مختبرات دهام حسن للتحليل النفسي

  إبراهيم اليوسف 

دأبت على امتداد سنوات ، أن أكون على انتظار موعد جميل، مع صديقي دهام حسن الذي كانت تقوده العصرونيات إلى زيارتي في بيتي، يلتقي هناك بعض أصدقائي الدائمين، ومنهم من هو غير العابر في الوسطين: الثقافي والسياسي وحتى الاجتماعي، وثمة زيارتان منهما – وكلتاهما موثقة كتابياً في مقالين- إحداهما كانت في 10-7-2006 حيث كتبت عن ذلك مقالاً بعنوان “الطبشورة”* والثانية  تاولها في مقال  تحدث فيه عن وداعه لي قبل سفري  إلى دولة الإمارات، عنونه ب “الديماغوجية في السياسة وفي الممارسة الحزبية**”،   وكتبه بعد “سفري!!”، وإن بقي مع أصدقاء قلة يتواصل حتى مع أبنائي في غيابي، إلى ساعة مرضه – ربما- والتي هتفت فيها إليه، وتابعت أحواله، وهي صفة أصيلة لدى أخي دهام أشهد بها له.
زيارته التي كتبت عنها مقالاً بعنوان “الطبشورة”ونشر في مواقع كثيرة، وتشير ذاكرة “غوغل” على أنه لما يزل في موقعي الفرعي المتبقي -الحوارالمتمدن*- بعد تحطيم أكثر من موقع إلكتروني شخصي لي، كانت مفاجأة هزتني لاسيما وأنه منذ استقبالي له على الباب الداخلي لغرفة ضيوفي وضع بين يدي “طبشورة” ملفوفة في قطعة “كلنكس”، لا يزال محتفظاً بها ضمن إرشيفي في مكان ما، وصار يخبرني أنه خصني بها -وحدي- على كثرة زملاء وأصدقاء المهنة..

وهي الطبشورة المتبقية من آخر درس أعطاه لطلابه ليلة أمس، قبل أن يدخل في هذا اليوم في عالم التقاعد، وما كان مني إلا أن احتضنته بقوة، احتضان ابن لأب، لأكتب في ما بعد مقالاً أفرغ من خلاله شحنات انفعالي.

ومشاركتي للأخ دهام أحاسيسه وتعبيراً في حده الأدنى عن المسؤولية التي حملني إياها، وإن كنت سأضطر للدخول في عالم التقاعد ولو الجزئي، بعد عام تماماً من التاريخ ذاته، حيث كنت أواصل التعليم في مدينة “تربسبي” منقولاً بشكل تعسفي من مدينتي قامشلي، ولكل ذلك قصص طويلة، يعرفها زملائي معلمو مدرستي “فايز منصور” آخر مدرسة علمت فيها بعد حوالي سبعة وعشرين عاماً من التعليم، ثلاثة أرباعه كانت في إطار حرب اللقمة علي وعلى أسرتي..
زيارته الثانية التي كتب عنها، تمت عندما التقى في بيتي ثلاثة شبان من أصدقاء أولادي من حراك تلك المرحلة، وعرفته عليهم، وسجل أحدهم ملاحظاته على بعض مقالاته -ولا أتذكر الآن تفاصيل الحديث، تماماً.

وإن كنت أعرف أي هؤلاء فعل ذلك- فوقفت إلى جانبه، لكنه فاجأني بهذا المقال الوصائي يحذرني من العلاقة مع الأحزاب الكردية، كرد فعل على نقد عابر من شاب مناضل طيب، لمجرد أنه ومن معه  ينتمون إلى حزب كردي محدد، إلى جانب عملهم في الحراك الشبابي، وهو موقف غريب، لم أستسغه منه، وإن كنت لم أرد عليه، علناً، بل تمت بيننا مراسلات خاصة، تبين قراءتها مدى كاريكاتيرية الحوار، إذ أعتقد أن الوقوف إلى جانب الحركة الكردية – قبل أن يغدو بعضها سلطة – هو وقوف مع حركة تحرر، وإن النقد يجب أن يوجه للنظام، وإن أية إساءة إلى الحركة الكردية تتم الاستفادة منها، وإن كنت أوصل ملاحظاتي – بطريقة ما- إلى كل طرف على حدة، أنى تمت هناك تجاوزات، وها أنا أعترف أن نقد الحزب الكردي، كان يجب أن يتم، على نحو موضوعي، وهنا أحد المآخذ التي أسجلها على خطابي.

