موقفنا من انتخابات مجلس الشعب 2007

مشعل التمو *

لقد أصدرنا كراساً بعنوان موقفنا من انتخابات مجلس الشعب 2007 وبيَنا فيه بشكل واضح وجلي موقف تيار المستقبل من هذه الانتخابات وتم توزيعه بشكل واسع بين أوساط شعبنا الكوردي وذلك كدراسة منهجية حول الانتخابات عموماً وموقفنا السياسي والفكري من هذه الانتخابات , ويتجلى موقف تيار المستقبل الكوردي في سوريا من هذه الانتخابات على الشكل التالي :

بخصوص الاستحقاق الانتخابي البرلماني القادم ، في المشاركة ترشيحاً وتصويتاً , مع علمنا مسبقاً بان  سورية ليست بلد ديموقراطي حر لكي  يتمكن فيه المتنافسون على مقاعد البرلمان ،  من خوض الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في 22 نيسان القادم ، بحريتهم وكامل إرادتهم ، وأن من يفوز بالأغلبية يكون له الحق في تشكيل الحكومة .

إذ إن الأمور والنتائج معروفة للقاصي والداني  سلفاً .

هذا الموقف  يستند إلى ضرورة جمع مستويين من الفعل السياسي , فعل توظيف العملية الانتخابية في الوصول إلى التغيير الديمقراطي السلمي بالاعتماد على إمكانات قوى المجتمع السوري ومعارضته الصامتة  , من اجل رصد التجاوزات وتعرية النظام وكشف بنيته القمعية وممارساته اللاانسانية وصولا إلى فك التمحور والاستقطاب الذي حظيت به السلطة السياسية في سوريا ، من خلال إنتاج وممارسة خطاب شعبوي جماهيري يدغدغ غرائز الناس ،  هذا الموقف يعتمد  أصلاً على سلمية الفعل والأداء واستثمار الانتخابات .

أما المستوى الثاني يتمثل في رفضنا وممانعتنا لاغتصاب الاستبداد البعثي للسلطة ، من خلال المادة الثامنة ومصادرة الدولة والمجتمع  ، وكسرنا لحاجز الخوف والرعب والهامش البائس الذي التزمت به جميع الأحزاب في سورية خلال الاستحقاقات الانتخابية السابقة , لذلك يجد تيار المستقبل الكوردي في سوريا المشاركة الفعالة وبقوائم كاملة تأتي من الموقع النقيض للسلطة القائمة في انتخابات هذا الدور، لان الحريات تنتزع ولا تعطى ، مع رفضنا للمادة الثامنة والقانون الانتخابي الحالي وضرورة تغييره, وضرورة إلغاء قانون الطوارئ والأحكام العرفية على الأقل ، وان تسمح سلطات الاستبداد بحضور مراقبين دوليين للإشراف على سير الانتخابات ونزاهتها ،علماً أننا ندعو إلى تشكيل قوائم وطنية مغلقة نقيضه لقوائم الجبهة البعثية وأذنابها ،  تتجاوز هذه القوائم حدود الأجهزة الأمنية وتحطم قيودها المجتمعية , على أن تكون معبرة عن النسيج الوطني في كل دائرة انتخابية , وبعيدة عن الحزبية وضيق افقها , وتكون دلالتها , رفض المادة الثامنة ورفض الوصاية والاحتكار , ليس قولا وإنما فعلا ميدانيا ومجتمعيا يجسد هذه الرؤية المعارضة , وبشكلها السلمي على أرضية أن الانتخابات وممارستها هي ألف باء العمل الديمقراطي المعارض , خاصة إذا كانت القوى الموجودة تؤمن بسلمية فعلها التغييري بالاعتماد على طاقات الشعب وإرادته , بعيداً عن الانقلابات العسكرية أو تأييداً للتدخل الخارجي  ، وهذا ما أعلنت عن رفضه كل القوى والأحزاب السورية.

