عبدالباقي جتو
a.ceto@hotmail.de
a.ceto@hotmail.de
لو علمنا بأن الأنظمة الشمولية في دول كالإتحاد السوفييتي السابق والصين إلى حد ما وكذلك بقايا الدول التي كانت تدور في فلكهما قد إنهارت لأسباب ودوافع أثبت للتاريخ عدم جدواها في خدمة ونهوض الشعوب والمجتمعات, ولو أردنا أن نعلم بأن الشباب الكردي والسوري الحالي يمتلك رؤية أيديولوجية سياسية سليمة حيال مستقبل شعبه المهدد بتورطه بنظام شمولي آخر قادم بعد إنهيار النظام الذي تسبب ومازال يتسبب بإبادة الشعبين الكردي والسوري على مدى أربعة عقود, علينا أولاً أن نختبره إن كان فعلاً يعي خطورة تلك الظاهرة الخطيرة والتي تنذر ببوادر مقلقة ومخيفة على مستقبل الأجيال الحاضرة والقادمة, وهل سيحاول أن يمنع إنشائها ونموها في عصرنا الحالي عصر الأنظمة الديمقراطية, فما هو النظام الشمولي وما هي درجة خطورته على مستقبل الكرد في ( روج آفا ) وعلى المنطقة الكردية عموماً ؟
إن النظام الشمولي هو نظام مجتمعي مغلق يحكم ويمسك فيه حزب واحد بكامل السلطة، لايخضع لأية ضوابط في ممارستها للسلطة ولا يسمح بأية معارضة سياسية فارضاً جمع المواطنين وتكتيلهم في كتلة واحدة تكون فيه الدولة تحت سلطة فرد أو حزب واحد يحتكر النشاط السياسي بكامله بالقوة والتخويف والتهديد بمصير مظلم وقاتم للذين يقفون في مواجهته, يفسد العلاقات الإنسانية والعامة, يصدّ الطرق أمام تأسيس حركات وأحزاب سياسية معارضة, ناهيك عن سد الطرق أمام الوظائف والنفوذ للمواطنين العاديين إلاعن طريق الإلتحاق بالحزب الحاكم أو التقرب منه, فينخرط هؤلاء الجهلة والمنحرفين المرتزقة وكل فاسد بالإضافة إلى اللذين ليست لديها قناعات فكرية أو سياسية, في الحزب الحاكم بحثاً عن مصالحهم الشخصية الذاتية دون أن تهتزّ ضمائرهم وكرامتهم الإنسانية قيد أنملة, لذلك يُعتبر هذا النظام كمنبع فساد وشر تنتشر في الدولة والمجتمع كالسرطان، وأنه يتحمّل مسؤولية كافة أنواع التخلف في جميع قطاعات المجتمع .
أما بالنسبة إلى الحزب أو القائد الذي يحكم في النظام الشمولي, والذي غالباَ كما قلنا يعتمد على مجموعة من الأتباع المنتفعين والمرتزقة الذين يحيطون بالحاكم الطاغية الذي لا يملك رؤية أيديولوجية أو دينية أو قيمة أخلاقية عليا, ليبرر بها نظام حكمه ,حيث تتزاحم أصحاب النفوس الضعيفة وأصحاب المصالح الفئوية كالبرجوازية الصغيرة وأصحاب بعض المنشآت المختلفة ومثقفيها اللذين يطبّلون له كل ما يقول ويفعل, بل ويتبارون في خلع الألقاب عليه كالزعيم والقائد والعبقري والمنوّر لطريق ودروب الشعب, ويزعمون بأنه لولاه لبقي الشعب في جهل وفقر مدى الحياة, وعندما يرى الحاكم أوالحزب بأن الأمر استتب له وأن الناس ومصالحهم باتوا تحت رحمته، يلتجأ إلى وسائل الترغيب والترهيب، بمنح المكافآت للمرتزقة المتعاونة معه، بالمقابل يقوم بإرهاب المعارضين لحكمه بما في ذلك اللجوء للتصفيات والاغتيالات السياسية التي تعتبر من الملامح البارزة لهذا النمط من الحكم.
أما بالنسبة إلى الحزب أو القائد الذي يحكم في النظام الشمولي, والذي غالباَ كما قلنا يعتمد على مجموعة من الأتباع المنتفعين والمرتزقة الذين يحيطون بالحاكم الطاغية الذي لا يملك رؤية أيديولوجية أو دينية أو قيمة أخلاقية عليا, ليبرر بها نظام حكمه ,حيث تتزاحم أصحاب النفوس الضعيفة وأصحاب المصالح الفئوية كالبرجوازية الصغيرة وأصحاب بعض المنشآت المختلفة ومثقفيها اللذين يطبّلون له كل ما يقول ويفعل, بل ويتبارون في خلع الألقاب عليه كالزعيم والقائد والعبقري والمنوّر لطريق ودروب الشعب, ويزعمون بأنه لولاه لبقي الشعب في جهل وفقر مدى الحياة, وعندما يرى الحاكم أوالحزب بأن الأمر استتب له وأن الناس ومصالحهم باتوا تحت رحمته، يلتجأ إلى وسائل الترغيب والترهيب، بمنح المكافآت للمرتزقة المتعاونة معه، بالمقابل يقوم بإرهاب المعارضين لحكمه بما في ذلك اللجوء للتصفيات والاغتيالات السياسية التي تعتبر من الملامح البارزة لهذا النمط من الحكم.
إن الاستنتاج الأبسط والأصدق هو أن يكون الشباب الكردي قد شعر بأن الأمر قد بدأ يستفحل في المناطق الكردية وأن الناس بدأت تستاء كثيراً من تصرفات وإساءات فرض سياسة الأمر الواقع, وأن يكون قد تعلّم وتأكد بأن المسؤولية التاريخية لقضيته المركزية تقع الآن على عاتقه, وأن يستفيد من الاجواء التي وفرتها الثورة السورية في أن تصبح قضيته الكوردية ذو مكانة هامة في ذهنه وأن لايسمح بحرق تاريخ حركته الكردية السياسية ومناضليها, إذ أن الأمر يتطلب منه الوقوف بحزم في وجه أي نظام إستبدادي شمولي قادم, وأن يعمل ويساهم ببناء أنظمة مؤسساتية مدنية ديمقراطية لصالح شعبه وبلده لا لصالح الحكام المستبدين وأحزابهم, لأن العمل ضمن إطار المؤسسات واحترام قوانينها هو دليل على رقي الشعب وقياداته ومدى جديته في الوصول إلى تحقيق اهدافه الشرعية .