ابراهيم محمود
رغم كل التأكيد على أن داعش عبارة عن تنظيم
” تنظيم الدولة الآن، وبداية كان تنظيم دولة العراق والشام، لأسباب لها صلة
بالجانب التعبوي والاستقطابي “، وهو من حيث المحتوى تنظيم جهادي تكفيري ديني:
إسلاميّ العلامة، إلا أن إمعان النظر في مفهوم التنظيم والحراك الاجتماعي والسياسي
والثقافي والنفسي والتراتبي له، يظهِر في الحال أن ليس من صلة، ولا بأي شكل بينه
” أي داعش ” ومفهوم التنظيم، نظراً لأن التنظيم يقوم كما يتحرك على جملة من آليات القول والفعل
البنيويين، وهذا ما يمكن التعرض أوالتصدي له سواء على صعيد تأطير المفهوم ”
ضمن مساحة ضيقة، وطرق التواصل بين أفراده “، أو من جهة توسيعه كما الحال
راهناً، وهو ينتشر ضمن مساحة واسعة، تتجاوز حدود المرئي:
” تنظيم الدولة الآن، وبداية كان تنظيم دولة العراق والشام، لأسباب لها صلة
بالجانب التعبوي والاستقطابي “، وهو من حيث المحتوى تنظيم جهادي تكفيري ديني:
إسلاميّ العلامة، إلا أن إمعان النظر في مفهوم التنظيم والحراك الاجتماعي والسياسي
والثقافي والنفسي والتراتبي له، يظهِر في الحال أن ليس من صلة، ولا بأي شكل بينه
” أي داعش ” ومفهوم التنظيم، نظراً لأن التنظيم يقوم كما يتحرك على جملة من آليات القول والفعل
البنيويين، وهذا ما يمكن التعرض أوالتصدي له سواء على صعيد تأطير المفهوم ”
ضمن مساحة ضيقة، وطرق التواصل بين أفراده “، أو من جهة توسيعه كما الحال
راهناً، وهو ينتشر ضمن مساحة واسعة، تتجاوز حدود المرئي:
1-إن
أول ما يحتاجه التنظيم هو وجود ” عقد اجتماعي، ثقافي، لغوي ”
يربط ما بين أفراده المتفاهمين بنسبة كافية فيما بينهم، وعن قرب طبعاً، استناداً
إلى مكوّن حيوي موحَّد ” ذاكرة جمعية مشتركة متعاضدة القوام “،
لكن استشراف بنية التنظيم المعايَن أو المكشوف للعين المجرَّدة، يفصح عن انتفاء
هذا الرابط ” الرحمي- اللحمي “، إذ ما الذي يربط بين المعتبَرين
داعشيين قدموا من الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، وبريطانيا، وكندا،
والمانيا، وبالمقابل، من الشيشان، وأوزبكستان، وأفغانستان وباكستان، وتركيا، ومن
الدول العربية: اليمن، والسعودية، ومصر، والمغرب، وسوريا، والعراق، والكويت ..الخ.
أول ما يحتاجه التنظيم هو وجود ” عقد اجتماعي، ثقافي، لغوي ”
يربط ما بين أفراده المتفاهمين بنسبة كافية فيما بينهم، وعن قرب طبعاً، استناداً
إلى مكوّن حيوي موحَّد ” ذاكرة جمعية مشتركة متعاضدة القوام “،
لكن استشراف بنية التنظيم المعايَن أو المكشوف للعين المجرَّدة، يفصح عن انتفاء
هذا الرابط ” الرحمي- اللحمي “، إذ ما الذي يربط بين المعتبَرين
داعشيين قدموا من الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، وبريطانيا، وكندا،
والمانيا، وبالمقابل، من الشيشان، وأوزبكستان، وأفغانستان وباكستان، وتركيا، ومن
الدول العربية: اليمن، والسعودية، ومصر، والمغرب، وسوريا، والعراق، والكويت ..الخ.
إذ إن الانتماء السياسي والثقافي واللغوي
والحضاري والمدني طبعاً، يضعنا في مواجهة متاريس ذهنية، وحجب، من الصعب، إن لم يكن
مستحيلاً عبورها، دون رؤية المتغايرات البنيوية التي تحول دون الوصل فيما بين
هؤلاء .
