لماذا تم التحرك في هذا التوقيت بالذات من قبل داعش التي إستطاعت أن تتحكم في مدن كبرى في العراق بهذه المدة القصيرة و إختفاء الجيش العراقي المسلح بجميع صنوف الأسلحة المتطورة و الفتاكة من ساحة المعركة و هذا يذكرنا كيف أخلت القوات السورية مدينة الرقة و سلمتها لداعش لتبني هناك إمارتها الظلامية المزعومة و لكن في العراق يختلف الوضع قليلاً و السبب يعود إلى قيام تحالف قوي و بمعارضة الجميع سواء من السنة و الكرد و الشيعة لتولي المالكي ولاية ثالثة و ثانياً نتيجة وجود حراك شعبي في مناطق السنة كالموصل و الأنبار تطالب بالإنصاف و العدل و محاربة الفساد و غياب التلاحم الوطني من قبل قيادات الجيش الطائفي و السبب الأهم هو فتح المجال لتهريب هذه الأسلحة التي تركها الجيش العراقي إلى سوريا من قبل الجماعات المسلحة لمحاربة الشعب السوري و تخفيف الضغط عن جيش بشار في المناطق الساخنة حتى تفتح له المجال في التقدم على جبهات مثل حلب و درعا، و هكذا خلق المالكي هذه الأزمة حتى ينفذ مخططه في دخول الباسيج الإيراني و حماية ولاية نوري المالكي القديمة الجديدة و تفريغ المنطقة الغربية من سكانها و ينشر في مدنها الخراب و الدمار كما يفعل حليفه بشار الأسد في سوريا و مدنها.
ليس للكرد أية مصلحة في تأجيج الصراع بل على العكس كان للكرد دور بارز في بناء العراق الجديد منذ بداية التحرير في 2003 و كان الكرد صمام أمان للعراقيين جميعاً، يستخدمون العقل و الحكمة في حل الخلافات، لم يفكروا أبداً في الإنتقام من الآخر بالرغم من الآلام الكبيرة و ما أكثرها من الأسلحة الكيماوية إلى الأنفال و كان الكرد و على رأسهم الرئيس البارزاني دوماً يحذرون من هذه الحرب الطائفية و لم يكن الكرد في يوم من الأيام ضد أحد بل كانوا ينظرون إلى العراق كدولة شراكة ما بين العرب و الكرد، و ليس من مصلحة الكرد الدخول في حرب طائفية على أساس مذهبي و لكن نظرة الكرد إلى العراق كانت نظرة مستقبلية لعراق فيدرالي ديمقراطي برلماني يشارك الجميع في إدارته الجديدة و لكن فشل القيادة السياسية في العراق و المتمثلة بنوري المالكي أدى إلى تأجيج الصراع الطائفي السني الشيعي و كان يريد كذلك من خلال ملحقه الشهرستاني تسعير حدة العداوة مابين الكرد و العرب من خلال التلاعب بعواطف الشعب العراقي سنة وشيعة في إلقاء الإتهامات جزافاً و العزف على الوتر الطائفي.
و الآن يريد المالكي أن يزج الجميع في أتون حرب طائفية مذهبية و عرقية من أجل أن يبقى هو يتحكم بمفاتيح اللعبة في العراق و بمساندة سيده الإيراني و الهدف منه هو تحقيق حلمه في الولاية و تواصل الدعم و المساندة ليبقى الأسد على رأس السلطة أيضاً في سوريا، و لا ننسى بأن الجماعات الإرهابية التي تقاتل في سوريا و العراق جماعات من صنع المخابرات الإيرانية متدربة على الأراضي السورية و تقاتل الشعبين العراقي و السوري في سبيل خدمة المصالح الإيرانية المذهبية.
19.06.2014