أولا – مسألة ترتيب البيت الكردي بجوانبه المختلفة على أسس سليمة على ضوء متطلبات مرحلة النضال الوطني الديموقراطي التي تجتازها بلادنا والتي تقتضي وحدة الصف والموقف في أطر تنظيمية برامجية تبدأ من الحزب وتنتهي بأوسع الجبهات والتحالفات صحيح أن كونفرانس آب جاء لاعادة بناء الحزب كسبب مباشر ومهمة سريعة والأصح أيضا أنه خرج فيما بعد ببرنامج لارساء تحالف جبهوي متين بين مختلف الطبقات والفئات والتيارات السياسية الوطنية الكردية المتضررة من الاضطهاد والقمع والسياسات العنصرية .
ثانيا – مسالة تحديد موقع الحركة الوطنية الكردية في الصراع السياسي الداخلي والاجابة على السؤال التاريخي : هل مصلحة الكرد السوريين مع الحركة الديموقراطية والمعارضة الوطنية أم مع الأنظمة والحكومات ؟ وأين يكمن الحل النهائي للقضية الكردية في عمليات الصفقات مع السلطات الحاكمة أم في مجرى النضال الوطني الديموقراطي وعبر الحوار والتفاهم مع الشركاء أم في ظل الدكتاتورية والاستبداد ؟ وهل ينفع الكرد اعتبار حركتهم في خانة – الحياد – ووضع قضيتهم في بازار المناقصات والمزايدات مع من يدفع أكثر ؟
ثالثا – صحيح أن حقيقة وجود الشعب الكردي لم تعد مسألة خلاف بين مختلف أطراف الصف الوطني وانحسارمقولة – الأقلية – حتى في خطاب اليمين القومي الا أن موجة المزايدة – القومية – بدأت تتلاطم لاحراج قوى الثورة والتغيير وخاصة من شركائنا العرب في حين كانت غائبة أيام سطوة النظام وحضوره الأمني في مختلف مناطق البلاد وذلك مراعاة لمشاعره والتزاما من اليمين القومي وكل المتعاونين مع السلطات بتعهداتهم والحاجة ماسة الآن الى تعرية المتاجرين بالمسألة القومية الكردية والذين يلحقون الأضرار بالصداقة والعيش المشترك بين المكونات الوطنية ويثيرون الفتن العنصرية في وقت نحن جميعا بأمس الحاجة الى الوحدة الوطنية والاجماع على أولوية مهمة اسقاط نظام الاستبداد .
رابعا – مسألة إعادة التوازن الى معادلة القومي – الوطني كانت من أهم المنطلقات النظرية لموضوعات كونفرانس آب التي رسخت مبدأ أن للقضية الكردية السورية وجهان : قومي كردي ووطني سوري يجب التوازن بينهما في مختلف المراحل وفي المرحلة الراهنة ومنذ اندلاع الثورة الوطنية وبدلا من ترجيح الكفة لمصلحة البعد الوطني والتلاحم الكردي مع قوى الثورة في هذه الفرصة التاريخية التي تحمل مفتاح حل قضيتنا في خضم عملية التغيير الديموقراطي العام حدث خلل – مبرمج وقسري – لصالح البعد القومي الخارجي الحزبي وتحديدا في محاولة ربط المصير الكردي السوري بملف – ب ك ك – المليء بالألغام السياسية والمتناقضات وغير المحصن الفاقد للصدقية الى درجة أن جماعات الأمر الواقع – الآبوجية – بحكم سيطرتها المسلحة على الحدود المشتركة بدأت بمحاولة الاساءة لعلاقات الاخوة والاحترام المتبادل بين كرد سوريا وإقليم كردستان العراق التي بنيت على قاعدة متينة ومشاعر الود والاحترام لكفاح الأشقاء وتضحياتهم ولنهج البارزاني الخالد .
خامسا – جمع كونفرانس الخامس من آب بين السياسي والثقافي وكان أمينا لمسيرة العطاء الثقافي لحركة – خويبون – وواجه الاضطهاد القومي والمخططات العنصرية ليس بالعمل السياسي المنظم فحسب بل بالنشاط الثقافي ونشر العشرات من الوثائق والأعمال التاريخية عبر – رابطة كاوا للثقافة الكردية – في لبنان ومن ثم إقليم كردستان واحياء الفولكلور عبر الفرق الفنية وتنشيط مساعي التعلم باللغة الأم ووضع خططا للتصالح بين الثقافي والسياسي في أكثر من مجال .
سادسا – كان كونفرانس الخامس من آب سباقا الى صياغة البرامج حول مختلف جوانب القضية الكردية والنضال السياسي فطرح على الرأي العام وبمدة زمنية قصيرة برامج جبهوية مخصصة لكل من مستقبل العلاقات الكردية – الكردية والكردية الوطنية السورية والقومية الكردستانية ومازالت هذه المسألة الشغل الشاغل للوطنيين والناشطين الكرد ومثار الجدل والنقاش في الوسطين السياسي والثقافي .
لايفوتني بهذه العجالة توجيه التحية الى جميع الأعضاء المجتمعين يوم ذاك وواجب الوفاء لكل من غابوا عنا من رفاقنا المساهمين وأخص بالذكر رفيق الدرب الراحل – ملامحمد نيو – والذين انضموا تباعا وأخص بالذكر الأستاذ الكبير الراحل – عثمان صبري – الذي سلمناه سكرتارية الحزب بعد عام من الكونفراس .
ومازال كونفرانس الخامس من آب منعقدا