عبدالقادر مصطفى
بداية لا بد من القول, ان الاكثرية الساحقة من رواد الكونفرانس آب (اعرفهم فردا فردا ) الذين اقسموا ان اليسار واجب وضرورة حتمية وتاريخية لا مناص منه في مواجهة الآخر الذي حاول ان يسلم يمينه للشيطان.. هؤلاء الاكثرية الساحقة سلمت امورها ايضا للشياطين بعد فترة وجيزة, وتموضعوا في الخندق الآخر من اليسار,لم يبق منهم الا واحدا احد ما زال يبحث عن اليمين الذي لم ير النور اطلاقا, ولم يأمر الله بميلاده بعد اصلا, وهذا الاخير اي -اليمين- فقد كل خلايا رئتيه الهوائية وهو لا يعلم الآن هل هو كان يوما ما يمينيا ام يساريا!
مقولة اليمين واليسار في الحركة السياسية الكوردية في سوريا تم رفضها من قبل القائد مصطفى البارزاني اولا, ولم تستطع تثبيت صدقيتها بين الجماهير الكوردية في سوريا, هذه المقولة كانت ديباجة حزبوية بامتياز, قدمت خدمات جليلة في ترسيخ الصراعات الحزبية واضحت بمثابة مرجعية معروفة في تفتيت العمل الحزبي وصراعاته الابدية, علما ان النخبة التي ادعت بالنهج اليساري مسلكا له, لم تكن تمتلك المواصفات المطلوبة, فكرا وممارسة ونهجا وتفتقد الى حوامل اجتماعية طبقية مثلما كان يدعي, وهذا بدوره ينطبق على اليمين الكوردي ايضا..
الفترة الذهبية التي عاشت فيها هذه المقولة لم تتجاوز خمسة سنوات من عمرها, اي الفترة الواقعة بين اواسط الستينات الى بداية السبعينات, (1965-1970) حيث مل الاثنان في متابعة مسيرتهما, واطلقوا بحرية ومن دون اي ضغط او اكراه من احد, المبادرة التاريخية على العمل معا من جديد والعودة مجددا الى الوحدة التنظيمية والسياسية كسابق عهدهما على مبدأ (عفى الله عما مضى), والنتيجة لقاء بلدة( ناوبردان) عام 1970 في كوردستان العراق باشراف مباشر من القائد مصطفى البارزاني, وبحضور مكثف من الجانبين ومن دون غياب احد.
تسمية اليمين واليسار في الحركة الكوردية في سوريا لم تلق ترحيبا حارا في الوسط الكوردي, وكان ينظر اليهما بامتعاض من قبل الوطنيين الكورد واصدقاءهم, ولم تكن حالة كوردية ضرورية تمتد اصولها الى الفكر والواقع, بقدر ما كانت مجرد باقة مختارة من الاتهامات الجاهزة لتصفية حسابات شخصية حزبوية مؤدلجة, قاعدتها الانقلاب الايديولوجي البائس في تمرير بعض الاوراق الصفراء في زعزعة العمل الحزبي باتجاه الخطأ, وهذا ما حدث بالفعل, حيث كانت بداية غير حميدة في تشتيت وتقزيم الحركة الحزبية الكوردية, واضحت حالة صراعات حزبوية امتدت مداها الى يومنا هذا, بدلا ان تكون حالة قومية كوردية وطنية بكل اسف.
اعتقد, الخطأ التاريخي الذي طال ما يسمى باليسار الكوردي في سوريا هو مواجهة الآخر او ما يسمى باليمين الكوردي بأساليب وادوات وحجج ايديولوجية ونظرية, بعيدة كل البعد عن الواقع الموضوعي وعن مفاهيم المجتمع الكوردي القومية, حيث انطلق كونه حركة ايديولوجية ذات بنية طبقية ماركسية حامله الوحيد طبقة(العمال والفلاحين والمسحوقين….) واشعل صراعات وهمية لا اساس لها من الصحة في الوسط الكوردي, ولم تتمخط عنها نتائج مفيدة لتكون دعما وسندا للمسألة القومية الكوردية في سوريا.
