إستطلاع وإستبيان من نوع آخر .!!

  * عنايت ديكو 

فزيارة رئيس إقليم كوردستان العراق ” مسعود البارزاني ” إلى تركيا تأتي في توقيتٍ تاريخي ومفصلي هامٍ وحساس جداً كوردياً وإقليمياً ودولياً وتأتي أيضاً كالهدوء الذي يسبق العاصفة في تبلور تحالفاتٍ وإصطفافاتٍ جديدة ومختلفة عن سابقاتها في اللون والأطر والماهيات .

فهذه الزيارة التي وُصفت محلياً وإقليمياْ ودولياً على أنها زيارة تاريخية دولتية بمعنى الكلمة وفي كل أضلاعها تأتي ليٓحتل هذا ” اللاعب الكوردي الجديد ” موقعاً مرموقاً ومتقدماً بين مواقع اللاعبين الكبار على خارطة المنطقة .

هنا وعلى ضوء هذه الرؤية والنتائج يظهر لنا وكأن التقاطعات والصفقات الدولية والأقليمية بدأت تتضح ملامحها وخطوطها العريضة شيئاً فشيئاً .

وعلى هذا الأساس أردنا أن نستطلع أراء شريحةٍ واسعة من رجالات الفكر والسياسة والفن والأدب وأن نشركهم معنا في فك بعض طلاسم ومفاصل وإرتدادات هذا الزيارة التاريخية للسيد مسعود البارزاني الى شمال القلب ديار بكر ” آمـد ” .
فالسؤال بشكله الواسع هو : ” ما هي أهمية هذه الزيارة التاريخية للرئيس مسعود البارزاني .؟؟ ولماذا إختيار هذا التوقيت قبل السير والذهاب نحو ” جنيڤ 2 “..؟؟ وما هي اللغة الاستراتيجية ولغة المصالح في هذه الزيارة التاريخية ..؟؟ ولماذا ديار بكر ” آمد ” وكلمة ” كوردستان ” من على رأس لسان ” رجب طيب أردوغان ” نفسه ..؟؟ وأيضاً التحالفات الجديدة وسياسة المحاور والأقطاب “.​
في هذه المقابلة أو هذا الإستبيان أردنا أن ننقل للقراء الكرام  رأي بعض النخبة في زيارة رئيس إقليم كوردستان إلى تركيا .

وللأمانة بعثنا بهذا الاسئلة الى معظم الشخصيات الفكرية والسياسية والثقافية ، فمنهم من تفاعل مع الخبر ومنهم لم يرد مطلقاً وكأنه يعيش في فضاءٍ آخر ومنهم مٓنْ كتب وقال بأنه لا يريد إبداء رأيه بهذا الموضوع لأن الوضع متأزم ومتشابك ومنهم من تهرب وراء ضبابياتٍ حزبية وسياسية .
وهنا نكتفي بهذه الآراء .

الاستاذ محمد سعيد آلوجي​

أرى في هذه الزيارة بأنها فرصة تاريخية للسيد الرئيس مسعود بارزاني ليجدد فيها جدارته ليس كقائد لإقليم كوردي فحسب.

بل كقائد يستحق قيادة كل كوردستان هذه المرة.

إن أخذنا في الاعتبار خصوصيات المسائل التي يكون قد دُعي للمشاركة في معالجتها لما لتلك المسائل من تأثير على موازين القوى الإقليمية والدولية.

وسط تجاذبات الإيديولوجية المختلفة التي تلقي بظلالها حتى مسألة النووي الإيراني.

وجائت الزيارة قبل السير والذهاب نحو ” جنيڤ 2 ” لربما لم يكن الرئيس مسعود هو من حدد توقيت الاجتماع.

لكن التوقيت بحد ذاته يعطينا دلالات قوية تقول بأنهم لا بد أن يبحثوا بإسهاب إلى جانب عملية السلام التركية الكوردية أمور الثورة السورية وتفاعلاتها الداخلية وتأثيرها على الأوضاع العامة في كوردستان وعلى الأوضاع الإقليمية والدولية أيضاً، ومن ضمنها التمثيل الكوردي في جنيف.

وجاء هذا الاجتماع ديار بكر ” آمد” لأن لهذه المدينة من تأثير جيوسياسي، وسكيولوجي على الكورد بشكل عام، ولما لها من ثقل جماهيري يستطيع أن يُمكن النخبة السياسية فيها من قلب موازين السياسية ليس على الصعيد الكوردي فحسب.

بل في عموم تركيا ديمقراطياً.أما بالنسبة للتحالفات الجديدة وسياسة المحاور والأقطاب فيكاد التاريخ أن يقرب إلينا ظروف وصور معاهدات الكورد والترك لما بعد “جالديران ما بين أعوام 1515 ـ 1920 ” بين الترك والكورد مع فارق في الزمان والمكان ودخول القوى العظمى في قلب أحداث هذه المرحلة .​

​* الدكتور صلاح الدين حدو​

شكراً لمجهودكم في هذا الإستبيان ولإطرائكم خارطة الشرق الأوسط الجديد ليست وهماً ولا حلماً ولا فكرة طارئة , بل هي نتاج تدارس القوى الفاعلة في العالم لخارطة مصالحها الاستراتيجية , وهناك تقاطع لمصالح الكورد اليوم معهم عكس سايكس بيكو , ولذلك لا بد من التمهيد بخطوات عملية لتسويق الكورد وكوردستان عالمياً وكسر الطوطم المحظور في عقول الشعوب المحيطة كالتركي والعربي .

