جنيف 2 أم أنهيار سايكس بيكو ؟

هيبت بافي حلبجة

مما لا ريب فيه إن الغباء السياسي واللامسؤولية التاريخية والمراهقة الشخصية والذاتية التافهة واللانضج الموضوعي هي العناصر الجوهرية للسمة السائدة للشرق الأوسط الذي هو في الحقيقة يتحشرج خارج سياق الصيرورة التاريخية ويكابد أقسى أشكال اللاوعي ويتكبد لأجل ذلك أروع أنواع الذل والأغتيال والدحر والأندحار .

ومما لاريب فيه على الأطلاق إن ( الشخص ) في هذه المنطقة ، كمكون أجتماعي ، كمشروع جمعي ، كواحد من النسق والأتساق  تافه ، يتلمظ خارج حدود ( الأنسان ) ، ويصطلي هاجس الأنهيار ، كما أنه لايدرك من الرياضيات سوى الحساب ، ولايعي من التاريخ سوى الحدث ، ولايرتقي بمشاعره ولايؤصلها إلا من خلال الغريزة والفطرة .
ومما لاريب فيه أبدا إن محتوى العقل في هذه المنطقة كنشاط سياسي وفكري ، وكمخزون ينتج المعرفة ، كتراكمية تبدع ذاتها وتفرض حيثياتها ، كأولوية تبرر وجودها وتفند آفاق الطرف الآخر ، سخيف ، أحمق ، بليد ، متناقض ، متناحر ، لايتقوى بمقوماته الداخلية إنما يستند إلى رعونة العوامل الخارجية ، لايبني شروط مكوناته الأصلية إنما يستغرق في أبعاد ما تفرض ( بضم التاء ) عليه ، يتعامل مع سيرورته كما لو كانت شيئاُ من الجوامد ، أو بقرة بدون خوار .
هذه المقدمة البسيطة تفضي بنا إلى تعقل أسباب التصارع التوحشي في عموم هذه المنطقة ، وإلى البحث عن تلك العوامل التي تمقت تأسيس مرتكزات الديمقراطية ، وإلى نبش معطيات التاريخ منذ الولادات الأولى ، وإلى تفهم ضياع التيارات العلمانية .
ويكفي أن نحدق بروية وتمعن في تجليات منطقة الشرق الأوسط ، في مصر ، في لبنان ، في تونس ، في ليبيا ، في سوريا ، في اليمن ، في السودان ، في كل ناحية منها دون استثناء ، حتى ندرك بعمق أسباب فشل التاريخ لدينا ، وكيفية مصادرة المنطق ، ولماذية أنتصار السيف والمال السياسي على عظمة كينونة الإنسان ومفهوم الحضارة .
في منطقة الشرق الأوسط ، الذي لم يع حتى هذه اللحظة أبسط المعادلات في الفكر الماركسي ، يصادر الفكر السياسي المبنذل ، وبطريقة رعوية بطريركية لاهوتية ، الإنسان ، مبادىء التجربة البشرية ، ويعتمد على الثالوث القبيح ( السلطة ، النفوذ ، المال ) و ( الألغاء ، القمع ، الإبادة ) و ( اللامعرفة ، اللاعلم ، اللاوجود ) و ( الكذب ، النفاق ، المؤامرة ) و ( المؤدلج الأسلامي ، القومية العنصرية ، الرأسمالية اللاوطنية ) .
ومن هنا تحديدا برزت عوامل أخرى للفشل ، نذكر أهمها على الأطلاق ، المؤدلج الإسلامي الذي يتكالب على أستلام السلطة وكإن الرب ليس إلا مسلماُ ، النظم الأستبدادية المجرمة لتي أصطنعتها وساندتها في الأساس المنظمات السرية العميقة والدوائر الأستخباراتية الدولية ، وبذلك فقد ( المواطن ) كل عوامل ومرتكزات ( الوجود الإيجابي ) وحكم – بضم الحاء – عليه الأنتقال من النقيض السيء إلى النقيض الأسوء ، أو بالعكس . ( ومن الواضح أننا نعالج المسألة على الصعيد الذاتي فقط دون الصعيد الموضوعي لأنه في هذه الحالة الأخيرة لامناص من ذكر الدور الأول للأنتقال إلى مرحلة الراسمال المالي البنكي وعلاقة هذا الأخير بالفكر السياسي الغربي ، تلك العلاقة التي تجنح نحو مرحلة ما بعد العولمة وأنهيار الدول القومية ، وخضوع الجغرافيا لسطوة وقساوة قوانين السوق ، وأتهزامية التاريخانية التي غدت بليدة وغير قادرة على مقاومة مفهومي مدى الربح وعمق الأستلاب ) .
إن هذا التصور المقتضب لحالة الشرق الأوسط جعل من أحداث الربيع العربي ، وهي ثورات تاريخية حقيقية ، مدار تناقض في التطبيق وليس مدار تناقض في التحليل المعرفي . كيف ذلك ؟
يهمنا أن نبرز ذلك في حالة الثورة السورية التي ما أن أندلعت حتى أنتصرت وهي مازالت تنتصر في المحتوى التاريخي ، لكنها غير قادرة على كسر طوق العسكرتاريا للسلطة المجرمة وللنظام الباطني الخبيث ، ليس لإتها ضعيفة بل هي من أقوى الثورات في التاريخ البشري ، إنما لعوامل عديدة تؤكد كلها على مصداقية هذا التصور :
العامل الأول : قوة علاقة النظام المجرم مع المنظمات العميقة السرية والدوائر الدولية ، وتنوع وتضارب هذه العلاقات ، وخضوع النظام المطلق لها ، وممارسة سياسة المقاومة الكاذبة والأحتواء الكاذب ( كالثورة الفلسطينية والقضية الكوردية في تركيا ) .