الشيء الآخر والمميت في سلوك الطرفين (اليسار) (اليمين), هو المبدأ السياسي الكوردي الدارج في سوريا, وهو الغاء الآخر عن بكرة ابيه, وامحاءه من الخارطة السياسية,( وهذا يعد انتصارا ما بعد انتصار), ونسوا او تناسوا ان المعادلة الصحيحة هي, قوة اليسار في اي مجتمع تعادل طردا مع قوة اليمين, والا ما معنى وجود اليسار في غياب اليمين او بالعكس؟!.
لايجوز اطلاقا ارساء مبدأ الصراع بين المفاهيم كما هو حاصل بين الاحزاب الكوردية في روز آفا, بل اعطاء المجال للمنافسة السياسية في خدمة الناس والعباد, الصراع يكمن مع العدو فقط وهو حق مشروع, اما الصراع مع الذات فهذه ثقافة اليمين واليسار التي تم زرعها في اواسط الستينات… علما في جميع البلدان في العالم, هناك منافسة حقيقية بين هذين المفهومين, والاثنين يقدمان في اكثر الاحيان خدمات جليلة لوطنهم, تنافسهما تندرجان من يستطيع ان يخدم بلاده اكثر من الآخر وليس العكس.
الحركة السياسية الكوردية في سوريا لم تستطع الاستفادة من دروس وتجارب كوردستان العراق, ولم تستوعب الطريقة والآليات التي سخروها في الصراع السياسي الذي نشب في الحزب الدمقراطي الكوردستاني-العراق في بداية الستينات, حينما اقدم قسم كبير من المكتب السياسي بقيادة ابراهيم احمد الى اثارة البلبلة تحت مسميات مختلفة في اوج ثورة ايلول المجيدة, حينها استطاع القائد البارزاني تسميتهم بجحوش 66 باوصاف كوردية واضحة دون الاستعانة بمسميات ايديولوجية كاليمين واليسار وما شابه ذالك, علما ان المنشقين حاولوا تبرير انفصالهم بمسميات ذات الطابع اليساري واتهام الآخر بالرجعيين والعشائريين…الخ.
علينا ان نقر, ان الصراع الحزبي الكوردي في سوريا, تم تدشينه في الانشقاق الاول, اي ما قبل اكثر من اربعة عقود مضت, منذ ذالك التاريخ غاب الحوار الكوردي-الكوردي, وانهارت التفاهمات الكوردية في خدمة قضاياهم القومية والوطنية, وتفرعت الاحزاب باتجاه ولاءات كوردستانية, واخرى الى مغازلة الانظمة الامنية, وتلقت كل المبادرات الوحدوية طريقها الى الفشل من- وحدة, تحالف, جبهة…- وخرجت الاطر الحزبية تماما عن مفهومي اليمين واليسار, وضاعت القضية القومية وتلقت ضربات موجعة امام المشاريع العنصرية من احصاء وحزام وتعريب..
اذا كان اليسار الكوردي في سوريا له الفضل الاكبر في وضع استراتيجية للوجود الكوردي, ووضع نقاط مهمة في شرح المسألة حاضرا ومستقبلا, ولكنه اخطأ حينما اعتقد العمل بمفرده في تحقيق ما يربو اليه, وبذل كل جهده في الصراع مع الآخر اي اليمين ومحاولة منه القضاء على كل نفس يعتقد او يحاول مخالفته في الرأي, وحسم امره مطلقا في هذه المسألة.
اليسار الكوردي له باع طويل في الدفاع عن قضيته امام محاكم امن الدولة السورية, ولهم رصيد كبير في عدد المعتقلين في السجون السورية, بعكس اليمين الكوردي, الذي لم يسجل لهم الى اللحظة معتقلا واحدا وقف امام المحاكم دفاعا عن القضية الكوردية, ولهم صفحة بيضاء في هذا الشأن!
