أمين عمر
انتظرت كغيري من الكرد أول نشرة أخبار كردية على تلفزيونٍ سوري.
دقت “ساعة الصفر” انتهت الشارة، أطل علينا شابٌ أنيق، ملامحه بريئة، ووجه طفولي، كلامه خجول، ونبرة صوته مترددة، يقرأ الأخبار كمن يقرأ نصاً مترجماً من الكوكل، ويطرح الأسئلة كقراءته لمعلومة ما دون تفاعلٍ مع صيغة طرح السؤال، وكإنه يتفاجأ بكل كلمة تظهر أمامه، كمن وجد نفسه، في حربِ وجودٍ يجب خوضها، مضت النشرة على خير، وقد أتم “فائقاً ” المهمة بنجاح، واستطاع رسم بسمة حقيقية على وجوهنا ذاك المساء.
دقت “ساعة الصفر” انتهت الشارة، أطل علينا شابٌ أنيق، ملامحه بريئة، ووجه طفولي، كلامه خجول، ونبرة صوته مترددة، يقرأ الأخبار كمن يقرأ نصاً مترجماً من الكوكل، ويطرح الأسئلة كقراءته لمعلومة ما دون تفاعلٍ مع صيغة طرح السؤال، وكإنه يتفاجأ بكل كلمة تظهر أمامه، كمن وجد نفسه، في حربِ وجودٍ يجب خوضها، مضت النشرة على خير، وقد أتم “فائقاً ” المهمة بنجاح، واستطاع رسم بسمة حقيقية على وجوهنا ذاك المساء.
سررت من كل قلبي بما رأيت، لم أدقق يومها في نوعية الخبر ومصداقيته، لم أدقق على الرقم الحقيقي لعدد شهداء ذاك اليوم، أو أماكن القصف، لم أدقق من هو المراسل ماذا يلبس، أو كم وزنه سياسياً أو ثقافياً أو بالكيلوغرام! كنت كغيري أحتفل باللغة، أتأمل اللغة ناظراً لا سامعاً، أرى الكلمة صورةً لا حروفاً.
قناة أورينت في خطوتها الجريئة تلك، تغلبت على أمراض المعارضة التي تلجأ الى إنجازات وإحصاءات النظام عندما يصطدم رأسها بالواقع السوري الحقيقي واستحقاقات ابنائها، لذا ربما أو بالتأكيد لم يطلب القائمون على هذه المهمة الكبيرة، استشارة المرضى من المعارضة لتتأكد منهم، هل هناك كرد سوريون فعلاً؟! ولم تطلب منهم الإحصائيات كي تحصُر عدد الكلمات التي يتوجب تقطيرها عليهم، وهذا يدلُ بلا شك على إن القائمين بالمهمة يتمتعون بحِسٍ إنساني ناصع لم يعكره زور السنين وبهتان البعث.
وهو ما يبرهن إنهم يملكون مخزوناً كبيراً من الثقافة والدراية بالتاريخ والتآخي، وقطعوا أشواطاً طويلة في الإنسانية والعدالة مقارنة بالعقول المتحجرة التي تطالب بالحرية ولم تتحرر ولم تدرك ماهية التحرر بعد.
قناة أورينت هي سوريَّةٌ ضد النظام، ولكنها أكبر وأرقى من المعارضة وتعقيدات المعارضة التي نهلت أعيُنها واسماعها من ماكينة النظام، وصدقت ما تشتهيه أنفسها وما لا تشتهيه.
أورينت منذ البداية، وحتى بعد مرور هذه السنوات، كرست نفسها لفكرةٍ، إنها لكل السوريين وقد نجحت الى حدٍ كبير لتكون قناة تمثل السوريين الذين لا يشبهون النظام قطعاً ، بل وتقدمت على المعارضة الكلاسيكية أيضاً.
فيها وجد السوريون أنفسهم سوريين، منها يستقون أخبارهم وضياء ثورتهم، وبها يشحنون عزيمتهم، فيها وعنها وعليها يستطيع السوري، العربي والكردي، القول هذه قناتي، فهي كانت كردية للكرد أكثر من قنوات كردية جندت نفسها للأحزاب فقط، كقناة “روناهي” التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي ، على سبيل المثال التي تبث ساعات طوال تمثل حزبا ولوناً واحداً، وقد يسقط عشرات الشهداء من الكرد أو غير الكرد فتدير لهم الظهرالى حفلٍ فنيٍ للحزب.