العامل الثاني :  نتيجة تخطيط مرسوم منذ ذهاب الأسد الأول المجرم إلى أرجنتين وحصوله على الرقم 27 في منظمة الماصونية الدولية ، سيطرت طائفة معينة على مقاليد الجيش ، الأمن ، بحيث أصبح من المستحيل هزم النظام إلا بقوة عسكرية أكبر .
العامل الثالث : نتيجة أنتماء هذا النظام إلى محور معين ، أيراني والمالكي وحزب الله ، أغدقت عليه هذه الجهات بالمال والسلاح والجنود ، واستخدمت كل نفوذها في العلاقات الدولية لصالحه .
العامل الرابع : جهل المجلس الوطني السوري بالسياسة الدولية وسيطرة المؤدلج الأسلامي عليه ، وتفاهة معظم شخصياته وأعتقادها إن النصر فوق تلك الرابية ينتظرها .
العامل الخامس : ضعف آداء الحركة السياسية الحزبية الكوردية ، وتورط بعضها في أفعال عاقت وتعيق سير الثورة وتخدم أجندة خاصة في محتوى العلاقات الدولية .
العامل الخامس : الدور الشبيحي الذي قامت به هيئة التنسيق ولم تزل .
العامل السادس : الدور الشبيحي الذي قامت به الرأسمال المحلي في حلب ودمشق في بداية الثورة .
العامل السابع : عدم وجود معارضة تاريخية حقيقية ( بأستثاء الكورد والمؤدلج الأسلامي : عاملان سلبيان ) تتمتع بنفوذ قوي في العلاقات الدولية ( المجلس والإئتلاف : عاملان سلبيان ) جعل النظام ومحوره والإرادة الدولية المرتبطة به تنتصر في مجال الألاعيب السياسية : الأدعاء بوجود عصابات أرهابية مسلحة ، ثم خلق هذه الجماعات فعلاُ ، وأختراق المجلس والإئتلاف والجيش الحر والتنسيقيات ، إلى درجة وجود عناصر أمنية في جبهة النصرة وغيرها ، وإلى درجة إن معارضة الظل غدت تنتقل ما بين أطياف المعارضة كما لو أنها من قامت بالثورة ، إلى درجة إن بشار لو أنشق عن نظامه لترأس المعارضة أو على الأقل لباركته الإرادة الدولية وجعلته يقود المرحلة الأنتقالية .
العامل الثامن : الإرادة الدولية الكاذبة في حماية الثورة السورية والدفاع عنها ، لوجود مخطط دولي يخص خارطة الشرق الأوسط .
نكتفي بهذا القدر من العوامل لأنها تلبي أحتياجات تصورنا ، ولندنوا من لب الموضوع أكثر ، فبعد التطورات والمراحل العديدة التي مرت بها الثورة ، أصبحنا إزاء وقائع جديدة تجعلنا نقيم الوضع بأسلوب مغاير وبذهنية أخرى تتمايز في جوهرها عن محتوى العلاقة ما بين الحق واللاحق : حالة من الرعب الحقيقي في كل المدن السورية ، تدمير شبه شامل لعدة محافظات ، أكثر من 230 ألف شهيد وقتيل ، أكثر من 7 ملايين ما بين النزوح والهجرة ، الله أعلم بعدد المعتقلين ، استخدام النظام للسلاح الكيميائي وأشكالية تدميره ، وجود جبهة النصرة وداعش ، وجود معارضات سياسية متعارضة فيما بينها ، فكيف يمكن أن نذهب إلى جنيف 2 ؟
ودعونا نأخذ الأمر خطوة خطوة :
أولاُ : في الحل العسكري : لايمكن أن ينتصر النظام على الشعب ، وحتى لو أنتصر فإنه لايستطيع أن يحكم ، ولاتستطيع المعارضة العسكرية أن تنتصر على النظام لوجود جماعات مسلحة تابعة للنظام تقوم بخلق حالة من التوازن ، كما إن الإرادة الدولية ( غربا وشرقا) لن تسمح بأنتصار الثورة ، وإذا ما أقتربت من الأنتصار فسوف تتدخل الإرادة الدولية عسكرياُ لتعديل الوضع .
ثانياُ : في الحل السياسي : ثمة ثلاث أحتمالات ، الأول مشاركة الأسد ، الثاني مشاركة النظام دون الأسد ، الثالث عدم مشاركة الأسد والنظام معاُ . في الأحتمال الأول لايوجد معتوه من يرضى بذلك ، في الأحتمال الثالث لاقيمة لجنيف مطلقاُ ، في الأحتمال الثاني لاتوجد شخصية ( أو جهة ) قوية  في النظام تستطيع أن تلعب هذا الدور حتى لو كانت هنالك ضمانات دولية لحمايتها ، فالأشخاص لاقيمة لهم ، امثال قدري جميل ، كما إن الأسد ( ودائرته ) هو الوحيد المسؤول عن الجيش والأمن ( لاننسى دور أيران وحزب الله ) .
لنحلل أكثر ولنأخذ الوضع السوري من النواحي التالية :
الناحية الأولى : من يستطيع أن يجبر الأسد على التنحي !! سيما وأنه قد نجح في ربط مصير الطائفة العلوية بمصيره ، وهل يمكن تسليم مصير هذه الطائفة للأغلبية السنية أو لجبهة النصرة أو لداعش !!