وزيارة ” آمد ” بالذات هي كتكفير عن سياسة التجاهل والقمع لعقود طويلة المتبعة ضد الكورد ….

كالمعالجة بالصدمة .

أمّا عن السقطات الدبلوماسية كتغييب العلم الكوردستاني أو ندرته فكلنا يعلم أن الطابو في السياسة التركية هو الذئب الرمادي الذي لا يخلع ثوبه المفترس ولا تتبدل طبائعه الميكيافيلية والكورد كما حكام العالم بعد الآلهة محيطين بها لذلك أبدع السروك في رده الدبلوماسي عليها حينما التزم مقولة ” آمد ” بتكرار يفهمه الساسة جيداً .

وسيحسن البارتي الكوردستاني سياسة التعاطي مع محاور المصالح العالمية أكثر من غيره لإمتلاكه لأرشيف طويل العهد عن أجزاء كوردستان بعائلاتها ناهيك عن الدول المحيطة بهم لذلك سيعبر البارتي الكوردستاني مع من ولاه مضائق السياسة المستقبلية كأكثر المرشحين قدرة للعب دور الريادة كوردستانياً وبمباركة عالمية مستندة على المصالح الحيوية لمعظم الأطراف الفاعلة​ .

​* الاستاذ كاوا آزيزي 
   
الزيارة كانت لاول مرة ( تاريخية ) ولعدة اسباب أولها , إختيار ديار بكر ” آمد ” وبرفقة شفان برور وبلباس البيشمركة .

صفحة جديدة بين الشجعان , لكتابة التاريخ بين الشعبين من جديد .

الزيارة كانت سياسية بإمياز لدعم عملية السلام الجارية هناك بين الحكومة التركية والكورد والتأكيد بأن الكورد يحملون رسالة سلامٍ وبناء , وعبّرَ السيد مسعود البارزانى هذا في كلمتين بأن لا أحداً إستفاد من الحرب .

أردوغان ذكر كوردستان بالاسم وهذا أيضا لأول مرة .في القاموس السياسي التركي, والزيارة كانت إقتصادية أيضاً منها فتح معبرين جديدين وهذا يعنى علاقات واسعة وكبيرة بين البلدين , وتوقيع اتفاقياتٍ إقتصادية ضخمة في مجال الطاقة والتي أكسبت إقليم كوردستان صفة الدولة .

​* الاستاذ مصطفى جمعة ​

إن أهمية هذه الزيارة لا تقاس بالكلمات المنمقة والجميلة ، ويتابع قائلاً : أنا أعتبر أن التاريخ قد توقف في ” آمد ” وغيّرَ حلته ثم انطلق .

فالتاريخ يبدأ كورديا الآن .

” آمد ” وما جرى هناك هو فتحٌ كوردستاني لصفحةٍ جديدة في العلاقات المستقبلية ، سيكون الكورد لاعباً أساسياً لا يمكن تجاوزه .

فالمصالح الحيوية الاستراتيجية بين الشعبين هي ركيزة هامة وعامل أساسي باتجاه تكوين قاعدة حلٍ للقضية الكوردية ، أرضيته قرارات “سيفر” كما أستشف .

فكوردستان موقع استراتيجي ، وتلتقي هنا مصالحٌ عليا كثيرة .

فمع حيوية الكورد وغنى كوردستان ، دخلنا في وضع آمن ، وحل كونفدرالي مستقبلي برضا المجتمع الدولي .

وحول موقع آمد يقول السيد جمعة : ” آمد ” أكبر مدينة كوردية تاريخية ولا ننسى أن أردوغان جاء إلى البيت الكردي وتلفظ باسم كوردستان ، ليمحو تاريخاً سيئاً من العلاقات بين الشعبين ، وليقول يدنا ممدودة إليكم ، من أجل بناء مستقبلٍ مشرق للجميع .

” آمد ” محطةٌ أولى لقطار الحل السياسي الديمقراطي الكونفدرالي .

​* الاستاذ  لولو خان ​

من نافلة القول أن أقول أن الزيارة تاريخية , ومن نافلة القول كذلك أن أقول أن مسعود بارزاني كاريزما إستراتيجية في الشرق الأوسط ولكن الجديد المبدع في الأمر هنا هو كسر الجليد العدائي بين القوميتين الكوردية والتركية وفتح آفاقٍ رحبة أمام مسيرة السلام والوفاق القائمة بين الحزب العمال الكوردستاني ” ب ك ك” والحكومة التركية من جهة ومن جهة أخرى الامتين الكوردية والتركية وبالتالي الوسطين السياسي والثقافي للطرفين المتنازعين وبالأحرى فتح الملفات المغلقة والمعلّقة ووضعها على مائدة النقاش والمفاوضات ومسعود بارزاني هو مفتاح كل تلك المغاليق التي تنتظر حنكته وحكمته المعهودة لما يمتلكه من حضورٍ كاريزمي واقتدارٍ إستراتيجي في الحلّ والحلحلة وإن لم يكن فالتسوية آخر الممكنات .​

الدكتور كمال سيدو​

السيد رجب طيب أردوغان بدأ يشعر الخطر في أن سياسته الشرق أوسطية قد تفشل.

ففشل سياستهِ هذه يعني نهاية حقبته… لم يبقى لديه كثيرٌ من الأوراق… وهو يريد إستخدام “الورقة الكوردية” لتقديم شيئ ما لتركيا… إذا استطاع الكورد رصّ صفوفهم فقد يتمكنون الحصول على بعض التنازلات من تركيا.

