يفترض ان الادارة للتفكير لا للنوازع النفسية والأيدي

محمد
قاسم “ابن الجزيرة”
   

9/9/2014 
ان ملاحظة الواقع الذي يمر فيه الكورد في
سوريا خاصة -او كوردستان سوريا، او غربي سوريا …سمها ما شئت، فالتسميات لا تغير
من حقيقة ما يجري في الواقع. 
 ان ملاحظة ما يجري يشير بوضوح الى الدور الضعيف للتفكير   
، والدور القوي للصخب  والأيدي. 
هذه مشكلة يعيشها الكورد -ومعظم الشعوب
المتخلفة. 
بالبحث في الأسباب يبدو ان: 
1- ان حالة الأمية، وبالتالي، الجهالة
الفاشية في حياة الكورد، لها مساحة كبيرة تنمو فيها الأخطاء والانحرافات وما شابه.
2- ان الروح التي بنيت عليها الحياة الحزبية
الكوردية-في سوريا خاصة- يغلب فيها نزوع سلطوي مبالغ فيه، الى درجة تعطيل الطريق
الى بلوغ هذه السلطة.او بلوغها مشوهة .
3- هذه الحالة – ودعنال نقول الثقافية- سهلت
على اعداء الحقوق والقضية الكوردية ان يتغلغلوا في نسيج حياة الشعب الكوردي عموما،
والحياة الحزبية خاصة- الى درجة مؤثرة على مفاصل مهمة في مسيرة السلوك النضالي،
والتاثير في الثقافة الاجتماعية الكوردية، ومنها السياسية. مما ادى الى سهولة  تدخلات غير مكلفة لهؤلاء الأعداء المتعددين .
4- على الرغم من اختلاف الأحزاب الكوردية  -احيانا الى درجة مبالغ فيها – فانها متفقة على
تحييد الطاقات الثقافية والاجتماعية التي يمكنها ان تكون ذات اسهام بشكل ما في
تغذية الجهود المفيدة للقضية الكوردية. بل وقمعها بشكل او بآخر. وهذا نوع من
الثقافة المرتبكة سياسيا ،ذات صلة بالأسس التي بنيت عليها الحياة الحزبية
الكوردية.والحياة السياسية بشكل عام.
هذا المناخ-ودعنا نسميه الثقافي -الاجتماعي-السياسي…و
ما يلحق بها، أوجد ارتباكا في الرؤية الكوردية. وهذا ادى الى احدى حالات: 
 1- بروز
اعلام -اصلا هو تابع – ينحرف عن دوره في الاضاءة على الأخطاء التي تصدر عن افراد
او جماعات -احزاب ومؤسسات … الخ. نحو مهمة تزويق أداء الأحزاب وقياداتها،
والتغطية على أخطائها وانحرافاتها… بحسب تبعيته لها. وبذل الجهد لتسخير كل
الطاقات المستقلة لأجنداتها عبر اساليب ذات طبيعة سياسية، لا اعلامية مهنية
مفترضة. بدلا من ان يكون وسيلة وطنية لتعزيز الاتجاه الديمقراطي في الحكم.
2-انزواء كثير من أصحاب الطاقات، لغياب
المساحة التي يمكن له ممارسة دور مفيد عبرها،و دون ان ينزلق الى التبعية العمياء
لهذه الأحزاب،  التي انفصلت الكلمات
والمفاهيم والشعارات لديها عن مدلولاتها. مما يربك المشهد السياسي-والاجتماعي-
برمته.    
في تقديري: ان الذي يريد ان يخدم قضية
نبيلة، وحقوقا مشروعة   لا يفترض به اللجوء
الى وسائل تختلف عن طبيعة الحقوق والمشروعية …ومنها اللجوء الى الضغوط والقمع
والاحراج و التجاهل وفرض الرؤى الخاصة …الخ..
في ظروف المستجدات في الواقع الكوردي السوري خاصة…
يفترض- بل يجب- ان تتخلى الفعاليات الحزبية والعسكرية-جميعا، عن شعارات ومواقف تظل
تحتضنها ولم تجد نفعا على صعيد الواقع وفقا للتصور المراد للحقوق، والمبادرة الى البحث
عن اسلوب مدروس  للقاء يجمع 
الفعاليات الحزبية، والثقافية، والاجتماعية…جميعا .وفق منهج يحدده متخصون ومشهود
لهم بالكفاءة باعتماد معايير محددة سلفا، للبحث في كل ما يخص الوضع الحالي..ويحدد
معايير اساسها  الروح القومية-الوطنية-
الانسانية. 
  
  
 ان السفينة اذا غرقت ، يغرق الجميع معها. وليتذكر السياسيون دوما،  ان لهم اقارب ستنعكس عليهم النتائج السيئة ولو
قدروا على ان ينجو بانفسهم وافراد اسرهم – وان كان هذا نفسه  مشكوك فيه،  فضلا عن كونه سلوكا مشينا. 
  

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خالد بهلوي تحت شعار “وقف العنف والتهجير – العيش المشترك بسلام”، وبمبادرة من مجموعة نشطاء من الشابات والشباب الغيورين، شهدت مدينة إيسين الألمانية يوم 21 ديسمبر 2024 وقفة احتجاجية بارزة للتعبير عن رفض الاحتلال التركي والتهديدات والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الكردي المسالم. الحضور والمشاركة: حضر الفعالية أكثر من مائه شخصً من الأخوات والإخوة الكرد والألمان، إلى…

د. محمود عباس ستكثّف الولايات المتحدة وجودها العسكري في سوريا وستواصل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية. تدرك تركيا هذه المعادلة جيدًا، وتعلم أن أي إدارة أمريكية قادمة، حتى وإن كانت بقيادة دونالد ترامب، لن تتخلى عن الكورد، لذلك، جاء تصريح أردوغان بعد عودته من مصر، ووزير خارجيته من دمشق اليوم كجزء من مناورة سياسية تهدف إلى تضليل الرأي…

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه”1970-2024″ كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. إذ إن بعض…