هل يجب المشاركة في مؤتمر جنيف 2 ؟؟؟

د/ موفق مصطفى السباعي

قبل أن نخوض في الحديث عن مؤتمر السلام المزعوم جنيف 2 …
يجب علينا أن نعرف ما هو تصور العصابة الأسدية وحلفائها ..

سواء من الشرق أو الغرب ..

عن الحل السياسي أو السلمي للقضية السورية …
هم يريدون ما يلي :
1- إلقاء الثوار لسلاحهم ..

وتسليمه إلى الجيش الأسدي ..

والإذعان والخضوع الكامل للنظام .

2- تسليم الثوار لأنفسهم إلى المخابرات والأجهزة القمعية الأسدية ..

وفي هذه الحالة يمكن أن يتكرم عليهم بشار ..

بعدم سجنهم أو إعتقالهم مبدئياً ..

كبادرة حسن نية منه ..

ويصدر قرار عفو عنهم ..

مع إظهار أنه المتكرم ..

المتفضل ..

العطوف ..

الحنون على شعبه ..
3-    إيقاف إدخال أي سلاح للثوار ..

وتوقف جميع الدول المؤيدة شكلياً أو حقيقياً للثوار عن دعمهم بأي سلاح ..
4-    طرد جميع المجاهدين والمقاتلين غير السوريين ..

الذين كانوا يقاتلون إلى جانب الثوار ..

أما المقاتلون الشيعة من كل بلدان العالم  ..

فسيبقون سندا ..

وحرزاً للنظام الأسدي ..
5-    عودة الشعب السوري إلى جحر الطاعة كما كان قبل الثورة ..

مع شيئ من التغيير الشكلي..
6-    السماح بعودة المهجرين إلى بيوتهم ..

وإعطاؤهم ..

كترضية ..

شيئاً من المال لإصلاح بيوتهم ..

أو أن تدخل شركات إستثمارية عملاقة ..

تقيم أبراجاً شامخة ..

تعطي لكل عائلة منكوبة شقة مجانية ..

وتبيع الباقي ..

وهو أضعاف ما أعطته للشعب ..

لحسابها الخاص ..
7-    تشكيل حكومة مناصفة بين المعارضة والنظام ..

وقد تعطى شيئا من الصلاحيات أكثر مما كان ..

ولكن يبقى المهيمن والمسيطر الأول والأخير هو بشار وزبانيته من المخابرات ..
8-    إعطاء شيئ من الحرية الإعلامية الظاهرية لفترة مؤقتة ..

حتى تهدأ الأحوال ..

وينسى الناس آلامهم وأحزانهم ..

ثم تعود الأمور أشد وأقسى ..

ويبدأ الإنتقام بشكل شامل ..
9-    يبقى بشار هو الرئيس ..

وتتجدد ولايته مرة أخرى ..

بنفس الطريقة القديمة مع شيئ من التغيير الظاهري الخداعي ..
هذه هي الخطوط العريضة التي يريد النظام وأعوانه التحاور حولها ..

وقد يقدم أثناء الحوار ..

شيئاً بسيطا من التنازلات التي لا تغير في جوهر سيطرة النظام على سورية..

متظاهراً بتعاونه الكامل مع المعارضة ..

ورغبته الشديدة لتحقيق السلام ..
إذن هل ثمة فائدة من ذهاب الإئتلاف الوطني إلى جنيف أم لا ..

طالما أن هذا هو الإطار العام للحوار ؟؟؟
وهل الأفضل أن يذهب أم لا ؟؟؟
حسب الرؤية العقلية والمنطقية ..

وحسب الأصول الدبلوماسية ..

والحنكة السياسية ..

وإعتماداً على الخديعة والمكيدة لأعداء الله ..

وأعداء الشعب السوري ..
وإعتماداَ على الأصول الشرعية ..

الحياتية ..

والعلاقات الإجتماعية الدولية ..
أقول :
يجب على الإئتلاف الذهاب إلى جنيف ..

 

والجلوس على الطاولة أمام المجتمعين كلهم ..

بكل ثقة ..

وقوة ..

وشموخ ..

وإستعلاء بقوة الإيمان ..

ويقين بالنصر من الله ..

مع إستحضار قوله تعالى :
فَلَا تَهِنُوا۟ وَتَدْعُوٓا۟ إِلَى ٱلسَّلْمِ وَأَنتُمُ ٱلْأَعْلَوْنَ وَٱللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَـٰلَكُمْ  محمد آية 35
والنظر من علٍ ..

إلى جميع المجتمعين على أنهم صغار ..

صغار ..

ولو كانوا يملكون الأرض كلها ويتحكمون فيها ..


وبعد الجلوس بهذه الصفة الإيمانية القوية ..

التي تُدخل الرعب والخوف في قلوب أعداء الله ..


يقدم رئيس الوفد الورقة التالية :
 بحيث تعطى لكل مخلوق نسخة باللغة التي يفهمها ..


ثم يستأذن من رئيس المؤتمر أو منظمه ..

السماح له منذ البداية ..

وبإصرار شديد على حق الكلام أولاً :
وتلاوتها أمام الحاضرين بصوت جهوري ..

