توفيق عبد المجيد
بدأت تطفو على سطح المشهد السوري مستجدات كثيرة تفرض نفسها كنتائج للثورة السورية التي تجاوزت العامين من اندلاعها ، لتظهر علناً أو قراءة واستنتاجاً لمآلات الأحداث وما ستتمخض عنه من تداعيات ستظهر بشكل جلي ربما لا تكون موضع ارتياح وترحيب لأطراف أخرى شاركت في الثورة بشكل عفوي وسلمي وبمطالب كان تحقيقها أسهل بكثير في البدايات مما هو عليه الآن ، بعد أن تزايد عدد اللاعبين على الرقعة الجغرافية السورية ، وظهرت بوضوح أجندات أخرى كانت في الخلف ، بانتظار النتائج .
مراراً كنت أقول لأصدقائي ورفاقي أن الكرد سينالون ما هو غير متوقع للكثيرين ، وما سيتجاوز المطالب الحقة لشعب هضمت حقوقه ، واحتلت أرضه كتحصيل حاصل لاتفاقيات دولية ، وإرضاء لأطراف المتصارعة على المنطقة في تلك الحقبة ، ولو كان ذلك على حساب الشعوب المقهورة فتوزع بلادها بشكل جائر وباتفاقيات استعمارية مصلحية بحتة في ذلك الوقت ، ودون أن أتطرق وبإسهاب وتفصيل إلى الشعب الكردي الذي كان ضحية لتلك المخططات ، والقادة الكرد الذين هزموا في المعارك السياسية والدبلوماسية فتجاوزتهم المرحلة ، وثبتت الحدود التي قطعت الجسد الواحد ، بل مثلت فيه أبشع تمثيل ، ورفعت الأقلام وجفت الصحف .
ولكي لا أنسى وأنا في خضم هذا الموضوع الذي قد يبدو للآخرين ضرباً من الخيال ، ومن تداعيات أحلام اليقظة ، علي ّ أن أذكر القادة الكرد ، وأنا واثق كل الثقة بجدارة وحكمة من يمسكون بزمام الأمور ويديرون المعركة الدبلوماسية بجدارة ، أن هذه المرحلة التاريخية يجب ألا تمر دون إحقاق الحق الكردي كشعب يتجاوز تعداده الأربعين مليوناً ويعيش على أرضه التاريخية لينال الحق الذي حرم منه ، أقول وبكل احترام وتواضع لمن يديرون المعركة السياسية والدبلوماسية ، ولمن يتناولون الآن ملف القضية الكردية ، إن الحق الكردي أمانة في أعناقكم ، فلا تخسروا المعركة ولا تفرطوا به مرة أخرى ، لأن أعين ملايين هذا الشعب مشرئبة إليكم ، لكي تنعم أجيالنا القادمة بالحرية والتحرر ، وتعيش في بلاد آمنة مطمئنة على المستقبل ، ومحصنة ضد التطاول والتآمر وهضم الحق الكردي مرة أخرى .
تحضرني في هذه المناسبة مصورات كثيرة نشرت ووزعت على أوسع نطاق ، لكردستان الكبرى التي امتدت في هذه المصورات حتى البحر الأسود ، ناهيكم عن بلوغها تخوم البحر المتوسط ، ولعل من أكثر هذه الخرائط انتشاراً واستحواذا على اهتمام المعنيين بالأمر ، هي الخريطة التي وزعها العقيد الأمريكي ” رالف بيترز ” مع مقالة عنونت بـ ( حدود الدم ) في خضم تداول مفهوم ومصطلح ” الشرق الأوسط الجديد ” والمحاولات الحثيثة للدعاية له وشرحه ونشره ومن ثم تطبيقه ، ويبدو أن المشروع قد بعثت فيه الروح من جديد بعد التغييرات الجذرية التي حصلت في العالم العربي في إطار ما سمي بـ ” الربيع العربي ” .