والحضاري والمدني طبعاً، يضعنا في مواجهة متاريس ذهنية، وحجب، من الصعب، إن لم يكن
مستحيلاً عبورها، دون رؤية المتغايرات البنيوية التي تحول دون الوصل فيما بين
هؤلاء .
2- إن من أولى أولويات الأنخراط القاعدي في
تنظيم ما، هو وجود أو تحقق، أو تواجد نصاب من الألفة العضوية الفعلية، أي
التقبل الجماعي المشترك والمتبادل، شعوراً من قبل من كل عضو مشترَك تنظيمي أنه يجد
مكاناً له يتناسب وشعوره بتلك الشخصية الخاصة التي كانت وراء فعل الخروج على
جماعته الأولى ” الاثنية ” والقبول بالأبوية النافذة للجديدة،
وهذا ما يستحيل القبول به، رغم كل الادعاء بوجود دعاية داعشية، من خلال شبكة
معلوماتية أو انترنتية تتجاوز حدود الدول الكبرى والصغرى، تفسّر هذا الإتيان/
الانخراط والقدوم من كل ” فج عميق “، والانسلاخ عن الذاكرة
الأهلية الأولى.
تنظيم ما، هو وجود أو تحقق، أو تواجد نصاب من الألفة العضوية الفعلية، أي
التقبل الجماعي المشترك والمتبادل، شعوراً من قبل من كل عضو مشترَك تنظيمي أنه يجد
مكاناً له يتناسب وشعوره بتلك الشخصية الخاصة التي كانت وراء فعل الخروج على
جماعته الأولى ” الاثنية ” والقبول بالأبوية النافذة للجديدة،
وهذا ما يستحيل القبول به، رغم كل الادعاء بوجود دعاية داعشية، من خلال شبكة
معلوماتية أو انترنتية تتجاوز حدود الدول الكبرى والصغرى، تفسّر هذا الإتيان/
الانخراط والقدوم من كل ” فج عميق “، والانسلاخ عن الذاكرة
الأهلية الأولى.
3- لعل الأبرز في بنية أي تنظيم هو الجانب
التعاطفي والتثاقفي ضمن مسارات متفاعلة مع بعضها بعضاً، والذي من شأنه زحزحة كل
مؤثر عائلي، اجتماعي، وكذلك مؤسساتي سابق، مع ما في ذلك من تحديات تصل إلى مستوى
يفوق المتخيَّل أو المعطى المنطقي، واجتياف ” هضم ” ما
يملأ الفراغ المتحصل جرّاء هذا الانسلاخ الكلي القطعي، لتحقيق فعل الانتساب وجرثومة
الإيمان البنيوية، كأن نقيم علاقة بين داعشي قادم من ” أميركا- كندا “،
وآخر من أوزبكستان ، وثالث من أفغانستان، ورابع من السعودية، وخامس من العراق، حيث لكل جهة مجتمعية محفّزات أو ملونات
اجتماعية ولغوية ونفسية واقتصادية وتربوية…الخ ، حيث إن هذا التوزع اللامتكافىء
في منحاه التضاريسي – المجتمعي- الثقافي يضعنا إزاء مشكل المكوّن الذاتي حقاً،
وخطوط الاتصال النفسية: العاطفية والوجدانية وحتى المصيرية المشتركية بين
هؤلاء، في عملية الدمج ضمن مكون دولتي يُعمَل لأجله.
التعاطفي والتثاقفي ضمن مسارات متفاعلة مع بعضها بعضاً، والذي من شأنه زحزحة كل
مؤثر عائلي، اجتماعي، وكذلك مؤسساتي سابق، مع ما في ذلك من تحديات تصل إلى مستوى
يفوق المتخيَّل أو المعطى المنطقي، واجتياف ” هضم ” ما
يملأ الفراغ المتحصل جرّاء هذا الانسلاخ الكلي القطعي، لتحقيق فعل الانتساب وجرثومة
الإيمان البنيوية، كأن نقيم علاقة بين داعشي قادم من ” أميركا- كندا “،
وآخر من أوزبكستان ، وثالث من أفغانستان، ورابع من السعودية، وخامس من العراق، حيث لكل جهة مجتمعية محفّزات أو ملونات
اجتماعية ولغوية ونفسية واقتصادية وتربوية…الخ ، حيث إن هذا التوزع اللامتكافىء
في منحاه التضاريسي – المجتمعي- الثقافي يضعنا إزاء مشكل المكوّن الذاتي حقاً،
وخطوط الاتصال النفسية: العاطفية والوجدانية وحتى المصيرية المشتركية بين
هؤلاء، في عملية الدمج ضمن مكون دولتي يُعمَل لأجله.