يجب الأصرار على الأهداف الكوردية , في العراق حل مسألة الأراضي المتنازعة عليها لصالحهم.

وفي سوريا دعم ما يحدث على الأرض بإقامة إدارة كوردية قوية.

وفي تركيا الحصول على ضمانات دستورية بخصوص الإدارة و اللغة والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين بمن فيهم السيد ” عبدالله اوجلان “.

وفي إيران التحضير لمرحلة ما بعد ” الإسلاميين الشيعة ” لفرض نوع من الحكم الذاتي للكورد هناك .

​* الاستاذ أحمد قاسم​

من المؤكد أن الزيارة أخذت طابعاً جديداً تختلف عن كل الزيارات التي قام بها رئيس اقليم كوردستان العراق الى تركيا والتي كانت ” آمد ” عنواناً لها, حيث أنهيت هذه الزيارة حقبة من إنكار الترك للكورد والإعلان عن الإعتراف بوجود الكورد على الملأ وأنه شريك للشعب التركي في تركيا وعلى لسان رئيس حكومتها لتبدأ مرحلة تاريخية جديدة من العلاقات بين شعوب المنطقة.

أعتقد هذا هو السبب الرئيس لتوصيف الزيارة بزيارة تاريخية.

ولأول مرة يطلق أردوغان كلمة ” كوردستان ” في خطابه الموجه الى جميع الشعوب في المنطقة لها دلالة سياسية واستراتيجية في هذا الوقت الذي قد يكون بداية للتغيير الجذري في التعاطي الدولي مع المصالح مما يفرض على الأنظمة في المنطقة قراءته بواقعية التعايش لا الإقصاء.

وأن الورقة الكوردية أصبحت من الأوراق المهمة والحاسمة في التعاطي مع هذه السياسة الجديدة قبل مؤتمر ” جنيف 2 ” , ومسعود بارزاني أحد مالكيها الرئيس.​
​* الاستاذ – إسلام أبو شكير​
أعتذر منك أخي العزيز، لأنني لا أملك من المعلومات ما يكفيني إبداء رأي..​
مع خالص المحبة​

​* الاستاذ فتح الله حسيني​

يحق لنا جميعاً وصف زيارة رئيس إقليم كوردستان السيد مسعود بارزاني الى قلب آمد كبرى مدن كوردستان، بالتاريخية، لما لها من أبعادٍ سياسية ومدلولات لا يخفى على أحد، اذ كانت من شأن الزيارة ترسيخ لغة السلام الكردي التركي أكثر، كرسم خطوط أخرى لرسم السلام في أجزاء أخرى من كردستان، بعد نجاح تجربة اقليم كردستان في المنطقة الشرق أوسطية من ناحية، وظهور الكورد كلاعبين إقليميين ودوليين مهمين في الخارطة الجديدة للعالم المتمدن من ناحية أخرى.

لـ ” آمد ” دلالات، ولإرث مسعود بارزاني النضالي كزعيم كوردي دلالات، وللخطاب الذي ألقاها باللغة الكوردية في ” آمد ” دلالات أخرى، خاصة بعد ذاك الكم الهائل من الشهداء ومعارك طويلة الأمد جرّت الكورد والترك الى خساراتٍ متتالية.

دائماً هنالك اصطفافات جديدة، ويجب دائماً أن تؤخذ الحقوق الكوردية في الحسبان، وهذا بإعتقادي كان أهم أسباب زيارة الرئيس بارزاني الى ” آمد ”

​* الكاتب قادو شيرين ​

أفهم في زيارة السيد البارزاني الى ” آمد ” بأن لا سلام في شمال كوردستان دون مشاركة حكومة إقليم كوردستان العراق في ترتيب الأوراق وفي دفع الحوار التركي الكوردي نحو الأمام من أجل السلام الشامل والدائم في المنطقة.​ فعندما تدخل حكومة إقليم كوردستان العراق على الخط في هذا الحوار هذا دليل على أن حزب “BDP ” لا يستطيع بمفرده قيادة مشروع السلام بين الكورد والترك .​فلا بد هنا من إشراك إخوانهم الكورد من هولير كسندٍ إستراتيجي لهم .

وأفهم من هذه الزيارة أيضاً بأن هولير هي عاصمة القرار الكوردستاني وهذا ما شاهدناه في نقل الاعلام المحلي والدولي لهذه الزيارة والاهتمام بها وأيضاً في حرارة الترحاب الآمدي للرئيس البارزاني وقد أستقبل وكأنه زعيم الأمة .​ وعلى ضوء هذا نستطيع القول بأن حكومة الاقليم باتت تتصرف كدولة مستقلة وتتحول رويداٌ رويداٌ الى لاعبٍ إقليمي مهم وكبير في المنطقة .

وبالطبع جاء هذا كله إنعكاساٌ لتلك الحالة الاقتصادية والعلاقات التجارية الضخمة بين الطرفين .​ وأرى في تلفظ أردوغان بكلمة كوردستان وحكومة إقليم كوردستان إنه إنعكاسٌ ونتيجة للتضخيات الجسام التي قدمها الكورد .​ وفي الأخير أرى بأن إختيار ” آمـد ” كنقطة التقاء بين الطرفين جاء بناءاً على طلب من البارزاني , وحول العلاقات المستقبلية أرى أن كل هذه التحليلات والكتابات مجرد رأي فالمستقبل كفيلٌ بترجمة ما دار وما نوقش من مسائل وعلاقات وعقود وسياسات ومشاريع بين الطرفين.