وإذا كان التواصل قد انقطع نهائياً، مع الصديق دهام، منذ سنوات، بسبب سفري ولا أقول: هجرتي…، ورغم مآخذي عليه، إلا أنني أكنُّ له الود، مع أني سأعلم من خلال بعض الأصدقاء أنه يدير جلسات تحريضية، ذات توتر كيدي عال، ضدي، لا تليق بمستوى مثقف مرموق، الأمر الذي لم أبال به، لأني أحتكم دائماً إلى علاقتي بكلمتي، ورصيدي الميداني، على امتداد عقود من وعيي، حيث مواقفي كلها مدونة، وإن كان من ضمن غيرالمدون من قبلي: ضغوطات اللقمة، والنقل التعسفي مرتين، أحدهما في ثمانينيات القرن الماضي والآخر في العام 2005، بل وإنني تقدمت إلى أكثر من عشر مسابقات انتقاء مدرسين، ولم يتم تثبيتي، لأبقى كمعلم مثبت على الوكالة “فقط” بفارق آلاف الليرات في الراتب ..آنذاك…، وكل ذلك يدل على غيريتي، وليس على داع أناني، ولا أريد الحديث عن “الذات” كما فعل صديقي دهام وهو في معرض رثائيته لحلم المكتب التنفيذي- وكنت أريده أن يتحدث في مأساة أكبر هي: آثار فرقة الكتاب التي تمت بسبب كل ما رصده وقبل كل ذلك: كيفة إصلاح ما تم وهو شريك متحمس… على حد تعبيره – مع أني هنا أمام مهمة الدفاع عن الذات- كما أفعل عادة في وجه من أجد أنه يستأهل الرد، وهو أمر أجده في شخص دهام الذي أحترمه رغم الخلاف الذي يؤججه من جهته – إذ حيرني مقاله الأخير في موقع “ولاتي مه”13-10-2013 الذي زجَّ  فيه اسمي، ثلاث مرات، بل إنه بدأ مقاله بالشكل التالي “أنا من الذين تحمسوا للمؤتمر وأنا راقد على فراش المرض حتى صبيحة انعقاده يوم أول أمس الجمعة، لاسيما أنني لم أجد لدى السيد إبراهيم يوسف أي صفاء في النية أو أية رؤية سوى الأنانية المفرطة، كما أني من باب حماسي لعقد المؤتمر….” حيث أنه بتفكيك هذه المقدمة، وعلى ضوء عدم مشاركتي في المؤتمر، وعدم حجبي لصوتي عنه، وعدم تحريضي في القاعة على عدم التصويت له، فكان أن لم يحالفه الحظ في النجاح، وهو ما لا علاقة لي به..!، وتزداد الصورة وضوحاً عندما يعلم القارىء الكريم أن لا حوار بيني والرجل حول أي مشروع مشترك، حتى يحكم على نيتي بالصفاء أو اللا صفاء، وتزداد المفارقة عندما نعلم أنه- وهو الكاتب الذي يشتغل في مجالات بحثية – لم يسمع مني -شخصياً – أي موقف تجاه المؤتمر، وكان عليه أن يسألني، أو يتدخل لإزالة أي خلاف بين الرابطة والداعين للمؤتمر، وهو مطلوب من مثقف “بمقامه”، وها هو يتحدث عن حماسه الذي أعرفه قبل المؤتمر- بسنة في أقل تقدير- لأنه كان من الدعاة إلى مثل هذا المؤتمر، رغم وجود رابطة كتاب سابقة، عملت في ظروف صعبة، وهي تحتاج من الكاتب المنصف، ذي الضمير المكافأة لا الإقصاء، لاسيما أننا في رابطة الكتاب، تفاجأنا بإعلان هذا المؤتمر دون إعلام زميلين لنا: هما في اللجنة التحضيرية، وكنا قدمنا رؤية عن المؤتمر الذي سيتم، “وها قد  وقعت بحذافيرها”، وكان أولى بالصديق دهام الاعتراف بخطل حماسه، وموقفه، إلى جانب من يشق صفوف الكتاب، لاسيما وأننا أشرنا إلى تعليق الحوارات إلى ان تتوافر ظروف عقد المؤتمر -وأنا لن أتحدث عن هذا المؤتمر بل عن صديقنا أبي رشا- وكان من الأولى أن يعلمنا الأخوة الداعين للمؤتمر بنيتهم الجديدة وهم على أعتاب المؤتمر القومي الكردي….، بل إننا ونزولاً عند رغبة أكثر من قيادي مشرِف من الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا- البارتي على المؤتمر تواصلنا معهم، عبر كتاب رسمي، ولم يتم الرد علينا حتى الآن، ناهيك عن أن زج اسمي -هنا- يبدو كتابياً، خارج السياق، ما دعاني لأقول لبعض الأصدقاء: “إما أنه سهو” أو ” إن أبا رشا وجدني في منامه فأشار إلي”، لكن ما يفرحني هو أنني في بال هذا الصديق.

