أحجار الشطرنج ( داعش نموذجا )

بقلم: أحمد حسن
Ahmed.hesen.714@gmail.com
ظهر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش ) كإحدى افرازات تنظيم القاعدة الإرهابي وواحد من ممثلي الإسلام السياسي ذو الفكر السلفي الجهادي الذي يدار من قبل قوى دولية وإقليمية للعودة بنا الى قرون عابرة أكل عليها الدهر وشرب . قرون بعيدة كل البعد عن أدنى معايير التعامل الإنساني لزعزعة الأمن والسلم الإقليميين وفرض آرائهم وأفكارهم بحد السيف وخاصة في سوريا والعراق وبالأخص هجومهم الوحشي الأخير على إقليم كردستان العراق وهمجيتهم ووحشيتهم ضد أصلاء الكرد من الأخوة الأزيديين ودور عبادتهم. فمنهم داعش وكيف كونوا الدولة الإسلامية في العراق والشام.
داعش هو تنظيم مسلح إرهابي يتبنى الفكر السلفي الجهادي يهدف أعضاؤه إلى إعادة “الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة”، يمتد في العراق وسوريا. زعيم هذا التنظيم هو أبو بكر البغدادي. بدأ بتكوين الدولة الإسلامية في العراق في 15 تشرين الأول/أكتوبر 2006 إثر اجتماع مجموعة من الفصائل المسلحة ضمن معاهدة حلف المطيبين وتم اختيار “أبا عمر” زعيما له وبعدها تبنت العديد من العمليات النوعية داخل العراق آنذاك, وبعد مقتل أبو عمر البغدادي في يوم الاثنين 19/4/2010 أصبح أبو بكر البغدادي زعيما لهذا التنظيم، وبعد انطلاقة الثورة السورية واقتتال الجماعات الثورية والجيش الحر مع نظام بشار الأسد تم تشكيل جبهة النصرة لأهل الشام بقيادة أبو محمد الجولاني أواخر سنة 2011،  وفي 2013/4/09أعلن أبو بكر البغدادي دمج  جبهة النصرة مع دولة العراق الإسلامية تحت مسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام. بعد ذلك بفترة قصيرة أعلن أبو محمد الجولاني عن علاقته مع دولة العراق الإسلامية لكنه نفى شخصيا ان يكونوا على علم بهذا الاعلان فرفض فكرة الاندماج وأعلن مبايعة تنظيم القاعدة في أفغانستان، وعلى الرغم من ذلك فإن للدولة الإسلامية و جبهة النصرة العديد من العمليات العسكرية المشتركة.
أعلنت الدولة الإسلامية في العراق والشام بتاريخ 29 يونيو 2014 عن الخلافة الإسلامية ومبايعة أبي بكر البغدادي خليفة للمسلمين، حيث تم إلغاء اسمي العراق والشام من مسمى الدولة ليصبح اسمها الدولة الإسلامية فقط ولا اعتراف بالحدود الموجودة بين سوريا والعراق. تمتلك داعش العديد من الدبابات والصواريخ والسيارات المصفحة والسيارات الرباعية الدفع والأسلحة المتنوعة التي حصلت عليها من الجيش العراقي والجيش السوري وغيرهم. وقامت بالعديد من الأعمال الإرهابية والوحشية ضد الشعبين السوري والعراقي عموما والشعب الكردي خصوصا وكان آخرها هجومهم الوحشي البربري في 3/8/2014على قضاء شنكال والمناطق التابعة لها وقيامهم بأعمال وحشية يدنى لها جبين الإنسانية من قتل وتهجير وتشريد وسبي للنساء وقطع للأعضاء الذكورية للأطفال ونهب لأموال وبيوت الناس وهدم لدور العبادة. باختصار انها تمثل (الجينوسايد) أي جريمة الإبادة الجماعية التي لا تستهدف أصلاء الكرد الأخوة الأزيديين فقط بل تستهدف الشعب الكردي كاملا وبالأخص إقليم كردستان العراق سيادة ودولة لما تتمتع بها من ازدهار وتطور ونمو متسارع في كافة مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والعمرانية ….. الخ كل ذلك لن يزيدنا إلا عزيمة وصرارا للمضي قدما بتشكيل الدولة الكردية المنشودة وتسريع لإعلان استقلال كردستان وتلاحم بين أجزاء كردستان الأربعة وكسب تعاطف ومساندة للموقف الدولي مع الكرد في قضيتهم العادلة لمكافحة كافة أنواع التطرف والإرهاب وتجلى ذلك فيما يلي :
1) تطبيق المادة ( 140 ) من الدستور العراقي لضم كركوك والمناطق المتنازع عليها الى إقليم كردستان .
2) تزويد أمريكا القوات الكردية  ( البيشمركة ) بالأسلحة الثقيلة وقيامه بالضربات الجوية ضد مواقع الداعش .
3) تبنى مجلس الامن في 15/8/2014 بالاجماع قرارا بموجب الفصل السابع ( التي تجيز استخدام القوة العسكرية بمادتيه الـ 41و42 ) ضد داعش وجبهة النصرة بهدف اضعافهما في العراق وسوريا, وذلك عبر إجراءات تقضي بقطع مصادر التمويل عنهم ومنعهم من تجنيد المقاتلين الاجانب.واعتبر أعضاء مجلس الأمن أنّ هذا القرار يشكل أوسع اجراء تتخذه الامم المتحدة في مواجهة الجماعات “الإرهابية”
4) في 15/8/2014اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على دعم قرار الدول الأعضاء في الاتحاد بتسليح   القوات الكردية “البيشمركة” في العراق .
5) تعاطف كردستاني مع الكرد في العراق من خلال مشاركة البيشمركة من الأجزاء الأربعة لمقتلة داعش واستشهاد العديد منهم الذين  رويت بدمائهم الطاهرة جبال كردستان .
6) كسب الرأي العام العالمي كواحد من الشعوب التي ترفض وتقاتل الإرهاب.
7) الصحوة التي جعلت من البيشمركة ان تكون على أهبة الاستعداد دائما وأنه لا يجوز الرخاء مع الأخطار المحيطة بهم دائما .
مما سبق يتبين أن المنظمات الإرهابية من ( داعش وجبهة النصرة ……….. ) التي تستخدم باسم الدين أو أي اسم آخرضد الثورة السورية وضد الشعب الكردي ما هي إلا أدوات بيد النظام السوري وحلفائه ( اقليميين – دوليين ) للقضاء على تطلعات الشعوب الساعية للحصول على حريتها وكرامتها  . وهم بذلك أحجار على رقعة الشطرنج تدار من قوى الظلام التي منهجها الظلم والاضطهاد واستبداد الشعوب.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…