منح ساعةٌ للكرد كانت خطوة جريئة ، قضت على بذور ما روّجه النظام إن سوريا من غير النظام، كالغابة، سيفترس الكل فيها الكل، تلك الساعة الكردية أوجدت تقارباً كبيراً بين الشعب السوري ، الجسم السوري الذي قطعه النظام دون أن يفصله تماماً، أورينت كانت كالخيط الطبي الذي يشد على جرح الوطن السوري يُقرِّ به ويغلقه بحب، تأكَّد من خلالها أهالي درعا واللاذقية إن هناك لغة كردية ، ومدنٍ كردية، ورقصات كردية، هناك أعياد كردية، وهناك عجائز سوريات كرديا تبسيطات لا تعرفن كلمة عربية واحدة – حتى تلاوة آيات القرآن أثناء الصلاة تتم بصماً من دون معرفة معانيها- ببساطة لأنًهن لسن عربيات ، ولم يدخلن مدرسة عربية ككل العجائز الأميات في بلدي ، اللاتي لا تعرفن القراءة والكتابة واكتسبن لغتهن وراثةً من الآباء والأجداد.
أكاد أجزم إن اغلبية الاخوة العرب قد تفاجؤوا بلغة رقيقة، صمّهم النظام عن سماعها، وموسيقى جميلة موؤدة في بلدهم، مُنِعوا من الطرب والشجن بها، وحرموا من تقاسم الحب والفخر بتاريخ أخوةً لهم قدّموا لبلدهم سوريا كما الآخرين، كانت لتلك الساعة، ومن اليوم الأول دوراً في كشف زيف ألاعيب النظام عن الخطر الدائم من ابن البلد الذي يترصد للبلد.
وبطلان ما نسجه عن قسمٍ من السوريين، من اساطير خطّها مؤرخو النظام، بأنهم مجموعة من الجان يرقصون حول النيران، أو أنهم قطاعُ طرقٍ في النهار واشباحٌ في الليل.وهو نفسه ذاك النظام الخبيث الذي لم يترك دولة في العالم وإلا كان يخصص عنها برنامجاً يتحدث عن تاريخها وثقافتها عن تراثها وموسيقاها.
أورينت الكردية مهنياً
لا شك إن المجموعة الكردية التي تعمل في القناة من معدي النشرات ومذيعين ومراسلين يمثلون شخصية الكردي في سوريا إذ ما اعتبرنا تلك القناة صورة مصغرة عن لسان سورية ، وهم يمثلون الكرد بشكل معقول لا نقول تلك شخصية النخبة الأولى وليست تلك الهامشية أو العادية، وقد استطاع هذا الطاقم – إن وضعنا الجانب المادي جانباً- بإمكانياتهم الشخصية، الذاتية على تجديد أو بناء جسرٍ جميل لينقلوا عبره هَمْ السوريين الى السوريين ، وبالفعل نجحوا بتقديم ورسم صورة قريبة من الواقع، لكن و بالتأكيد فإن مسيرة كهذه ستجابه بالعواقب لذا فهم مع نجاحهم الكبير قد أخطأوا ايضاً “الى يوم الخطأ” ، كانت نشرتا الاخبار الكردية والعربية أحياناً قريبة من “اتجاه فيصل قاسم المعاكس”فظهر تناقض واضح لمن يتقن اللغتين الكردية والعربية معاً ، فلا تستغرب أن ترى شهيد النشرة العربية قد يتحول إلى إرهابي أو شبيح النشرة الكردية، ربما لإعتماد معدي النشرتين على مصدرين مختلفتين، وكنا نرى الجيش الحر في النشرة العربية يصبح داعشاً في النشرة الكردية، ونرى وحدات “حماية ” الشعب في النشرة العربية من أزلام النظام، وفي النشرة الكردية يتقمصون شخصية الجيش الحر الذي يقاتل الإرهابيين والنظام.
وهذا سببه،ربما إن القائمين على إعداد النشرات والأخبار يعتقدون إن المهنية تعني الوسطية بين أيٍ كان، وأن تتوسط المسافة بين أي طرفين هي المصداقية وهي العمل المهني، دون الانتباه والتركيز على إن إظهار الحقيقة لتحقيق العدل وكشف المجهول هي الرسالة الأسمى للعمل حتى لو لم يكن المتورط والمغموس في الخطأ حزباً مثل “ب ي د” بل حتى لو كان شعباً كاملاً.
