نارين عمر
أتذكرُ جيّداً عندما كنتُ صغيرة وأمّي تناديني وتسلمني سكيناً حادة ودجاجة مفزوعة تصرخُ وتئنّ, وكأنّها تعلمُ جيّداً أنّ نهايتها المأساوية ستكون عن طريقي, لأنتظرَ بفارغ الصّبر أمام باب الدّار مرور رجلٍ يتطوّعُ في الإجهاز على الدّجاجة المسكينة
– لأنّ المرأة حرامٌ عليها فعل ذلك بوجود الرّجال, وعلى الرّغم من ذلك يحمّلونها كلّ مصائب الكون- وبعد مشقة قد أجدُ مَنْ تطاوعه يداه في ذلك على مضض, أو قد أضطر للعودة إلى أميّ باكية, شاكية إليها رفض كلّ الرّجال الذين مرّوا الرّضوخ لمطلبي, فتجيبني:
لا عليك بنيّتي, اذهبي إلى جارنا الفلاني وبلغيه سلامي ورغبتي في ذبح هذه المفجوعة بشبابها, فيوافقُ, بعد أن يطلبَ الاستغفار والعفو من ربّه مئة مرّة.
إذا كان ذبحُ الدّجاجة وهو محللٌ! يؤلمنا, ويؤجّجُ نار التّردد والخوفِ في قلوبنا! فكيفَ بقتل إنسان يعدُّ أسمى ما في الكائنات؟!
أحببتُ بهذه المقدّمة أن أدخل إلى صلبِ الموضوع الذي طلب الكثير من الأخوة والأخوات أن أطرحه في هذه الحلقة, عن النّفس البشرية, وقيمتها الإنسانية عندنا كبشر.
وأكثر الأسئلة التي طُرِحَتْ وبإلحاح:
كيفَ نجيزُ لأنفسنا قتل إنسان, وإنهاءه من الوجود-تحت أيّة ذريعةٍ كانت-ونحن ندركُ تماماً غلاوة ومعزّة هذه النّفس عندنا, انطلاقاً من محبتنا لروحنا, وللحياةِ والتّمسّكِ بها إلى آخر جزءٍ من الثانية من زمن عمرنا؟
لو أدركنا هذه الحقيقة, ولو وضع أحدنا نفسه مكان الشّخص الذي يريدُ الانقضاض عليه, وعلى عرش وجوده لما أقدمَ على فعلته هذه.ولو فكّر مليّاً بما ستؤولُ إليه حال أهله وأحبته من بعده لتردد مليون مرّة قبل أن يحاول جدّياً الإقدام على فعلته, وربّما لهداه تردده إلى التراجع عمّا ينوي القيام به.
وقد يتساءلُ البعض أنّ واحدنا لا يقدمُ على فعل القتل إلا إذا دفعته أسبابٌ ودوافع محقة وملحة, كالدّفاع عن النّفس, أو الدّفاع عن الأرض والوطن , أو الثّأر مثلاً وكلها هنا مبرّرة من قبل الشّرائع الدّينية والدّنيوية معاً انطلاقاً من مبدأ العين بالعين والسّن بالسّن , وأنّنا نعيشُ ضمن مجتمع له عاداته وتقاليده التي لا يستطيعُ تجاوزها بين ليلةٍ وضحاها,وأنّ أخذ الثأر أو الانتقام من شأنه أن يطفئ نار الألم الذي يتوهجُ في قلوبنا ونفوسنا على ما فقدناه من الأحبّة طالت المسافة أم بعُدَتْ.
وعلينا أن نجعل خصمنا وقاتلنا يذوق كأس المرارة ذاتها التي تذوقنا منها الكثير.
وكأنّنا نمنحُ أنفسنا مطلق الحرّية في السّير على هدى هذه العادات الموروثة والتي لا نحللُ منها إلا سيئها .ليتنا كبشر نستطيعُ أن نتحاور ونتناقشَ فيما يخصّ إنسانيتنا, على أساس الودّ والأخوة, على بساطِ العقل والضّمير, واستجابة لنداء الجانب المضيء من عاطفتنا, وليس الجانب المظلم منها, لنتمكن من تحويل كلّ المفاهيم السّلبية والخاطئةِ في سرداب عاداتنا ومعتقداتنا إلى خانة المفاهيم والمعتقدات الإيجابية والصّحيحة.
أيّة مشقةٍ ستعترضُ سبيل وعينا وشعورنا إذا حاولنا أن نتواصل, ونتعايشَ متحابين ومتفاهمين وإن اختلفنا؟
ما الذي يمنعنا أن نلتفّ حول الحسن والنّبيل في كلّ الأديان السّماوية وغير السّماوية؟ وأكدنا على مبدأ العين بالعين والسّن بالسّن في تعاملنا مع بعضنا البعض كبشر تجمعنا مواصفاتٌ ومكوّناتٌ مشتركة ومتشابهة, فمثلاً نتفق ونختلف بهدوء, نلتقي ونفترق بأمان وود, نتفاهم ونتخاصم بوعي وإدراك؟؟!!
وهنا أنتهزُ الفرصة لأشير إلى نوع آخر من القتل لا يقلّ حرقة وألماً من النّوع الأوّل وهو القتل النّفسي.
فالقتل بكلمةٍ قد يكون أقوى تأثيراً من القتل بطلقاتٍ رشاشةٍ غادرة.
