التطورت الدراماتيكية على الصعيد الكردي في سوريا ، تدفع بالمتابع والباحث إلى طرح تصورات وأفكار قد تتلاءم وتتناسب مع الحالة المرحلية التاريخية التي يمر بها الشعب الكردي، ارتباطا بتشابكات وتعقيدات الأزمة في سورية التي حدثت بعد ثورة عارمة انطلقت من 15 آذار العام المنصرم
انعكاس امتداد الحالة السورية دون حل ، تمتد كرديا بشكل ضاغط وخطير ، سيما وأن الشعب الكردي قد أيد الثورة منذ انطلاقتها، لكن قوى تقليدية بالانطلاق من مصالح وأجندات قد لا تتناسب والمصلحة الكردية السورية خاصة والمصلحة السورية عامة،
إن المرحلة حساسة ودقيقة ، والكرد مقبلون على مخاضات عسيرة وشاقة وطويلة وشائكة ، وطرح مثل هذا الموضوع في هذه الفترة من شأنه أن يحرك الرأي العام الكردي والالتفاف حول هذا المقترح بخاصة بعد أحداث عامودا المؤسفة والتي راح ضحيتها سبعة شهداء كرد نتيجة قتال كردي كردي وبعد واثناء ما جري ويجري من صراعات قومية ودينية ومذهبية في المناطق الكردية
وبحسب الخطاب السياسي الكردي فالكل يبحث عن حل للخلافات الكردية الكردية ، وهذا المقترح يأتي استجابة للحظة الحاسمة والفارقة في تاريخ كرد سوريا ، هناك أمر في غاية الأهمية أن اللوحة السياسية تتشوه كثيرا وتضيع بوصلة الوصول إلى تفاهمات مشتركة بانغلاق العديد من الأطراف في قواقعها الأيديولوجية أو الحزبية الضيقة ، أو حتى الفردية الضحلة ، وتبتعد عن الأخذ بمنطق العقل الذي يأخذ الأمور بروية وتمهل وإدراك وعمق
إن الطاقات الفكرية والأكاديمية متوفرة في الساحة الكردية وهي لا تستحق الإقصاء والإبعاد والتهميش ، ولقد حذر مثقفون كرد منذ البداية – وكاتب السطور من بينهم – من أن التهميش للمثقفين لن يؤدي إلى نتائج ايجابية ، وأن المجلسين الوطني الكردي وغربي كردستان ، لن ينجحا في مساعيهما بالدفاع عن حقوق الشعب الكردي ، وصدق تحذيرهم بحدوث مشاكل عديدة وحالة احتقان كبيرة وهجرة كردية عارمة وكان آخر دلالة على هذا التحذير ما شهدته عامودا من أحداث مؤسفة وبخاصة يوم 17 – 6- 2013 ، والبارحة ديريك وحبل المدن الكردية التي تنكب على الجرار
مجلس العقلاء مجلس حضاري وخطوة تاريخية يمكن أن يأخذ شرعية شعبية ويكون بادرة قد تتعلم منها الشعوب التي تمر بمراحل مماثلة لما يمر به الشعب الكردي في سورية
الأمر يتطلب نشر هذه الثقافة ثقافة التأسيس لمجالس العقلاء والحكماء والحصول على إجماع شعبي وسياسي كردي عارم
ومن دون هذا المقترح الأساس لا أجد جدوى من مناقشات وسجالات وخصومات فيسبوكية وانترنيتية وقضائية ..
الخ ، وهي أشبه ما تكون في أن يغرق الراعي في النوم في الوقت الذي يقوم الذئب بنهش أجساد القطيع .