​* الاستاذ إبراهيم اليوسف 

لقد كان مشروع  الدعوة إلى السلام الذي أطلقه السيد ” عبدالله أوج آلان ” بحاجة إلى شخص إستثنائي من وزن الرئيس مسعود البارزاني، فهو محل ثقة كبرى لدى شعبه ولدى شعوب المنطقة كاملة، بالإضافة إلى الإحترام الذي يستحوذه عالمياً، ولمعرفة مدى أهمية هذه الزيارة يمكننا إستقصاء أصدائها لدى خصوم الكورد، فإن القوى الحاقدة على الكورد استكثرت أن يتم استقبال شخصية سياسية كوردية رفيعة لها وزنها وكارزميتها وفعلها، أن تظهر في بلد كان جزءاً من تحالف رباعي ضد أي مشروع كوردستاني في المنطقة، وكانت ردود فعل هؤلاء بأشكال كثيرة، تتبعنا بعضها، لاسيما من خلال وسائل الإعلام والكتابات والتحليلات وما ذاد من إهتمامها هو تفاعل الجانب التركي معها بل والصدى الذي أحدثته في الشارع جعل العالم كله يترقبها، ويوليها الاهتمام، وهواهتمام يأتي من الدور الكبير لمكانة وشخص الدبلوماسي الكردي الرفيع، والتي تأسست على ضوء تاريخه وتاريخ أسرته ، فالزيارة كانت رسالة قوية إلى القوى الغاصبة لكوردستان .

وما أكدته هذه الزيارة من نجاح هو أن الرئيس مسعود بارزاني هو رجل السلم .

وحول إختيار هذا التوقيت قبل الذهاب الى ” جنيف 2 ” أرى من المؤكد أن الرئيس مسعود البارزاني معني بأمر سوريا وثورتها كما هو معني بأمر شعبه الكوردي، وكان له موقفه البارز في بداية الثورة حين رفض زيارة دمشق، بناء على دعوة رسمية موجهة له ،وهو هنا صاحب رؤية واضحة.

وقد تجلت  في موقفه الذي أعلنه من الشأن السوري وهو ما لن يعجب النظام لأنه موقف لا يتقاطع مع  محاور العواصم المؤيدة للأسد والمؤيدة للنظام، وهو موقف مكلف طبعاً سيؤلب عليه أنواع الدبابير الإقليمية والدولية.



* الدكتور محمود عباس 

تأتي أهمية هذه الزيارة إنها رفعت بكوردستان الكلية بأجزائها الأربعة إلى سوية الدول الإقليمية سياسيا رغم غياب الوجود الجغرافي المعترف، ودوليا أصبحت واضحة أن المعضلة الكوردية الكوردستانية من القضايا الأهم في الشرق الأوسط وبدون حل لها سوف تبقى قضايا المنطقة بدون حل، كما أنها أعطت للذات الكوردية ثقة بالذات عند التعامل مع الآخر .

ولا شك أن الظروف الجارية في سوريا أو في المنطقة أجبرت الحكومة التركية بفتح هذه الأبواب والتي من خلالها حصلت على مكاسب لا تقل عن مكاسب الكورد ذاتها.

ولا شك أن عدة عوامل حفزت على هذا اللقاء فمؤتمر ” جنيف – 2 ” واحدة منها، والتي نشك في عقده، ومنها إنعكاسات الثورة السورية وتراكماتها وما ستؤثر على الأطراف ومنها في الواقع الكوردي في تركيا، وضمنها عملية السلام التي تجري بين العمال الكوردستاني والحكومة التركية، ولا نستبعد الانتخابات التركية القادمة، فالتوقيت لم يختار بل فرض ذاته على هذا اللقاء التاريخي .

ويتابع الدكتور عباس قائلاً : بأن إختيار ديار بكر ” آمد ” هو اعتراف ضمني بانها عاصمة الكورد الكوردستانية أو شمالها، وكلمة كوردستان رغم البعد التكتيكي لحزب العدالة والتنمية لكسب الكورد في القادم من الزمن لصالحها في صراعها مع القوى الأخرى، إلا أنه تبين عن تغيير في مفاهيم وثقافة الإلغاء التي مارستها الحكومات الطورانية على مدى عقود، وكأنه  تبيان على أبواب السلام التي عقدت بينهم وبين العمال الكوردستاني، إلى جانب مصالح متنوعة بين الإقليم وتركيا تفرض ذاتها،  إضافة إلى التغيير في ثقافة التعامل في كل المجالات بين الشعوب والدول، وتعلم  حكومة أردوغان إن ثقافة التهميش لم تعد ناجحة في المنطقة أو مع الدول الأوروبية.

*  الاستاذ حاجي سليمان 

باختصار شديد  لا يمكن فهم الزيارة الا انها كانت زيارة في عمق المطلب الكوردي حيث أيقظت شعور الملايين من النائمين والغائبين من الكورد والترك معاً عن الواقع والقضية وكما حظيت الزيارة باهتمام اعلامي غير مسبوق اقليمياً ودولياً وهذا بحد ذاته يخدم القضية ويحلم به كل كوردي شريف غيور على قضية شعبه و بمثابة اعتراف رسمي بأحقية القضية وإنتقادٌ للذات ولكل الانظمة السابقة في انكارهم لحقوق الشعب الكردي ووجوده على أرضه التاريخية وكما يعتبر اقرارٌ في اختيار مستقبلهم ومصيرهم من بين الشعوب وجاء إختيار ” آمد ” العاصمة التاريخية لكوردستان الشمالية خدمة للطرفين معاً ، لاطمئنان النوايا وتأمين المستقبل الانتخابي لرجب طيب أردوغان وكذلك لدغدغة المشاعر الكوردية في إختيار الرئيس مسعود البارزاني لأية كتلة كوردية او كوردستانية مستقبلاً اما بالنسبة لذكر كلمة كوردستان إنها حقيقة دامغة لا يمكن أحداً من إخفاء الوقائع والتاريخ حيث يعود تاريخ كلمة كوردستان الى زمن السلاجقة .