أعتقد، ليست العقلانية والانسانية هو الحياد دائماً ، فالمحايد بين المعلوم والمجهول يبقى جاهلاً ،والمحايد بين العدل والظلم يبقى ظالماً، ليست مهمة الإعلام هو الحياد دائماً، الاعلام والصحافة ليست كاميرة ثابتة ومذيع من بلاستيك، هي كاميرة بروح ومذيع مبدع ، ومعدٍ ذو قلقٍ دائمٍ للبحث عن الخبر .
المهنية أن تحاصر المجرم بالتقارير، إن تمنعه الاقترابمن القناة ،أن تكشف القاتل، وتلاحق المجرم حتى لو كنت وحدك، أو حتى كان معظم العالم معك وأتهمك الاخرون بعدم الحياد ، المهمأن تدرك إن امامك مجرم أو مخطئٌ أو حقيقة غائبة تستطيع الوصول اليها، الإعلام هو رسالة شعبٍ، رسالة مجموعة من البشر الباحثين لكشف الحقيقة والمساعدة على تحقيق العدالة وربما تنفيذها.
بعض كوادر القناة
لا شك إن الأستاذة لافا درويش قد رفدت الكادر الكردي بإحدى مقومات النجاح فهي تمتلك شخصية قوية في مواجهة الكاميرة، وهي متمكنة في عملها ولغتها وقد كسبت احترام المشاهد.
أما الإعلامي فائق اليوسف فقد تطور تدريجياً وتخلص من الإرباك ورهبة الكاميرة بانتظار أن تتم المصالحة بين كلماته وبين الحرارة وبين تعابير وجهه، على أملٍ أن يتخلص من البرودة بعد أن كسر كتلة كبيرة من الجليد.
يبقى مراسل القناة مكسيم عيسى الذي يتصف بشخصية قوية ويؤدي دوره بإتقان ومتمكن كمن خَبِرَ المهنة طويلاً، لكنه للأسف يحاول توظيف القناة أثناء لقاءاته لأجندات حزبية، لحزب “الوحدة الديمقراطي” تحديداً، والذي نخر المرض جسده بعد وفاة رئيس حزبه.
بدا ذلك جلياً من خلال لقائه “بممثل حزب الوحدة في أوروبا الأستاذ احمد جتو ” ولقاءات أخرى حيث تخلى عن دوره كإعلامي الى ما هو أقرب للنفخ في روح الحزب، الحزب الذي اختفى في زمن الثورة، هذا عدا عن محاولاته تلميع صورة حزب الاتحاد الديمقراطي كونه حليف حزبه ” الوحدة الديمقراطي” متناسياً بذلك دوره ورسالته في حمل قضية شعبه ككتلة واحدة من موقعه كإعلامي لا حمل راية حزب ما في موقع من المفترض يمثل الجميع.
يبقى الأمل أن تتقدم القناة أكثر فأكثر ويستفيد الكادر الكردي من تجربته وأخطاءه ليوصلوا المعاناة الحقيقية للشعب الكردي الى السوريين ومعاناة السوريين جميعاً الى العالم، متمسكين بالحقيقة والمصداقية، سائرين في دروبها، دون أدنى مراعاة لرضى هذا أو ذاك، أحزاباً أو جمعيات، أعماماً أو خالات.
Amin.74@hotmail.com
قناة أورينت في خطوتها الجريئة تلك، تغلبت على أمراض المعارضة التي تلجأ الى إنجازات وإحصاءات النظام عندما يصطدم رأسها بالواقع السوري الحقيقي واستحقاقات ابنائها، لذا ربما أو بالتأكيد لم يطلب القائمون على هذه المهمة الكبيرة، استشارة المرضى من المعارضة لتتأكد منهم، هل هناك كرد سوريون فعلاً؟! ولم تطلب منهم الإحصائيات كي تحصُر عدد الكلمات التي يتوجب تقطيرها عليهم، وهذا يدلُ بلا شك على إن القائمين بالمهمة يتمتعون بحِسٍ إنساني ناصع لم يعكره زور السنين وبهتان البعث.
وهو ما يبرهن إنهم يملكون مخزوناً كبيراً من الثقافة والدراية بالتاريخ والتآخي، وقطعوا أشواطاً طويلة في الإنسانية والعدالة مقارنة بالعقول المتحجرة التي تطالب بالحرية ولم تتحرر ولم تدرك ماهية التحرر بعد.
