جان كورد
قبل أن يتحدث السيد باراك أوباما إلى الشعب الأمريكي بصدد توضيح استراتيجيته حيال الحرب على إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية كانت نسبة المواطنين الذين لا يجدون إجراءات الكفاح ضد الإرهاب من قبل إدارة أوباما كافية، تزيد -حسب إستطلاع رأي قام به مركز البحوث PEW- وهذا يزيد بنسبة 15% عن العام الماضي. وفي الحقيقة فإن أوباما الحاصل على جائزة نوبل للسلام ما كان يريد الخروج على الملأ ببيان قدومه على شن حرب، وهو الذي كان ناقداً كبيراً لاستراتيجية الرئيس جورج دبليو بوش الهجومية ويظهر في حملاته الانتخابية كمرشحٍ محافظٍ على دماء الجنود الأمريكان وعاملٍ في حال انتخابه على إرجاعهم من أفغانستان والعراق وعدم إرسالهم إلى خارج بلادهم.
وها هو يطل على شعبه وعلى الرأي العام العالمي ليقول قبل البدء بمراسيم ذكرى 9/11 الأليمة بأنه لن يكتفي بقصف مواقع تنظيم (الدولة الإسلامية) الإرهابي في داخل العراق فحسب، وإنما في سورية أيضاً، بل في كل مكانٍ من العالم أيضاً. وهذه الخطوة التي أضطر للقيام بها إنما جاءت تحت ضغط الجرائم الوحشية التي ارتكبها التنظيم مؤخراً عامةً كما جرى في شنكال وذبح صحافيين أمريكيين بشكل استعراضي مقزز خاصةً، وما أثارته هذه الجرائم من ردود فعل قوية في الشارع الأمريكي وفي العالم كله، ولن يكون في مقدور أحد معرفة إلى أين ستقود هذه الخطوة التي يقدم عليها السيد أوباما والتي يمكن اعتبارها تصحيحاً لاستراتيجية أمريكية خاطئة.
شجع أوباما على هذه الخطوة دعم وتأييد العديد من دول العالم للقيام بعمل جادٍ وسريع ضد إرهاب الدولة الإسلامية، وتشكّل تحالف واسع للمضي في هذا السبيل، من دولٍ إقليمية هامة مثل تركيا والسعودية والأردن والعراق، ودول أوربية هي إنجلترا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولونيا والدانمارك، ودول بعيدة وهي كندا وأستراليا أيضاً.
قال أوباما الليلة الماضية بأن هذه الحرب ستطول لأنها معقدّة وتختلف عن الحربين السابقتين في كلٍ من أفغانستان وفي العراق اللتين خاضتهما إدارة جورج بوش الابن ضد تنظيم القاعدة، ذلك التنظيم الذي لم يعد يحتل لدى الأمريكان درجة العدو “الاوّل”، حيث احتل هذا الموقع لديهم تنظيم الدولة الإسلامية الأشد تطرفاّ وقدرةّ على الانتشار والقتال، والذي يملك الآن مساحةً من الأرض، انتزعها من سوريا والعراق ويتصرّف عليها تصرّفاً مشيناً أشد عدائية للولايات المتحدة. ولكن أوباما لن يرسل قوات أرضية أمريكية إلى سوريا أو العراق، في حين أنه سيزج بجيوشٍ بديلة أو حليفة في هذا الصراع الدموي الشامل مع الإرهاب، وسيستعين بأموال العرب وعلاقتهم مع المكونات الدينية والمذهبية، السورية والعراقية، ومصادر معلوماتهم، للمضي قدماً في حربه هذه. إلا أن بعض الخبراء العسكريين يرون في عدم تواجد قوات أمريكية واسعة عل أرض المعركة استمراراً في الاستراتيجية الخاطئة التي بدأت بانسحابٍ مبكّر من العراق قبل تثبيت دعائم النظام العراقي الجديد.
الخطأ الكبير الآخر الذي وقعت فيه إدارة أوباما هو البقاء دون عمل رغم كل السياسات التعسفية والتدميرية ضد السنة في كلٍ من العراق وسوريا، تلك التي اتبعها كل من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ورأس النظام السوري بشار الأسد، وهي السياسات التي كانت السبب الأهم في ازدياد الأوضاع الداخلية للبلدين احتقاناً ونمو التنظيمات المتطرفة دينياً وتحوّل البلدين إلى مستنقعين متجاورين لاحتضان الإرهاب وجذب الإرهابيين، ولا أحد ينكر مساعي كلٍ من الأسد والمالكي ومن ورائهما إيران لتصوير الثورة الشعبية السورية التي بدأت سلمياً وسارت مدةً من الزمن سلمية وكأنها هجمة “إرهابية” مدعومة من قبل “الولايات المتحدة وإسرائيل والدول العربية المحافظة”، وعدم قيام إدارة أوباما بما يوحي العكس من تلك الصورة، على الرغم من تحذيرات المعارضة الأمريكية لسياسة الإدارة، ورغم تنبيهات المعارضة السورية المعتدلة بمختلف فصائلها ودعوات الكورد في العراق وسوريا إلى ضرورة تحرّك دولي لإعادة التوازن إلى سياسات البلدين، فإن الإدارة الأوباماوية قد سعت باستمرار إلى “تهدئة سطحية” دون النزول إلى جذور المشاكل لاستئصال ما فسد منها…
وعليه، يقول دان بيمان الخبير العسكري بأن هذه الخطوة التي أعلن عن بدئها أوباما ستكون مرحلة قتالٍ طويلة الأمد وستصاحبها قلال واضطرابات كثيرة، في حين نقلت الواشنطن بوست عن جنرالٍ لم تذكر اسمه بأن هذه الحرب التي تقدم عليها إدارة أوباما ستكون من أعقد المسائل التي تواجهها الولايات المتحدة منذ 9/11 وحربي أفغانستان والعراق.