وأما التوقيت أعتقد أنها من ضمن المصالح ولعبة الدول في استغلال الفرص لمصالحها الداخلية والخارجية رغبة في التحضير لما هو قادم من بعد جنيف خاصة بعد أن تبين بأنه لا أحدٌ منتصر لا المعارضة بإمكانها إسقاط النظام كما تدعي ولا النظام بإمكانه إسكات صوت الحق والقضاء على المعارضة كما يسعى اليه .



​* الاستاذ جان كورد 

الأحداث تقاس بمدى اهتمام الإعلام بها، ولقد رأينا كيف كان الاهتمام كبيراً للغاية بهذه الزيارة، فهي تؤسس لمرحلةٍ جديدة من العلاقات المتطورة بين الشعبين الكوردي والتركي وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون والتقارب والسلام، وهذا ما كان ليحدث لولا جهود كلٍ من السيد رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان والسيد الرئيس مسعود البارزاني، وبالطبع بجهود القيادتين الحكيمتين وراءهما في تركيا وإقليم جنوب كوردستان.

وحول هذه الزيارة وتوقيتها قبل مؤتمر جنبف قال جان كورد : لا أعتقد بأن الزيارة تمت بسبب جنيف 2، فالجهود متواصلة منذ زمنٍ بعيد لمزيدٍ من التقارب والتعاون، وبالتأكيد سيتم الخوض في موضوعات مختلفة تتعلق بأمن المنطقة والإرهاب ومشكلة تدفق اللاجئين السوريين وإحلال السلام في تركيا وتزايد حجم النشاط التجاري بين الإقليم وتركيا وتمرير البترول عبر الأراضي التركية ومؤتمر جنيف 2 أيضاً.

ولا ننسى إن اللغة السائدة في أي لقاءٍ كهذا ستكون لغة المصالح المشتركة ووضع استراتيجية مشتركة، ولكن الزيارة كانت قصيرة وشعبية أكثر مما كانت رسمية ومحددة .

وحول الأهداف قال جان كورد : ديار بكر (آمد) مهمة لموقعها الجيوبولتيكي والاقتصادي بالنسبة لكل من هولير (أربيل) وأنقره، فهي تقع على منتصف الطريق بينهما، كما أنها حسب إحدى الصحف الألمانية أهم قلعة للقومية الكوردية في شمال كوردستان، وهي هامة للسيد أردوغان الذي يحتاج إلى أصوات الكورد ونوابهم لإحلال السلام في البلاد وللوصول إلى كرسي الرئاسة فيما بعد.

لقد ذكر السيد أردوغان اسم (كوردستان) ليفتح الباب أمام مناقشة جادة في تركيا حول القضية الكوردية، وهو بذلك يقلد سلاطين العثمانيين، ويتذرع في البرلمان بأن معبود الطورانيين (آتاتورك) كان يستخدم الاسم في مناقشاته تحت قبة البرلمان التركي أيضاً، بمعنى أنه اعتراف منهما بواقعٍ موجود على الأرض، على الرغم من أن أردوغان خص الاسم هذه الزيارة ستعمق من التحالف التركي – الأمريكي – الكوردي في المنطقة في وجه الزحف الإيراني المصحوب بالتشيع الديني والإرهاب المنظم الذي نرى ممارساته الإيرانية مباشرة وعن طريق حزب الله ومرتزقة طهران على الأرض السورية، والشبيحة الأسدية، وتركيا تعلم أن خطر إيران كبير جداً، يكاد يقاس بخطر السوفييت عليها في القرن الماضي، ولذلك فحاجتها للكورد واضحة، كما هي حاجة العرب أيضاً، وهي تسعى لأن لا ينتقل الكورد إلى المعسكر الفارسي ضدها .

الاستاذ صلاح بدر الدين 

الزيارة تاريخية بكل المقاييس وأهميتها سياسية من عدة جوانب : لإنقاذ عملية السلام التركي – الكوردي حيث يُحاول المتطرفون من جماعة قنديل وقفها وعرقلة سيرها وذلك بناءً على رغبات سورية – إيرانية .

وكذلك من أجل تعزيز علاقات التفاهم بين الاقليم وتركيا على قاعدة المصالح المشتركة وللتأكيد على رفض خطط وممارسات جماعات ” ب ك ك ” في سوريا من جهة أخرى .