قناة أورينت هي سوريَّةٌ ضد النظام، ولكنها أكبر وأرقى من المعارضة وتعقيدات المعارضة التي نهلت أعيُنها واسماعها من ماكينة النظام، وصدقت ما تشتهيه أنفسها وما لا تشتهيه.
أورينت منذ البداية، وحتى بعد مرور هذه السنوات، كرست نفسها لفكرةٍ، إنها لكل السوريين وقد نجحت الى حدٍ كبير لتكون قناة تمثل السوريين الذين لا يشبهون النظام قطعاً ، بل وتقدمت على المعارضة الكلاسيكية أيضاً.
فيها وجد السوريون أنفسهم سوريين، منها يستقون أخبارهم وضياء ثورتهم، وبها يشحنون عزيمتهم، فيها وعنها وعليها يستطيع السوري، العربي والكردي، القول هذه قناتي، فهي كانت كردية للكرد أكثر من قنوات كردية جندت نفسها للأحزاب فقط، كقناة “روناهي” التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي ، على سبيل المثال التي تبث ساعات طوال تمثل حزبا ولوناً واحداً، وقد يسقط عشرات الشهداء من الكرد أو غير الكرد فتدير لهم الظهرالى حفلٍ فنيٍ للحزب.
منح ساعةٌ للكرد كانت خطوة جريئة ، قضت على بذور ما روّجه النظام إن سوريا من غير النظام، كالغابة، سيفترس الكل فيها الكل، تلك الساعة الكردية أوجدت تقارباً كبيراً بين الشعب السوري ، الجسم السوري الذي قطعه النظام دون أن يفصله تماماً، أورينت كانت كالخيط الطبي الذي يشد على جرح الوطن السوري يُقرِّ به ويغلقه بحب، تأكَّد من خلالها أهالي درعا واللاذقية إن هناك لغة كردية ، ومدنٍ كردية، ورقصات كردية، هناك أعياد كردية، وهناك عجائز سوريات كرديا تبسيطات لا تعرفن كلمة عربية واحدة – حتى تلاوة آيات القرآن أثناء الصلاة تتم بصماً من دون معرفة معانيها- ببساطة لأنًهن لسن عربيات ، ولم يدخلن مدرسة عربية ككل العجائز الأميات في بلدي ، اللاتي لا تعرفن القراءة والكتابة واكتسبن لغتهن وراثةً من الآباء والأجداد.
أكاد أجزم إن اغلبية الاخوة العرب قد تفاجؤوا بلغة رقيقة، صمّهم النظام عن سماعها، وموسيقى جميلة موؤدة في بلدهم، مُنِعوا من الطرب والشجن بها، وحرموا من تقاسم الحب والفخر بتاريخ أخوةً لهم قدّموا لبلدهم سوريا كما الآخرين، كانت لتلك الساعة، ومن اليوم الأول دوراً في كشف زيف ألاعيب النظام عن الخطر الدائم من ابن البلد الذي يترصد للبلد.
وبطلان ما نسجه عن قسمٍ من السوريين، من اساطير خطّها مؤرخو النظام، بأنهم مجموعة من الجان يرقصون حول النيران، أو أنهم قطاعُ طرقٍ في النهار واشباحٌ في الليل.وهو نفسه ذاك النظام الخبيث الذي لم يترك دولة في العالم وإلا كان يخصص عنها برنامجاً يتحدث عن تاريخها وثقافتها عن تراثها وموسيقاها.
أورينت الكردية مهنياً
لا شك إن المجموعة الكردية التي تعمل في القناة من معدي النشرات ومذيعين ومراسلين يمثلون شخصية الكردي في سوريا إذ ما اعتبرنا تلك القناة صورة مصغرة عن لسان سورية ، وهم يمثلون الكرد بشكل معقول لا نقول تلك شخصية النخبة الأولى وليست تلك الهامشية أو العادية، وقد استطاع هذا الطاقم – إن وضعنا الجانب المادي جانباً- بإمكانياتهم الشخصية، الذاتية على تجديد أو بناء جسرٍ جميل لينقلوا عبره هَمْ السوريين الى السوريين ، وبالفعل نجحوا بتقديم ورسم صورة قريبة من الواقع، لكن و بالتأكيد فإن مسيرة كهذه ستجابه بالعواقب لذا فهم مع نجاحهم الكبير قد أخطأوا ايضاً “الى يوم الخطأ” ، كانت نشرتا الاخبار الكردية والعربية أحياناً قريبة من “اتجاه فيصل قاسم المعاكس”فظهر تناقض واضح لمن يتقن اللغتين الكردية والعربية معاً ، فلا تستغرب أن ترى شهيد النشرة العربية قد يتحول إلى إرهابي أو شبيح النشرة الكردية، ربما لإعتماد معدي النشرتين على مصدرين مختلفتين، وكنا نرى الجيش الحر في النشرة العربية يصبح داعشاً في النشرة الكردية، ونرى وحدات “حماية ” الشعب في النشرة العربية من أزلام النظام، وفي النشرة الكردية يتقمصون شخصية الجيش الحر الذي يقاتل الإرهابيين والنظام.