الناحية الثانية : الإئتلاف لايمثل الإرادة العسكرية لدى الفصائل والجماعات المسلحة ، سواء تلك التي تنتمي إلى ( الجيش الحر ) أوإلى العصابات الأرهابية ، ونحن نعلم إن إرادة الواقع العسكري هي التي تحدد أتجاه المسارات .
الناحية الثالثة : الإئتلاف ليس جسداُ منضبطاُ منظماُ ولايعبر عن إرادة واحدة ، فهناك على الأقل أربع إرادات قد تتباعد كثيراُ ، رئيس الإئتلاف ومجموعته ( السعودية ) ، المؤدلج الأسلامي ( قطر ) ، جماعة ميشيل كيلو ( ليبرالي مزيف ) ، والمجلس الوطني الكوردي ( قضية تاريخية ) .
الناحية الرابعة : ثمة مجموعات خارج الإئتلاف يعول عليها المجتمع الدولي بخبث مقصود ، منها هيئة التنسيق ، وجماعات نشئت مؤخراُ لاأود أن أذكرها لأنها من صنيعة الوزارة الخارجية الروسية . وكل هذه المجموعات هي في فلك النظام السوري ، أو في فلك النظام الروسي ،  ولن تطالب بالضرورة برحيل الأسد .
في التحليل النهائي : لدينا ثلاث مستويات :
الأول : في المستوى الظاهري : لا يوجد برنامج واضح وصريح ما بين روسيا وأمريكا بصدد جنيف 2 ، كما لاتوجد نية لدى النظام في أقرار أي خطوة كانت سوى المشاركة بصورة مجردة ، الأمر الذي يقودنا إلى أكثر من عدة أحتمالات تتضارب وتتناقض فيما بينها إلى درجة خيالية .
الثاني : في المستوى الواقعي : إن كافة المعطيات السياسية والعسكرية وحتى الأستنتاجية تدل على عدم نضج الظروف للذهاب إلى جنيف 2 ، لأنه لاتوجد أي أمكانية لأي حل كان ، بل حتى إن النية الحقيقية لدى كل الأطراف معدومة .
الثالث : في مستوى الحدث : لدينا ثلاث أحتمالات ، الأول صوملة سوريا ، الثاني الأنتقال إلى دولة فيدرالية ، الثالث أنتهاء سوريا كدولة مركزية واحدة .
في المحصلة النهائية : إذا ما أمعنا النظر في تطور المواقف لدى الولايات المتحدة ندرك بيسر إن هنالك جانب مظلم يتعسر عن التحليل الأولي ، وهذا الجانب المظلم هو الذي سيقودنا إلى ما ستؤول إليه سوريا في المستقبل القريب أو البعيد ، فلندقق في الملامح التالية :
الأول : لو أرادت الولايات المتحدة تغيير النظام لفعلت ذلك في غفلة من النظام دون الأكتراث برأي أي دولة مهما علا شأنها ، ولو أرادت الولايات المتحدة ضرب الثورة لما سمحت أن تتحول إلى المآل الخطير الحالي ، وكأنها تبقي على الأثنين لتنفيذ مخطط صعب لن نقره إلا إذا أجبرنا عليه ، أو إلا إذا أجبرتنا الخطورة الجسيمة عليه !!
الثاني : إن تطور الأوضاع في سوريا تحت المشاهدة المباشرة للولايات المتحدة يوحي بشيء واحد لاثان له ، وهو إنها تريد الوصول إلى هكذا مستوى من الخطورة ، والخطورة هنا ليست عادية ، لإنها تتعلق بمصير الطائفة العلوية والضمانات الدولية ومتى تستطيع هذه الأخيرة أن تكون كافية ، كما أنها تتعلق بمصير الشعب الكوردي على أرضه التاريخية وصراعه مع داعش وجبهة النصرة .
الثالث : إن أي قراءة متمعنة في أحداثيات العقلية الأمريكية تدل بصورة شفافة على أنها هي التي تود أشراك روسيا في تنفيذ مخططها ، وكأنها لاتستطيع أن تنجز ذلك لأنه خطير للغاية ، لذلك لامندوحة من طرف آخر ، يمثل قطباُ آخراُ مصطنعاُ ، ولايوجد أفضل من النظام الروسي الذي اصبح مسيطراُ على كل الأطراف التي هي خارج الإرادة والإدارة الأمريكية ، أي إن روسيا وهي تمارس ذاتها تنفذ المخطط الجديد سواء عن دراية أو عن جهل .
الرابع : إن الولايات المتحدة متأكدة إن الظروف غير متاحة حالياُ لأنجاز مخططها ، كما أنها لاتستطيع الوقوف مكتوفة الأيدي إزاء هذه الخطورة الفاضحة ، لذلك لا يسعها إلا الحديث عن حل دولي لإيهام الرأي العام الدولي والمحلي الأمريكي بأنها تمثل القطب الوحيد ، وإن كل شيء تحت السيطرة ، وهذا الإيهام سوف يتحول إلى حقيقة في جنيف ( سين العدد الأخير ) ، الذي قد يكون جنيف 8 .
الخامس : إن الولايات المتحدة غيرت من طبيعة موقفها في الشرق الأوسط ، أو هي في بداية التغيير ، وهذا مستتر في علاقة الولايات المتحدة ببترولها الصخري ، ووضع بترول الشرق الأوسط على الصفائح الباردة ، وبفضل بترولها الصخري وعلى مدى سنوات عديدة ستتحول الولايات المتحدة إلى دولة مصدرة للنفط الخام ، الأمر الذي سيبدل الكثير من الحيثيات .