وحول توقيت هذه الزيارة مع قرب انعقاد ” جنيڤ 2 ” بقول السيد بدر الدين : لا أعتقد بوجود رابط مباشر بين الزيارة و ” جنيف 2 ” رغم التأثيرات المتبادلة بين حيثيات مؤتمر ” جنيف ” وحراك أطراف الجوار السوري في المدى القريب ومن المؤكد أن لغة المصالح هي السائدة عادة بين الدول وفي علاقاتها وكان تحديد ” ديار بكر ” كنقطة للالتقاء بمثابة قرار سليم يعبر عن تجاوب أكبر من جانب الاتراك بشأن عمليةالسلام وحركة تبعث على الاطمئنان من جانب الكورد تماماً مثل نطق السيد اردوغان وللمرة الاولى بكلمة كوردستان حيث صرّح بأن آتاتورك نطقها من قبله لرمي الكرة الى ملعب العسكر المتشدد وبالأخير نعم يقف اقليم كوردستان في الخندق المواجه لمحور الممانعة عملياً .

​* الكاتب بير روستم​

تركيا دولة إقليمية مهمة في المنطقة وهي تحتل جزء أساسي ومهم من كوردستان وهذه أيضاً يعرفها الجميع ولكنها أي تركيا جارة لإقليم كوردستان (العراق) وبالتأكيد لهما علاقاتهما ومصالحهما المشتركة من تجارية إقتصادية .

وحتى على مستوى الأمني والسياسي وهي مصالح تفوق في درجتها ونوعها وعمقها من علاقات حزب الإتحاد الديمقراطي (PYD) مع تركيا..

ومع ذلك فإن زيارة الأخ ” صالح مسلم ” إلى أنقرة كانت ضرورية ويجب أن لا يكون موضع شك وريبة من قبل الطرف السياسي الآخر.

وهكذا فإن زيارة السيد ” مسعود بارزاني ” رئيس إقليم كوردستان (العراق) الأخيرة إلى مدينة ” آمد ” يجب أن يقرأ من خلال العلاقات الدولية وعلاقات الجوار وتبادل المصالح وليس من خلال المفاهيم القبلية والحزبية وكيل الإتهامات الرخيصة ومحاولة النيل منه ومن النهج السياسي له كطرف وكتلة سياسية في الجانب الآخر، بل يفهم على تأكيد الرابط العميق بين جزأي كوردستان الشمالي والجنوبي ومحولة حل المسألة الكوردية من خلال محور أربيل المعتدل ومحاولة سحب البساط من تحت أقدام قنديل والمحسوب على المحور السوري الإيراني.

​* الكاتب جان دوست

جاءت الزيارة في وقتٍ بدأ فيه الفرز النهائي بإعتقادي بين معسكرين كبيرين الأول تتزعمه روسيا وإيران والثاني تشترك في زعامته الإقليمية كل من تركيا وقطر والسعودية وكان لا بد لهذا التحرك مع اقتراب ” جنيف 2 ” لتعزيز دور الكورد بعد أن حاول الـ ” ب ي د ” جرّهم إلى الطرف الأضعف والذي لا مستقبل له .

تركيا بطبيعة الحال تستثمر الزيارة كدأبها في الانتخابات وتدعيم دورها الاقليمي وستقوم بمزيد من التنازلات لتحييد الشعب الكوردي على الأقل في لعبة المصالح الكبرى، هذه الزيارة مهمة وستعيد رسم الخارطة السياسية للمنطقة وتعيد صياغة دور الكورد في التوازنات الإقليمية​

* الاستاذ عبد الباسط سيدا

تستمد هذه الزيارة التاريخية أهميتها من أهمية الزعيمين وأهمية المكان والزمان .

فالرئيس ” مسعود البارزاني ” هو موضع احترام الجميع، يمتلك مصداقية عليه يشهد لها زعماء المنطقة والعالم.

كما أنه يجسّد رمزية كوردية إستثنائية.

والرئيس ” رجب طيب أردوغان ” هو الآخر صاحب مشروع نهضوي، أوصل تركيا إلى مصاف الدولة المتقدمة في زمن قياسي.

وهناك قواسم مشتركة كثيرة بين الزعيمين، من أبرزها الاعتدال والانفتاح والموضوعية والشجاعة.​
أما أهمية المكان فآمد “دياربكر” باعتبارها أكبر مدينة كوردستانية لها مكانة خاصة في التاريخ الكوردي أضفت على اللقاء ألقاً أصيلاً مرغوباً.

وفيما يتصل بالزمان، فإننا نرى كيف أن المنطقة بأسرها تعيش حالة غليان، وذلك نتيجة الثورات المستمرة في بلدان الربيع العربي على وجه العموم، وفي سورية على وجه التخصيص.

ولقاءٌ بهذا المستوى بين زعيمي شعبين عريقين من شعوب المنطقة، وفي هذه الظروف المعقدة، يعطي الأمل الأكيد من دون شك بامكانية معالجة سائر القضايا عبر الحوار الهادئ الجريء، الملتزم بالأسس الواقعية.​
وحول توقيت الزيارة يقول سيدا : لا أعلم ما إذا كان يمكننا القول بأن توقيت هذه الزيارة له علاقة من قريب أو من بعيد بمرحلة ما قبل ” جنيف 2 ” .

ولكن في جميع الأحوال لا بد أن يكون موضوع امكانيات الحل السياسي في سورية، سواء عبر ” جنيف ” أم عبر أي لقاء دولي آخر، لا بد أن يكون هذا الموضوع قد تم تناوله في لقاء الزعيمين.

وحول العلاقة بين الطرفين قال سيدا : العلاقة بين تركيا وإقليم كردستان العراق هي علاقة إستراتيجية بالنسبة إلى الطرفين.

هناك مصالح مشتركة إقتصادية في المقام الأول.