وهذا سببه،ربما إن القائمين على إعداد النشرات والأخبار يعتقدون إن المهنية تعني الوسطية بين أيٍ كان، وأن تتوسط المسافة بين أي طرفين هي المصداقية وهي العمل المهني، دون الانتباه والتركيز على إن إظهار الحقيقة لتحقيق العدل وكشف المجهول هي الرسالة الأسمى للعمل حتى لو لم يكن المتورط والمغموس في الخطأ حزباً مثل “ب ي د” بل حتى لو كان شعباً كاملاً.
أعتقد، ليست العقلانية والانسانية هو الحياد دائماً ، فالمحايد بين المعلوم والمجهول يبقى جاهلاً ،والمحايد بين العدل والظلم يبقى ظالماً، ليست مهمة الإعلام هو الحياد دائماً، الاعلام والصحافة ليست كاميرة ثابتة ومذيع من بلاستيك، هي كاميرة بروح ومذيع مبدع ، ومعدٍ ذو قلقٍ دائمٍ للبحث عن الخبر .
المهنية أن تحاصر المجرم بالتقارير، إن تمنعه الاقترابمن القناة ،أن تكشف القاتل، وتلاحق المجرم حتى لو كنت وحدك، أو حتى كان معظم العالم معك وأتهمك الاخرون بعدم الحياد ، المهمأن تدرك إن امامك مجرم أو مخطئٌ أو حقيقة غائبة تستطيع الوصول اليها، الإعلام هو رسالة شعبٍ، رسالة مجموعة من البشر الباحثين لكشف الحقيقة والمساعدة على تحقيق العدالة وربما تنفيذها.
بعض كوادر القناة
لا شك إن الأستاذة لافا درويش قد رفدت الكادر الكردي بإحدى مقومات النجاح فهي تمتلك شخصية قوية في مواجهة الكاميرة، وهي متمكنة في عملها ولغتها وقد كسبت احترام المشاهد.
أما الإعلامي فائق اليوسف فقد تطور تدريجياً وتخلص من الإرباك ورهبة الكاميرة بانتظار أن تتم المصالحة بين كلماته وبين الحرارة وبين تعابير وجهه، على أملٍ أن يتخلص من البرودة بعد أن كسر كتلة كبيرة من الجليد.
يبقى مراسل القناة مكسيم عيسى الذي يتصف بشخصية قوية ويؤدي دوره بإتقان ومتمكن كمن خَبِرَ المهنة طويلاً، لكنه للأسف يحاول توظيف القناة أثناء لقاءاته لأجندات حزبية، لحزب “الوحدة الديمقراطي” تحديداً، والذي نخر المرض جسده بعد وفاة رئيس حزبه.
بدا ذلك جلياً من خلال لقائه “بممثل حزب الوحدة في أوروبا الأستاذ احمد جتو ” ولقاءات أخرى حيث تخلى عن دوره كإعلامي الى ما هو أقرب للنفخ في روح الحزب، الحزب الذي اختفى في زمن الثورة، هذا عدا عن محاولاته تلميع صورة حزب الاتحاد الديمقراطي كونه حليف حزبه ” الوحدة الديمقراطي” متناسياً بذلك دوره ورسالته في حمل قضية شعبه ككتلة واحدة من موقعه كإعلامي لا حمل راية حزب ما في موقع من المفترض يمثل الجميع.
يبقى الأمل أن تتقدم القناة أكثر فأكثر ويستفيد الكادر الكردي من تجربته وأخطاءه ليوصلوا المعاناة الحقيقية للشعب الكردي الى السوريين ومعاناة السوريين جميعاً الى العالم، متمسكين بالحقيقة والمصداقية، سائرين في دروبها، دون أدنى مراعاة لرضى هذا أو ذاك، أحزاباً أو جمعيات، أعماماً أو خالات.
Amin.74@hotmail.com