على الرّغم من أنّنا جميعاً ننادي ونقول:
المحبّة, ثمّ المحبّة, والتسامح, والصّفح والعفو
لأنّ أجمل ما في الكون الحياة, وأفضلُ ما في الحياة الكائنات, وألطفُ ما في الكائنات البشر, وأنبل ما في هؤلاء وريدان أحدهما ينبضُ بالحسّ, والآخر بالعقل.
لا عليك بنيّتي, اذهبي إلى جارنا الفلاني وبلغيه سلامي ورغبتي في ذبح هذه المفجوعة بشبابها, فيوافقُ, بعد أن يطلبَ الاستغفار والعفو من ربّه مئة مرّة.
إذا كان ذبحُ الدّجاجة وهو محللٌ! يؤلمنا, ويؤجّجُ نار التّردد والخوفِ في قلوبنا! فكيفَ بقتل إنسان يعدُّ أسمى ما في الكائنات؟!
أحببتُ بهذه المقدّمة أن أدخل إلى صلبِ الموضوع الذي طلب الكثير من الأخوة والأخوات أن أطرحه في هذه الحلقة, عن النّفس البشرية, وقيمتها الإنسانية عندنا كبشر.
وأكثر الأسئلة التي طُرِحَتْ وبإلحاح:
كيفَ نجيزُ لأنفسنا قتل إنسان, وإنهاءه من الوجود-تحت أيّة ذريعةٍ كانت-ونحن ندركُ تماماً غلاوة ومعزّة هذه النّفس عندنا, انطلاقاً من محبتنا لروحنا, وللحياةِ والتّمسّكِ بها إلى آخر جزءٍ من الثانية من زمن عمرنا؟
لو أدركنا هذه الحقيقة, ولو وضع أحدنا نفسه مكان الشّخص الذي يريدُ الانقضاض عليه, وعلى عرش وجوده لما أقدمَ على فعلته هذه.ولو فكّر مليّاً بما ستؤولُ إليه حال أهله وأحبته من بعده لتردد مليون مرّة قبل أن يحاول جدّياً الإقدام على فعلته, وربّما لهداه تردده إلى التراجع عمّا ينوي القيام به.
وقد يتساءلُ البعض أنّ واحدنا لا يقدمُ على فعل القتل إلا إذا دفعته أسبابٌ ودوافع محقة وملحة, كالدّفاع عن النّفس, أو الدّفاع عن الأرض والوطن , أو الثّأر مثلاً وكلها هنا مبرّرة من قبل الشّرائع الدّينية والدّنيوية معاً انطلاقاً من مبدأ العين بالعين والسّن بالسّن , وأنّنا نعيشُ ضمن مجتمع له عاداته وتقاليده التي لا يستطيعُ تجاوزها بين ليلةٍ وضحاها,وأنّ أخذ الثأر أو الانتقام من شأنه أن يطفئ نار الألم الذي يتوهجُ في قلوبنا ونفوسنا على ما فقدناه من الأحبّة طالت المسافة أم بعُدَتْ.
وعلينا أن نجعل خصمنا وقاتلنا يذوق كأس المرارة ذاتها التي تذوقنا منها الكثير.
وكأنّنا نمنحُ أنفسنا مطلق الحرّية في السّير على هدى هذه العادات الموروثة والتي لا نحللُ منها إلا سيئها .ليتنا كبشر نستطيعُ أن نتحاور ونتناقشَ فيما يخصّ إنسانيتنا, على أساس الودّ والأخوة, على بساطِ العقل والضّمير, واستجابة لنداء الجانب المضيء من عاطفتنا, وليس الجانب المظلم منها, لنتمكن من تحويل كلّ المفاهيم السّلبية والخاطئةِ في سرداب عاداتنا ومعتقداتنا إلى خانة المفاهيم والمعتقدات الإيجابية والصّحيحة.
أيّة مشقةٍ ستعترضُ سبيل وعينا وشعورنا إذا حاولنا أن نتواصل, ونتعايشَ متحابين ومتفاهمين وإن اختلفنا؟
ما الذي يمنعنا أن نلتفّ حول الحسن والنّبيل في كلّ الأديان السّماوية وغير السّماوية؟ وأكدنا على مبدأ العين بالعين والسّن بالسّن في تعاملنا مع بعضنا البعض كبشر تجمعنا مواصفاتٌ ومكوّناتٌ مشتركة ومتشابهة, فمثلاً نتفق ونختلف بهدوء, نلتقي ونفترق بأمان وود, نتفاهم ونتخاصم بوعي وإدراك؟؟!!
وهنا أنتهزُ الفرصة لأشير إلى نوع آخر من القتل لا يقلّ حرقة وألماً من النّوع الأوّل وهو القتل النّفسي.
فالقتل بكلمةٍ قد يكون أقوى تأثيراً من القتل بطلقاتٍ رشاشةٍ غادرة.
على الرّغم من أنّنا جميعاً ننادي ونقول:
المحبّة, ثمّ المحبّة, والتسامح, والصّفح والعفو
لأنّ أجمل ما في الكون الحياة, وأفضلُ ما في الحياة الكائنات, وألطفُ ما في الكائنات البشر, وأنبل ما في هؤلاء وريدان أحدهما ينبضُ بالحسّ, والآخر بالعقل.