4- بين مندفعين لأسباب استيهامية واستهوائية
ومغامراتية، وآخرين استناداً إلى فضول تخيلي يدغدغ الرغبة في العمق،
وسواهم، من خلال تقديرات ومساومات ضمنية، وغيرهم وفق تقديرات جانبية أو
شخصية..الخ، يسهل تبين الصدوع القائمة والتي تبقي مفهوم التنظيم وما يترتب
عليه من تصورات وعلاقات ومتتاليات قيمية وغائية معلقاً.
ومغامراتية، وآخرين استناداً إلى فضول تخيلي يدغدغ الرغبة في العمق،
وسواهم، من خلال تقديرات ومساومات ضمنية، وغيرهم وفق تقديرات جانبية أو
شخصية..الخ، يسهل تبين الصدوع القائمة والتي تبقي مفهوم التنظيم وما يترتب
عليه من تصورات وعلاقات ومتتاليات قيمية وغائية معلقاً.
5- على الصعيد التراتبي” السلطوي
“، لا أدل من خواء المفهوم، من هذا الموزَّع على السطح والصادم للعين
الفاحصة، حيث التربية العائلية والمجتمعية والذاتية كثالوث نفسي، تمهر كل
فعل ذهاب وإياب ضمناً، لأن السلطة القائمة في مركزيتها الضاغطة إلى حد كبير، إذ إن
أي انحراف يعني التهلكة أو النهاية الوخيمة للعضو المنخرط، وهذا يحول دون الجمع
بين هذا الانتشار اللاتناغمي لداعشيين بلغات شتى، وهيئات شتى، وتراكيب نفسية شتى،
ومسوغات عمل شتى، وغايات شتى بالتأكيد، كأن نقارن بين سلوك الأميركي- الكندي،
وسلوك الشيشاني ” ما دون الدولة “، والسعودي، والأفغاني، وحتى الكردي
أيضاً ” لوجود أعضاء كرد ضمن المسمى بالتنظيم “، وهذا يدعو إلى مزيد من
التروي في المقاربة البحثية.
“، لا أدل من خواء المفهوم، من هذا الموزَّع على السطح والصادم للعين
الفاحصة، حيث التربية العائلية والمجتمعية والذاتية كثالوث نفسي، تمهر كل
فعل ذهاب وإياب ضمناً، لأن السلطة القائمة في مركزيتها الضاغطة إلى حد كبير، إذ إن
أي انحراف يعني التهلكة أو النهاية الوخيمة للعضو المنخرط، وهذا يحول دون الجمع
بين هذا الانتشار اللاتناغمي لداعشيين بلغات شتى، وهيئات شتى، وتراكيب نفسية شتى،
ومسوغات عمل شتى، وغايات شتى بالتأكيد، كأن نقارن بين سلوك الأميركي- الكندي،
وسلوك الشيشاني ” ما دون الدولة “، والسعودي، والأفغاني، وحتى الكردي
أيضاً ” لوجود أعضاء كرد ضمن المسمى بالتنظيم “، وهذا يدعو إلى مزيد من
التروي في المقاربة البحثية.
6- في المنحى التنظيمي الفكري والنفسي ”
الجهادي ” الديني الإسلامي الطابع، لا يخفى أثر الختم الاثني ومؤثراته
في توجيه المشاعر والعواطف، والضغوط النفسية، وخاصية الحرمان أحياناً، لنسبة من
هؤلاء المنخرطين، كما في المنطقة العربية، وفعل الانتقام والأرضية الاجتماعية
والنفسية والثقافية المختزلة لذلك، حيث إن ظهور تبعيات مكثفة أو خلافها: مدها
وجزرها بصفة جماعية قليلاً أو كثيراً، وفي مناطق الاشتباكات المتنقلة والتوترات
المختلة أمنياً، يرتبط المتحولات السياسية في الواقع كما في سوريا والعراق خصوصاً،
ومكاشفة بسيطة لتحري هذا المستجد تشي بما يبقي التنظيم كمفهوم فلسفي، فكري خارج
سياقه.
