اتفاقية الجزائر 6آذار 1975 الخيانية الغادرة بين صدام حسين ورضا بهلوي، هي العامل الرئيسي في إخماد ثورة ايلول بقيادة ملا مصطفى البارازاني الخالد، حيث راحت ضحية للحرب الباردة بين المعسكرين الغربي والشرقي آنذاك، وقربانا للمساومات الإقليمية والاتفاقات الدولية والمصالح القومية الحيوية لأطرافها على الأصعدة الأمنية والاقتصادية..
أثناء الثورة وقبل وقوع النكسة …!؟)).
فانطلاقاً من هذا الموقف والمنطق وبناءً عليهما أجاوز أسلوب كاتب كليلة ودمنة الرمزي وأضع مجموعة أفكار وقضايا بشكل مباشر وصريح للنقاش والتحليل والتشخيص والمعالجة للمعنيين والمهتمين وأصحاب الشأن…وأتناول القضية الكوردية في سوريا من هذا المنظار لعلّي أتلقى توضيحاً أو رداً أوحلاً:
1- الكورد مكون أصيل ورئيسي لسوريا، وينبغي أن يكونوا شركاء حقيقيين لباقي المكونات في الحقوق والواجبات، وفي خيرالبلد وشره، وفي آلامه وآماله .
2- للكورد في سوريا خصوصية قومية وطنية، ويحتاجون إلى استقلالية قرارهم في تقرير مصيرهم وعدم التدخل في شؤونهم .
3- الكورد في سوريا يمرون في مرحلة تاريخية مفصلية، وتحديد موقعهم ودورهم حالياً ومستقبلاً من حيث شكل ومستوى الحل، يؤثر بصورة مباشرةً وفعالة على القضية الكوردية في جميع أجزاء كوردستان، لذلك يحتاجون إلى عمقهم الكوردستاني لتقديم الدعم والمساندة وعدم التحكم بمصيرهم والتفريط بهم والمساومة على حقوقهم ضمن صفقات (أوحسابات) إقليمية ودولية، وبأجندات حزبية أوشخصية ضيقة ومؤقتة .
4- باقي أجزاء كوردستان عمق قومي طبيعي واستراتيجي لكورد سوريا، وبخاصة كوردستان العراق (الإقليم الفدرالي بحكومته وبرلمانه) الذي يجب حمايته في كل الأحوال والظروف، والاستعانة والاستفادة من خبراته مع الأخذ بعين الاعتبار حساباته وتوازناته ومصالحه وعلاقاته الوطنية والدولية.
5- وحدة الصف والخطاب الكورديين في سوريا ضروري وهام، لتثبيت الحضور وتأمين الحقوق، ويتوقف إلى حد كبير على توافق القوى الكوردستانية الكبرى وتفاهماتها، وعدم نقل صراعاتها وتصفية حساباتها على الساحة الكوردية في سوريا، ولأجل تحقيق ذلك لابد من عقد مؤتمرقومي كوردي عام بهذا الشان.
6- السيد مسعود البارزاني ولاعتبارات كثيرة منها:
· كونه رئيس لإقليم كوردي فدرالي قائم ومعترف به دولياً ورسمياً، متمتع بأهمية كبيرة في الخارط الاقليمية الجيوسياسية، وهو ملاذ ومرجع وموضع أمل ومصدر أمان وضمان لكل الكورد في العالم (قبلة الكورد).
· سليل عائلة وطنية مناضلة اقترنت اسمها بالقضية الكوردية، وهي موضع فخر واعتزاز وتقدير لدى الكورد.
· رئيس حزب عريق متمرس في النضال من أجل الكوردايتي، وله حضوره الفاعل ودوره الريادي في قيادة الحركة التحررية الكوردية في العراق ومناصرة ومؤازرة أخواتها في باقي الأجزاء.
· زعيم قومي كوردي ووطني عراقي، وهو رقم صعب في الحسابات المحلية والكوردستانية والاقليمية، تؤخذ مواقفه باهتمام واعتبار في القضايا الاستراتيجية والمصيرية لدى صناع القرار في العالم.
· صدقه وجرأته وصراحته واخلاصه وصلابته وغيرها من الصفات القيادية المميزة تمنحه الثقة والأهلية والكفاءة، والتخويل من باقي القيادات الكوردية المعروفة وأبرزهم مام جلال وأوجلان وجوهر ليمثل حضرته الكورد في المحافل الدولية والكوردستانية الرسمية كما حصل في افتتاح الجلسة الافتتاحية للمؤتمر القومي الكوردي في هولير.
يتأمل الكورد في سوريا من سيادته عدة أمور حتى لا تفوتهم الفرصة التاريخية المواتية، وألا يعيد التاريخ نفسه:
أ- الوقوف على مسافة واحدة من كافة القوى والفعاليات والشرائح بمختلف ألوانها وأشكالها، كونه زعيم ورمز للكورد عامة.
ب- تقصي الحقائق والوقائع من مصادر مختلفة ومتعددة، لتتكون لديه صورة حقيقية وصحيحة عن أوضاعهم وأحوالهم، ويهمل المعلومات المشوهة التي قد تنقل إليه عبر أقنية محددة أو بتوجهات وأجندات معينة.
ج- الوقوف عند بعض المحطات والمواقف التي مر الكورد بها منذ بدء الأحداث 15 آذار 2011، واجراء مراجعة لبعض الاجراءات والقرارات والاتفاقات والأطر واللجان التي أشرف جنابه على اتخاذها وبنائها من خلال من مثّله شخصياً أوناب عنه رسمياً وإعتبارياً، واعادة النظر في صياغتها وترتيبها وهيكليتها.
د- تلبية رغباتهم واحترام قناعاتهم ومساعدتهم في البقاء ضمن أو حول دائرة الملتزمين والمخلصين لتجربة البارزانيين كمدرسة نضالية مجربة ومجدية في الكوردايتي ، وعدم تركهم عرضة للصراعات الحزبية والشخصية، وضحية للتيارات والمناهج الغريبة عن ثقافتنا وتراثنا وأعرفنا، والتي تدعمها وتشجعها جهات معادية لطموحات الكورد القومية وتطلعاتهم للعيش بحرية وأمن وسلام أسوة بباقي شعوب المنطقة والعالم.