د. محمود عباس: النظام يقف وراء قرار الأسايش باستعادة المباني الحكومية

أصدرت القيادة العامة لأسايش غرب كوردستان بيانا طالبت فيه من الأحزاب السياسية الكوردية إعادة المباني الحكومية التي استولت عليها مؤخرا، في حين أشار نائب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الكورد في سوريا إلى أن أسباب عديدة تقف وراء مطالبة الأسايش من القوى السياسية الكوردية في سوريا بإعادة المباني الحكومية، تتعلق في مجملها بـ”الوضع العام في سوريا، والتغيرات في موازين القوى الإقليمية”.
وأوضح نائب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الكورد في سوريا د. محمود عباس في تصريح خاص لـ NNA، أن هناك أسباب عديدة تقف وراء مطالبة الأسايش من القوى السياسية الكوردية في سوريا بإعادة المباني الحكومية، تتعلق في مجملها بـ”الوضع العام في سوريا، والتغيرات في موازين القوى الإقليمية”، مشككا بالوقت نفسه من صدور هكذا بيان عن القيادة العامة للأسايش و مشيرا إلى أن “هناك تناقض في مضمون البيان، ربما يكون صادرا عن جهة مشبوهة، فهناك خطأ في الكلمات الكوردية الموجودة في صدر البيان، واذا لم يكن هناك توضيح من الأسايش حول هذا البيان فأنه يعتبر في حكم الحقيقة”.
مؤكدا على أن البيان يٌظهر أن “القوة المسيطرة في المناطق الكوردية هي السلطة المخفية، وإن القرار لا يزال في كليته بيدها، وإنها قد عادت إلى الحياة وبدأت تظهر بشكل أوضح”. 

ورأى د. محمود عباس أن “الأحزاب السياسية الكوردية كانت واهمة ولم تملك رؤية مستقبلية صائبة عندما قامت بفتح المكاتب، وسهلت للمؤسسات المدنية باتباعها، إضافة إلى أن قسما كبيرا من الحراك الثقافي كذلك انجرف إلى هذا الوهم”. 

وأشار عباس إلى أن السلطة السورية هي الجهة التي تقف وراء بيان القيادة العامة للإسايش، وهي تريد “إعادة ترتيب مراكز القوى في المنطقة، كما وتود تبيان سلطتها المخفية للأحزاب بعدم تجاوز الخطوط المسموحة لهم”.

وبخصوص تصاعد الهجمات التي تشنها التيارات التكفيرية على المناطق الكوردية، قال نائب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الكورد في سوريا: “التيارات التكفيرية سترفع وتيرة استهدافها للمناطق الكوردية في الفترة القادمة، إذا لم تلتزم القوة الكوردية بالإملاءات الصادرة من هذه السلطة المخفية، ولا شك أن معظم الهجمات هي لتهميش الجغرافية الكوردية للمنطقة، ولا يستبعد أن تخرج من بين أيديهم، في ظل انشغال القوى الكوردية بالصراعات الحزبية”. مضيفا أن “القوى التكفيرية التي كانت ولا تزال تواجهها قوات الحماية الشعبية هي من صنع النظام، والنظام يحرك الصراع بين معظم القوى وبينهم القوة الكوردية”، وموضحا أن “القوة الكوردية لا تتبع القرار الكوردي إلا في بعضه، ولا تملك قراراتها الرئيسة، ومعظم الإغتيالات والاعتقالات كانت من صنع السلطة المخفية حتى ولو كانت تستعمل في بعضه الكورد كأدوات”. 

وحول المفاوضات التي جرت في هولير بين المجلسين الكرديين، أكد د. محمود عباس على أنها “كانت تدور بين قوى لا تملك القرار ومشتتة بين القرار الكوردستاني من جهة والقوى الإقليمية من جهة أخرى”، موضحا أنها “لم تكن إيجابية إلا من حيث التقارب الأخوي والعاطفي، وحتى فتح معبر سيمالكا كان لتهدئة الرأي الشعبي، ولم تخلق (هولير 2) أية خطوة عملية للتقارب الكردي، أو لتمهيد الطريق إلى (جنيف 2) التائهة أصلا في الأروقة الدبلوماسية والتي حتى، ولو انعقدت، لن تملك مفاتيح الحل لا بالنسبة للثورة السورية ولا للقضية الكوردية”. 

وأنهى عباس حديثه بأن “المجلسين الكورديين يدركان بأنهما لن يتفقا وسوف لن يتمكنا من الاتفاق على حضور (جنيف 2) بوفد مشترك، فهناك من يعترض على ذلك وهم لا يملكون القرار”. 
———————–
شاهين حسن – NNA

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف باتت تطفو على السطح، في عالم يسوده الالتباس والخلط بين المفاهيم، مصطلحات تُستخدم بمرونة زائفة، ومن بينها تجليات “الشعبوية” أو انعكاساتها وتأثيراتها، التي تحولت إلى أداة خطابية تُمارَس بها السلطة على العقول، لا لتوجيهها نحو النهوض، بل لاستغلالها في تكريس رؤى سطحية قد تقود إلى عواقب وخيمة. لاسيما في السياق الكردي، حيث الوطن المجزأ بين: سوريا، العراق، إيران،…

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ومع مناصري ثقافة التسامح واحترام حقوق الانسان ومع أنصار السلم والحرية، نقف مع السوريين ضد الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الصريحة والمستترة على حقوق الانسان الفردية والجماعية، وسياسات التمييز ضد المرأة والطفل، وضد الأقليات، وضد الحرب وضد العنف والتعصب وثقافة الغاء الاخر وتهميشه، وتدمير المختلف، والقيام بكل ما…

نحن، المنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، نهنئ الشعب السوري، بجميع مكوناته وأطيافه، على إسقاط نظام الاستبداد، إذ تمثل هذه الخطوة التاريخية ثمرة نضال طويل وتكاتف الشعب السوري ضد آلة القمع، وهي بلا شك نقطة انطلاق نحو بناء سوريا المنشودة. إن سوريا الجديدة، بعد إسقاط النظام البائد، تدخل مرحلة حاسمة، وهي مرحلة البناء والسلام والصفح. لذا، ينبغي أن تسود فيها العدالة…