صلاح بدرالدين
هل هي مراجعة أم تكتيك ؟
اذا كانت زيارة السيد هادي البحرة الى العقيد رياض الأسعد قائد الجيش الحر وصحبه في مخيم الضباط قرب انطاكيا تعني مراجعة نقدية وعودة الى الأصول والتسليم بحقيقة كون الجيش الحر والحراك الثوري العام المصدر الرئيسي للشرعتين الثورية والوطنية ومن ثم العمل المشترك وبأسرع مايمكن من أجل تقويم الاعوجاج والخروج بقيادة سياسية – عسكرية مشتركة جديدة عبر الوسائل الديموقراطية كما نتمناها فانها تشكل خطوة بالاتجاه الصحيح أما اذا كانت من باب رفع العتب والدعاية الاعلامية مثل سابقيه فلن تزيد الأزمة الا تفاقما .
بطل من فلسطين
على مدار السنوات الماضية وحتى اللحظة نتابع المشاهد الإنسانية المؤلمة والمعبرة التي تدمي القلوب في معاناة السوريين جراء همجية نظام الأسد واليوم تابعنا على احدى الفضائيات احدى تلك المشاهد ولكن من – غزة – . السيد عبدالكريم بلاطة من مخيم جباليا وهو موظف في وكالة وفا للأنباء خسر زوجته وبناته ( احداهن اسمها هديل فازت بالبكالوريا بأعلى الدرجات ) وأخاه وعائلة أخيه البارحة يصرح متعاليا على جراحه الأليمةومن بين أنقاض منزله ” أدعو الشعب الاسرائيلي وحكومته الى السلام وأقول لهم كفى إراقة الدماء البريئة ” ” ولتكن عائلتي فداء السلام ” أقف أمام هذا الرجل بخشوع وأعتبر ابن المخيم هذا بطلا فلسطينيا بامتياز معبرا صادقا بتعابير وجهه الحزينة وهدوئه عن المعاناة وبكلامه هذا خرج منتصرا على مجرمي الحرب في إسرائيل رغم كل قواهم وأسلحتهم الفتاكة أولا وعلى حركة – حماس – التي وفرت أسباب الدمار لأعداء الشعب الفلسطيني .
مقياس الصدقية
مقياس الصدقية
من السهولة بمكان لأي كان الدعوة الى ( الوحدة ووقف إرادة الدماء والسلام والإنقاذ والمصالحة وصيانة وحدة الوطن والشعب ..ألخ ) وهي دعوات مقبولة من السوريين في ظل محنتهم بشرط أن تقترن بطرح خارطة طريق واضحة المعالم وبرنامج سياسي وتشخيص دقيق لطبيعة ومواقع أطراف الصراع في الساحة السورية وهي معروفة وبدون ذلك تبقى مجرد كلمات جميلة بلا روح وتسجيل مواقف للاستهلاك الحزبي والشخصي خاصة اذا تجاهلت الثورة وتضحياتها وأهدافها وقفزت فوق الوقائع وساوت بين الضحية والجلاد وقد سمعنا نماذج – خائبة – منها هذا اليوم وفي المقدمة الكلمة المسجلة للشيخ معاذ الخطيب .
لاتستهينوا بذاكرة السوريين
غالبية المناضلين الوطنيين السوريين وحتى قبل الثورة اكتشفوا حقيقة الاخوان المسلمين أكثر من السيد نشار بضعفين أما أن يأتي الآن وبعد – خراب البصرة – ليحاول تبرئة ذمته وذمة زميله صبرا باسم – اعلان دمشق – ( عليه الرحمة ) فأمر يدعو الى السخرية أولا تأخر رجل الأعمال القوموي هذا كثيرا حتى توصل الى سدس الحقيقة ثم أنه – طلع ناكر لجميل الاخوان – الذين أتوا به مثل آخرين غيره وهم معروفون ليبصم لهم بالعشرة حوالي ثلاثة أعوام على الحق والباطل وعندي الكثير لقوله بهذا المجال أقول لمثل هؤلاء … لاتستهينوا بذاكرة السوريين ووعيهم فامثالكم فقدوا المصداقية منذ السير بركاب – اخوانكم – ولن يشفعكم مثل هذه المعاتبات الرقيقة المطلوب ان كنتم جادين ملامسة الموضوع جملة وتفصيلا ليس حول الشكليات بل بالخوض السياسي الشفاف والاعتراف بالخطايا والمراجعة النقدية الجادة ونحن بالانتظار .