ولكن إلى جانب ذلك هنالك الموضوع الكوردي الذي كان فيما مضى يمثل بالنسبة إلى تركيا مشكلة لا بد من التخلص منها، أو الحد من مخاطرها عبر التنسيق مع الجوار الاقليمي المعنية بالمشكلة ذاتها (ايران- العراق- سورية).

أما الآن فهناك توجه لدى حزب العدالة والتنمية نحو اعتبار الكورد عامل تواصل مع الجيران.

والعلاقة الطبيعية المستقرة مع الاقليم تعطي أنقرة ورقة قوية، تمكّنها من تحقيق الاستقرار الداخلي، وتؤهلها في الوقت عينه لأداء جور ايجابي على صعيد الإسهام في حل القضية الكوردية في المنطقة بصورة عامة على أسس ديمقراطية عادلة.

أما من الجانب الكوردي، فالعلاقة الايجابية مع تركيا تمكّن الإقليم من الحفاظ على موقعه- بل وتعزيز وتنمية هذا الموقع- في إطار معادلات التوازنات الاقليمية، خاصة في هذه المرحلة التي تشهد عدم استقرار غير مسبوق، وذلك بفعل ما تتعرض له المنطقة عموما، وسورية على وجه التحديد.

وفي الأخير قال سيدا : تعاني المنطقة شئنا أم أبينا من واقع تعددية الأقطاب الاقليمية.

ويبدو أن وقائع التاريخ والجغرافيا والديموغرافيا والدين والمصالح المشتركة، الاقتصادية منها والوطنية، تلزم المسؤولين سواء في تركيا أو في إقليم كوردستان بالتقارب، وبناء جسور التفاعل الايجابي في مختلف الميادين وعلى مختلف المستويات .

* الاستاذ هيبت بافه حلبجة

الزيارة هي ضرورة ومطلب تاريخي .​
أولاُ – لابد من حل قضية كوردستان بطريقة سلمية ، ​
ثانيا – ضرورة التوافق مع المشروع الدولي العام في صياغة شرق أوسط جديد ،​
ثالثاُ – لابد من شخصية كوردية تاريخية يحبها الكورد ويحترمها الرأي الدولي ، ​
رابعاُ – لابد من التخلص من الأقليمية من كوردستان ​
خامساٌ – لابد من توطيد مفهوم الأمن القومي الكوردستاني .​لذلك أعتبر مدينة آمد عاصمة كوردستان الكبرى ، وهناك من خطط لهذا الأمر منذ بداية الثورة وكان يشارك فيها الأخ والمفكر الكوردي المرحوم ” فلك الدين الكاكائي ” وتباحثنا عدة مرات حول هذه المسألة .​ ولكي يتحقق هذا المشرع الكوردستاني والشرق أوسطي كان لابد من تهيئة الرأي العام التركي ، الذي كان بدوره جاهزا للتخلص من الأسلام المؤدلج ومن مسألة العنف مع البي كي كي ، أضافة إلى عوامل عديدة منها الأستراتيجية الأقتصادية .​ علاوة على ذلك أؤكد إن الإرادة الدولية ضجرت من طبيعة الدول العربية وعدم تطبيق الديمقراطية فيها / لذلك كان لابد من التوافق الكوردستاني – التركي لوضع اللبنة الأولى في مسار الديمقراطية وحقوق الإنسان ، دون أن ننسى مستقبل دولة أسرائيل في هذا المخطط .​ وفي النهاية ، ومن هنا ننتقد مواقف الأحزاب الكوردية والبي يي دي ، لأن عليها أن تتحرك ضمن هذا المحور وليس تحت محاور أخرى / مثل المحور الأيراني السوري ، ولاحتى محور الأئتلاف السعودي ، لذلك لابد من ورقة كوردية خاصة بها في مؤتمر جنيف ، وهذا هي الإرادة الدولية ​.

​* الدكتور علاء الدين جنكو 

تكمن أهمية هذه الزيارة التاريخية بأنها ترفع من أهمية القضية الكردية على المستويين القومي والاقليمي لا سيما مع دولة مثل تركيا والتي كانت الأسوا في تعاملها مع الهوية الكوردية .

وحول لغة المصالح قال الدكتور جنكو : بالنسبة للمصالح لا شك أن جميع الأطراف لها الحق أن تخطط لها فأردوغان تكمن مصلحته في إستمالة الكورد لصالحه مقابل محاولات ” BDP ” الذين يسعون للأمر نفسه .

أما على المستوى العام فالزيارة تصب في خانة الإنجازات الكوردية المتواصلة في خلال العقدين الماضيين .

وبالنسبة لإختيار مدينة ” آمد ” فهي قلب كوردستان الكبرى وعاصمتها .

فعلى المستوي السكاني فيها الثقل الكوردي بقوة والزيارة إليها وبالملابس الكوردية ومع رفع العلم الكوردستاني تلك النقطة اللتي كانت يوماً حليماً .

​* الاستاذ عاكف حسن  

إنني أرى هذه الزيارة فرصة تاريخية كبيرة مع مرافقاتها السياسية والاعلامية والاقتصادية الضخمة ومزركشاتها الكوردية .فهذا ليس قليلاً أن نسمع مصطلح كوردستان على لسان أعلى منصب تركي ( في اشارة الى رئيس الوزراء التركي ) .

فهذه هي زيارة للتاريخ .