ما وقع فيه أخي دهام من أخطاء كثير..

بل جد كثير، لاسيما أنه يورد مجموعة أسماء، ولا يترك أحدها من دون وصف”؟؟؟؟” مدحاً أو قدحاً، وإطلاق أحكام نهائية، وكل ذلك مزاجي لا أكثر، فأنا رغم اختلافي مع عاقدي المؤتمر وما قام به هؤلاء الذين أختلف معهم، إلا أنه يظلمهم، ومن بينهم الصديق توفيق الذي وقف إلى جانب الرابطة، لحظة الإعلان الرسمي عنها في العام 2005، في يوم الصحافة الكردية الذي أقامه البارتي في إحدى صالات الأفراح خارج المدينة، وكنا شاركنا عبر وفد ضم عدداً من الزملاء- ومنهم الشيخ معشوق الخزنوي ومشعل التمو” الذي لم يحضر” وماهين شيخاني وأحمد حيدر وإيفان محمد وآخرون- وكان توفيق عضو منظمة ماف صديقاً لي، و”اعتبرته”من المؤسسين، حتى دون حضور أي اجتماع لنا، لأنه الوحيد الذي وقف معنا بكل قوة، وهو من وصلتنا رسالة تهنئة من الرئيس مسعود البرزاني في العام 2005 عن طريقه، كما أنه مهد لأحد لقاءاتنا مع بعض المثقفين من رفاق البارتي وأصدقائه في سهرة في بيت صحفي صديق من آل الملا، ممن قالوا: سننضم من دون إعلان، وها بعضهم  الآن، في الخط الأول من العمل النقابي للكتاب، وإن كانت تلك السهرة” هي الأخيرة، وتمت هي الأخرى في العام 2005 ورغم أن صديقي الأكثر إخلاصاً توفيق ، لم يعلن عن انتمائه لنا حتى بعد انخراطه الرسمي في الرابطة، بعد الثورة، إلا متاخراً،  وهو من ضمن ما أشرت من عداد المؤسسين، كما عدد ممن أطلقت عليهم الصفة لمجرد “الموافقة الشفهية ” من دون أي عمل فعلي معنا، قبل أن يتم تنظيم الرابطة في السنوات الأخيرة، و أخي توفيق يستأهل ذلك، وإن كان قد ترك “ماف” و” الرابطة” من قبل، في أصعب ظروفهما، بسبب انشغالاته الحزبية، لكنه كان من أكثر الناس قرباً إلينا في الرابطة تحديداً، وكان  محط ثقتنا جميعاً، ولن تتزعزع ثقتي الشخصية به، رغم خياره الأخير، وهو شأنه.

إلا أن خلاف أخي دهام مع توفيق له بعد عائلي، ولكم أردنا ألا ينظر إلينا من خلاله، إلى الدرجة التي يتحدث عن مريدين لي، ويحشر اسم قريبه “عديله”، عموماً، هو هنا: يتحدث عن أصدقاء لي، على أنهم “مريدون لي”، وقد كان هو نفسه من أكثر المقربين لي، ولم ولن أعده مريداً يوماً ما، بل نداً، كما أني أعد نفسي صديقاً لكل من هو وفي معي، لا سما بعد امتحانات الثورة التي كشفت عن طوايا الناس ونواياهم و “معادنهم”..!.