الجهادي ” الديني الإسلامي الطابع، لا يخفى أثر الختم الاثني ومؤثراته
في توجيه المشاعر والعواطف، والضغوط النفسية، وخاصية الحرمان أحياناً، لنسبة من
هؤلاء المنخرطين، كما في المنطقة العربية، وفعل الانتقام والأرضية الاجتماعية
والنفسية والثقافية المختزلة لذلك، حيث إن ظهور تبعيات مكثفة أو خلافها: مدها
وجزرها بصفة جماعية قليلاً أو كثيراً، وفي مناطق الاشتباكات المتنقلة والتوترات
المختلة أمنياً، يرتبط المتحولات السياسية في الواقع كما في سوريا والعراق خصوصاً،
ومكاشفة بسيطة لتحري هذا المستجد تشي بما يبقي التنظيم كمفهوم فلسفي، فكري خارج
سياقه.
7- لا يُنسى هنا المحرّك الجنسي للعمل
الجهادي – التكفيري، والذي يكاد يجرد التنظيم المزعوم من كل اعتبار تراحمي- تلاحمي
معين، استناداً إلى مخيال ” المغنم ” والانتقال من مكان إلى
آخر” رحالة جهات “، والذي يظهر الأفق المسدود لهذا المنادى به ”
تنظيماً “، وهو الذي برز فلتة، ويتنشط فلتة، ولعل النتيجة متوقعة” فلتة
“: سريعاً .
الجهادي – التكفيري، والذي يكاد يجرد التنظيم المزعوم من كل اعتبار تراحمي- تلاحمي
معين، استناداً إلى مخيال ” المغنم ” والانتقال من مكان إلى
آخر” رحالة جهات “، والذي يظهر الأفق المسدود لهذا المنادى به ”
تنظيماً “، وهو الذي برز فلتة، ويتنشط فلتة، ولعل النتيجة متوقعة” فلتة
“: سريعاً .
يترتب على ما تقدم، أن جل الذين يشددون على
أن المسمى بـ” داعش ” تنظيماً، إنما ينطلقون من علامات لا أظنها تخفي
مغازي تعنيهم هم أنفسهم، ولو في لاشعورهم، أي تدعشنهم، من حيث لا يحتسبون،
كما لو أن هذا الخرق الحدودي لقواعد ومؤسسات معينة ما لدول وجماعات لها حرمتها في
المكان، يتجاوب مع مكبوتات فاعلة بين جنبيهم، وإن تنكروا لها، إلى جانب خاصية
” الحجاب ” النفسي، الثقافي، الذهني، والمتعدد الطبقات والمتداخل
مع بنى المكبوتات تلك، ليبقى الموضوع مقزماً أو مضخماً، أو ضمن مسافة لا
تسمح برؤية هذا المعتبَر بالتنظيم على حقيقته: ولادة ونشأة مقام وحضوراً.
أن المسمى بـ” داعش ” تنظيماً، إنما ينطلقون من علامات لا أظنها تخفي
مغازي تعنيهم هم أنفسهم، ولو في لاشعورهم، أي تدعشنهم، من حيث لا يحتسبون،
كما لو أن هذا الخرق الحدودي لقواعد ومؤسسات معينة ما لدول وجماعات لها حرمتها في
المكان، يتجاوب مع مكبوتات فاعلة بين جنبيهم، وإن تنكروا لها، إلى جانب خاصية
” الحجاب ” النفسي، الثقافي، الذهني، والمتعدد الطبقات والمتداخل
مع بنى المكبوتات تلك، ليبقى الموضوع مقزماً أو مضخماً، أو ضمن مسافة لا
تسمح برؤية هذا المعتبَر بالتنظيم على حقيقته: ولادة ونشأة مقام وحضوراً.
داعش ليس تنظيماً في متشرذم مكوناته ذات
الصفة الكوسموبوليتية، رغم وجود حبل مشيمي عقيدي معقود يتقدمه: الإسلام. إن أقصى
ما يمكن قوله فيه هو أنه شعوذة تنظيم، أو تنظيم مشعوَذ في بنية علاقات المنخرطين
فيه وعلى ساحة شديدة الوسع، ولا بد أن داعش منتش بوجود من يبرزه ويضخّم فيه،
وانتشاؤه أكثر بوجود من يسميه تنظيماً وهو خلافه !