ولو كنت أنا مكان حزب العمال الكوردستاني مثلاً لجعلت هذا اليوم التاريخي يوماً كرنفالياً ضخماً للكورد وللمنطقة بأسرها .​ فهذه الفرصة كانت جد مناسبة للعمال الكوردستاني في أن يقدم نفسه للعالم على أنه حزب عصري وقوي , يستطيع أن يتعامل مع المتجددات والمتغيرات والمنعطفات التاريخية , لكنهم للأسف الشديد لم يفعلوا هذا ولم يستطيعوا تجاوز هذه الحدود الحزبية الضيقة .

وفي هذا الصدد أستطيع القول : بأن سياسات ” ال PKK وال BDP ” تتطابق تماماً مع سياسات ال ” MHP ” في تناولهم للقضايا الداخلية التركية .

من مناهضتهم لأردوغان ومشاريعه السياسية والقتصادية والتنموية .

أقول هنا للبي كي كي فإذا تريدون ممارسة السياسة وفنونها الممكنة وتطبيقها ..؟؟ فاليوم أردوغان هو بحاجة الى الكورد والكورد أيضا هم بحاجة إليه فما عليكم الا ممارسة الفن الممكن .​ وحول توقيت الزيارة قال السيد عاكف حسن : برأئي لقد جائت هذه الزيارة التاريخية كنتيجة لتلك التطورات الدراماتيكية في غرب كوردستان والمنطقة .

وهناك أيضاً عوامل وأطراف أخرى مثل إيران وسوريا وغيرها من الأطراف تريد تفجير الوضع في تركيا من بابه العريض .



الكاتب شاهين بكر سويركلي 

لا أعتقد أن اجتماع “مؤتمر” جنيف سيكون ذي دورٍ مهم في هذه الزيارة.

إذ منذ سنواتٍ عديدة تتعمق علاقات جنوب كوردستان، وبخاصة الحزب الديموقراطي الكوردستاني بتركيا، فللطرفين منافع فيها، وهناك اتصالات وزيارات سابقة بين الطرفين.

وتعتبر هذه الزيارة التي دعي إليها مسعود البارزاني رفرصةً ذهبية له، فإن ديار بكر هي أكبر المدن في الشمال، وهي مركز هام ولها مكانة خاصة لدى الكورد.

لقد أراد ” رجب طيب أردوغان ” القول للكورد بأنه ليس ضد اسمهم وحقوقهم الثقافية والقانونية، وهذا مفيد لحكومته وحزبه أيضاً.

ومهما تكن نية أردوغان فإن لفظه لكلمة كوردستان وقوله بأنه يعتبر السيد البارزاني والكورد إخوة له إشارة جيدة.

وبالنسبة للبارزاني والحكومة الكوردية فإن العلاقات مع تركيا اليوم وغداً مهمة للغاية.

ليس بسبب المصالح الاقتصادية فحسب، وإنما في حال اندلاع القتال مستقبلاً بين جنوب كوردستان وبغداد أيضاً..

​* الاستاذ شادي حاجي ​ 

يرى السيد شادي حاجي ان أهمية الزيارة التاريخية للرئيس مسعود البارزاني الى تركيآ وحصرآ ” أمد ” هو التأكيد على وحدة المصير الكوردي في الأجزاء الأربعة لكوردستان ومحاولة توحيد المواقف والجهود الكوردية والاتفاق على المسائل المصيرية وتفعيل مشروع السلام الذي دعا إليه كل من زعيم ال ” ب ك ك ” عبد لله أوج آلان ورئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان .​ ويرى السيد شادي حاجي بأن التوقيت وإختيار الوقت المناسب هنا مهمة جدآ بسبب المسائل السياسية المتسارعة وخاصة المتعلقة بموضوع ” جنيف 2 ” فكان لابد من تسابق الزمن لتبادل الأراء والأفكار ووجهات النظر حول القضايا المصيرية التي ستطرح على مؤتمر ” جنيف2 ” بما فيه الوضع الكردي في سوريا كما أن التوقيت جاء بعد أن أنهى رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني زياراته الخارجية الى أمريكا وفرنسا وموسكو وبلدان أخرى​ .

ويتابع الاستاذ شادي حاجي قائلاً : أن أي تحرك أو تصريح أو بيان أو لقاء داخلي أو خارجي لرئيس اقليم كوردستان مسعود البارزاني لا يكون إلا إنطلاقآ من قواعد استراتيجية ورؤية سياسية اقتصادية قانونية ثابتة وراسخة وواضحة المعالم والمراحل وبناءً على رأي المستشارين ذوي الخبرة والاختصاص فهو يتحرك ليس كرئيس حزب بل تصرفه تصرف دولة وبما يخدم مصلحة اقليم كوردستان والقضية الكوردية عامة في الأجزاء الثلاثة الأخرى لكوردستان .​ وحول كلمة كوردستان وبلسان أردوغان يرجعها السيد ” شادي حاجي ” لأسباب وعوامل عديدة أولها فشل السياسة التركية الخارجية واستراتيجية ” صفر المشاكل ” مع الجوار وفشل السياسة التي مارستها منذ الأزمة السورية وتراجع أمريكا وأوروبا عن حسم الأمور في سوريا بالتدخل العسكري والضربة العسكرية والاتجاه الى حلها حلآ سياسيآ بالإضافة الى بروز الدور الكوردي المتنامي في المنطقة والعالم نتيجة الأمن والاستقرار التي تتمتع بها كوردستان الجنوبية والتقدم الاقتصادي المهم والمزدهر للإقليم وزيادة الاستثمارارات لكبار الشركات العالمية .​
​*********
عنايت ديكو 
inayet-diko@hotmail.com

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…