نحو كارثة جرنوبلية اخرى

 

م.دلشاد عثمان

احاول في مقالتي هذه ان استذكر وبكل أسى حادثة انفجار مفاعل جرنوبل النووي في اوكرانيا في تاريخ 26 نيسان من عام 1986 اكبر انفجار نووي حصل في العالم و الذي زادت قوته عن انفجارات هيروشيما بحدود ال 60 مرة!!
جرنوبل ذلك المفاعل الذي يقع على بعد 100 كم شمالي العاصمة كييف و بالقرب من الشريط الحدودي لبيلاروسيا , كان يوماً اسوداً عندما شعر الخبراء في جرنوبل بأن هناك نشاط غريب و غير معروف مصدره في تلك الأفران و المختبرات عندها النشاطات الأشعاعية ازدادت بشكل غريب و مخيف جداً الى ان انفجر جرنوبل, انفجرت تلك المعادلات انفجرت تلك القلعة…
انفجر ذاك المفاعل مخلفاً ورائه ما يقارب 200,000 قتيل كانو يقطنون في اطار 100 كم في منطقة الأنفجار بل و الأسوء من ذلك خلف ورائه غيمة من نفايات نووية امتدت لما يقارب 23% من بيلاورسيا, 4,8% من اوكرانيا, 0,5% من روسيا…
تلك الغيمة التي ان حملت فلن تحمل المطر و الخير الى الأرض التي تزورها بل تحمل الشر, نعم الشر بكل معنى الكلمة ازدادت نسبة امراض السرطانات في المنطقة كلها بسبب انفجار مفاعل جرنوبل , وصلت ضحايا امراض السرطانات المنتشرة بسبب ذاك الأنفجار الى ما يقارب 600,000 شخص اي 3 اضعاف ضحايا الأنفجار انذاك, و بل الأسوء من ذلك ان تأثير هذا الأشعاع المباشر بتأجيج الأمراض السرطانية لن يزول الى ما يقارب قرن على الأقل , و تأثيره الغير مباشر لن يزول حتى 4 ملايين سنة…..

ارقام خيالية و لكنها واقعية و علمية و يجب ان يدفع كل ابناء الأرض غرامة اهمال الخبراء هناك او اهمال الطبيعة..

نعم اهمال الطبيعة سيكون محور نقاشنا..
حالياً و في هذه الأحداث المتفجرة في المنطقة و خصوصاً الشرق الأوسط نجد الحاح الساسة (اهل العمامات) الأيرانيين على امتلاك تكنولوجيا تخولهم تخصيب اليورانيم المنضب و استخدمه لتوليد الطاقة كما يلوح السيد احمد نجادي دائماً بأن من حق دولته امتلاك ليس فقط بتوليد طاقة بل تتجاوز ذلك لأمتلاك اسلحة نووية , لكي يضرب اسرائيل و امريكا!!!
قد اكون في مقالتي هذه ضد امتلاك ايران لأسلحة نووية كما انني ضد امتلاك اسلحة نووية من قبل اسرائيل و لكن لي اسباب قوية تخولني اعطاء اهمية للملف النووي الأيراني..
ايران تلك الدولة المقيمة على خط زلزالي طويل يمتد من بداية الخليج العربي الى ان يصل جبال زاغروس و بأتجاه الشرق الأقصى, خط زلزالي لا مثيل له في العالم من شدة الأضطرابات الجيولوجية لبنية الأرض , لا يوجد يوم بدون زلزال في احدى المناطق , او حتى ضمن طبقات البحار المحيطة لأيران , بمعنى ان ارضية ايران كمنطقة جغرافية ليست مستقرة ابداً..
عندما نقترب لنرى مفاعل بوشهر النووي نرى انه يقع على الخليج العربي , ويبعد عن مدينة الكويت ما يقارب 100 كم فقط!! , بالطبع يجب ان انوه بأنه اي مفاعل نووي يحتاج الى كميات كبيرة جداً من المياه من اجل المساعدة على التفاعلات كما المساعدة على رمي النفايات بعد التصفية و لكن المخيف هنا بأنه في كل ثانية تخرج اللالف من الكالونات الحاوية على النفايات وترمى في البحر , لذا نرى كل المفاعلات النووية مبنية على بحر او نهر..
و بالمقارنة مابين المفاعلات الصغيرة الأسرائيلة و مفاعل بوشهر , نرى بأن خطر انفجار او خلل في بوشهر قد يؤدي الى مسح المنطقة كاملة (الخليج العربي, ايران ,العراق) كما انه قد يصل الى اطراف المتوسط كتأثير اشعاعت و هذا مؤكد بالمقارنة ما بين سرعة التفاعلات في جرنوبل قبل 20 عام و مفاعل بوشهر الحالي من ناحية تطور التكنولوجيا و الكمية المستخدمة من المواد الفاعلة في التخصيب.
لذا قد نحصي الخسائر الحاصلة من برنامج ايران النووي في انه سيؤدي الى :
1- تلويث الخليج العربي و هذا ضروري لعمل اي مفاعل.
2- احتمال تعرض الأفران النووية الى تشقق و تسربات و ذلك بسبب التربة الرخوة.
3- احتمال تعرض المعامل النووية ككل الى خطر الأنفجارات التفاعلية التي ستؤدي الى تحرر الهيدروجين بكميات كبيرة مما سيؤدي الى ارتفاع درجة حرارة الكون.
4- توسع طبقة الأوزون.
5- و الأخطر من ذلك خطر تعرض المفاعل النووي الى زلزال يعرض الى انفجارات ضخمة تحرر غيوم اشعاعية , تؤدي الى هطول امطار ملوثة , تسمم الأراضي المغطية لها و لمدة لاتقل عن 4 مليون سنة.
6- انتشار امراض السرطان و بعض الأمراض الأخرى.
7- امكانية حدوث تطور في الجينات الخلقية, غير معروف مستقبلها.
لذا نرى بأن خطر الزلازل المحتمة بسبب منطقة ايران سيجعلنا ندفع الثمن غالياً و سيسبب بأحراق هذا الكون, الكريم…

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…