من الدكتاتورية الى الديمقراطية؟!

   
محمود برو 

  لتحقيق التحول الديمقراطي وإحلال السلام ،وترسيخ سيادة حكم القانون في منطقتنا، لا بد من اتباع   خارطة  طريق ذات ملامح واضحة تهدف إلى تحقيق التقدم في العمل أثناء مرحلة ما قبل المرحلة الانتقالية من الدكتاتورية الى الديمقراطية.

في  مسيرتنا السياسية يجب التركيز على نقاط هامة ورئيسية منها:
1-مرحلة التحضير والاستعداد التام  لمقارعة الدكتاتورية وذلك من خلال بناء تجمع وطني شامل لجميع القوى الفاعلة، وهذا ما نفتقد اليه حتى يومنا هذا بعد مرور اكثر من سنتين من عمر ثورة الحرية والكرامة وتقديم العددالهائل من الضحايا.
ومازلنا لم نصل الى المستوى المطلوب رغم وجود اطارات وتحالفات مختلفة.
2- التوافق على برنامج سياسي واضح المعالم يخدم حقوق وطموحات جميع ابناء النسيج السوري الجميل والمتنوع، حيث ان سوريا بلد متعدد القوميات.

وسوري المستقبل ستكون لكل السوريين.
3-تشكيل لجنة من الحقوقيين والفقهاء للمشاركة مع الاخوة الخبراء في القوميات الاخرى وذلك للبدء في كتابة دستور جديد لسوريا المستقبل.
4-بناء الجيش الوطني الحر الموحد وعدم فتح المجال للمتربصين ان يتحركوا تحت عباءة الوطنية ويقوموا بتشكيل ميليشيات مسلحة ذات غايات واجندات خارجية بعيدة عن استراتيجية ومصلحة الثورة.
الشرط الاساسي لبناء تلك الجيش ان يكون مؤسسة عسكرية مستقلة غير خاضعة لتفرد وسلطة احد.

ومهمتها الرئيسية هي حماية الشعب ومؤسساته ومكتسباتة.

على عكس اليوم حيث نرى ان لكل حزب قوة عسكرية خاصة به وهذا يؤدي الى خروج النضال من مساره الصحيح  ويذهب باتجاه الصراع من اجل السلطة.
5- انتخاب لجنة دبلوماسيية من اناس اخصائيين وذات خبرة وحنكة في السياسة، ليلعبوا دور الوزارة الخارجية للثورة ، على العكس مما نراه حتى يومنا هذا ان اعضاء اللجنة الخارجية هم غالباً من سكرتارية الاحزاب ، ورؤساء التجمعات المختلفة.
6- بناء منظمات المجتمع المدني ،بدءاً  من منظمات شبابية ،صحية،تربوية، نسائية، حقوقية، نقابية وانتهاءاً بلجان الدفاع الشعبي ولجان الاغاثة العامة.

على ان تكون جميع هذه المنظمات هي ملك للشعب وليس ملك الاحزاب السياسية او خاضع لسيطرتها.
7- الدراية التامة بإن السلطة الدكتاتورية  يعتمد دائماً على استراتيجيات تقوم على التخويف ويستند الى طرق فعالة  للإمساك بعناصر القوة ،  كما يستخدم الشائعات المغرضة لإذلال معارضيه،  وقلب الحقائق،  وإظهار الضحية كمجرم،  ويصنف كل من يشكك في الشائعات التي يطلقها بأنه عميل للقوى والدول الخارجية ، فإن الكذب يسمى تنويرا للشعب ،والممارسات الوحشية تعني  طاعة للقانون أوالقيام بالواجب، والاغتيال يعني تطبيقا للقانون وحفظ الامن الداخلي.
8- اتقان ثقافة التسامح الوطني وماهية الديمقراطية بكل اسسها ووضع الصراعات والنزاعات والخلافات القديمة على الرف والعمل على ازالتها وجعلها خبر كان.

كذلك الغاء ثقافة التخوين لانها صفه ووسيلة اساسية من وسائل السلطة الدكتاتورية لتلفيقها بالثوريين الشرفاء والمخلصين للوطن.
الديمقراطية  تهدف لإعطاء  المواطنين الفرصة للمشاركة المباشرة في القرارات العامة التي تعطي دوراً هاماً لحياتهم مثل الاستفتاء العام للقرارات الكبيرة والمصيرية ، و تغيير السياسات و الإجابة على الأسئلة الوطنية المهمة.

