومانة ضاعت لحانا… !!
تزوج رجل بامرأتين…إحداهما اسمها” حانة ” والثانية اسمها ” مانة “وكانت حانة صغيرة في السن عمرها لا يتجاوز العشرين بخلاف مانة التي  كان يزيد عمرها على الخمسين  والشيب لعب برأسها…!! 
كان كلما دخل الى حجرة ” حانة ” تنظر الى لحيته وتنزع منها كل شعرة بيضاء وتقول:
” يصعب علي عندما أرى الشعر الشائب يلعب بهذه اللحية الجميلة وأنت مازلت شابا “…!! فيذهب الرجل الى حجرة ” مانة ” فتمسك لحيته هي الأخرى وتنزع  منها الشعر الأسود وهي تقول له: ” يكدرني أن أرى شعرا اسود  بلحيتك وأنت رجل كبير السن  جليل القدر “…!!
ودام حال الرجل على هذا المنوال  الى ان نظر في المرآة يوما فرأى بها نقصا عظيما فمسك لحيته بعنف وقال  عبارة شهيرة من وقتها صارت مثلا:
” بين حانة ومانة ضاعت لحانا “…!!

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف يبدو التدوين، في زمن باتت الضوضاء تتكاثر فيه، وتتراكم الأقنعة فوق الوجوه- لا كحرفة أو هواية- بل كحالة أخلاقية، كصرخة كائن حرّ قرّر أن يكون شاهداً لا شريكاً في المذبحة. التدوين هنا ليس مجرد حبرٍ يسيل، بل ضمير يوجّه نفسه ضد القبح، حتى وإن كان القبح قريباً، حميماً، أو نابعاً من ذات يُفترض أنها شقيقة. لقد كنتُ- وما…

عبد الجابر حبيب ـ ذاكرة التهميش ومسار التغيير بعد عقدين من اندلاع الأزمة السورية، وتحوّلها من انتفاضة مطلبية إلى صراع إقليمي ودولي، ما زال السوريون يتأرجحون بين الحلم بوطن حر تعددي عادل، وبين واقع تمزقه الانقسامات، وتثقله التدخلات الأجنبية والمصالح المتضاربة. سوريا اليوم لم تعد كما كانت، لكن السؤال يبقى: إلى أين تسير؟ وهل ثمة أمل في التحول نحو…

حوران حم في زوايا الحديث السوري اليومي، في المنشورات السريعة على مواقع التواصل، في تصريحات بعض “القيادات” ومواقف فصائل تدّعي تمثيل الثورة أو الدولة، يتسلل الخطاب الطائفي كسمّ بطيء، يتغلغل في الروح قبل أن يظهر في العلن. لم تعد العبارات الجارحة التي تطال الطوائف والأقليات، والمناطق، والمذاهب، تُقال همساً أو تُلقى في لحظة غضب، بل باتت تُصرّح جهاراً، وتُرفع على…

إبراهيم اليوسف لم يكن، في لحظة وطنية بلغت ذروة الانسداد، وتحت وطأة أفق سياسي وأخلاقي مغلق، أمام الشيخ حكمت الهجري، شيخ عقل الطائفة الدرزية في السويداء، كما يبدو الأمر، سوى أن يطلق مكرهاً صرخة تهديد أو يدق طبول حرب، حين ألمح- بمسؤوليته التاريخية والدينية- إلى احتمال طلب الحماية الدولية. بل كان يعبّر عن واحدة من أكثر المعضلات إلحاحاً في واقعنا…