ومع استمرار الثورة السورية وانسداد الأفق أمام معظم الحلول ، وتدخل أطراف إقليمية ودولية في المعادلة السورية ، يبدو لي أن مشروع تقسيم سوريا لم يعد مستحيلاً ولا مشروعاً صعب التحقيق ، لأنه صار يحظى بتوافق إقليمي ودولي وخاصة من روسيا وأمريكا ، وقد اقترح هنري كيسنجر التقسيم حلاً للمعضلة السورية في محاضرته المعنونة ” تقسيم سوريا هو الحل ” والتي ألقاها في مدرسة فورد عندما عبر وبصريح العبارة عن رغبته في رؤية سوريا مقسمة ومبلقنة (هناك ثلاثة احتمالات ممكنة.
انتصار الأسد.
انتصار السنة.
أو نتيجة تتفق معها القوميات المختلفة على التعايش معاً ولكن في مناطق مستقلة، بحيث لا يمكن لها أن تقمع بعضها البعض )
كما أن تصريح الرئيس بشار الأسد يصب في هذا المجال ، ويدعم فكرة إقامة دولة كردية عندما يقول بصريح العبارة وبغض النظر عن خلفية هذا التصريح ودواعيه وأسبابه الظاهرة والمبطنة ( أن حظوظ إقامة دولة كوردية باتت كبيرة بسبب المتغيرات الجارية في المنطقة, وأنها تصب في مصلحة الشعب الكوردي ) .
أما المحلل التركي حسن كوني الخبير بالعلاقات الدولية فقد رأى من جانبه :
( أن حلف شمال الأطلسي يرغب فى إقامة دولة كوردية على ألا تكون تلك الدولة مبنية على أسس إسلامية ، وتتضمن حساباتها حماية إسرائيل أكثر من اهتمامها بالنفط .
مما سبق نستنتج ونستشف أن إقامة دولة كردية في كردستان التي وزعت على أربع دول بإرادة استعمارية بحتة في ذلك الوقت ، وقبل حوالي المائة عام ، صارت مسألة وقت ليس إلا ، ويبدو أن هناك تقسيمات جديدة للمنطقة لدخول لاعبين جدد على الساحة الإقليمية ، لينال كل واحد منهم نصيبه من الكعكة السورية ، ويفككوا هذه الدول مرة أخرى منطلقين من مصالحهم التي قد تتقاطع وتلتقي بمصالح الشعوب المسلوبة الإرادة والمستعمرة في المنطقة ، فيبدؤوا عملية طرح وتقسيم وجمع مرة أخرى .
ولعل المساعي الجادة التي تبذلها قيادة إقليم كردستان ممثلة بسيادة رئيسها السروك المفدى مسعود البارزاني تأتي في وقت مناسب جداً وظرف إقليمي مساعد ، للعمل على تشييد بنيان الدولة الكردية التي سترى النور ، ومن هذه المساعي العمل على عقد المؤتمر القومي الكردي ليكون لكرد الأطراف الكردستانية الأربعة من يتكلم باسمهم في المحافل الدولية والإقليمية بعد إنجاز المهمة القومية الكبرى ألا وهي وحدة الموقف الكردي استعداداً وتهيوأ للقادم من الأيام .
نشرت في العدد 474 دنكي كورد
ولكي لا أنسى وأنا في خضم هذا الموضوع الذي قد يبدو للآخرين ضرباً من الخيال ، ومن تداعيات أحلام اليقظة ، علي ّ أن أذكر القادة الكرد ، وأنا واثق كل الثقة بجدارة وحكمة من يمسكون بزمام الأمور ويديرون المعركة الدبلوماسية بجدارة ، أن هذه المرحلة التاريخية يجب ألا تمر دون إحقاق الحق الكردي كشعب يتجاوز تعداده الأربعين مليوناً ويعيش على أرضه التاريخية لينال الحق الذي حرم منه ، أقول وبكل احترام وتواضع لمن يديرون المعركة السياسية والدبلوماسية ، ولمن يتناولون الآن ملف القضية الكردية ، إن الحق الكردي أمانة في أعناقكم ، فلا تخسروا المعركة ولا تفرطوا به مرة أخرى ، لأن أعين ملايين هذا الشعب مشرئبة إليكم ، لكي تنعم أجيالنا القادمة بالحرية والتحرر ، وتعيش في بلاد آمنة مطمئنة على المستقبل ، ومحصنة ضد التطاول والتآمر وهضم الحق الكردي مرة أخرى .