الإشارة إلى اسمي، في هذا المقال، تمت من قبل الاستاذ دهام ثلاث مرات، وليس فيها أي من الوداد المفترض، إنه نسف لتاريخ طويل من العلاقة مازلت أقومها في فضائها الماضي، كما هي، ولعله يريد أن يقول -بما لم يقله مقاله- أني سبب في عدم نجاحه، إذ أنه لو كانت الرابطة حاضرة بكل قوامها، لما استطاعت أية جهة القيام بهذه الانتهاكات، وهو اعتراف بقوة موقف الرابطة، وتاريخها، ونضالها، وسبب تهرب بعضهم من الاتفاق معنا وهو حديث طويل نريد إنهاءه لأننا لا نزال مع وحدة الكتاب، وصديقي دهام يبدو قد قرأ كل ما نشرته هذه الرابطة التي قالت كل ما تم في المؤتمر، قبل عقده، فلم لم يصدقها؟، ثم لم لم يقرأ مجريات المؤتمر قبل أن يرشح نفسه، وقبل ان ينسحب كما فعل وفد عامودا؟، وهو ما كان ليفعل ذلك لو أنه حصل على أصوات صديقنا الجزيري، وهنا سأجلي أمراً مهماً وهو أن رؤية الرابطة كانت صحيحة، وإن كنت “شخصياً” وأقولها علناً، وعلى خلاف تحليله المَخْبريِّ الخاطىء ل” صفاء نيتي” مع وحدة الكتاب ، ومع مشاركة الرابطة في أي مؤتمر، تحاورنا من أجله، عبر المحاولات المؤودة التي تمت جميعها “ونحن كرابطة لنا أخطاؤنا التي تمت بسبب انعدام الاتصالات بين الداخل والخارج” ولكننا عملنا مؤسسي، ولأننا زملاء وأعضاء في رابطة لكل منا صوته، فرأي زملائي هو الذي كان يرجح، لأنهم كانوا يتلمسون “نوايا غير صافية” عند بعض المتحاورين معنا، خلافاً لاستقراءات أخي دهام، بل عكس تقويمه المضبب، ولا تزال عبارة الأخ والصديق برزو تطنُّ في أذني- وقد تمت في اجتماع على السكايبي حضره الكاتب خليل كالو الذي كان صاحب أولى محاولة للمِّ  صفوفنا- عندما قال أي برزو: جميل، أني أسمع منك أن لا شرط من قبلك على وحدة الكتاب وأنك لا تفرض أن تكون رئيس الاتحاد المقبل كما نقل إلينا”، وكان هناك شخص نمَّام نقل إليه موقفاً كاذباً ودأب على ذلك من أجل أغراض حققها أخيراً، وكان ما سمعته قد أثار ضحكي، لأن هناك من أمثال هذا الشخص الذي ظهر فجأة، صار يملأ الشارع بخبر مفاده أنني أشترط أن أكون الرئيس؟؟؟!!!، رغم أني قلت منذ أول اجتماع للوحدة بيننا: لن أترشح، لأية مهمة، في أي مؤتمر جامع، بل إني لم أحاول- وأنا قد دأبت وأولادي على إصدار بينات  الرابطة منفردين، قبل وبعد الاجتماع الأول الذي دعوت إليه بعض المقربين لمأسسة الرابطة – فلم أحاول أن ألقب نفسي بأية صفة، ولم أكن من عداد الهيئة الإدارية، لولا إصرار زملائي على البقاء، والتهديد بعدم الاستمرار، لأن العلاقات مع الأعضاء تمت من قبلي، كما قالوا ذك وأتمنى من زملائي: عبدالباقي حسيني ود.

محمود عباس وخورشيد شوزي وعنايت ديكو وقادو شيرين الذين يعملون منذ ثلاث سنوات ونيف، كخلية نحل، أن يكتبوا عن هذا وذاك، لاسيما أن محاضر اجتماعاتنا موجودة، حيث أني أجد نفسي حاضراً ب”كلمتي” ب” موقفي”، لا بختم أي مؤسسة كما قلت ذلك في مقال لي في أوائل ثمانينيات القرن الماضي في مجلة” هنا دمشق”، و أن  رسائلي كلها إلى الداخل، تؤكد رفضي القاطع لأي ترشيح، وهي معممة على الزملاء وموجودة –وبالتاريخ- في بريد الصديق توفيق عبد المجيد.

وهنا أسأل صديقي دهام: نية من هي غير الصافية؟؟، ومن الأناني؟؟، ولعلمه: إن من يقف بكتاباته ضد أعتى نظام دموي في سوريا، معرضاً نفسه وأهله للخطر، لن يكون أنانياً، وإن الرسالة التي هجرت من أجلها، لما أزل قابضاً على جمرها، متمسكاً بها، وأعمل عليها ما بوسعي، وهناك شهود أنقياء الضمير، يتابعون عن كثب، كل ذلك، ولا شأن لي بأصحاب الضمائر المعطوبة، حيث لهم عالمهم الخاص.

