هو ما كنا قد حزنا منه

محمد سعيد آلوجي

باعتقادي ومع كل الأسف لم يعد بإمكان “ب ي د” أو أحد من أخواتها، أو أي مُناصريهم أن يفكوا اقتران اسم ” ب ي د ” وأخواتها مع الحلف المناصر لنظام القتل الأسدية في سوريا بعد دخول قواتهم المسلحة إلى بلدة تل كوجر واستلائهم على معبرها الحدودي مع العراق وهزيمتهم لعصابات داعش وجبهة النصرة اللتان كانتا قد أحكمتا سيطرتهما على تلك المنطقة الحدودية المهمة بين سوريا والعراق على مرأى ومسمع قوات الأسد، وبرضاها.

وذلك بعد أن أخذت الوسائل الإعلامية المختلفة تنقل إلى متابعي الشأن السوري معلومات تتحدث عن مساندة القوات العراقية لقوات الحماية الشعبية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي لوجستياً وعسكرياً في حربها ضد تلك العصابات الإرهابية.
هذا وقد أصبح بإمكان كل متابع للشأن السوري أن يضطلع على ما تناقلته تلك الوسائل الإعلامية من معلومات تؤكد رضا الحكومة العراقية عن سيطرة قوات ” ي ب ك ” على ذلك المعبر، وهي التي اعتبرت ذلك “أي الحكومة العراقية” انجازاً مهما يدفعها إلى المبادرة بفتح حدودها مع سوريا في تلك المنطقة الحدودية للتبادل التجاري وغيره.
ومن الملاحظ أن قوات ” ي ب ك ” لم تتحرك للإستلاء على ذلك المعبر إلا بعد أن سدت حكومة إقليم كوردستان أبوابها في وجه السيد صالح مسلم ومنعته من الدخول إلى أراضيها رداً على تطاوله على المسؤولين فيها.

حيث كان قد نعتهم بأوصاف غير لائقة، ولا بد أن يكون الكثيرون قد اضطلعوا على تلك التصريحات الغير مقبولة.
هذا كما لا بد أن يكون الكثيرين منا قد قرؤوا ما وزعته وسائل إعلام “ب ي د” عن صالح مسلم ما كان قد صرح به بعد أن استولت قواته على معبر تل كوجر.

حيث قال بما معناه بأن هذا المعبر سوف يفك الحصار عنهم كي يستطيعوا أن يتواصلوا مع العالم الخارجي دبلوماسياً، وأن يمكنهم من متابعة جولاتهم الدبلوماسية الأخرى بشأن مؤتمر جنيف2 وغيره، وهو ما يثبت طمأنته أيضاً على رضا حكومة العراق له ولقواته وهو ما يعزز أيضاً تلك المعلومات التي تفيد عن حدوث تقارب فيما بينهم، وقد سبق له أن قام بزيارة إلى حضرة المالكي برفقة هيثم مناع حيث اعتبرها في حينها بأنها كانت زيارة ناجحة.
هنا لا بد أن نشير إلى ما أصبح يردده الكثيرون بأنهم قد تلمسوا من تفاعل كل ذلك التقاءً لمصالح الأطراف الداعمة للنظام الأسدي من خلال إستلاء القوات العسكرية ل “ب ي د” على ذلك المعبر وسرعة تحرك القوات العسكرية العراقية المدعومة بحوامات عسكرية باتجاه الحدود السورية لملاحقة فلول عصابات داعش بغية الإجهاد عليهم.

كذلك ما عبرت عنه إيران من ارتياح لما جرى عند تلك المنطقة الحدودية.
هذا ولا بد أن نقف قليلاً على ما كان قد قام به بعض من كتائب الجيش الحر بالتضييق على حركة الطرق البرية للإمدادات العراقية والإيرانية لصالح عصابات الأسد في المناطق الحدودية الموازية لدير الزور والميادين وأبو كمال، ولذا فكان لا بد منه أن يكون عاملاً مساعداً على سرعة تفاعل العراق وإيران مع حدث سيطرة قوات “ي ب ك” على معبر تل كوجر وأن يؤدي ذلك إلى رضا الطرفين الداعمين أصلاً لقوات الأسد وهما اللذان لم يستطيعوا أن يبقوا ذلك قيد الكتمان، وهو ما جعل اسم “ب ي د ” وأخواتها يظهر ضمن الحلف المناصر لقوات الأسد سواء أشاءت “ب ي د ” أم لم تشأ، وهو ما كنا نتخوف منه أصلاً، وهم المحسبون على شعبنا، وهو ما سوف يجر قسم من أبناء شعبنا المغرر بهم إلى ذلك المحور ويضعهم بشكل مباشر في مواجهة المعادين للحلف الإيراني العراقي السوري وملحقاتهم من دون أن يُستبعد منهم كل المناصرين للثورة السورية، ومن ضمنهم القسم الأكبر من أبناء شعبنا الكوردي، وهو ما كنا قد حزنا منه وأبدينا تخوفنا منه منذ وقت ليس ببعيد بالتزامن مع إعلان حزب الللات دخوله الحرب إلى جانب قوات الأسد القاتلة ضد ثورتنا السورية المباركة.

29.10.2013

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

نبذة عن الكتاب: يسعدني أن أقدم لكم العمل البارز لصديقي العزيز، ريبرهبون، مؤلف كتاب ” نقد السياسة الكوردية (غربي كوردستان أولاً)”. هذا الكتاب هو استكشاف عميق للمشهد السياسي الكردي، يقدم نقداً ورؤية للمستقبل. إنه رحلة فكرية تمزج بين التحليل التاريخي والواقع الحالي، وتبحث في الحلول للتحديات التي يواجهها الشعب الكردي، خاصة في غربي كوردستان (روجافا). يقدم المؤلف تأملات صادقة في…

د. محمود عباس الزيارة المفاجئة التي قام بها أحمد الشرع، رئيس الحكومة السورية الانتقالية، إلى إسطنبول، لم تكن مجرد جولة مجاملة أو لقاء بروتوكولي، بل بدت أقرب إلى استدعاءٍ عاجل لتسلُّم التعليمات. ففي مدينة لم تعد تمثّل مجرد ثقلٍ إقليمي، بل باتت ممرًا جيوسياسيًا للرسائل الأميركية، ومحورًا لتشكيل الخارطة السورية الجديدة، كان الحضور أشبه بجلوس على طاولة مغلقة،…

جليل إبراهيم المندلاوي   في عالمنا الإسلامي، لا شيء يُوحِّدنا كما تفعل الخلافات، فبينما تفشل جهود الوحدة السياسية والاقتصادية، نثبت مرارا وتكرارا أننا نستطيع الاختلاف حتى على المسائل التي يُفترض أن تكون بديهية، وآخر حلقات هذا المسلسل الممتد منذ قرون كان “لغز” عيد الفطر المبارك لهذا العام، أو كما يحلو للبعض تسميته: “حرب الأهلة الكبرى”. فبعد أن أعلن ديوان الوقف…

قدم الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، السبت، تشكيلة الحكومة الجديدة، والتي تكونت من 22 وزيراً. وقال الشرع في كلمته خلال مراسم الإعلان عن الحكومة في قصر الشعب: “نشهد ميلاد مرحلة جديدة في مسيرتنا الوطنية، وتشكيل حكومة جديدة اليوم هو إعلان لإرادتنا المشتركة في بناء دولة جديدة.” وجاءت التشكيلة الوزارية على الشكل التالي: وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني وزير…