والسؤال هو هل سوريا كدولة ستصبح ضحية للبترول الصخري الأمريكي ؟ والسؤال الآخر هو هل مصير الشرق الأوسط سيعتمد على مصير سوريا كدولة ؟ والسؤال الثالث هو هل الحرب السنية الشيعية ستكون أداة لتنفيذ مخطط أمريكا ؟ والسؤال الأخير هو ماهي مساوىء ومحاسن هذا المخطط ؟

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف باتت تطفو على السطح، في عالم يسوده الالتباس والخلط بين المفاهيم، مصطلحات تُستخدم بمرونة زائفة، ومن بينها تجليات “الشعبوية” أو انعكاساتها وتأثيراتها، التي تحولت إلى أداة خطابية تُمارَس بها السلطة على العقول، لا لتوجيهها نحو النهوض، بل لاستغلالها في تكريس رؤى سطحية قد تقود إلى عواقب وخيمة. لاسيما في السياق الكردي، حيث الوطن المجزأ بين: سوريا، العراق، إيران،…

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ومع مناصري ثقافة التسامح واحترام حقوق الانسان ومع أنصار السلم والحرية، نقف مع السوريين ضد الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الصريحة والمستترة على حقوق الانسان الفردية والجماعية، وسياسات التمييز ضد المرأة والطفل، وضد الأقليات، وضد الحرب وضد العنف والتعصب وثقافة الغاء الاخر وتهميشه، وتدمير المختلف، والقيام بكل ما…

نحن، المنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، نهنئ الشعب السوري، بجميع مكوناته وأطيافه، على إسقاط نظام الاستبداد، إذ تمثل هذه الخطوة التاريخية ثمرة نضال طويل وتكاتف الشعب السوري ضد آلة القمع، وهي بلا شك نقطة انطلاق نحو بناء سوريا المنشودة. إن سوريا الجديدة، بعد إسقاط النظام البائد، تدخل مرحلة حاسمة، وهي مرحلة البناء والسلام والصفح. لذا، ينبغي أن تسود فيها العدالة…