وإذا كانت  ثورة صديقي دهام لا تهدأ، ويتعامل مع اسمي –كعقدة له- فها يذكرني مرة أخرى، وخارج السياق قائلاً: وأقول لصديقنا إبراهيم يوسف أظن أنك ستسكت بعد أن تبين لك الحق من الغيّ، لأنك لست بالجرأة لمواجهة هؤلاء، وليس بعيدا أن تركض إلى موائدهم كما فعلت سابقا عندما هوجمت من قبل التقدمي” يذكر- هنا- بخلاف عمره بضعة عشر عاماً، تم بيني وأحد الراحلين من التقدمي، وتمت تسوية الأمر، من خلال موقف حكيم من الأستاذ عبد الحميد درويش ، ولكني لم أجلس يوماً على مائدة لهم، وإن كنت ودهام التقينا في إحدى ندواتهم أو أكثر- وكان لي وله آراؤنا “المدونة في كراريس مطبوعة” و التي سيحكم التاريخ على مدى أهميتها، وكانت ضيافتنا “شاياً” و”ماء “، وليست موائد من طراز الموائد التي يهرول الكاتب غير الصحفي إليها في الإقليم من دون أن يكون له اسم بين الصحفيين المدعوين، بل وإنه لا يمتلك شروط الصحفي.

وأقول لأخي دهام: أكرر على مسمعك، أنت الذي انجلت له الأمور بعد المؤتمر المذكور، وليس أنا، فأنا أنتمي لرابطة  ذكرت كل شيء، لكنك لم تستفد من رؤيتها، وعليك أنت مراجعة نفسك، بل والكثير من الحسابات”، أما عن جرأتي فأقول لك: صديقي، لقد كنتَ في بيتي مساء 12 أذار2004 كما ستفعل ذلك في كل المحطات و المواقف و الأزمات التي مرَّ بها شعبي- وحتى الآن- وكنت ترى بأم عينيك هروب من كانوا من” الهواتف” المتصلة التي أرد عليها في بيتي الذي كان غرفة عمليات، يأتيها من تراني أتهيبهم، وحسبي كنت مخلصاً معهم، ومازلت أرى أن التدابير التي تمت هي من قبل أنفار من البارتي، من دون علم قيادتهم، كما أعلمني -هاتفياً- الشخص الأول في البارتي وهو في المطار، قبل سفره إلى استنبول- وحسبي أني مخلص مع رسالتي ومع من اخترتهم- كما علمت  ومن خلال اتصالاتي فإن حكومة الإقليم أبرياء مما ألصق بهم من تقويل على لسانهم حول شق صفوف الكتاب، ولدي ما أثبته-هنا- ولا أرمي كلامي جزافاً، وإن سنجد من كانوا وراء ماتم، العمل على إنقاذ مواقفهم للانطلاق من خانة”النهاية” إلى خانة” البداية”، وكتأكيد أسأل: هل الكلمة التي ألقيت في المؤتمر كانت بموافقة المجلس الكردي الذي لن يخذل  رابطة تعد مؤسسة في بنائه، بعد أن دعانا البارتي إلى المساهمة في بناء المجلس الكردي، وكنت “شخصياً” أقررت أسماء ثلاثة أعضاء من الكتاب والناشطين لبناء هذا المجلس، كانوا أعضاء مؤتمره التأسيسي الأول.

..؟؟؟؟!