شجع أوباما على هذه الخطوة دعم وتأييد العديد من دول العالم للقيام بعمل جادٍ وسريع ضد إرهاب الدولة الإسلامية، وتشكّل تحالف واسع للمضي في هذا السبيل، من دولٍ إقليمية هامة مثل تركيا والسعودية والأردن والعراق، ودول أوربية هي إنجلترا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولونيا والدانمارك، ودول بعيدة وهي كندا وأستراليا أيضاً.
قال أوباما الليلة الماضية بأن هذه الحرب ستطول لأنها معقدّة وتختلف عن الحربين السابقتين في كلٍ من أفغانستان وفي العراق اللتين خاضتهما إدارة جورج بوش الابن ضد تنظيم القاعدة، ذلك التنظيم الذي لم يعد يحتل لدى الأمريكان درجة العدو “الاوّل”، حيث احتل هذا الموقع لديهم تنظيم الدولة الإسلامية الأشد تطرفاّ وقدرةّ على الانتشار والقتال، والذي يملك الآن مساحةً من الأرض، انتزعها من سوريا والعراق ويتصرّف عليها تصرّفاً مشيناً أشد عدائية للولايات المتحدة. ولكن أوباما لن يرسل قوات أرضية أمريكية إلى سوريا أو العراق، في حين أنه سيزج بجيوشٍ بديلة أو حليفة في هذا الصراع الدموي الشامل مع الإرهاب، وسيستعين بأموال العرب وعلاقتهم مع المكونات الدينية والمذهبية، السورية والعراقية، ومصادر معلوماتهم، للمضي قدماً في حربه هذه. إلا أن بعض الخبراء العسكريين يرون في عدم تواجد قوات أمريكية واسعة عل أرض المعركة استمراراً في الاستراتيجية الخاطئة التي بدأت بانسحابٍ مبكّر من العراق قبل تثبيت دعائم النظام العراقي الجديد.
الخطأ الكبير الآخر الذي وقعت فيه إدارة أوباما هو البقاء دون عمل رغم كل السياسات التعسفية والتدميرية ضد السنة في كلٍ من العراق وسوريا، تلك التي اتبعها كل من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ورأس النظام السوري بشار الأسد، وهي السياسات التي كانت السبب الأهم في ازدياد الأوضاع الداخلية للبلدين احتقاناً ونمو التنظيمات المتطرفة دينياً وتحوّل البلدين إلى مستنقعين متجاورين لاحتضان الإرهاب وجذب الإرهابيين، ولا أحد ينكر مساعي كلٍ من الأسد والمالكي ومن ورائهما إيران لتصوير الثورة الشعبية السورية التي بدأت سلمياً وسارت مدةً من الزمن سلمية وكأنها هجمة “إرهابية” مدعومة من قبل “الولايات المتحدة وإسرائيل والدول العربية المحافظة”، وعدم قيام إدارة أوباما بما يوحي العكس من تلك الصورة، على الرغم من تحذيرات المعارضة الأمريكية لسياسة الإدارة، ورغم تنبيهات المعارضة السورية المعتدلة بمختلف فصائلها ودعوات الكورد في العراق وسوريا إلى ضرورة تحرّك دولي لإعادة التوازن إلى سياسات البلدين، فإن الإدارة الأوباماوية قد سعت باستمرار إلى “تهدئة سطحية” دون النزول إلى جذور المشاكل لاستئصال ما فسد منها…
وعليه، يقول دان بيمان الخبير العسكري بأن هذه الخطوة التي أعلن عن بدئها أوباما ستكون مرحلة قتالٍ طويلة الأمد وستصاحبها قلال واضطرابات كثيرة، في حين نقلت الواشنطن بوست عن جنرالٍ لم تذكر اسمه بأن هذه الحرب التي تقدم عليها إدارة أوباما ستكون من أعقد المسائل التي تواجهها الولايات المتحدة منذ 9/11 وحربي أفغانستان والعراق.
الولايات المتحدة وحلفاؤها الآن بصدد عملياتٍ قتالية في العراق وسوريا وفي كل مكانٍ يتواجد فيه إرهابيون يشكلّون خطراً على أمنها وأمن حلفائها، وذلك لتصحيح استراتيجية أثبت الزمن أنها كانت خاطئة، وهي سياسة الابتعاد عن مشاكل الشرق الأوسط قدر الإمكان، وبدون مشاركةٍ من قبل نظام الأسد وروسيا وإيران وحزب الله، مما يعقّد الأمور بالتأكيد لأن للأسد وحلفائه أيادي طويلة في الخطوط الخلفية للعديد من قوى المعارضة السورية، السياسية والعسكرية. ولهم شبكة تخريب واسعة في العديد من البلدان المجاورة لسوريا ستتحرّك للعمل ضد المسار الأمريكي الجديد الذي جاء به حديث باراك أوباما الذي لم يدم سوى 15 دقيقة فقط، وتوجه به إلى العالم، وفجر يوم 9/11 لم يبزغ بعد.