تحضرني في هذه المناسبة مصورات كثيرة نشرت ووزعت على أوسع نطاق ، لكردستان الكبرى التي امتدت في هذه المصورات حتى البحر الأسود ، ناهيكم عن بلوغها تخوم البحر المتوسط ، ولعل من أكثر هذه الخرائط انتشاراً واستحواذا على اهتمام المعنيين بالأمر ، هي الخريطة التي وزعها العقيد الأمريكي ” رالف بيترز ” مع مقالة عنونت بـ ( حدود الدم ) في خضم تداول مفهوم ومصطلح ” الشرق الأوسط الجديد ” والمحاولات الحثيثة للدعاية له وشرحه ونشره ومن ثم تطبيقه ، ويبدو أن المشروع قد بعثت فيه الروح من جديد بعد التغييرات الجذرية التي حصلت في العالم العربي في إطار ما سمي بـ ” الربيع العربي ” .
ومع استمرار الثورة السورية وانسداد الأفق أمام معظم الحلول ، وتدخل أطراف إقليمية ودولية في المعادلة السورية ، يبدو لي أن مشروع تقسيم سوريا لم يعد مستحيلاً ولا مشروعاً صعب التحقيق ، لأنه صار يحظى بتوافق إقليمي ودولي وخاصة من روسيا وأمريكا ، وقد اقترح هنري كيسنجر التقسيم حلاً للمعضلة السورية في محاضرته المعنونة ” تقسيم سوريا هو الحل ” والتي ألقاها في مدرسة فورد عندما عبر وبصريح العبارة عن رغبته في رؤية سوريا مقسمة ومبلقنة (هناك ثلاثة احتمالات ممكنة.
انتصار الأسد.
انتصار السنة.
أو نتيجة تتفق معها القوميات المختلفة على التعايش معاً ولكن في مناطق مستقلة، بحيث لا يمكن لها أن تقمع بعضها البعض )
كما أن تصريح الرئيس بشار الأسد يصب في هذا المجال ، ويدعم فكرة إقامة دولة كردية عندما يقول بصريح العبارة وبغض النظر عن خلفية هذا التصريح ودواعيه وأسبابه الظاهرة والمبطنة ( أن حظوظ إقامة دولة كوردية باتت كبيرة بسبب المتغيرات الجارية في المنطقة, وأنها تصب في مصلحة الشعب الكوردي ) .
أما المحلل التركي حسن كوني الخبير بالعلاقات الدولية فقد رأى من جانبه :
( أن حلف شمال الأطلسي يرغب فى إقامة دولة كوردية على ألا تكون تلك الدولة مبنية على أسس إسلامية ، وتتضمن حساباتها حماية إسرائيل أكثر من اهتمامها بالنفط .
مما سبق نستنتج ونستشف أن إقامة دولة كردية في كردستان التي وزعت على أربع دول بإرادة استعمارية بحتة في ذلك الوقت ، وقبل حوالي المائة عام ، صارت مسألة وقت ليس إلا ، ويبدو أن هناك تقسيمات جديدة للمنطقة لدخول لاعبين جدد على الساحة الإقليمية ، لينال كل واحد منهم نصيبه من الكعكة السورية ، ويفككوا هذه الدول مرة أخرى منطلقين من مصالحهم التي قد تتقاطع وتلتقي بمصالح الشعوب المسلوبة الإرادة والمستعمرة في المنطقة ، فيبدؤوا عملية طرح وتقسيم وجمع مرة أخرى .
ولعل المساعي الجادة التي تبذلها قيادة إقليم كردستان ممثلة بسيادة رئيسها السروك المفدى مسعود البارزاني تأتي في وقت مناسب جداً وظرف إقليمي مساعد ، للعمل على تشييد بنيان الدولة الكردية التي سترى النور ، ومن هذه المساعي العمل على عقد المؤتمر القومي الكردي ليكون لكرد الأطراف الكردستانية الأربعة من يتكلم باسمهم في المحافل الدولية والإقليمية بعد إنجاز المهمة القومية الكبرى ألا وهي وحدة الموقف الكردي استعداداً وتهيوأ للقادم من الأيام .
نشرت في العدد 474 دنكي كورد
22/8/2013