اعتقد, الظروف تتغير على الارض والمفاهيم كذالك, النظام الذي عانينا منه بات في حكم الماضي, وهوت كل العلاقات الامنية التي نسجها اليمين قرابة خمسة عقود, علينا اعادة النظر في هذا الشأن وان لا نظل اسير الماضي المميت وتداعياته المريضة, واجزم بان اليمين الكوردي لم يولد بعد كمفهوم وسلوك ونهج, كانوا مجرد مجموعة مخبرين لا اكثر ولا اقل, وانا شخصيا انتظر بفارغ الصبر ولادة اليمين الكوردي ويساره الديمقراطي القومي من جديد ووفق مقاسات الدول والمجتمعات المتحضرة التي تتنافس ليل و نهار على العمل الحسن في خدمة شعوبهم بعيدا عن الصراعات الايديولوجية والنظرية.
الفترة الذهبية التي عاشت فيها هذه المقولة لم تتجاوز خمسة سنوات من عمرها, اي الفترة الواقعة بين اواسط الستينات الى بداية السبعينات, (1965-1970) حيث مل الاثنان في متابعة مسيرتهما, واطلقوا بحرية ومن دون اي ضغط او اكراه من احد, المبادرة التاريخية على العمل معا من جديد والعودة مجددا الى الوحدة التنظيمية والسياسية كسابق عهدهما على مبدأ (عفى الله عما مضى), والنتيجة لقاء بلدة( ناوبردان) عام 1970 في كوردستان العراق باشراف مباشر من القائد مصطفى البارزاني, وبحضور مكثف من الجانبين ومن دون غياب احد.
تسمية اليمين واليسار في الحركة الكوردية في سوريا لم تلق ترحيبا حارا في الوسط الكوردي, وكان ينظر اليهما بامتعاض من قبل الوطنيين الكورد واصدقاءهم, ولم تكن حالة كوردية ضرورية تمتد اصولها الى الفكر والواقع, بقدر ما كانت مجرد باقة مختارة من الاتهامات الجاهزة لتصفية حسابات شخصية حزبوية مؤدلجة, قاعدتها الانقلاب الايديولوجي البائس في تمرير بعض الاوراق الصفراء في زعزعة العمل الحزبي باتجاه الخطأ, وهذا ما حدث بالفعل, حيث كانت بداية غير حميدة في تشتيت وتقزيم الحركة الحزبية الكوردية, واضحت حالة صراعات حزبوية امتدت مداها الى يومنا هذا, بدلا ان تكون حالة قومية كوردية وطنية بكل اسف.
اعتقد, الخطأ التاريخي الذي طال ما يسمى باليسار الكوردي في سوريا هو مواجهة الآخر او ما يسمى باليمين الكوردي بأساليب وادوات وحجج ايديولوجية ونظرية, بعيدة كل البعد عن الواقع الموضوعي وعن مفاهيم المجتمع الكوردي القومية, حيث انطلق كونه حركة ايديولوجية ذات بنية طبقية ماركسية حامله الوحيد طبقة(العمال والفلاحين والمسحوقين….) واشعل صراعات وهمية لا اساس لها من الصحة في الوسط الكوردي, ولم تتمخط عنها نتائج مفيدة لتكون دعما وسندا للمسألة القومية الكوردية في سوريا.
الشيء الآخر والمميت في سلوك الطرفين (اليسار) (اليمين), هو المبدأ السياسي الكوردي الدارج في سوريا, وهو الغاء الآخر عن بكرة ابيه, وامحاءه من الخارطة السياسية,( وهذا يعد انتصارا ما بعد انتصار), ونسوا او تناسوا ان المعادلة الصحيحة هي, قوة اليسار في اي مجتمع تعادل طردا مع قوة اليمين, والا ما معنى وجود اليسار في غياب اليمين او بالعكس؟!.
لايجوز اطلاقا ارساء مبدأ الصراع بين المفاهيم كما هو حاصل بين الاحزاب الكوردية في روز آفا, بل اعطاء المجال للمنافسة السياسية في خدمة الناس والعباد, الصراع يكمن مع العدو فقط وهو حق مشروع, اما الصراع مع الذات فهذه ثقافة اليمين واليسار التي تم زرعها في اواسط الستينات… علما في جميع البلدان في العالم, هناك منافسة حقيقية بين هذين المفهومين, والاثنين يقدمان في اكثر الاحيان خدمات جليلة لوطنهم, تنافسهما تندرجان من يستطيع ان يخدم بلاده اكثر من الآخر وليس العكس.