إن المشاركة في الانتخابات تأتي في إطار تجاوز هامش البعث ودوائره المغلقة كسراً وتحطيماً لقائمة الممنوعات والمقدسات التي يجب أن لا يتم الاقتراب منها أو تجاوزها ، وتأسيسا مبدئياً لحالة نضالية جديدة تبدأ بالقانون البعثي وتعمل على تجاوزه بغية تغييره، بأساليب مدنية وسلمية , تهدف إلى كسر الهامش البعثي وثقافة احتكار السلطة , وتكرس الخطوة الأولى في إيجاد ركائز وطنية ديمقراطية تؤسس لمعارضة مدنية , وتبقى وقتها المقاطعة احتجاجا سلبياً على الفعل السلطوي وقمعيته وبربريته , لكنه يأتي معارضا وميدانيا وقويا , بمعنى نحن نؤمن بضرورة دمج المنحيين , المشاركة بقوائم كاملة وبقوة , أو المقاطعة بقوة من خلال ضبط المجتمع  ومنعه من المشاركة والذهاب إلى صناديق الاقتراع , وهي حالة تختلف وتفترق نوعياً عن المقاطعة الكلامية أو الانترنيتية , وتتجاوز ما هو سائد في الثقافة الحزبية لبعض الأطر التي تتكنى بالمعارضة , لكنها لا تمتلك إرادة تجاوز هامش البعث ودوائره المغلقة وثقافته الاقصائية ، وأصول اللعبة التي تنتهجها قوى الاستبداد .

 


* الناطق الرسمي لتيار المستقبل الكوردي في سوريا

 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي في السنوات الأخيرة، بات من الصعب تجاهل التحوّل المتسارع في نبرة الخطاب العام حول العالم . فالعنصرية والكراهية والتحريض عليهما لم تعودا مجرّد ظواهر هامشية تتسلل من أطراف المجتمع، بل بدأت تتحول، في أكثر الدول ديمقراطية ولم يعد ينحصر في دول الشرق الأوسط ( سوريا . لبنان – العراق – تركيا – ايران وو .. نموذجاً ) وحدها…

ياسر بادلي ليس اختيارُ الرئيس العراقيّ السابق، برهم صالح، مفوّضاً سامياً لشؤون اللاجئين حدثاً عابراً يمرّ على أطراف الأخبار؛ بل هو لحظةٌ ينهضُ فيها تاريخُ شعبٍ كامل ليشهد أن الأمم التي صُنعت من الألم تستطيع أن تكتب للإنسانيّة فصلاً جديداً من الرجاء. فالمسألة ليست منصباً جديداً فحسب… إنه اعترافٌ عالميّ بأنّ الكورد، الذين حملوا قروناً من الاضطهاد والتهجير، ما زالوا…

المحامي عبدالرحمن محمد   تتواصل فصول المسرحية التركية وسياساتها القذرة في الانكار والنفي للوجود التاريخي للشعب الكوردي على ارضه كوردستان، ومحاولاتها المستمرة لالغاء ومحو كلمتي كورد وكوردستان بوصفهما عنوانا للهوية القومية الكوردية والوطنية الكوردستانية من القاموس السياسي والحقوقي والجغرافي الدولي، سواء على جغرافيا كوردستان او على مستوى العالم. تارة يتم ذلك بحجة وذريعة الدين (الاسلام)، وتارة اخرى باسم الاندماج والاخوة،…

  إبراهيم اليوسف وصلتني صباح اليوم رسالة من شاعرة سورية قالت فيها إنها طالما رأتني وطنياً لكنها تجدني أخرج عن ذلك، أحياناً. رددت عليها: صديقتي، وما الذي بدر مني بما يجعلك ترين وطنيتي منقوصة؟ قالت: أنت من أوائل الناس الذين وقفوا ضد ظلم نظام البعث والأسد. قلت لها: ألا ترينني الآن أقف أيضاً ضد ظلم السلطة المفروضة- إقليمياً ودولياً لا…