* لقد أثبتت الأحداث أن الشباب العزل الجياع ، الكاشفي الصدور ، العراة الايادي يستطيعون أن يصنعوا شيئاً ، وهذه تعرية لفقد الإرادة لدينا ، فمع الإرادة الصادقة يكتشف المرء فرصاً كبيرةً للعمل والإبداع
نعم : ليس بالضرورة أن هذا العمل سيقلب موازين القوى ، أو سيقدم حلولاً جذريةً ، لكنه سيفتح آفاقاً جديدة أمام الأجيال الجديدة.
* لقد انبعثت الانتفاضة المباركة في 12 اذار انتفاضة على الظلم والقمع وعلى خور الساسة فهل نستطيع أن نعلن انتفاضةً مماثلةً ودائمةً على أنانياتنا وحظوظنا الشخصية ، ومصالحنا الذاتية ، فلا ندخل في حسابات استثمار خاصة لهذا الحدث أو ذاك ، ولا نقبل أن يوظف بخدمة فردٍ ، أو حزبٍ ، أو جهة ، ولا أن يكون فرصةً لتحقيق مكاسب من هذا القبيل ؟
إن الأمة الكردية في حالة صراع دائم مع المحتل بمختلف اعراقها ، لكنها يجب أن تكون في صراعٍ دائمٍ مع سلبياتها ، فهل نرتفع عن مستوى النظرة الضيقة ؟ ونلغي من حسابنا المكتسبات الخاصة، لنجعل ديمومة الانتفاضة هدفاً أعلى تذوب في طياته وتضاعيفه كل الأهداف الصغيرة ؟
* يبدو أحياناً أننا مستعدون للقتال على الغنائم حتى قبل الظفر بها ، وبمجرد مانجد صدى إعلامياً ، أو تعاطفاً شعبياً ، ندخل في دائرة جديدة : من سيستفيد من هذا التجاوب ؟ هذا الفصيل ؟ أم تلك المجموعة ؟ أم ذاك الحزب ؟
ثم ندخل في دوامة أخطر من السعي إلى تفويت المصالح على الآخرين ، لأنها – فيما يبدو لنا – ستكون على حسابنا ، أو لأننا نعتقد أنهم استغلوا الحدث بطريقة ما ، فلنقطع الطريق عليهم .
إن هذا هو مايحلم به العدو تماماً ، وهو الذي يقع دائما فريسة استثمار المصالح المتناقضة ، وهو الثغرة التي ينفذ منها العدو إلى صفوفنا .
إن من مصلحة الشعب الكردي أن يتسامى فوق الاعتبارات الجزئية ، والمصالح الآنية ، ولا يسمح لأي مؤثر أن يصرف السهام عن صدور العدو المشترك
وهذا يقودنا إلى الأمر الثالث : وهو أن التحدي الذي يعلنه المحتلون لكردستان يمكن استثماره لتحقيق نوع من التقارب الكردي .
إن الوحدة بين الاكراد على جغرافية كردستان – وبكل صراحة – لا ترقى أن تكون حلماً ، فضلاً عن أن تكون واقعاً مشهوداً ، فالتناقضات أعمق من أن يمكن ردمها ، أو القضاء عليها
لكن هذا لا يعني فقدان الأمل :
أ – فهناك مواقف متباعدة يمكن أن تتقارب ، أو تتوحد ؛ لأن الهالات الوهمية المحيطة بها أكبر من حقيقة الاختلاف الموجود ، وفي حالات كثيرة يكون هناك تطابق في الأصول والقواعد العامة ، والمنطلقات الثابتة ، والاختلاف في جزئيات ، أو تطبيقات ، أو في حجم الاهتمام أو نوعيته .
ب – وهناك نقاط اتفاق كثيرة ، وكبيرة ، يمكن توظيفها ، والعناية بها ،، عوضاً عن الدندنة الدائمة حول مسائل الاختلاف على الهدف الاسمى تحرير الارض المغتصبة ، ودون أدنى شك ، فالانفعالات النفسية ، والانطباعات الشخصية تضخم جوانب التباين ، حتى تكون كالكف التي يقربها صاحبها من عينه فتحجب عنه رؤية الكون كله
وانطلاقاً من مساحات الاتفاق يمكن الخروج بمواقف موحدة في بعض الأزمات ، وتظافر وتناصر في بعض الميادين .
بل ويتطلب منا في هذه المرحلة الاتفاق على الهدف الاسمى و هو تحرير الارض كما يمكن الاتفاق على مشاريع جزئية ، أو برامج محدددة ، يكفي أن نتـفق على هذا البرامج ، أو نتوحد حول هذا المـشروع ، ثم ليكن لكل منا طريقه الخاص .
وأخيراً : فإن الانتفاضة المباركة في غربي كردستان ، هي نيابة عن الأمة الكردية كلها في مدافعة المغتصب ، وفضح ألاعيبه ، وكشف أساليبه ، وتعرية وحشيته وغطرسته أمام العالم وهي تذكير حي بقضية الاستعمار العربي الصلف الذي وضع يده على خيرات هذه الأرض ، وفصلها عن بقية الجسد الكردستاني .
وقد كانت صيحات شهداء الانتفاضة على منابرهم على ارض قامشلو وعفرين خلال في 12 اذار 2004 هي صيحات التنادي للمقاومة والانتفاضة والجهاد بشموليته وسعة مفهومه
فلنصدق الوقفة مع شهدائنا ، ولنلبي نداء ابنة الشهيد عندما نادت ايها الشرفاء ابي يناديكم ، وليكونوا حاضرين معنا في قلوبنا ، وعقولنا ، ومجالس احاديثنا ، وإعلامنا ، وصـلاتنا .