أجل، صوتي وأسرتي  كان مدوياً، يا صديقي، وهو ماكنت تسمعه” بصمت” من دون إبداء أي موقف في أهم المحطات بحق شعبك الكردي الذي تأتي الآن لتجدك مظلوماً لأنك- في وقت سقوط الخوف- لم تصبح مسؤولاً “؟؟؟؟؟” بلا ماض في إطار الدفاع عن زملائك الكتاب، وضمن وسط كنت تدعوني إلى الابتعاد عنه، عكس خياري الذي دفعت ثمنه كثيراً، ولما أزل….- مع احترامي لماضك النضالي الحزبي العام- وكان من بين ذلك أنني أطلقت أولى منظمة حقوقية كردية في سوريا على نحو عملي ، وأولى منظمة بيئية، وأولى هيئة للكتاب والصحفيين، ضمن مشروع لي عن المجتمع المدني، قبل أن أن يحاول بعضهم الآن الاستحواذ عليه، وكان ذلك يتم  في ظروف قاسية، دافعت خلالها عن شعبي، ولم يمر اسم معتقل واحد إلا ودافعت عنه، وها نجد التهافت على منظمات المجتمع المدني التي كان بعض أكثر الناس شجاعة يقول لي: حتى بعد مرورسنة ونصف على الثورة،  ضع اسمي، ولا تعلنه لأحد،  بل هناك من كان يقول: لنحسب حسابنا، أخشى ألا يسقط النظام، كم هو مؤلم يا صديقي أن الثورة باتت تخلط “حابل” المواقف ب” نابلها”، و”الأردياء” ب” الأنقياء” و” الشجعان” ب” الجبناء”، وبات الكثيرون ممن لم نسمع لهم صوتاً ميدانياً في” الملمات”، حيث باتت أصواتهم  تدوي، وتلعلع، ولدي ما أقوله عنهم واحداً واحداً بما لا يرضي من الأمثلة التي أتأباها، وإن كنت تجدني فوق هذا وذاك”مفتقداً للجرأة” فإنني سأنقل إليك مادار من حوار في اجتماع مجموع الأحزاب الكردية بعيد فك الحصار عن قامشلي، أي  بعيد انتفاضتها، حيث قال سكرتير حزب كردي كما رواه أكثرمن واحد لي ذلك: نشكر فلاناً وأسرته لأنهم عملوا كحزب كامل، فقال الآخر: بل عملوا كثلاثة أحزاب، ولن أقول ماذا كان رد الثالث، خجلاً، وما كنت لأقول مثل هذا الكلام، لولا أنت وضعتني في موقع المرافعة عن النفس، لاسيما أن كتابة التزوير باتت رائجة، وأن تاريخاً مشوهاً يكتبه بعض أصحاب الأقلام الصفراء من المنهزمين الذين يريدون إعادة الاعتبار إلى أنفسهم، بدأب، وعلى مراحل، وأختتم ردي هنا بالقول: شفاك الله، يا صديقي، شفاك، وأعادك إلينا، في الصورة التي طالما رسمها لك محبوك وأنا منهم يقيناً”.

مقالي” الطبشورة”

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=59399

مقال دهام حسن:

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=186048

 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف تعود سوريا اليوم إلى واجهة الصراعات الإقليمية والدولية كأرض مستباحة وميدان لتصفية الحسابات بين القوى الكبرى والإقليمية. هذه الصراعات لم تقتصر على الخارج فقط، بل امتدت داخليًا حيث تتشابك المصالح والأجندات للفصائل العسكرية التي أسستها أطراف مختلفة، وأخرى تعمل كأذرع لدول مثل تركيا، التي أسست مجموعات كان هدفها الأساسي مواجهة وجود الشعب الكردي، خارج حدود تركيا،…

روني آل خليل   إن الواقع السوري المعقد الذي أفرزته سنوات الحرب والصراعات الداخلية أظهر بشكل جلي أن هناك إشكاليات بنيوية عميقة في التركيبة الاجتماعية والسياسية للبلاد. سوريا ليست مجرد دولة ذات حدود جغرافية مرسومة؛ بل هي نسيج متشابك من الهويات القومية والدينية والطائفية. هذا التنوع الذي كان يُفترض أن يكون مصدر قوة، تحوّل للأسف إلى وقود للصراع بسبب…

خالد حسو الواقع الجميل الذي نفتخر به جميعًا هو أن سوريا تشكّلت وتطوّرت عبر تاريخها بأيدٍ مشتركة ومساهمات متنوعة، لتصبح أشبه ببستان يزدهر بألوانه وأريجه. هذه الأرض جمعت الكرد والعرب والدروز والعلويين والإسماعيليين والمسيحيين والأيزيديين والآشوريين والسريان وغيرهم، ليبنوا معًا وطنًا غنيًا بتنوعه الثقافي والديني والإنساني. الحفاظ على هذا الإرث يتطلب من العقلاء والأوفياء تعزيز المساواة الحقيقية وصون كرامة…

إلى أبناء شعبنا الكُردي وجميع السوريين الأحرار، والقوى الوطنية والديمقراطية في الداخل والخارج، من منطلق مسؤولياتنا تجاه شعبنا الكُردي، وفي ظل التحولات التي تشهدها سوريا على كافة الأصعدة، نعلن بكل فخر عن تحولنا من إطار المجتمع المدني إلى إطار سياسي تحت اسم “التجمع الوطني لبناء عفرين”. لقد عملنا سابقاً ضمن المجتمع المدني لدعم صمود أهلنا في وجه المعاناة الإنسانية والاجتماعية…