المحامي بهمند محمد سعيد خانو
انفجرت نبع الثورات وسطعت شمس الحرية وانتقلت من دولة الى أخرى حتى وصلت إلى سورية والتي كانت درعا شرارتها الاولى ومنها إلى كافة أرجاء سورية، بداياتها كانت سلمية إلا أنها تحولت إلى ثورة مسلحة بسبب تعنت النظام البعثي وعدم الاستجابة لمطالب الشعب السوري بكل أطيافه. فعمت لغة القصف والدمار والقتل والاعتقال سمائها وأرضها والنتيجة الكارثية تشرد مئات الآلاف من ديارها ليكونوا ضيوفاً لدى الغير وفي مخيمات أعدت لهم لتكون ستراً لهم من برد الشتاء وحر الصيف. بينما انقسمت السيادة على الأرض السورية بين النظام وبين المعارضة وبين المعارضة نفسها.
وفي غرب كوردستان ولد الصراع السياسي بين المجلس الوطني الكوردي ومجلس الشعب لغربي كوردستان حول السيادة على روج آفا. فعلى الصعيد السوري بشكل عام ولإيجاد حل لمأساتها ولإيقاف آلة القتل والدمار تدخلت العديد من الدول لدى طرفي النزاع واجتعمعوا في جنيف فكانت جنيف1وكذلك الأمر في غرب كوردستان إذ تدخلت اقليم كوردستان وفخامة الرئيس مسعود البارزاني لوقف الصراع بين المجلسين الكورديين وعقدت عدة اجتماعات في هولير فكانت اتفاقية هولير1 وتأسيس الهيئة الكوردية العليا ومن هنا بدأت دوامة هوليرات وجنيفات. إذ إن جنيف1فشلت في وقف آلة القتل والدمار التي تعم البلاد وبقيت هذه الاتفاقية حبراً على ورق وكذلك الأمر بالنسبة لإتفاقية هولير1 إذ فشلت في إيقاف الصراع بين المجلسين الكورديين وإنما العكس صحيح إذ ازدادت حدة الصراع السياسي بينهما وأصبحت الهيئة الكوردية العليا هي هيئة اسمية فقط لا تمثل إلا اسمها. إذ لا جنيف1 ولا هولير1 حققا غرضهما فقد بقيا حبراً على ورق سرعان ما تمز. ونظراً لإستمرار المأساة والصراع في سورية وغرب كوردستان كان لابد من بدائل ومبادرات أخرى فكانت اتفاقية هولير2 بين المجلسين الكورديين وبمبادرة من الرئيس مسعود البارزاني إلا أنها سرعان ما فشلت هي الأخرى وبقي الصراع قائماً بل وعلى أشد والآن نشهد جنيف 2 بمشاركة وفدي النظام والمعارضة وبمباركة العديد من الدول إلا أنه وحسب قناعتي الشخصية أن جنيف2 أيضاً سيكون مصيرها الفشل هذا أن توصلوا إلى اتفاق بالأساس. وحسب قناعتي ان دوامة هوليرات وجنيفات سوف تستمر وسنشهد هولير3 وربما4 وكذلك سنشهد جنيف3 وربما4 فهذه الدومة ستستمر ولن تقف عند الرقم 2والنتيجة الوحيدة التي لن تزول إلا بزول هذه الدومة هي الصراع فهي ستبقى قائما مادام مسلسل هولير وجنيف ستستمر ويبقى الشعب المغلوب على امره هي الضحية الأولى و الآخيرة .