ما جرى في تل براك وفي تل معروف وما يجري في الرقة يؤكد وجود بصمات النظام خلف كل هذه الأحداث

  عبدالباسط سيدا

ما جرى في تل براك من جهة قتل المدنيين من قبل “قوات الحماية الشعبية”، وما جرى في تل معروف من نهب وترويع واعتداء على حريات المواطنين وحرمة المراقد من قبل داعش والمتحالفين معها؛ وما يجري في محافظة الرقة من جهة فرض الجزية على المواطنين المسيحيين من قبل داعش؛ كل ذلك يهدد النسيج الوطني السوري في الصميم، وينذر الوحدة الوطنية بمخاطر جدية. ويغرق الثورة السورية بأعباء جسام، الأمر الذي يؤكد وجود بصمات النظام خلف كل هذه الأحداث، كونه الجهة الأساسية المستفيدة من عملية تبديد الطاقات، وبعثرتها، وارغام الناس على الإنشغال بهواجس مصطنعة تدفع بهم نحو الإحباط والخوف من المستقبل.
الرد على كل هذا يتجسد في تعزيز الحوار والتواصل بين سائر مكونات الشعب السوري. وتشكيل اللجان الوطنية التي تضم الفعاليات المجتمعية من ثقافية واجتماعية ودينية في مختلف المناطق ومن مختلف المكونات، وذلك في سبيل التدخل لمعالجة الأوضاع والحيلولة دون تصاعدها، واتساع نطاقها.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ماجد ع محمد بعد أن كرَّر الوالدُ تلاوة قصة الخريطة المرسومة على الجريدة لأولاده، شارحاً لهم كيف أعادَ الطفلُ بكل سهولة تشكيل الصورة الممزقة، وبما أن مشاهِدَ القصف والتدمير والتدخلات الدولية واستقدام المرتزقة من دول العالم ومجيء الجيوش الأجنبية والاقليمية كانت كفيلة بتعريف أولاده وكل أبناء وبنات البلد بالمناطق النائية والمنسية من بلدهم وكأنَّهم في درسٍ دائمٍ لمادة الجغرافيا، وبما…

صلاح بدرالدين لاتحتاج الحالة الكردية السورية الراهنة الى إضفاء المزيد من التعقيدات اليها ، ولاتتحمل هذا الكم الهائل من الاخذ والرد اللذان لايستندان الى القراءة العلمية الموضوعية ، بل يعتمد بعضها نوعا من السخرية الهزلية وكأن الموضوع لايتعلق بمصير شعب بكامله ، وبقدسية قضية مشروعة ، فالخيارات واضحة وضوح الشمس ، ولن تمر بعد اليوم وبعبارة أوضح بعد سقوط الاستبداد…

المهندس باسل قس نصر الله أتكلم عن سورية .. عن مزهرية جميلة تضمُّ أنواعاً من الزهور فياسمين السنّة، ونرجس المسيحية، وليلكة الدروز، وأقحوان الإسماعيلية، وحبَق العلوية، ووردة اليزيدية، وفلّ الزرادشتية، وغيرها مزهرية تضم أطيافاً من الأكراد والآشوريين والعرب والأرمن والمكوِّنات الأخرى مزهرية كانت تضم الكثير من الحب اليوم تغيّر المشهد والمخرج والممثلون .. وبقي المسرح والمشاهدون. أصبح للوزراء لِحى…

د. آمال موسى أغلب الظن أن التاريخ لن يتمكن من طي هذه السنة بسهولة. هي سنة ستكون مرتبطة بالسنوات القادمة، الأمر الذي يجعل استحضارها مستمراً. في هذه السنة التي نستعد لتوديعها خلال بضعة أيام لأن كان هناك ازدحام من الأحداث المصيرية المؤدية لتحول عميق في المنطقة العربية والإسلامية. بالتأكيد لم تكن سنة عادية ولن يمر عليها التاريخ والمؤرخون مرور الكرام،…