ذي إيقاع موسيقي ..

منسجم ومتناغم مع أحداث الثورة ..

مع تغير في طبقات الصوت بين الإرتفاع ..

الذي يُشعر الحاضرين وكأن الجبال تكاد تتفتت ..

وتسقط فوق رؤوسهم ..

وبين الإنخفاض الهادئ الوادع ..

مع صوت حزين شجي ..

كأنه ترانيم الجنائز الذي يقطع نياط القلوب ..

كي يأخذ بألباب الحاضرين  وقلوبهم ..

ويهيمن ويسيطر على أرواحهم ..

وأجسامهم ..
هذه الورقة تتضمن خطوطها العريضة ما يلي :
1-    نحن طلاب حرية ..

خرجنا على حكم الطاغوت بشار لإسترجاع حريتنا وعزتنا وكرامتنا ..

التي سلبها لخمسين عاماً ..
2-    نحن طلاب سلام ..

ونريد أن نعيش بسلام وأمان ..

كما تعيش شعوب الأرض قاطبة..


3-    لكن النظام المجرم واجهنا منذ اليوم الأول بالنار ..

وقتل وسجن وجرح مئات الألوف ..

وهجر الملايين ..

ودمر ملايين المنازل ..

إنتقاما لأننا طالبنا بحريتنا ..

أمام أنظاركم جميعاً ..
4-    أمام هذا المشهد المأساوي ..

المروع ..

المرعب ..

لقتل الإنسان يوميا على أرضنا ..

لنا الحق كل الحق عليكم من الناحية الإنسانية ..


أن نطالبكم ..

يا من تزعمون أنكم أصدقاء الشعب السوري ..

والحريصون على حياته ..

أن تبحثوا أولاً وقبل كل شيء ..

مع ممثلي النظام ..

تطبيق بنود مبادرة السلام ذات النقاط الست ..

التي وافق عليها مجلس الأمن ..

ووافق النظام عليها نظرياً فقط ..

وتعهد المبعوث الأممي الإبراهيمي بتطبيقها ..

والتي جاء بيان جنيف الأول مؤيدا لها ..

وفي مقدمتها وقف القتل ..

وعودة الجيش إلى ثكناته العسكرية ..

وإطلاق سراح المسجونين وغيرها ..

وغيرها ..
5-    وبما أنكم إجتمعتم هنا ..

إنطلاقاً من ضميركم  ..

ووجدانكم ..

ومشاعركم  وعواطفكم وأحاسيسكم الإنسانية ..

وشعوركم بالمسؤولية الأخلاقية تجاه شعبنا ..
إذن عليكم أولاً وقبل كل شيئ ..

أن تلزموا النظام بالقوة ..

لتطبيق مبادرة الإبراهيمي..
6-    وحينما يتم تطبيق البنود الستة كاملة ..

حينئذ فقط ..

نحن جاهزون لمناقشة كل شيئ مع النظام وبدون أية شروط ..

وفي دمشق بالذات ..
7-    وإذا لم تستطيعوا ..

إلزامه بالقوة في تطبيق جنيف 1 أولاً ..

فلا فائدة من الحوار ..

ولا النقاش ..

والكلام ..في جنيف 2 أو 10 !!!!
وعلى أي شيئ نتحاور والرصاص يوجه إلى صدورنا ..

ولا فائدة من بقائنا هنا ثانية واحدة ..

وشعبنا يُقتل كل دقيقة ..
8-    أتريدوننا أن نعلن إستسلامنا ..

وخضوعنا ..

وإنصياعنا للنظام ..

ونقبل بجرائمه وقتله لشعبنا ..

وأنتم الذين طالبتم في بيان جنيف الأول بضرورة مساءلة النظام عن جرائمه.
9-    جئنا إليكم بعقول منفتحة ..

وصدور واسعة ..

ورغبة يقينية وأكيدة بتحقيق السلام في ربوع بلدنا ..

مع تحقيق عزتنا وكرامتنا وحريتنا وسيادتنا على أرضنا ..
10-           وبعد أن أوصلنا لكم رسالة شعبنا ..

نعلن خروجنا من القاعة ..

بإنتظار أن تحققوا مبادرتكم في جنيف 1 على أرض سورية ..

قبل البحث في جنيف 2 …
ثم تخرجوا بكبرياء ..

وشموخ ..

وإستعلاء ..

كما دخلتم ..أعزة ..

كرام ..
ملقين الكرة في ملعب المجتمع الدولي ..ومحميله كافة المسؤولية الأخلاقية والإنسانية..


وتأكدوا أن النظام الأسدي ..

لن يقبل تطبيق أي نقطة من النقاط الستة ..
وبذلك تظهروا أمام شعوب العالم أجمع ..

أنكم قمتم بواجبكم حق القيام ..

وأنكم تعاونتم مع المجتمع الدولي ..

واستجبتم لندائه ..


ولكن النظام هو الذي لم ينفذ شيئاً ..

ولن ينفذ ..


الجمعة 20 ذو القعدة 1434
25 تشرين أول 2013
د/ موفق مصطفى السباعي

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…