فالمشاركة  يجب أن  تكون سلمية ومحترمة للقانون ولوجهات النظر الاخرى (فالديمقراطية لا تقود  إلى الفوضى) بل تقود الى التنظيم والامان.

والديمقراطية ليس طقماً جاهزاً يرتديه العريس في ليلة الزفاف، انما الديمقراطية هو مشروع طويل يستند الى مرتكزات رئيسية مختلفة.
الشعب يجب  أن يكون قادراً على اتخاذ قرارات واضحة وذكية  للتمييز   بين الحقيقة  والباطل .
لذلك يجب دائما العودة الى الشعب صاحب القرار الحقيقي.
ان العمل الجاد على النقاط المذكورة اعلاه سيساهم في سهولة الانتقال من الدكتاتورية الى الديمقراطية وباقل ضحايا ممكنة.
اضافة الى ذلك على الجميع  ان يدرك بانه مهما حاولنا عض لحم بعضنا البعض ، فيجب ان لانساهم في كسر عظام بعضنا.

كما يتوجب على جميعنا ان نفكر بالمستقبل القريب حيث ان طاولة الحوار الاخوي بانتظارنا في ميدان الحرية والكرامة، فلنساهم في تزيينها بالورود والعلم الكردستاني  والاجتماع حولها بدلا  من تحطيمها حيث ان تحطيمها هو الغاية الرئيسية للانظمة الغاصبة لكردستان لمتابعة حكمهم الفاشي علينا.
هلموا يا بني جلدتي واستيقظوا وتعلموا من الغرب والاوربيين للسير في طريق المنافسة من اجل تقديم المشروع الافضل لحماية وضمان المجتمع والسير به الى الامام ووضع المصلحة القومية والوطنية فوق كل المصالح الاخرى.

انتم الآن على حافة الهاوية ولديكم احد الاختيارين، اما ان تتفقوا وتتحدوا على المصير وتوحدوا قراركم السياسي، او ان تضعوا راسكم كطير النعامة تحت الرمل يقينا منكم بانكم ترون كل ما حولكم وتسيرون في الطريق الصحيح.

فالاختيار الثاني هو الشائع بينكم حتى اليوم وذلك لايخدم الا سلطة الاستبداد الكيماوية.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين مؤتمر جامع في قامشلو على انقاض اتفاقيات أربيل ودهوك الثنائية لسنا وسطاء بين الطرفين ( الاتحاد الديموقراطي و المجلس الوطني الكردي ) وليس من شاننا اتفقوا او اختلفوا او تحاصصوا لانهم ببساطة لن يتخلوا عن مصالحهم الحزبية الضيقة ، بل نحن دعاة اجماع قومي ووطني كردي سوري عام حول قضايانا المصيرية ، والتوافق على المهام العاجلة التي…

شادي حاجي لا يخفى على أي متتبع للشأن السياسي أن هناك فرق كبير بين الحوار والتفاوض. فالحوار كما هو معروف هو أسلوب للوصول الى المكاشفة والمصارحة والتعريف بما لدى الطرفٍ الآخر وبالتالي فالحوارات لاتجري بهدف التوصّل إلى اتفاق مع «الآخر»، وليس فيه مكاسب أو تنازلات، بل هو تفاعل معرفي فيه عرض لرأي الذات وطلب لاستيضاح الرأي الآخر دون شرط القبول…

إبراهيم اليوسف باتت تطفو على السطح، في عالم يسوده الالتباس والخلط بين المفاهيم، من جديد، وعلى نحو متفاقم، مصطلحات تُستخدم بمرونة زائفة، ومن بينها تجليات “الشعبوية” أو انعكاساتها وتأثيراتها، التي تحولت إلى أداة خطابية تُمارَس بها السلطة على العقول، انطلاقاً من أصداء قضايا محقة وملحة، لا لتوجيهها نحو النهوض، بل لاستغلالها في تكريس رؤى سطحية قد…

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…