الحركة السياسية الكوردية في سوريا لم تستطع الاستفادة من دروس وتجارب كوردستان العراق, ولم تستوعب الطريقة والآليات التي سخروها في الصراع السياسي الذي نشب في الحزب الدمقراطي الكوردستاني-العراق في بداية الستينات, حينما اقدم قسم كبير من المكتب السياسي بقيادة ابراهيم احمد الى اثارة البلبلة تحت مسميات مختلفة في اوج ثورة ايلول المجيدة, حينها استطاع القائد البارزاني تسميتهم بجحوش 66 باوصاف كوردية واضحة دون الاستعانة بمسميات ايديولوجية كاليمين واليسار وما شابه ذالك, علما ان المنشقين حاولوا تبرير انفصالهم بمسميات ذات الطابع اليساري واتهام الآخر بالرجعيين والعشائريين…الخ.
علينا ان نقر, ان الصراع الحزبي الكوردي في سوريا, تم تدشينه في الانشقاق الاول, اي ما قبل اكثر من اربعة عقود مضت, منذ ذالك التاريخ غاب الحوار الكوردي-الكوردي, وانهارت التفاهمات الكوردية في خدمة قضاياهم القومية والوطنية, وتفرعت الاحزاب باتجاه ولاءات كوردستانية, واخرى الى مغازلة الانظمة الامنية, وتلقت كل المبادرات الوحدوية طريقها الى الفشل من- وحدة, تحالف, جبهة…- وخرجت الاطر الحزبية تماما عن مفهومي اليمين واليسار, وضاعت القضية القومية وتلقت ضربات موجعة امام المشاريع العنصرية من احصاء وحزام وتعريب..
اذا كان اليسار الكوردي في سوريا له الفضل الاكبر في وضع استراتيجية للوجود الكوردي, ووضع نقاط مهمة في شرح المسألة حاضرا ومستقبلا, ولكنه اخطأ حينما اعتقد العمل بمفرده في تحقيق ما يربو اليه, وبذل كل جهده في الصراع مع الآخر اي اليمين ومحاولة منه القضاء على كل نفس يعتقد او يحاول مخالفته في الرأي, وحسم امره مطلقا في هذه المسألة.
اليسار الكوردي له باع طويل في الدفاع عن قضيته امام محاكم امن الدولة السورية, ولهم رصيد كبير في عدد المعتقلين في السجون السورية, بعكس اليمين الكوردي, الذي لم يسجل لهم الى اللحظة معتقلا واحدا وقف امام المحاكم دفاعا عن القضية الكوردية, ولهم صفحة بيضاء في هذا الشأن!
اعتقد, الظروف تتغير على الارض والمفاهيم كذالك, النظام الذي عانينا منه بات في حكم الماضي, وهوت كل العلاقات الامنية التي نسجها اليمين قرابة خمسة عقود, علينا اعادة النظر في هذا الشأن وان لا نظل اسير الماضي المميت وتداعياته المريضة, واجزم بان اليمين الكوردي لم يولد بعد كمفهوم وسلوك ونهج, كانوا مجرد مجموعة مخبرين لا اكثر ولا اقل, وانا شخصيا انتظر بفارغ الصبر ولادة اليمين الكوردي ويساره الديمقراطي القومي من جديد ووفق مقاسات الدول والمجتمعات المتحضرة التي تتنافس ليل و نهار على العمل الحسن في خدمة شعوبهم بعيدا عن الصراعات الايديولوجية والنظرية.
تحية الى كل المناضلين الذين وقفوا بشهم وشجاعة امام محاكم امن الدولة دفاعا عن الحرية والعدالة, واشد ايادي كل من ساهم في وضع لبنة في جدار الكوردايتي, والتقدير والاحترام لجنود كونفرانس الخامس من آب.